توفيت سعدية فرج الله (68 عاما)، الأسيرة الفلسطينية الأكبر سنا في السجون الإسرائيلية، اليوم (السبت)، بعد أشهر عدة من احتجازها، في حين طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية بتحقيق دولي في ملابسات الوفاة.
وقال نادي الأسير الفلسطيني (منظمة غير حكومية)، في بيان، إن «الأسيرة فرج الله توفيت في سجن (الدامون) وهي أكبر الأسيرات سنا في سجون إسرائيل، وكان جرى اعتقالها وسط مدينة الخليل في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2021».
وبحسب البيان، تواصل إسرائيل اعتقال 29 فلسطينية يقبعن في سجن «الدامون»، من بينهن اثنتان رهن الاعتقال الإداري وأسيرة قاصر.
ويرتفع بذلك عدد وفيات الأسرى داخل سجون إسرائيل إلى 230 حالة منذ عام 1967، بحسب مصادر فلسطينية حقوقية.
وحذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية أمس (الجمعة)، من أن عدد الأسرى المرضى في سجون إسرائيل بلغ 500 أسير وأسيرة، بينهم نحو 50 حالة صعبة وخطيرة.
من جهته، حمل أشتية في بيان صدر عن مكتبه، السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن وفاة الأسيرة فرج الله، مطالبا لجان حقوق الإنسان الدولية بفتح تحقيق في ظروف وفاتها.
كما حث على ممارسة الضغط على السلطات الإسرائيلية للإفراج عن جميع الأسيرات والأسرى في سجون إسرائيل وخاصةً المرضى منهم والأطفال.
بدوره، حمل الناطق باسم حركة «حماس» عبد اللطيف القانوع في بيان، إسرائيل تبعات ونتائج هذه «الجريمة البشعة» بحق الأسيرة المسنة فرج الله.
واعتبر القانوع أن وفاة الأسيرة الفلسطينية داخل السجون الإسرائيلية «يبرهن على وحشية الاحتلال في التعامل مع الأسرى وتحديداً المرضى منهم». ولم يصدر بحق الأسيرة المتوفية حكم.
من هي الأسيرة سعدية فرج الله؟
والأسيرة سعدية فرج الله من سكان بلدة إذنا بمحافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية ولدت عام 1954. وكانت أكبر الأسيرات سنا في السجون الإسرائيلية وهي أم لثمانية أبناء.
واعتقلت القوات الإسرائيلية فرج الله في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2021 بعد الاعتداء عليها بالضرب قرب الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل ما أدى لإصابتها بحالة إغماء، بحسب وسائل إعلام فلسطينية. ووجهت النيابة العسكرية الإسرائيلية بحقها تهمة محاولة تنفيذ عملية طعن ضد أحد الجنود.
وخلال اعتقالها كانت فرج الله تعاني من أمراض عدة، وقدمت أكثر من طلب لإدارة سجن «الدامون» لمراجعة الطبيب، لكن طلباتها قوبلت بالرفض، وفقاً لوسائل الإعلام.
وسبق أن جرى اعتقال فرج الله خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، إضافة إلى اعتقال إداري آخر في عام 2017.