طهران تصر على «إيجابية» محادثات الدوحة

المبعوث الأميركي الخاص بإيران روب مالي يستعد لإحاطة في مجلس الشيوخ في 25 مايو 2022 (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي الخاص بإيران روب مالي يستعد لإحاطة في مجلس الشيوخ في 25 مايو 2022 (أ.ف.ب)
TT

طهران تصر على «إيجابية» محادثات الدوحة

المبعوث الأميركي الخاص بإيران روب مالي يستعد لإحاطة في مجلس الشيوخ في 25 مايو 2022 (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي الخاص بإيران روب مالي يستعد لإحاطة في مجلس الشيوخ في 25 مايو 2022 (أ.ف.ب)

غداة انتهاء محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران دون تقدم في حل القضايا العالقة منذ شهور، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن تقييم بلاده للجولة الأخيرة في الدوحة «إيجابي»، وذلك بعدما أعربت الولايات المتحدة عن «خيبة أمل» لعدم إحراز تقدم.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن عبد اللهيان أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حول المحادثات الأخيرة في الدوحة. وقال عبد اللهيان: «تقييمنا للمرحلة الأخيرة من محادثات الدوحة إيجابي»، مضيفاً: «أؤكد أننا جادون في التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ودائم، وإذا كانت الولايات المتحدة واقعية؛ فيمكن الوصول إلى اتفاق».
وزاد عبد اللهيان على ذلك أن «كبير المفاوضين لدينا يقدم دائماً مقترحات ويتخذ خطوات في مسار تحقق اتفاق مقبول، ونحن مصممون على مواصلة المفاوضات حتى الوصول إلى اتفاق واقعي».
وقال بيان من وزارة الخارجية الإيرانية إن «وزير الخارجية القطري وصف المحادثات الثلاثية غير المباشرة بين إيران والاتحاد الأوروبي وأميركا بأنها بناءة وإيجابية». وأضاف البيان الإيراني أن «قطر وصفت هذه المرحلة من المفاوضات بـ(المهمة)، وإنها لن تدخر جهداً في مواصلة استضافة المحادثات حتى الوصول إلى نتائج مرجوة من إيران وعودة جميع الأطراف إلى التزاماتهم».
بدورها، قالت «وكالة الأنباء القطرية» إن الاتصال استعرض العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر التطورات الإقليمية، بالإضافة إلى مستجدات محادثات الاتفاق النووي، وتبادل الآراء حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
جاء التقييم الإيراني بعدما أكدت الولايات المتحدة الأربعاء فشل المحادثات، معربة عن «خيبة أملها» لعدم إحراز «أي تقدم» في الحوار غير المباشر الذي انطلق الثلاثاء في العاصمة القطرية بهدف كسر جمود المحادثات المتعثرة بسبب طلب طهران رفع «الحرس الثوري» من قائمة الإرهاب.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بعد ساعات قليلة من انتهاء المحادثات: «نشعر بخيبة أمل لأن إيران رفضت، مرة أخرى، الاستجابة بشكل إيجابي لمبادرة الاتحاد الأوروبي، وبالتالي لم يتم إحراز أي تقدم». وأضاف أن المحادثات فشلت؛ لأن «إيران أثارت نقاطاً لا علاقة لها بـ(خطة العمل الشاملة المشتركة)؛ (الاسم الرسمي لاتفاق 2015)، وهي لا تبدو مستعدة لاتخاذ القرار الجوهري بشأن ما إذا كانت تريد إحياء الاتفاق أم دفنه».
وأتى تصريح المتحدث الأميركي بعيد إعلان منسق الاتحاد الأوروبي في المفاوضات مع إيران، إنريكي مورا، أن محادثات الدوحة لم تسفر عن «التقدم» الذي يأمله الاتحاد.
وكتب مورا في تغريدة على «تويتر» أرفقها بصورة له خلال لقاء مع كبير مفاوضي إيران؛ علي باقري: «يومان مكثفان من المحادثات غير المباشرة في الدوحة».
وأضاف: «لسوء الحظ؛ لم تؤد بعد للتقدم الذي كان يأمله فريق الاتحاد الأوروبي. سنواصل العمل بإلحاح أكبر لإعادة الاتفاق الذي يخدم منع الانتشار النووي، والاستقرار الإقليمي لمساره». وتابع: «سنواصل العمل بجهد أكبر لإحياء اتفاق رئيسي لمنع الانتشار ودعم الاستقرار الإقليمي»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وردت إيران ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية؛ أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم التي وصلت إلى نسبة 60 في المائة، مما يجعل إيران أقرب تقنياً من تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 90 في المائة اللازم لصنع القنابل النووية.
وفي فيينا، حققت المفاوضات تقدماً جعل المعنيين قريبين من إنجاز اتفاق، إلا إنها وصلت إلى طريق مسدودة منذ مارس (آذار) الماضي مع تبقي نقاط تباين بين طهران وواشنطن، خصوصاً فيما يتعلق بمطلب طهران رفع اسم «الحرس الثوري» الإيراني من قائمة «المنظمات الإرهابية الأجنبية» التي تعتمدها واشنطن. وجددت إيران أيضاً المطالبة بضمانات أميركية لعدم تكرر انسحاب واشنطن من الاتفاق.
وتقول إدارة بايدن إن شطب «الحرس الثوري» من القائمة السوداء، وهي خطوة من المؤكد أنها ستغضب كثيراً من أعضاء الكونغرس، يقع خارج نطاق المحادثات لإحياء الاتفاق النووي.
وبحسب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، فإن المحادثات في الدوحة ليست بديلاً عن مفاوضات فيينا، بل تهدف إلى حل المسائل العالقة بين الولايات المتحدة وإيران للسماح بالتقدم في المحادثات الأخرى مع الدول الكبرى. وجرت المحادثات غير المباشرة في الدوحة مع وفد أميركي برئاسة المبعوث الأميركي الخاص لإيران، روبرت مالي، وجاءت قبل زيارة مرتقبة من بايدن إلى السعودية منتصف الشهر المقبل.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في وقت سابق الأربعاء: «نحن على استعداد لإبرام وتنفيذ الاتفاق الذي تفاوضنا عليه في فيينا على الفور من أجل العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لـ(خطة العمل الشاملة المشتركة)». لكن من أجل ذلك، «تحتاج إيران إلى أن تقرر التخلي عن مطالبها الإضافية التي تتجاوز (خطة العمل الشاملة المشتركة)»؛ أي الاتفاق النووي.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

الجيش الإسرائيلي: إسقاط صاروخ أُطلق من منطقة البحر الأحمر

تعرضت إيلات لهجوم متكرر بعيد المدى منذ بداية حرب غزة (أرشيفية - رويترز)
تعرضت إيلات لهجوم متكرر بعيد المدى منذ بداية حرب غزة (أرشيفية - رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي: إسقاط صاروخ أُطلق من منطقة البحر الأحمر

تعرضت إيلات لهجوم متكرر بعيد المدى منذ بداية حرب غزة (أرشيفية - رويترز)
تعرضت إيلات لهجوم متكرر بعيد المدى منذ بداية حرب غزة (أرشيفية - رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق صاروخ أرو الاعتراضي الباليستي، اليوم الاثنين، لإسقاط صاروخ أرض - أرض أُطلق في منطقة البحر الأحمر، وذلك بعد إطلاق صفارات الإنذار في مدينة إيلات الساحلية؛ لتحذير السكان.

ولم تردْ أنباء عن وقوع أضرار أو خسائر بشرية. ولم يذكر البيان العسكري الجهة التي ربما أطلقت الصاروخ. وتعرضت إيلات لهجوم متكرر بعيد المدى من قِبل جماعة الحوثي تضامناً مع حركة «حماس» في غزة.

وأمس الأحد، قالت فصائل مسلحة عراقية إنها قصفت بطيران مُسيَّر «هدفاً حيوياً» في إيلات، بجنوب إسرائيل.

وأضافت الفصائل العراقية، في بيان، أن القصف جاء «نصرة لأهلنا في غزة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين الفلسطينيين؛ من أطفال ونساء وشيوخ»، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وسبق أن أعلنت الفصائل العراقية استهداف قواعد عسكرية أميركية في العراق وسوريا، أو أهداف في إسرائيل، بينما تقول إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.