جورجيت جبارة لـ«الشرق الأوسط»: في المسرح صمتٌ يوجع الأذن

منحت وسام الاستحقاق اللبناني الفضي تكريماً لعطاءاتها الفنية

صورة نشرتها جورجيت جبارة في «فيسبوك» تظهر الرئيس اللبناني ميشال عون معلقاً وسام الاستحقاق الفضي على صدرها
صورة نشرتها جورجيت جبارة في «فيسبوك» تظهر الرئيس اللبناني ميشال عون معلقاً وسام الاستحقاق الفضي على صدرها
TT

جورجيت جبارة لـ«الشرق الأوسط»: في المسرح صمتٌ يوجع الأذن

صورة نشرتها جورجيت جبارة في «فيسبوك» تظهر الرئيس اللبناني ميشال عون معلقاً وسام الاستحقاق الفضي على صدرها
صورة نشرتها جورجيت جبارة في «فيسبوك» تظهر الرئيس اللبناني ميشال عون معلقاً وسام الاستحقاق الفضي على صدرها

يلقبونها بـ«سندريلا الباليه» في لبنان، منذ مشاركتها في عام 1957 بعمل يحمل هذا الاسم، قدمته على مسرح الأونيسكو. جورجيت جبارة التي ولدت معها موهبة الرقص منذ نعومة أظافرها، كافحت، وصبرت، وتعبت كي تحقق حلمها، فتحولت إلى أيقونة رقص الباليه في لبنان وتتمثل بفنها الأجيال.
كُرمت أخيراً، فعلق الرئيس اللبناني ميشال عون، «وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذو السعف» على صدرها، تقديراً لعطاءاتها الفنية والثقافية. تأثرت جبارة بهذه اللفتة هي التي امتلكها نوع من الانزعاج إثر تلقيها الخبر. لماذا؟ ترد جبارة لـ«الشرق الأوسط»: «لأنني شعرت بالإحراج، فالأوضاع في بلدي ليست على ما يرام. وقلتها بصراحة أثناء منحي الوسام، أنا فرحة نعم، ولكن هناك غصة في قلبي بسبب ما نعيشه في وطننا. وكذلك لأن زملاء كثراً من فنانين ومثقفين يعانون وليس هناك من يهتم بهم. فكان من الصعب عليّ أن أتزين وأتأنق وأفرح وبالي مشغول على زملائي».
ولكن الفرح يغلب الحزن، ولمجرد تفكيرها بأن بلدها يكرمها كانت تشعر بالفخر. «لا يمكنك عندما يدعوك وطنك لحفل يكرمك خلاله أن ترفضي الأمر. فاحتراماً للبلاد ولتاريخ حياتك ومشوارها، تلبين الدعوة من دون شك».
جورجيت جبارة كانت أول من افتتح مدرسة رقص في الشرق الأوسط، وتتلمذ على يديها نجوم من المسرح اللبناني. وفي حفل التكريم رافقها بعض من أصدقاء العمر كنقيب الفنانين الممثل جورج شلهوب، والإعلامي ريكاردو كرم، وإبراهيم وسُليمى زود وغيرهم. «إنهم رفقاء الدرب. ألفنا مجموعة للتواصل مع بعضنا البعض عبر الـ(واتساب) بشكل يومي. رغبت بأن يشاركوني هذه الفرحة، فمن الجميل أن يكرم الفنان وهو على قيد الحياة».
ألا ترين أن هذا التكريم جاء متأخراً؟ ترد: «كثيرون طرحوا عليّ هذا السؤال، خصوصاً أني كُرمت في بلدان عدة، من بينها الصين. يومها اختارتني المؤسسة الدولية للمسرح لهذا التكريم. وليس في جعبتي جواب على هذا السؤال، وربما بسبب انشغال المسؤولين بأوضاع البلد تأخر التكريم. بالنسبة لي، لا يهمني الزمان ولا المكان لتكريمي، كل ما يهمني هي المعاني التي يحملها هذا الحدث. فأن يفكر بك بلدك ويكرمك لهو أمر يعتز به المواطن. ومهما استقبلت بحفاوة وكُرمتِ هنا وهناك، إلا أن تقدير بلدك لك يبقى الأهم، خصوصاً وأنت على قيد الحياة».

جبارة في أحد أعمالها الراقصة (فيسبوك)  -   أيقونة رقص الباليه في لبنان جورجيت جبارة (فيسبوك جبارة)

أغنت جبارة الفنون المشهدية في لبنان، بمشاركتها في دعوة عدد من الفرق الراقصة الأجنبية إلى «مهرجانات بعلبك الدولية». صممت كوريغرافيا مسرحيات «فرقة المسرح الحديث»، كما «فاوست» لمنير أبو دبس، ولمخرجين آخرين مثل شكيب خوري في مسرحيتيه «جمهورية الحيوانات» (1971)، و«القداس الأسود» (1975)، وأعمال أخرى قدمت في الخارج مع فرق عالمية. رقصت على إيقاع القصائد الشعرية العربية، وهي تجربة أولى من نوعها في الشرق الأوسط، لبرنامج من إنتاج التلفزيون الأردني. واجهت مصاعب كثيرة كما تقول، ولكنها تمسكت بحلمها ولم تشأ الاستسلام، فتابعت مسيرتها وواجهت عراقيل عدة أجبرتها أحياناً أن تدفع من جيبها في ظل غياب تام لدعم الفنان في لبنان. وتتذكر: «كنت أتابع شخصياً ورش العمل في المسرح، وأعاند وأصمم كي أستمر، لأن الطموح كان يسكنني. في إحدى المرات وقبيل تقديم عملي على المسرح بساعات قليلة، قصدت مكان العرض وكان (مسرح المارتينيز)، فوجدته مقفلاً في وجهي. سألت عن السبب فجاءني الجواب أن صاحب المكان أقفله لأن فاتورة الكهرباء لم تُسدد. ودفعت ألوف الليرات في تلك الحقبة كي أفك قيد هذا المكان ودخلت المسرح من جديد».
إذن، ما الفرق بين الفن الجميل وزمنه ويومنا هذا؟ «هناك صمت في المسرح يوجع الأذن، أما بالنسبة للموسيقى فبعضها دون المستوى».
وتتابع جبارة مستعرضة الفرق بين الماضي والحاضر في عالم الفن: «الأخلاق كانت موجودة، وكان هناك جدية في العمل، أما اليوم فهناك الكثير من الكذب والغش والتزييف والتقليد. وأمام هذا الواقع لا أستطيع أن أغير شيئاً. العدالة في بلدنا لم تتمكن من تصحيح الخطأ، فهل بإمكاني أن أتوجه لأحدهم وأقول له أنت تكذب؟».
تفتخر جبارة بمسيرتها الفنية وتحدثك طويلاً عن هذا الإرث الذي يتناقله حتى اليوم الأبناء والأحفاد. «صحيح أني لم أرزق بالأولاد، ولكن اليوم، لدي أبناء وأحفاد يتبادلون هذا الإرث الفني. وأتأثر عندما أعلم أن واحدة من تلامذتي مثل جوزيانا ملك افتتحت مدرسة رقص في كندا، تعلم فيها قواعد ودروساً حفظتها مني».
وأين نحن اليوم من الرقص الراقي؟ «للأسف لم يعد موجوداً، وليس هناك من تكوين وبنية ثقافية تسمح بانتشاره. هناك العشرات من الاستوديوهات ومدارس الرقص وقلة منها تهتم بالرقص الراقي والباليه».
في عام 2016، توقفت جبارة عن ممارسة عملها وإعطاء الدروس في مدرستها إثر حادث تعرضت له. «يومها قمت بحركة غير متزنة فوقعت على الأرض وأصبت ببعض الكسور. ومنذ ذلك اليوم منعت من ممارسة الرقص وأقفلت مدرستي. كمية الجهد التي بذلتها في عملي كانت كبيرة، وأنا عنيدة بطبعي، لذلك كنت عندما أصمم على أمر ما يجب أن أنفذه وأنجح به. كل شخص يريد أن يبدأ بحرفة أو مهنة سيلاقي صعوبات تواجهه صحيح، ولكنها تتضاعف عند المرأة بحد ذاتها أكثر من الرجل في مجتمع كمجتمعنا، ذكوري من الطراز الأول».
قد لا تتكرر جبارة بفنها وأسلوبها. فهي اليوم أيقونة رقص الباليه في لبنان، وواحدة من سفرائه الذين تغنى بهم الوطن على مدى نصف قرن.
وحالياً، تتفرغ للكتابة، إذ تعمل على مشروعين بالتوازي، أحدهما بالإنجليزية وهو كناية عن سيرة حياة، ولكنها تدونها بأسلوب روائي. أما الكتاب الثاني وهو بالفرنسية، فكناية عن خواطر ومقتطفات لملمتها من أوراق تعود إلى زمن تعليمها الدراسي. «لقد وجدتها أثناء توضيبي لواحدة من غرف منزلي، ومنها جمعت محتوى الكتاب الثاني ويحمل عنوان (على درب حياة)، ويتضمن مواقف وأموراً كثيرة تلفت النظر. فأنا مصرة على التعامل مع الورقة والقلم، ورائحة الحبر تلهمني. لا أحب وسائل التواصل الاجتماعي، ونادراً ما أقرأ عبر الإنترنت أو جهاز الحاسوب».
لا تزال جبارة تثابر على سماع الموسيقى الكلاسيكية، ويصادف أن تصغي لأغنية جديدة، بعيد متابعتها لنشرة أخبار إذاعية. «أنا متعلقة بشكل أكبر بالأغاني القديمة. كلمات الأغاني اليوم أصبحت سطحية وتافهة، أما إيقاع الألحان فصار متشابهاً ويتكرر بشكل دائم».
إلى ماذا تحن جورجيت جبارة اليوم؟ تقول في ختام حديثها لـ«الشرق الأوسط»، «أفتقد لما هو راقٍ في عالم الفن، أعلم تماماً أن الفن هو للترفيه، ولكن في المقابل، لا بد أن يسرقك من نفسك ويرتقي بك إلى الأعلى. فهو الوحيد الذي باستطاعته أن يشعرك بأنك في عالم آخر، فيفصلك عن الواقع، لأن الفن برأيي هو مفتاح للحوار والفكر».
أما التجاعيد التي تحملها على وجهها فهي تتغنى بها وتعدها خطوط حياة خاضتها ولا يمكن أن تستغني عنها. «منذ فترة قصيرة سألت زوجي إذا ما كان يفضل أن أمحي هذه التجاعيد عن وجهي بحقن تجميل، فنهرني قائلاً بأن هذه آثار حياتنا معاً، ويرغب في أن ترافقنا حتى النفس الأخير».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها
تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها
TT

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها
تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة؛ من خلال شخصية «فرح» التي تقدمها في مسلسل «خريف القلب» الذي يعدّ النسخة السعودية من العمل التركي الشهير «Autumn in my heart».

تجسّد لبنى دور السيدة الثرية فرح، التي يتخلى عنها زوجها بعد أن تكتشف أن ابنتها قد تم تبديلها بأخرى في المستشفى قبل 17 عاماً، ومن هنا تعيش عدداً من التحديات، لكنها لا تستسلم بسهولة. وتوضح لبنى لـ«الشرق الأوسط» أنها لا ترى الشر المحض في شخصية فرح، على الرغم من أنها المتسببة في معظم الصراعات التي يدور حولها العمل، وأضافت: «الشخصية مختلفة جداً عن النسخة التركية التي كانت جامدة جداً ومن السهل أن يكرهها الجمهور، بينما في النسخة السعودية من العمل؛ تعاطف الجمهور كثيراً مع فرح، وقد حاولت أن أظهر الفارق بين شخصيتها وشخصية نورة في مسلسل (بيت العنكبوت) (عُرض مؤخراً على MBC1)».

بسؤالها عن الاختلاف بين الدورين، تقول: «يبدو التشابه بينهما كبيراً جداً على الورق، ومن هنا أحببت أن أشتغل على الاختلاف فيما بين الشخصيتين، خصوصاً أن دور فرح وصلني أثناء تصوير مسلسل (بيت العنكبوت)». وتؤكد أن فرح في «خريف القلب» هي الشخصية الأقرب لها، قائلة: «أعجبني نمطها الأرستقراطي وترفعها عن سفاسف الأمور، فتصرفاتها كانت دائماً ردة الفعل لما يحصل معها، ولم تكن الفعل نفسه، بمعنى أنها لم تكن تبحث عن المشاكل».

تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

تحوّلات الشخصية

وعن سر تعاطف الجمهور معها، تقول: «شخصية فرح موجودة في المجتمع السعودي، متمثلة في المرأة التي يقرر زوجها بعد عِشرة طويلة أن يخطو خطوات مستقلة ويتركها وحيدة ليجدد حياته... كثيراً من السيدات واجهن هذا المصير، وانكسرت مشاعرهن وكرامتهن بعد فترة من الزواج». وعن هوس فرح بتلميع صورتها الاجتماعية، ترد بالقول: «هي ابنة طبقة ثرية أرستقراطية، وهذه العائلات تهمّها سمعتها كثيراً؛ لأنها تؤثر بشكل أو بآخر على الاستثمارات التي يمتلكونها، وحتى في الشركات هناك أقسام مختصة لإدارة السمعة؛ لذا لم أرَ أن اهتمامها بسمعتها ومظهرها أمام الناس أمر سلبي، بل باعتقادي أنه من أبسط حقوقها، ومن هنا حاولت أن أطرح من خلال شخصية فرح معاناة سيدات كُثر موجودات في مجتمعنا».

من اللافت في الدور الذي قدمته لبنى، المظهر المدروس الذي ظهرت به في المسلسل من حيث الأزياء والمجوهرات المصاحبة لشخصية فرح، بسؤالها عن ذلك تقول: «كان هناك إشراف عميق جداً على ذلك من أعلى إدارات (إم بي سي)، على رأسهم سارة دبوس وهي المشرف العام على العمل، وكنا حريصين على إظهار فرح بهيئة الـ(Old Money)؛ ممن جاءوا إلى الدنيا ووجدوا أنفسهم أثرياء، فلا توجد أي مبالغة في إظهار البذخ في المظهر، فجاءت فرح أنيقة وبسيطة، وثراؤها يتضح في أسلوبها وأفكارها ونمط حياتها، وليس في ملابسها؛ ولذلك يبدو الاتزان بين مظهرها وجوهرها، كما أن الفريق التركي المشرف على العمل كان حريصاً جداً على شخصية فرح ومظهرها».

لبنى عبد العزيز (إنستغرام)

من الإعلام للفن

ولأن لبنى عبد العزيز عرفها الجمهور في بداياتها مقدمةَ برامج، فمن الضرورة سؤالها عن تقاطعها بين الفن والإعلام، تجيب: «ما زالت متمسكة باللمسة الإعلامية التي وضعتها، وأحب أن يتم تصنيفي إعلاميةً سعوديةً؛ لأسباب عدة، أولها أن الفضول الإعلامي هو جزء رئيس في شخصيتي، فأنا يستهويني السبق الصحافي والبحث والتقصي والتحقق من الأخبار، وأحب ممارسة ذلك بالفطرة».

وعن السبب الثاني، ترى أن السوق الإعلامية السعودية ما زالت تفتقد إلى الإعلاميات السعوديات اللاتي يظهرن على الشاشة، مضيفة: «برأيي أن الحراك الإعلامي أبطأ من الحراك الفني، وهذا يحفزني على الاستمرار في الإعلام، ولدي خطة للعودة إلى العمل الإعلامي، لكن بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب». إلا أن لبنى تؤكد أن التمثيل والمجال الفني هو الأقرب لها.

وكانت لبنى قد أثارت الكثير من الجدل في فترة سابقة بخصوص المحتوى الذي تنشره عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، وما تحمله من طرح غير تقليدي حول بعض الأفكار المتعلقة بالتربية والمرأة وشؤون الأسرة وغيرها، بسؤالها عن ذلك تقول: «في حياتها كلها لم أتعمد أبداً إثارة الجدل، ولم يسبق لي أن نشرت فيديو بهذا الهدف، لكن حين تأتي الفكرة في رأسي فإني أقولها مباشرة». وتشير لبنى إلى أن تركيزها على التمثيل والعمل الفني أبعدها في الآونة الأخيرة عن منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً مع ما يتطلبه المجال من ساعات عمل طويلة ومنهكة، بحسب وصفها.

تجربة خليجية

وتختم لبنى عبد العزيز حديثها بالكشف عن آخر مشاريعها الفنية، حيث توجد حالياً في الإمارات لتصوير مسلسل جديد بعنوان «حتى مطلع الحب»، من المحتمل أن يُعرض في شهر رمضان المقبل، عن ذلك تقول: «هو عمل كويتي مختلف من نوعه، حيث أرغب في خوض هذه التجربة لتنويع قاعدة الجماهير، فأنا كنت وسأظل ابنة الجمهور السعودي وأفخر بذلك جداً، لكني أيضاً أريد المشاركة والتنويع في أعمال جديدة».

جدير بالذكر، أن مسلسل «خريف القلب» الذي يُعرض حالياً على قناة MBC1، ويتصدر قائمة أفضل الأعمال في السعودية على منصة «شاهد»، مستلهم من قصة العمل التركي Autumn in my heart، وكتب السيناريو والحوار علاء حمزة، وتدور النسخة السعودية من العمل في قلب مدينة الرياض، حيث يتضح التباين ما بين العائلتين، الثرية ومحدودة الدخل، وهو مسلسل يشارك في بطولته كلٌ من: عبد المحسن النمر، إلهام علي، فيصل الدوخي، جود السفياني، لبنى عبد العزيز، إبراهيم الحربي، هند محمد، ونجوم آخرون.