الحكومة الإثيوبية وجماعة مسلحة تتقاذفان مسؤولية «مقتلة أوروميا»

الخصومات العرقية تهدد بتقويض محاولات إنهاء الصراع الداخلي الذي يعصف بالبلاد

طابور أمام خزان مياه في مخيم قرب مدينة دوبتي بإثيوبيا (أ.ف.ب)
طابور أمام خزان مياه في مخيم قرب مدينة دوبتي بإثيوبيا (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الإثيوبية وجماعة مسلحة تتقاذفان مسؤولية «مقتلة أوروميا»

طابور أمام خزان مياه في مخيم قرب مدينة دوبتي بإثيوبيا (أ.ف.ب)
طابور أمام خزان مياه في مخيم قرب مدينة دوبتي بإثيوبيا (أ.ف.ب)

تبادل رئيس الوزراء الإثيوبي وجماعة مسلحة اللوم في عمليات قتل جماعي في أوروميا، المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد، حيث لقي مئات حتفهم في الأشهر الأخيرة في تصعيد للعنف بين جماعات عرقية متناحرة.
وقالت لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية المعينة من قبل الدولة، إن عمليات القتل وقعت أول من أمس في قريتين في كيليم وليجا على بعد نحو 400 كيلومتر غربي العاصمة أديس أبابا.
وألقى كل من لجنة حقوق الإنسان ورئيس الوزراء آبي أحمد باللوم في عمليات القتل على «جيش تحرير أورومو»، وهي جماعة محظورة منبثقة عن حزب معارض. ووصف آبي أحمد عمليات القتل بأنها «مذبحة».
ورفض أودا طربي المتحدث باسم «جيش تحرير أورومو» الاتهامات، قائلاً إن الميليشيات المتحالفة مع الحكومة هي المسؤولة عن المذبحة، في حين أن القوات الاتحادية التي تم نشرها في المنطقة في الآونة الأخيرة لم تفعل شيئاً لوقفها. ولم يتسن لـ«رويترز»، حتى الآن، التحقق من مزاعم أي من الجانبين، إذ يبدو أن معظم الاتصالات بالمنطقة مقطوعة أمس الثلاثاء. ولم يرد المتحدث باسم إدارة إقليم أوروميا حتى الآن على طلبات للتعليق، بينما لم يذكر المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو تفاصيل عن الضحايا. وشهدت أوروميا، التي يعيش بها أكثر من ثلث سكان إثيوبيا، البالغ عددهم نحو 110 ملايين نسمة، نوبات من العنف العرقي لسنوات عديدة، لأسباب منها التهميش السياسي والإهمال من قبل الحكومة المركزية. وتصاعد العنف منذ أن تحالف «جيش تحرير أورومو»، العام الماضي، مع «الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي»، التي تقاتل القوات الحكومية في شمال البلاد منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، وفي الوقت الذي يقول فيه آبي والقوات الموالية له إنهم يريدون إنهاء القتال في تيجراي، تأتي عمليات القتل الأخيرة في أوروميا لتكون بمثابة تذكير بأن الخصومات العرقية في جميع أنحاء البلاد تهدد بتقويض محاولات إنهاء الصراع الداخلي.
ومنذ أن تولى آبي السلطة في 2018، بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من الحكم الصارم لحكومة بقيادة «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، شجعت الإصلاحات السياسية القوى المحلية التي تتمتع بنفوذ على السعي لتأسيس قواعد قوة عرقية. وأعلنت الحكومة عن حملة عسكرية في المنطقة بعد مقتل نحو 340 شخصاً الشهر الماضي.
وطالبت لجنة حقوق الإنسان بتعزيز قوات الأمن الحكومية في أوروميا في ضوء الهجمات الأخيرة.
والمنطقة موطن لعرقية أورومو، أكبر مجموعة عرقية في البلاد، ويتحدر منها رئيس الوزراء. ويعيش هناك أيضاً أفراد من مجتمعات أخرى، بما في ذلك أمهرة، ثاني أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا. وقالت لجنة حقوق الإنسان، إن معظم السكان في القريتين اللتين شهدتا أعمال العنف أول من أمس من عرقية أمهرة، وإن قوات الأمن الحكومية وصلت إلى المنطقة.


مقالات ذات صلة

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

العالم ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

أثار عدم التوصل إلى اتفاق، بعد محادثات سلام أولية بين الحكومة المركزية الإثيوبية، ومتمردي إقليم «أوروميا»، تساؤلات حول مستقبل تلك المحادثات، واحتمالات نجاحها، وأسباب تعثرها من البداية. ورأى خبراء أن «التعثر كان متوقعاً؛ بسبب عمق الخلافات وتعقيدها»، في حين توقّعوا أن «تكون المراحل التالية شاقة وصعبة»، لكنهم لم يستبعدوا التوصل إلى اتفاق. وانتهت الجولة الأولى من المحادثات التمهيدية بين الطرفين، دون اتفاق، وفق ما أعلنه الطرفان، الأربعاء.

العالم رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

أعلن رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد اليوم (الخميس) مقتل مسؤول الحزب الحاكم في منطقة أمهرة الواقعة في شمال البلاد. وقال آبي أحمد عبر «فيسبوك»، إنّ «أولئك الذين لم يتمكّنوا من كسب الأفكار بالأفكار، أخذوا روح شقيقنا جيرما يشيتيلا». واتهم أحمد، وفقا لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية»، «متطرّفين يتسمون بالعنف» بالوقوف وراء هذا العمل الذي وصفه بـ«المخزي والمروّع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

تنطلق في تنزانيا، الثلاثاء، محادثات سلام غير مسبوقة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي إقليم أوروميا، ممثلين في «جبهة تحرير أورومو» التي تخوض معارك مع القوات الحكومية بشكل متقطع منذ عقود. وتسعى أديس أبابا لإبرام اتفاق سلام دائم مع متمردي الإقليم، الذي يشغل معظم مناطق وسط البلاد، ويضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة لقومية الأورومو، على غرار ما حدث في «تيغراي» شمالاً، قبل 5 أشهر، خشية دخول البلاد في حرب جديدة مع تصاعد التوتر بين الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي زار مدينة نكيمتي بالإقليم مؤخراً، أن «جولة مفاوضات ستبدأ معهم (جيش تحرير أورومو) الثلاثاء في تنزانيا»، في أ

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

عاد الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، بشأن منطقة «الفشقة»، إلى الواجهة، بعد أنباء سودانية عن نشاط «غير اعتيادي» للقوات الإثيوبية ومعسكراتها، في المنطقة المتنازع عليها، منذ بداية الاضطرابات الأخيرة في السودان.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.