لبنانيات يتنشّقن الحرية على «إطارين»... ولو بعد الخمسين

السيدة لارا نعماني على متن دراجتها النارية خلال نزهة مع الأصدقاء (الشرق الأوسط)
السيدة لارا نعماني على متن دراجتها النارية خلال نزهة مع الأصدقاء (الشرق الأوسط)
TT

لبنانيات يتنشّقن الحرية على «إطارين»... ولو بعد الخمسين

السيدة لارا نعماني على متن دراجتها النارية خلال نزهة مع الأصدقاء (الشرق الأوسط)
السيدة لارا نعماني على متن دراجتها النارية خلال نزهة مع الأصدقاء (الشرق الأوسط)

ببنطال جلدي لامع، وخوذة مدببة، وسترة جلدية مزينة بدبابيس وشارات تروي قصة مشاوير وتحديات تخوضها على متن دراجتها النارية، تجوب السيدة اللبنانية لارا نعماني (52 سنة) لبنان، والدول العربية، بل العالم، على «إطارين أشبه بالأجنحة»، على حد وصفها.

ولم تمارس لارا، وهي أم لولدين في العقد الثاني من العمر، شغفها «الأزلي» بهواية ركوب الدراجات النارية في سن صغيرة، بل كان عليها الانتظار، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «كنت دائماً أرى الحلم يبعد مع كل مسؤولية جديدة، كان الأهم تربية ولدي وتأمين مستقبلهما. كنت أعتقد أن حلمي لن يتحقق أبداً».
كثيراً ما يُقال إن النصف الأول من حياتنا مكرس لوظائفنا وواجباتنا، بينما النصف الثاني ملك لنا للاستمتاع بالحياة، لكن في مجتمع شرقي يقسّم الهوايات جندريا، ويخضعها في معظم الأحيان لروزنامة العمر، فيصف النساء اللاتي يعتزمن تحقيق أحلامهن في سن كبيرة بـ«المتصابيات»، واللاتي يمارسن هواية وضعتها الأعراف على خانة الذكور بـ«المسترجلات»، ضربت سيدات لبنانيات، من بينهن لارا وبيليندا زكا (55 سنة)، عرض الحائط كل تلك «المحظورات» واتبعتا شغفهما في سبيل «ذلك الشعور بالحرية المطلقة... ولو بعد حين».
وتروي لارا، المعروفة وسط مجتمع سائقي دراجات «الهارلي» بـ«لولوش» و«أم عمر»، أن قلبها كان يرقص فرحاً كلما رأت سيدة تقود دراجة، وتتحدث السيدة، التي أصبحت رائدة اليوم في مجال التأمين والبوالص لـ«الشرق الأوسط»، عن الشرارة التي دفعتها إلى المضي قدماً في مطاردة حلمها «وهو صاحب شركة في مجال التأمين، قابلته في عام 2018».

وتحكي: «خلال الاجتماع عندما كنت في مكتبه سرقت أنظاري خوذة وسترة جلدية، شتتتا تركيزي كلياً، وعندما سألته أخبرني أنه يقود دراجة نارية»، الرجل الذي كان عمره 64 سنة حينها، صدم لارا «فهو مسن بدأ بممارسة هوايته في عمر الـ60»، على حد تعبيرها، فألهمتها قصته وأشعلت في قلبها الشغف من جديد.
أما مغامرات بيليندا التي تصف نفسها بأنها «متمردة وتسير عكس التيار»، فبدأت منذ الصغر، وتخبر «الشرق الأوسط» أنها في عمر الـ13 سنة كانت تخفي عن والديها ركوبها خلف شباب المنطقة الذين يقودون الدراجات النارية الرياضية السريعة، تقول: «أمي وأبي كانا يوبخانني باستمرار وكان والدي يهددني بالعقاب عندما يكتشف الموضوع، فهو رجل متحفظ جداً وكان يخاف من كلام الناس».

لم يخفت شغف بيليندا، وهي فنانة تبرع في تصميم قطع فنية ولوحات ثلاثية الأبعاد وتصمم مجوهرات، لقيادة الدراجات النارية السريعة يوماً، إلا أنها لم ترغب في تحدي عائلتها ووالدها بالأخص، وفقاً لها، إلى أن زارتها زبونة في متجرها في منطقة مار تقلا في الحازمية (ضواحي بيروت).

وتقول السيدة الملقّبة بـ«بي»: «خلال دردشتنا أخبرتني الزبونة أنها تقود دراجة نارية، أخبرتها حينها عن حبي لهذه الهواية رغم رفض أهلي، فكان جوابها أشبه بنداء اليقظة. قالت لي حينها: عذراً! عمرك 45 سنة وتنتظرين موافقة أهلك!».
وتحكي بيليندا: «في الشهر الأول اشتريت الخوذة، والشهر الثاني اشتريت السترة وكل شهر كنت أشتري قطعة من المعدات الضرورية إلى أن اشتريت دراجة رياضية سريعة وبدأت التعلم على قيادتها. كنت أركنها لدى المدرب خوفاً من المشاجرة مع أهلي».
أما لارا، وبعدما جوبهت بمعارضة كلّية من زوجها، اشترت دراجة «هارلي سبورستر» بالتقسيط، وتمرّنت على قيادتها، وتضيف: «عندما حان وقت امتحان السواقة، كان لا بد لي من إخبار زوجي وعائلتي... لكن كيف؟!».
لم يكن أمام لارا سوى رمي الخبر في وجه زوجها كالقنبلة، وتذكر: «وبقيت سنة كاملة أقود الدراجة من دون رضاه».

وتقبل الزوج فكرة أن زوجته «رايدر» (سائقة دراجات نارية) بعدما شاهد بأم العين «الاحترام الذي اكتسبته في هذا المجتمع، ومحبة الناس لي وتمكني ومضاهاتي للرجال في القيادة» تشرح، وتتابع: «بعدما كان من أشد المعارضين أصبح فخوراً بي».
وفي لبنان، تقود العديد من السيدات، خصوصاً الشابات، دراجات نارية، أكان للهواية كلارا وبيليندا، أو كوسيلة نقل اقتصادية. وفي حين يتقبّل الجيل الشاب هذه الظاهرة بل ويشجعها، لا يحبّذ السواد الأعظم من الجيل الأكبر الفكرة ويعتبرها «مسيئة لصورة المرأة».


ورغم ذلك، تعتبر لارا، أن والدها كان سيبارك خطوتها هذه لو كان على قيد الحياة بعكس والدتها التي يكبلها الخوف على ابنتها من أن تصاب بأي مكروه، والتي لا تتردد في التعبير عن امتعاضها من «تصرّف» ابنتها كلما سنحت لها الفرصة.
أما في العائلة الكبيرة، لارا ابنة بيروت، كانت محبوبتها وفقاً لها، وتضيف: «لكن بسبب قيادتي للدراجة النارية تغيرت نظرتهم لي وخسرت محبتهم...».
بيليندا فجّرت القنبلة أيضا، فقررت المواجهة وقامت بركن دراجتها أمام المنزل، «وكانت المشاجرة الكبرى. منذ ذلك الحين اختلفت علاقتي بوالدي وتوفي في عام 2013 من دون أن تعود علاقتنا كما كانت في السابق»، حسبما تروي. أما والدتها فتقبلت الموضوع بعد مدة لكنها طلبت منها توخي الحذر، وفقاً لها.

الأزمة الاقتصادية
ولكن في بلد يعيش أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث ويحرم المواطنين من أدنى حقوقهم المعيشية، تعتبر رياضة ركوب الدراجات النارية، وهي هواية مكلفة جداً، بحسب بيليندا ولارا، من الكماليات، فكيف يمكن لمحبيها المواظبة على ممارستها وسط كل الأزمات التي تعيشها البلاد؟
تؤكد السيدتان أن تلك الهواية تأثرت حتما بالأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار المحروقات وقطع غيار وصيانة الدراجات النارية.

وخلال السنة الماضية، نادراً ما ذهبت بيليندا في نزهة مع النادي، وتقول: «أقل قطعة في (الهارلي) باهظة الثمن، واليوم بعدما حجزت المصارف على أموالنا وتراجعت إنتاجية العمل أصبح لا بد من التفكير ألف مرة قبل الإقدام على أي عملية تصليح أو صيانة، كذلك قلّصنا عدد النزهات بسبب أزمة المحروقات وارتفاع أسعار البنزين».
https://www.facebook.com/watch/?v=429288074891034&ref=sharing

من جهتها، تشير لارا التي تولت رئاسة نادي «هوكس لبنان» (Hawks) في عام 2021، أي في خضم أزمة المحروقات في البلاد والطوابير أمام محطات الوقود التي تلاها رفع الدعم عن المحروقات وارتفاع أسعارها بشكل جنوني، إلى أنه كان من أولويات النادي حينها الأخذ بعين الاعتبار ظروف كل الأعضاء الموجودين. وتتحدث عن أن النادي عمد إلى اختصار عدد النزهات ومسافتها أيضاً، وبعدما كانت «الرايد» (النزهة) لا تقل عن 300 و400 كيلومتر قبل رفع الدعم عن مادة البنزين، أصبحت لا تزيد على 100 أو 150 كيلومتراً بعده، بهدف تخفيف الكلفة عن الأعضاء والسماح بمشاركة العدد الأكبر.
وتلفت إلى أن النادي ألغى العديد من النزهات بسبب أزمة المحروقات وصعوبة تأمين مادة البنزين من جهة، وارتفاع الكلفة على الأعضاء من جهة أخرى، خصوصاً أن المداخيل لم تكن قد عدّلت حينها.

لكن ما هو الشعور الذي يستحق كل هذا التحدي... والتكلفة؟
على حد تعبير بيليندا، التي غيرت دراجتها الرياضية السريعة بأخرى من نوع «هارلي سبورستر» بعد خمس سنوات من ممارسة الهواية وقبل أن تطل الأزمة الاقتصادية برأسها، فإن قيادة الدراجة النارية تحررها من شعور الحزن والكآبة والعصبية، وهي مصدر إلهام لها.
أما عن سبب التغيير، فتقول بيليندا: «كنت أقود أحياناً بسرعة 170 كلم بالساعة، وخوفي مما قد يحصل لوالدتي في حال أصابني أي مكروه دفعني إلى اتخاذ القرار بإنهاء حقبة (السبيد بايك)، خصوصاً أنني تقدمت أكثر في العمر، فاشتريت (هارلي) منذ أربع سنوات وهي دراجة نارية تساق بهدوء إجمالاً».

وتشرح السيدة الوحيدة في مجموعتها «ليبانون رايدرز»: «نزهة صغيرة على متن دراجتي تعيد البسمة إلى وجهي وتغير مشاعري... أحس بالسعادة وأنني في عالم آخر... هو الشعور بالهواء الذي يلامس وجهي... القرب من الطبيعة... هي الحرية»، وتضيف: «دراجتي النارية أشبه بطفلي المدلل».

أما لارا التي تمتلك اليوم دراجتين من نوع «هارلي» واحدة من طراز «سبورستر» وأخرى «فات بوي»، فتقول: «لو استعنت بكل القواميس من الجلدة إلى الجلدة لأشرح شعوري لن أستطيع التعبير عن مشاعري بشكل كافٍ».
وتسترسل بوصف ذلك الشعور: «الشخص الذي يقود دراجة نارية يشعر بنسمة الهواء التي تداعب وجهه وأذنيه وعينيه، ويستمتع برجرجة المحرك وصوته، والأهم الشعور بالحرية... هي قيادة للحرية على إطارين ومن دون مرشد»، وتضيف: «الشخص الذي يقود دراجة نارية يقودها بقلبه، وجسمه يلحق قلبه».

من الهواية إلى الرئاسة
شغف لارا واندفاعها ومثابرتها في ممارسة هوايتها، سلّط الضوء عليها في مجتمع راكبي دراجات «الهارلي»، وبعد سنة واحدة من انضمامها إلى مجموعة «HOG LEBANON CHAPTER»، طلب منها رئيس النادي في عام 2019 تولي منصب مسؤولة «THE LADIES OF HOG»، وهي مجموعة تضم السيدات اللاتي يمارسن تلك الهواية، وتنظم أحداثاً ترفيهية وتوعوية وتسهم في جمع التبرعات للقضايا الإنسانية أيضاً، على سبيل حدث «PINKTOBER» الذي نظمته المجموعة للتوعية بأهمية الكشف المبكر على مرض سرطان الثدي في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وجمع التبرعات للمساهمة في علاج المصابات به.

نجاحها في هذا المكان، سلط الضوء عليها أكثر فأكثر، وفقاً لها، وفي عام 2021 طلب منها نادي «هوكس»، المنتشر في أكثر من بلد عربي، تأسيس فرع للنادي في لبنان وتولي رئاسته، وتقول لارا: «كان هذا تحدياً، وخلال مدة رئاستي للنادي انضم 110 أعضاء، وبرعنا في تنظيم أحداث ناجحة جداً»، وتضيف: «بعد سنة من هذا العمل التطوعي الذي يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين كان لا بد لي من فتح الباب لأعضاء آخرين في اللجنة لتولي المنصب، للالتفات إلى عملي وولدي».

إناث وسط «معشر الرايدرز الذكور»
وعن تقبل المجتمع الذكوري في لبنان والعالم العربي لأن تكون امرأة رئيسة نادٍ لقيادة الدراجات النارية، توضح: «في البداية كان هناك تشجيع، لكن المجتمع الذكوري نفسه الذي شهد على نجاحي في رئاسة النادي لم يتقبل الموضوع لاحقاً، لكنني استمررت ونجحت باعتراف لبنان والعالم العربي ومؤسسي (هوكس)».
من ناحيتها، تؤكد بيليندا أن السيدة التي تقود دراجة نارية تنال احترامها وسط مجتمع أغلبية هواته من الذكور نظراً لمدى تمكنها من القيادة، وتقول: «عندما يشاهد راكبو الدراجات النارية مدى تمكني من القيادة يرفعون لي القبعة، هم لا ينظرون لي كامرأة تقود دراجة نارية، بل كشخص يحب هذه الهواية ويبرع فيها بغض النظر عن جنسه، لذلك هم لا يعارضون أبداً أن أكون في الصفوف الأمامية في النزهة».

وعادة ما يتولى الصفوف الأمامية الأشخاص الأكثر تمكناً من القيادة ويقومون بتمرير الإشارات إلى الخلف لتحذير السائقين من المطبات والجور والسيارات وغيرها من الإرشادات المرورية الضرورية في أثناء القيادة.

لكنها تلفت أيضاً إلى أن «هناك بعض الرجال الذين يظنون أن السيدة التي تقود دراجة نارية سهلة أو سيئة السمعة»، وتضيف: «تكتسب السيدة احترامها من خلال تصرفاتها وكيفية تعاطيها مع هذا المجتمع تماماً كما في الحياة».
وعن الاهتمام بمظهرها الأنثوي أثناء قيادة الدراجة النارية، تقول لارا: «أحرص على القيادة بقوة الرجل، مقابل إظهار الأنوثة بالشكل الخارجي، أحاول الحفاظ على مزيج مختلف على ماكينة شبابية وقاسية بطبعها وصوتها وشكلها... وهذا الأمر أكسبني لقب (ليدي لارا) بين محبي هذه الهواية».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«صحة غزة»: 51 قتيلًا خلال 24 ساعة

فلسطينيون يقفون على أنقاض منزل أصيب بقصف إسرائيلي في الجزء الشمالي من رفح جنوب غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يقفون على أنقاض منزل أصيب بقصف إسرائيلي في الجزء الشمالي من رفح جنوب غزة (أ.ف.ب)
TT

«صحة غزة»: 51 قتيلًا خلال 24 ساعة

فلسطينيون يقفون على أنقاض منزل أصيب بقصف إسرائيلي في الجزء الشمالي من رفح جنوب غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يقفون على أنقاض منزل أصيب بقصف إسرائيلي في الجزء الشمالي من رفح جنوب غزة (أ.ف.ب)

قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، إن عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ارتفع إلى 34 ألفاً و356 قتيلاً، بينما زاد عدد المصابين إلى 77 ألفاً و368 مصاباً.

وذكرت وزارة الصحة، في بيان، أن 51 فلسطينياً قُتلوا وأصيب 75 في الهجمات الإسرائيلية على القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأضاف البيان أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.


سوريا المنهكة تنأى بنفسها عن حرب غزة

مركز مراقبة لقوات الأمم المتحدة عند معبر القنيطرة في الجولان السوري المحتل (أرشيفية - أ.ف.ب)
مركز مراقبة لقوات الأمم المتحدة عند معبر القنيطرة في الجولان السوري المحتل (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

سوريا المنهكة تنأى بنفسها عن حرب غزة

مركز مراقبة لقوات الأمم المتحدة عند معبر القنيطرة في الجولان السوري المحتل (أرشيفية - أ.ف.ب)
مركز مراقبة لقوات الأمم المتحدة عند معبر القنيطرة في الجولان السوري المحتل (أرشيفية - أ.ف.ب)

يحرص النظام السوري منذ بدء الحرب في غزة على عدم الانجرار إليها، على الرغم من أن استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، والمنسوب إلى إسرائيل، كاد يشعل المنطقة، وفق ما يقول محللون.

بعد 13 عاماً من نزاع دامٍ في سوريا، يحاول الرئيس بشار الأسد الموازنة بين داعمتيه الرئيسيتين: إيران، عدو إسرائيل اللدود، التي سارعت ومجموعات موالية لها إلى «مساندة» حركة «حماس»، وروسيا التي تدفع باتجاه الاستقرار في المنطقة.

ويوضح مصدر دبلوماسي غربي، طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «الأسد تلقّى تحذيراً واضحاً من الإسرائيليين، بأنه إذا ما استُخدمت سوريا ضدهم، فسوف يدمرون نظامه».

رفع الأنقاض من مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق الذي دمرته غارات (أرشيفية - أ.ف.ب)

يقول المحلل في «معهد واشنطن»، أندرو تابلر، إن روسيا ودولة خليجية «حثّتاه على البقاء بمنأى عن النزاع» الدائر بين «حماس» وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ومنذ ذاك الحين، ازدادت وتيرة الضربات المنسوبة لإسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا، التي أسفرت عن مقتل قياديين رفيعي المستوى من الحرس الثوري الإيراني.

وشكّل استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل (نيسان) الماضي، ومقتل قياديين كبيرين في الحرس الثوري، صفعةً قويةً لطهران، التي ردّت في 13 أبريل بهجوم غير مسبوق ضدّ إسرائيل، استخدمت فيه 350 طائرةً مسيرةً وصاروخاً، جرى اعتراض معظمها بمساعدة من الولايات المتحدة ودول أخرى حليفة لإسرائيل.

وبعد أسبوع، استهدف هجومٌ نُسب إلى إسرائيل وسط إيران، لكن طهران قلّلت من أهميته وقالت إنها لن ترد عليه.

رسالة «مشفّرة»

أثار تصعيد الضربات واتساع نطاق الحرب في غزة مخاوف من حصول ردّ على إسرائيل انطلاقاً من الجبهة السورية، التي يخيم عليها الهدوء إلى حد بعيد منذ عقود.

صور القيادات الإيرانية التي قُتلت بالغارة على القنصلية بدمشق معروضة داخل السفارة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

إلا أنه وفي حين سارع حلفاء إيران في لبنان والعراق واليمن إلى فتح جبهات ضد إسرائيل دعماً لـ«حماس» التي ينضوون معها فيما يعرف بـ«محور المقاومة» بقيادة طهران، بقيت جبهة هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل هادئةً نسبياً.

ويقول تابلر إنه تم إحصاء «بين 20 و30 هجوماً صاروخياً من سوريا» نحو الجولان منذ بدء الحرب، لم يسفر معظمها عن أضرار.

ووثّق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» 26 هجوماً فقط، نفّذتها مجموعات متحالفة مع «حزب الله» اللبناني.

ويشير تابلر إلى أن معظم الصواريخ سقطت في مناطق غير آهلة، مضيفاً أن هذا ما «جرت قراءته في واشنطن وخارجها على أنه رسالة مشفّرة، مفادها أن الرئيس السوري يريد البقاء خارج النزاع في غزة».

قادة إيرانيون عسكريون في شرق سوريا (أرشيفية - المرصد السوري لحقوق الإنسان)

أكثر من ذلك، أقدمت إيران مؤخراً على خفض وجودها العسكري في الجنوب السوري، تحديداً في المناطق المحاذية للجولان، وفق ما يؤكد «المرصد السوري» ومصدر مقرّب من «حزب الله».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في الرابع من الشهر الحالي إنشاء مركز إضافي في الشطر السوري من الجولان مهمته «مراقبة وقف إطلاق النار على مدار الساعة وخفض التصعيد» بين القوات الإسرائيلية والجيش السوري، فضلاً عن «رصد أي استفزازات محتملة».

«مقابل»

على وقع الانتقادات لنأي سوريا بنفسها عن حرب غزة، أكد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله في خطاب في نوفمبر (تشرين الثاني) أن سوريا «برغم ظروفها الصعبة، تحتضن المقاومين وحركات المقاومة وتتحمل تبعات المواجهة» مع إسرائيل، منوهاً بموقفها «السياسي الحازم والقوي».

وقال نصر الله: «في قلب هذه المواجهة، لا أعتقد أن أحداً اليوم يطالب سوريا بأكثر من ذلك».

وبينما يبتعد الرئيس السوري عن الواجهة، يرى الدبلوماسي الغربي أنّ «الأسد يأمل خصوصاً أن يحصل على مقابل لضبط النفس من العرب والغربيين، ويدفعه الروس باتجاه ذلك».

غارة إسرائيلية سابقة على سوريا (أرشيفية - رويترز)

بعد عزلة دبلوماسية على المستوى الدولي منذ بدء النزاع عام 2011، يحاول الأسد إعادة تعويم نظامه خصوصاً بعد استئناف العلاقات تدريجياً مع دول خليجية، بدءاً من عام 2018، واستعادة مقعده في جامعة الدول العربية. ويأمل الحصول من دول الخليج على تمويل يحتاجه من أجل مرحلة إعمار البلاد التي مزقتها سنوات الحرب وقضت على اقتصادها.

وفي حين خرجت في عواصم عربية عدة مظاهرات حاشدة دعماً للفلسطينيين في غزة، لم تشهد دمشق سوى تحركات خجولة ومحدودة.

وكانت العلاقة بين النظام السوري وحركة «حماس» تتسم بالصعوبة، وتوترت انطلاقاً من عام 2011 على خلفية انتقاد الحركة قمع السلطات السورية للاحتجاجات الشعبية التي عمّت البلاد حينذاك.

وبعدما كانت الحركة تتخذ من دمشق مقراً لها في الخارج وتُعد من أوثق حلفاء الأسد الفلسطينيين، أقفلت عام 2012 مكاتبها في العاصمة السورية وعلقت نشاطاتها وغادر قياديوها، لتبدأ قطيعة استمرت أكثر من عقد.

وفي خريف 2022، أعلنت «حماس» استئناف علاقتها مع دمشق، من دون أن تستعيد حضورها فيها.

ويعرب الدبلوماسي الغربي عن اعتقاده بأن «النظام يكره (حماس) ولا رغبة لديه بدعم (الإخوان المسلمين)، الذين قد يعزز فوزهم موقع نظرائهم في سوريا»، نظراً للعداء التاريخي بين الجانبين.

ورداً على سؤال عن إمكانية عودة العلاقة مع «حماس» إلى ما كانت عليه، قال الأسد في مقابلة صيف 2023 «من المبكر أن نتحدث عن مثل هذا الشيء، لدينا أولويات الآن، والمعارك داخل سوريا هي الأولوية».


محامية لبنانية تتعرض للضرب والسحل أمام المحكمة على يد زوج موكلتها

صورة مثبتة من مقطع فيديو للمحامية وهي تتعرض للضرب من قبل زوج موكلتها
صورة مثبتة من مقطع فيديو للمحامية وهي تتعرض للضرب من قبل زوج موكلتها
TT

محامية لبنانية تتعرض للضرب والسحل أمام المحكمة على يد زوج موكلتها

صورة مثبتة من مقطع فيديو للمحامية وهي تتعرض للضرب من قبل زوج موكلتها
صورة مثبتة من مقطع فيديو للمحامية وهي تتعرض للضرب من قبل زوج موكلتها

موجة غضب يعيشها اللبنانيون بعدما تعرّضت المحامية اللبنانية سوزي بوحمدان أمس (الخميس)، لاعتداء عنيف أمام أعين المارة في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كانت عرضةً للضرب والسحل على يد زوج موكلتها ووالده أمام المحكمة الجعفرية، بحسب وسائل إعلام محلية.

وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر لحظة الهجوم عليها، وظهرت المحامية اللبنانية وهي تتعرض لضرب وجر في الشارع العام، بينما كان أحد الأشخاص يحاول سحب ملف بحوزتها.

وفي معلومات أولية أوردتها وسائل الإعلام المحلية، تبيّن أنّ الحادث جاء على خلفية دعوى طلاق تتوكّل فيها المحامية عن الزوجة.

وعلى خلفية هذا الاعتداء السافر، تقدّمت بوحمدان بشكوى فوريّة بعد تدخّل النقابة أيضاً، وعمل مخفر الطيونة على فتح تحقيق بالحادث.

وأصدر مجلس نقابة المحامين بياناً، أكد فيه تحرك نقيب المحامين في بيروت فادي مصري، على الفور، حيث كلف مفوضة قصر العدل، مايا الزغريني، متابعة الموضوع مع الجهات القضائية والأمنية المختصة.

كما شجبت جهات لبنانية الواقعة، مطالبةً بمعاقبة منفذَي الاعتداء، خصوصاً أن «الجرم الذي يقع على المحامي في أثناء ممارسته مهنته مساوٍ للجرم الذي يقع على القاضي»، وفقاً لما جاء في المادة 76 من قانون تنظيم مهنة المحاماة.

وتوالت ردود الفعل المستنكرة لهذا الاعتداء.

اعتذار المعتدي

وفي وقت لاحق الخميس، تداول مستخدمون في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشخص يعرف نفسه بأنه مهدي الموسوي، مُقرِّاً باعتدائه، ومقدماً اعتذاراً للمحامية ونقيب المحامين.

وبرر الموسوي تصرفه؛ بسبب تعرضه لـ«الضغوط النفسية والاجتماعية» التي يعيشها في لبنان خلال الوقت الراهن؛ مما أدى لانفعاله واعتدائه على بوحمدان.

وقال في الفيديو: «أنا مهدي الموسوي أقدم اعتذاري من نقابة المحامين، ومن نقيب المحامين فادي مصري، ومن المحامية سوزي بوحمدان. الضغوط النفسية والاجتماعية أدت إلى حالة انفعال غير سوية».


الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط قتيل في هجوم بالصواريخ من جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط قتيل في هجوم بالصواريخ من جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، مقتل إسرائيلي متأثراً بإصابته جراء هجوم صاروخي من جنوب لبنان على شمال إسرائيل الليلة الماضية.

وذكر الجيش، في بيان، أن مسلحين أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات باتجاه شمال إسرائيل؛ مما أسفر عن إصابة إسرائيلي في أثناء قيامه بأعمال تتعلق بالبنية التحتية، وتوفي متأثراً بإصابته في وقت لاحق.

وأشار البيان إلى أن الطائرات الإسرائيلية قصفت أهدافاً تابعة لجماعة «حزب الله» في منطقة شبعا بجنوب لبنان، ومن بينها مخزن أسلحة ومنصة إطلاق.

كما ضربت الطائرات الإسرائيلية بنية تحتية تابعة للجماعة في منطقة كفرشوبا، ومجمعاً عسكرياً في منطقة عين التينة بجنوب لبنان، وفقاً للبيان.

وفي ساعة مبكرة، صباح اليوم (الجمعة)، قال «حزب الله» إنه استهدف قافلة عسكرية إسرائيلية في كمين قرب ‏موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا الليلة الماضية؛ مما أسفر عن تدمير آليتين إسرائيليتين.

ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبنانية القصف عبر الحدود منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


شكوى ضد جامعة كولومبيا بعد اعتقال متظاهرين مناهضين لحرب غزة

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
TT

شكوى ضد جامعة كولومبيا بعد اعتقال متظاهرين مناهضين لحرب غزة

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)

قالت منظمة أميركية مؤيدة للفلسطينيين، أمس (الخميس)، إنها قدمت شكوى اتحادية متعلقة بالحقوق المدنية ضد جامعة كولومبيا، عقب اعتقال عشرات المحتجين المناهضين لحرب غزة الأسبوع الماضي، بعد أن استدعت الجامعة الشرطة لفضّ مخيم المتظاهرين.

وحثت منظمة «فلسطين القانونية»، وهي جهة تسعى إلى حماية الحق في التحدث علناً نيابةً عن الفلسطينيين في الولايات المتحدة، وزارة التعليم على التحقيق في ممارسات الجامعة، التي تتهمها بالتمييز ضد المؤيدين للفلسطينيين.

وأحجمت جامعة كولومبيا عن التعليق.

في الأسبوع الماضي، حاولت جامعة كولومبيا فضّ مظاهرات بالقوة في الحرم الجامعي عندما أقدمت رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق، على خطوة استثنائية باستدعاء شرطة مدينة نيويورك لدخول الحرم الجامعي، مما أثار غضب عديد من جماعات حقوق الإنسان والطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

واعتُقل أكثر من 100 شخص، وهو ما أعاد ذكريات المظاهرات المناهضة لحرب فيتنام في الجامعة قبل أكثر من 50 عاماً.

وتتواصل الاحتجاجات منذ ذلك الحين في جامعة كولومبيا لتمتد إلى جامعات أميركية أخرى، حيث اعتقلت السلطات المئات في الأسبوع الماضي.

ويطالب المتظاهرون بإنهاء الحرب على غزة، التي قتلت خلالها إسرائيل 34 ألفاً، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع. وتسببت الحرب كذلك في تشريد جميع سكان غزة تقريباً، وانتشار الجوع وسط اتهامات بالإبادة الجماعية تنفيها إسرائيل.


وقف إطلاق النار بغزة ليس كافياً... من يرفع ملايين أطنان ركام مبانيها؟ (صور)

ملأ أرض غزة ركام أكثر من 400 ألف مبنى كلياً أو جزئياً (وكالة أنباء العالم العربي)
ملأ أرض غزة ركام أكثر من 400 ألف مبنى كلياً أو جزئياً (وكالة أنباء العالم العربي)
TT

وقف إطلاق النار بغزة ليس كافياً... من يرفع ملايين أطنان ركام مبانيها؟ (صور)

ملأ أرض غزة ركام أكثر من 400 ألف مبنى كلياً أو جزئياً (وكالة أنباء العالم العربي)
ملأ أرض غزة ركام أكثر من 400 ألف مبنى كلياً أو جزئياً (وكالة أنباء العالم العربي)

بينما تقتتل إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية على أنقاض قطاع غزة المدمر، يخشى البعض في الجيب المحاصر ذي الكثافة السكانية الهائلة أنه حتى وقف إطلاق النار ربما لا يكون كافياً لإعادة الحياة لطبيعتها بعد أن ملأ أرض غزة ركام أكثر من 400 ألف مبنى كلياً أو جزئياً في شهور القصف الإسرائيلية الستة، وفق «وكالة أنباء العالم العربي».

ما يقل بقليل عن نصف حجم الركام الذي يملأ أرض قطاع غزة حالياً تراكم خلال الأسابيع الستة الماضية (وكالة أنباء العالم العربي)

وقدّر مسؤول فلسطيني كبير أن في أرض القطاع البالغة مساحته 365 كيلومتراً مربعاً ما يزيد على 20 مليون طن من ركام المباني في محافظاته الخمس التي أشبعتها إسرائيل قصفاً من الجو والبر والبحر منذ اندلاع الحرب الحالية مع «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال المسؤول الذي تحدث لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، شريطة عدم ذكر اسمه، إن أكثر من ربع هذه الكمية عبارة عن قطع حديد ومخلفاته التي باتت تملأ أرض غزة جراء القصف.

في أرض القطاع البالغة مساحته 365 كيلومتراً مربعاً ما يزيد على 20 مليون طن من ركام المباني (وكالة أنباء العالم العربي)

وأضاف: «لم تعد هناك مبانٍ لم يطلها القصف في قطاع غزة منذ بدء الحرب... انظر حولك لترى بنفسك ما الذي حدث منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول). هناك ما لا يقل عن 20 مليون طن من الركام في قطاع غزة».

وتابع: «لدينا ما يزيد على 400 ألف من المباني التي دمرها القصف كلياً أو جزئياً وشرد مئات الآلاف من سكانها في محافظات القطاع».

الأمم المتحدة أعلنت حاجة قطاع غزة لنحو 25 مليار دولار لإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب (وكالة أنباء العالم العربي)

ركام يملأ مساحة قطاع غزة 30 مرة

وتتقاطع تقديرات المسؤول الفلسطيني مع إعلان الأمم المتحدة عن حاجة قطاع غزة لنحو 25 مليار دولار لإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب في 200 يوم تقريباً.

وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن ما يقل بقليل عن نصف حجم الركام الذي يملأ أرض قطاع غزة حالياً تراكم خلال الأسابيع الستة الماضية، في إشارة إلى اشتداد وتيرة القصف الإسرائيلي منذ منتصف مارس (آذار) الماضي.

ركام المباني المدمرة قد يملأ ما يتجاوز مساحة القطاع بنحو 30 مرة (وكالة أنباء العالم العربي)

وبحساب الكثافة والحجم والمساحة وارتفاع متر واحد، فإن هذه الكمية الهائلة من ركام المباني المدمرة قد تملأ ما يتجاوز مساحة القطاع بنحو 30 مرة.

وأشار المسؤول الفلسطيني أيضاً إلى أن «هذا الحجم من الركام يضع صعوبات هائلة أمام عمليات إعادة الإعمار. إزالة هذه الكميات الضخمة من الركام قد يحتاج لسنوات ولا أحد يملك رفاهية الوقت بعد أن ارتفع صوت أنين كل من في القطاع».

وتقول تقديرات المرصد الأورومتوسطي إلى أن نحو 412 ألف مبنى في قطاع غزة انهار أو دمر. وفي ظل انفراد خان يونس بصدارة ترتيب محافظات القطاع من حيث المساحة وكثافة القصف في الأشهر الأخيرة، فإنه يحتل أيضاً المركز الأول في كم الركام.

وقال المرصد إن حصيلة أولية تشير لتدمير كلي في 131 ألفاً و200 منزل في قطاع غزة، إضافة إلى 281 ألفاً دُمرت جزئياً.

وإضافة إلى ذلك، دمرت آلاف الكيلومترات من الأرصفة في شوارع القطاع.

وتسبب القصف والمعارك التي لم تتوقف إلا لأسبوع واحد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عاش خلاله القطاع هدناً متتالية تبادلت خلالها إسرائيل و«حماس» الأسرى قبل أن تعود إسرائيل لحملات القصف في نزوح الغالبية العظمى من السكان.

ويقول مسؤولون محليون في القطاع إن غالبية النازحين يتركزون الآن في رفح في أقصى الجنوب قرب الحدود المصرية، وهي المنطقة التي تتوعدها إسرائيل حكومة وجيشاً باجتياح وشيك رغم اعتراضات أميركية ورفض إقليمي.

المرصد الأورومتوسطي أشار إلى أن نحو 412 ألف مبنى في قطاع غزة انهار أو دمر (وكالة أنباء العالم العربي)

ويثير تراكم هذه الملايين من أطنان الركام في مساحة القطاع الضيق مخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة بين سكانه الذين يفتقرون لأبسط المقومات الأساسية للحياة.

وفي ظل تحذيرات من المجاعة في ظل نقص الغذاء ومخاوف من انتشار الأمراض جراء انهيار منظومة العلاج والصرف الصحي والمياه، يضيف الركام وما به من مخلفات وربما جثث متحللة الخشية من تزايد احتمالات انتشار الأوبئة بين الناس.


ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة في الجامعات بمسيرة لليمين المتطرف

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
TT

ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة في الجامعات بمسيرة لليمين المتطرف

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

ندّد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (الخميس) بالاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيّين، التي تشهدها الجامعات الأميركيّة، قائلاً إنّ مسيرة اليمين المتطرّف الشهيرة في شارلوتسفيل عام 2017 «لا تُمثّل شيئاً» مقارنة بـ«مستوى الكراهية» الذي يتخلّل الأحداث الجارية.

وقال المرشّح الجمهوري لخوض السباق إلى البيت الأبيض: «شارلوتسفيل لا تمثّل شيئاً على الإطلاق، لا شيء مقارنة بمستوى الكراهية الموجود لدينا هنا، إنها كراهية كبيرة».

وكان ترمب يشير إلى التجمّع الشهير لنشطاء من اليمين المتطرّف في فرجينيا عام 2017، الذي بدأ بمسيرة للنازيّين الجدد ولأعضاء في جماعة «كو كلوكس كلان».

وفي اليوم التالي، اندلعت اشتباكات بين هؤلاء المؤيّدين لتفوّق العرق الأبيض، ومتظاهرين مناهضين للعنصريّة. وقد قاد أحد المُتعاطفين مع النازيّين الجدد سيّارته نحو حشد من المتظاهرين المناهضين؛ مما أسفر عن مقتل امرأة شابّة وإصابة 19 آخرين.

في ذلك الوقت، ندّد ترمب بالعنف «من كلا الجانبين»؛ مما أدّى إلى اتّهامات بأنّه متعاطف مع اليمين المتطرّف.

ومنذ أيام يسود توتّر بالجامعات الأميركيّة، التي تشهد مظاهرات متزايدة ضدّ الحرب في قطاع غزّة، وحيث أوقِف مئات الأشخاص في وقتٍ تواجه فيه شرطة مكافحة الشغب طلّاباً غاضبين.

ومن لوس أنجليس إلى نيويورك، مروراً بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، تتّسع حركة الطلاب الأميركيّين المؤيّدين للفلسطينيّين، حيث نُظّمت احتجاجات في عدد من الجامعات المرموقة عالميّاً؛ مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن.

وأعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا، أمس الخميس، إلغاء حفل التخرج الرئيسي هذا العام بعد أسبوع واحد من إلغاء خطاب التخرج الذي كانت ستلقيه طالبة مسلمة، عزت الإجراء ضدها إلى الكراهية المناهضة للفلسطينيين. ووفقاً لإشعار على الموقع الإلكتروني للجامعة، «ستزيد إجراءات السلامة الجديدة المطبقة هذا العام؛ مثل عمليات الفحص الإضافية من الوقت الذي سيستغرقه دخول الضيوف بشكل كبير». وجاء في الإشعار: «نتيجة لذلك، لن نتمكن من استضافة حفل التخرج الرئيسي الذي عادة ما يدعو 65 ألفاً من الطلاب وأسرهم وأصدقائهم إلى الحرم الجامعي جميعاً مرة واحدة».

وندّد ترمب الذي سيواجه منافسه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسيّة في نوفمبر (تشرين الثاني)، بالاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيّين، واصفاً إيّاها عبر منصّته «تروث سوشال» بأنّها «عار» على الولايات المتحدة.


القصف مستمر على جنوب لبنان... ووفد مصري لإسرائيل لدفع محادثات هدنة غزة

فلسطينيون يتفقدون مقبرة حيث تم تدمير بعض القبور في أعقاب غارة جوية إسرائيلية (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون مقبرة حيث تم تدمير بعض القبور في أعقاب غارة جوية إسرائيلية (د.ب.أ)
TT

القصف مستمر على جنوب لبنان... ووفد مصري لإسرائيل لدفع محادثات هدنة غزة

فلسطينيون يتفقدون مقبرة حيث تم تدمير بعض القبور في أعقاب غارة جوية إسرائيلية (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون مقبرة حيث تم تدمير بعض القبور في أعقاب غارة جوية إسرائيلية (د.ب.أ)

تبادَل الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» إطلاق صواريخ، ليل الخميس - الجمعة، في وقت يُتوقّع فيه وصول وفد مصري إلى إسرائيل على أمل الدفع قدماً بالمحادثات من أجل التوصّل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزّة، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ «صاروخَين مضادَّين للدبّابات» أُطلِقا على شمال إسرائيل من لبنان ليلاً، قائلاً إنّه استهدف «مصادر هذه الضربات» بنيران المدفعيّة.

أعمدة الدخان تتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على قرية علما الشعب في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

كما قصفت طائرات عسكريّة «بنية تحتيّة» لـ«حزب الله» في منطقة كفرشوبا، وفق ما قال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب.

من جهته، أعلن «حزب الله»، في بيان، مسؤوليّته عن عمليّات إطلاق نار أصابت القوّات الإسرائيليّة على الحدود.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، الأربعاء، أنّه يُنّفذ «عمليّات هجوميّة» على جنوب لبنان، من حيث يشنّ «حزب الله» هجمات ضدّ الجيش الإسرائيلي.

توازياً، يستعدّ الجيش الإسرائيلي لشنّ هجوم برّي على رفح في إطار حربه ضدّ «حماس»، رغم تحذيرات المجتمع الدولي، خصوصاً من حليفه الأميركي.

تدمير أو تحرير

ويُعرب عدد كبير من العواصم الأجنبيّة والمنظّمات الإنسانيّة عن الخشية من سقوط أرواح بشريّة كثيرة في حال نفّذت إسرائيل هجومها على المدينة الواقعة في جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر، التي تكتظّ بأكثر من 1.5 مليون شخص، غالبيّتهم نازحون.

ويأتي ذلك في حين يؤكّد رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو منذ أسابيع، أنّ هذه العمليّة ضروريّة للقضاء على «حماس»، مشيراً إلى أنّ رفح تُعدّ آخر معقل رئيسي للحركة في غزّة.

ناقلات جند مدرعة إسرائيلية في موقع تجمع على الحدود الجنوبية الإسرائيلية مع قطاع غزة بالقرب من رفح (إ.ب.أ)

وأعلن المتحدّث باسم الحكومة الإسرائيليّة، دافيد منسر، (الخميس) أنّ حكومة الحرب اجتمعت «للبحث في الوسائل التي تُتيح تدمير آخر وحدات (حماس)».

لكنّ وسائل إعلام إسرائيليّة عدّة نقلت عن مسؤولين، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أنّ الحكومة ناقشت مقترح هدنة جديداً ينصّ على الإفراج عن الرهائن، قبل زيارة متوقّعة (الجمعة) لوفد مصري.

ونقل موقع «والا» عن مسؤول إسرائيلي كبير لم يُسمّه، أنّ المحادثات تركّز خصوصاً على اقتراح من أجل الإفراج في البداية عن 20 رهينة يُعدّون حالات «إنسانيّة».

وأكّد غازي حمد، عضو المكتب السياسي في حركة «حماس» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» من قطر، أنّ الهجوم العسكري الإسرائيلي المحتمل على رفح لن يُحقّق للدولة العبرية «ما تريده».

وأضاف: «تحدّثنا مع الأطراف كلها، التي لها علاقة بالصراع القائم، سواء الإخوة في مصر أو قطر أو أطراف عربيّة وأخرى دوليّة، حول خطورة اجتياح رفح، وأنّ إسرائيل ذاهبة باتّجاه ارتكاب مجازر إضافيّة وإبادة جماعيّة إضافيّة».

«اتفاق الآن»

في الغضون، تظاهر أقارب الرهائن الإسرائيليين أمام وزارة الدفاع في تلّ أبيب، في مواصلة للضغوط التي يُمارسونها على الحكومة الإسرائيليّة من أجل إطلاق سراح المخطوفين في قطاع غزّة.

وعمد عدد من المتظاهرين إلى تقييد أيديهم وتلطيخها باللون الأحمر، بينما غطّوا أفواههم بلاصق يحمل الرقم «202»، في إشارة إلى عدد الأيّام التي مرّت منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول). كما حمل بعضهم لافتة كُتب عليها «اتّفاق حول الرهائن الآن».

ويأتي ذلك غداة نشر «حماس» شريط فيديو (الأربعاء) يُظهر أحد الرهائن الذين خُطفوا خلال الهجوم الذي نفّذته في السابع من أكتوبر على الأراضي الإسرائيليّة.

واتّهم الإسرائيلي - الأميركي هيرش غولدبرغ بولين (23 عاماً) في المقطع المصوّر رئيس الوزراء الإسرائيلي وأعضاء حكومته بـ«التخلّي» عن الرهائن.

في هذا الإطار، دعا قادة 18 دولة، بينها الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، في نصّ مشترك إلى «الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم (حماس) في غزّة».

وأكّد النصّ، الذي نشره البيت الأبيض، أنّ «الاتّفاق المطروح على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن سيسمح بوقف فوري ومطوّل لإطلاق النار في غزّة».

اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق لـ«حماس» ضدّ إسرائيل، خطفت خلاله أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، بينهم 34 توفّوا على الأرجح، وفق مسؤولين إسرائيليّين.

ردّاً على ذلك، تعهّدت إسرائيل بتدمير «حماس» التي تتولّى السلطة في غزّة منذ 2007 وتُصنّفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي «منظّمة إرهابيّة».

وأسفرت عمليّتها العسكريّة الواسعة في قطاع غزّة عن مقتل 34305 أشخاص، معظمهم مدنيّون، حسب وزارة الصحّة التابعة لـ«حماس».

الأمر ازداد عن حدّه

وليل الخميس - الجمعة، أفاد شهود بحصول قصف في غزّة، خصوصاً في منطقة رفح، حيث حاول ناجون (الخميس) انتشال أشياء من تحت الأنقاض على أثر ضربات.

وقال أحدهم ويُدعى سمير، وسط الأنقاض: «يكفي دمار ويكفي حرب، يكفي شرب دماء الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل، الأمر ازداد عن حده، يكفي».

وبينما يواجه سكّان غزة، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وضعاً إنسانيّاً مأساويّاً، أعلنت الولايات المتحدة (الخميس) أنها بدأت بناء ميناء مؤقّت ورصيف بحري قبالة ساحل قطاع غزّة يسمح للسفن الحربيّة والمدنيّة بتفريغ حمولتها من المساعدات.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن مطلع مارس (آذار) عمليّة البناء هذه، إزاء صعوبة وصول المساعدات برّاً من مصر؛ بسبب عمليّات التدقيق والتفتيش الصارمة التي تفرضها إسرائيل.

وسط هذه التطوّرات، لا يزال التوتّر سائداً في الجامعات الأميركيّة التي تشهد مظاهرات متزايدة ضدّ الحرب في قطاع غزّة، وحيث أوقِف مئات الأشخاص في وقت تواجه فيه شرطة مكافحة الشغب طلّاباً غاضبين.

ومن لوس أنجليس إلى نيويورك، مروراً بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، تتّسع حركة الطلاب الأميركيّين المؤيّدين للفلسطينيّين، حيث نُظّمت احتجاجات في عدد من الجامعات المرموقة عالميّاً؛ مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن.


إسرائيل تفاضل بين اجتياح رفح وصفقة رهائن


أطفال فلسطينيون يبحثون في أنقاض مبنى أُصيب بقصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون يبحثون في أنقاض مبنى أُصيب بقصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تفاضل بين اجتياح رفح وصفقة رهائن


أطفال فلسطينيون يبحثون في أنقاض مبنى أُصيب بقصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون يبحثون في أنقاض مبنى أُصيب بقصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

تُفاضل إسرائيل بين واحد من خيارين؛ الهجوم الواسع على رفح في جنوب قطاع غزة؛ لزيادة الضغط على حركة «حماس» من أجل قبول صفقة تبادل محتجَزين، وهو أمر يحمل مجازفتين؛ الأولى توتر أكبر مع الولايات المتحدة ومصر ودول أخرى عدة، والثانية ألا تستجيب «حماس» لمثل هذا الضغط أصلاً.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية «كان» إن وزراء الحكومة المصغرة «الكابينت» بدأوا فعلاً صياغة خطوط عريضة يُفترض أن تشكل الأساس لمفاوضات جديدة مع «حماس».

وذكر مصدران مطّلعان على سير المفاوضات أن الوزراء تلقوا تحديثات حول مناقشات رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس «الشاباك» رونان بار، مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل في القاهرة.

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية أن مصر قدمت مبادرة لهاليفي وبار تقوم على تجميد اجتياح مدينة رفح، مقابل تحريك المفاوضات من جديد؛ بهدف التوصل إلى صفقة تبادل رهائن. وشملت المبادرة دفع اتفاق جديد على قاعدة اتفاق باريس. وجاء التدخل المصري الذي يسابق اجتياحاً محتملاً لرفح، في وقت أبدت فيه حركة «حماس» تمسكها بوقف العدوان، كما أبدت استعدادها لوقف نار طويل، ضمن اتفاق شامل لوقف الحرب، وإطلاق عملية سياسية تؤدي لإقامة دولة فلسطينية، متعهدة أن تُلقي سلاحها بعد ذلك وتتحوّل إلى حزب سياسي.

في غضون ذلك، شرعت 18 دولة، بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في الضغط على «حماس»، عبر دعوة قادة تلك الدول، في نص مشترك، إلى «الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم (حماس) في غزة».

وجاء في النص الذي أصدره البيت الأبيض أن «الاتفاق المطروح على الطاولة سيسمح بوقف فوري ومطوَّل لإطلاق النار في غزة... ويمكن أن يؤدي إلى نهاية حقيقية للقتال، وعودة أهل غزة إلى ديارهم وأرضهم».


العراق: الحلبوسي قريب من سيناريو الصدر

الحلبوسي مع مناصريه خلال تجمع جماهيري غرب الأنبار (أرشيفية - إكس)
الحلبوسي مع مناصريه خلال تجمع جماهيري غرب الأنبار (أرشيفية - إكس)
TT

العراق: الحلبوسي قريب من سيناريو الصدر

الحلبوسي مع مناصريه خلال تجمع جماهيري غرب الأنبار (أرشيفية - إكس)
الحلبوسي مع مناصريه خلال تجمع جماهيري غرب الأنبار (أرشيفية - إكس)

قال مصدر مقرب من زعيم حزب «تقدم» العراقي، محمد الحلبوسي، إنه وضع على الطاولة 4 خيارات من بينها الانسحاب من العملية السياسية في البلاد.

واندلعت أزمة بين الحزب وقوى شيعية منذ إقالة الحلبوسي من رئاسة البرلمان العام الماضي، وتعثر المفاوضات لاختيار بديل له في المنصب.

وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن الحزب وضع 4 خيارات على الطاولة؛ هي تعليق العمل في البرلمان، أو الانسحاب من الحكومة، أو الانسحاب من تحالف (إدارة الدولة)، أو الانسحاب من كل شيء، على غرار ما فعله زعيم «التيار الصدري» قبل نحو عامين.

وقال المصدر، إن «القوى الشيعية تتعامل مع الأحزاب السنية بطريقة المقايضة، وتلعب على وتر الانقسام وتشغله لصالحها». ورأى المصدر أن «خيارات الانسحاب قائمة، لكن لكل منها ضريبته ويجب أن يوضع ذلك في الحسبان».

من جهة أخرى، رجحت مصادر داخل «الإطار التنسيقي» أن يكون النائب سالم العيساوي (عن حزب السيادة بزعامة خميس الخنجر)، هو المرشح الأوفر حظاً لنيل منصب رئاسة البرلمان.