بحث سعودي ـ بريطاني عن الفرص الاستثمارية في قطاعي الصناعة والتعدين

انطلاق مفاوضات التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي

جانب من لقاء وزير الصناعة والثروة المعدنية مع سفير السعودية لدى المملكة المتحدة (الشرق الأوسط)
جانب من لقاء وزير الصناعة والثروة المعدنية مع سفير السعودية لدى المملكة المتحدة (الشرق الأوسط)
TT

بحث سعودي ـ بريطاني عن الفرص الاستثمارية في قطاعي الصناعة والتعدين

جانب من لقاء وزير الصناعة والثروة المعدنية مع سفير السعودية لدى المملكة المتحدة (الشرق الأوسط)
جانب من لقاء وزير الصناعة والثروة المعدنية مع سفير السعودية لدى المملكة المتحدة (الشرق الأوسط)

في حين انطلقت مفاوضات التجارة الحرة بين بريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي أمس (الأربعاء) في الرياض، تجري السعودية تحركات لبحث الفرص الاستثمارية في قطاعي الصناعة والتعدين مع المملكة المتحدة، وذلك بعد أن التقى بندر الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي خلال زيارته للمملكة المتحدة، بكواسي كوارتنج، وزير الدولة البريطاني لشؤون الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية وتحديداً في هذه القطاعات التي تركز عليها البلاد في المرحلة المقبلة.
وركز اللقاء الذي حضره عدد من رؤساء قطاعات منظومة الصناعة والتعدين، على الموضوعات المشتركة بين البلدين والفرص الاستثمارية والتأكيد على استمرار التعاون، حيث يبلغ إجمالي صادرات المملكة غير النفطية للمملكة المتحدة 1.53 مليار ريال (400 مليون دولار)، فيما وصل إجمالي وارداتها غير النفطية للمملكة المتحدة 10.50 مليارات ريال (2.8 مليار دولار).
وأكد اللقاء أهمية رفع مستوى التعاون في العلاقات الثنائية في القطاعين وتعزيز قنوات التواصل بما يسهم في جذب الاستثمارات النوعية ويتواءم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تنويع القاعدة الاقتصادية.
ويبلغ حجم الاستثمارات الحالية في قطاع الصناعة السعودي 400 مليار دولار، بما يزيد على 10 آلاف مصنع.
وجذبت المملكة خلال العام الماضي استثمارات جديدة تجاوزت 20 مليار دولار، كما يقدر حجم الثروات المعدنية بـ1.3 ترليون دولار.
وتسعى المملكة لتعزيز وتمكين الاستثمارات النوعية في القطاعين من خلال العديد من المبادرات والبرامج، منها البرنامج العام للمسح الجيولوجي الذي يهدف لاستكشاف معادن على مساحة 600 كم مربع.
وبدأ بندر الخريف زيارته الرسمية للمملكة المتحدة بهدف استعراض فرص التعاون بين البلدين في قطاعي الصناعة والتعدين، وفتح قنوات تواصل جديدة مع المستثمرين البريطانيين.
والتقى الوزير الخريف بالأمير خالد بن بندر بن سلطان بن عبد العزيز، سفير السعودية لدى المملكة المتحدة، حيث جرى خلال اللقاء بحث ومناقشة أبرز المستجدات بين المملكتين، وتأكيد جهود البلاد وعزمها على تحقيق رؤية المملكة 2030 وتنويع القاعدة الاقتصادية وفرص رفع مستوى التعاون والتنسيق في قطاعي الصناعة والتعدين.
وتخلل اللقاء مناقشة لأهم فرص التعاون والمواضيع التي تهم الجانب السعودي، واستعراض أبرز سبل تحقيق مستهدفات المملكة في قطاعي الصناعة والتعدين بما فيها استغلال الثروات التعدينية وتطوير الصناعات المرتبطة بالمعادن.
وفي السياق نفسه، شهدت العاصمة السعودية «الرياض» أمس بدء مفاوضات التجارة الحرة بين بريطانيا ومجلس التعاون الخليجي لتعزيز العلاقات الاقتصادية.
ومن المقرر أن يستفيد المصدرون من المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي من هذا الاتفاق التجاري، لكون الأولى تعد ثالث أكبر سوق تصدير للبلدان الأعضاء في المجلس.
وقالت آن ماري تريفيليان، وزير التجارة البريطانية، إن العمل جار على تعزيز العلاقة الوثيقة مع منطقة الخليج التي تبلغ قيمة التبادل التجاري معها 33 مليار جنيه إسترليني (40 مليار دولار) في العام الماضي، كاشفةً عن التوجه لفتح أسواق جديدة للشركات البريطانية ودعم أكثر من 10 آلاف منشأة صغيرة ومتوسطة تصدر إلى منطقة الخليج.
وواصلت أن الاتفاق سيعود بفوائد كبيرة لمنتجي الأطعمة والمشروبات البريطانيين الذين قاموا بصادرات تقدر قيمتها 625 مليون جنيه إسترليني (765 مليون دولار) إلى دول مجلس التعاون الخليجي خلال العام الفائت، مؤكدةً أن المفاوضات تمثل لحظة رئيسية في تعزيز العلاقات التي تشهد فوائد مهمة وواسعة النطاق لمواطني جميع البلدان السبعة، متوقعةً أن تتوج المحادثات باتفاق تجاري بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني (1.9 مليار دولار) إضافي بشكل سنوي لاقتصاد بريطانيا.


مقالات ذات صلة

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

الاقتصاد منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

حققت السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الـ20 عالمياً، وفق مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال لقاء الوزير الخطيب عدداً من المستثمرين ورواد الأعمال في الأحساء (حساب الوزير على منصة إكس)

دعم السياحة في محافظة الأحساء السعودية بمشاريع تتجاوز 932 مليون دولار

أعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب دعم السياحة بمحافظة الأحساء، شرق المملكة، بـ17 مشروعاً تتجاوز قيمتها 3.5 مليار ريال وتوفر أكثر من 1800 غرفة فندقية.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
الاقتصاد جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)

السعودية تعلن الميزانية العامة للدولة لعام 2025

يعقد مجلس الوزراء السعودي غداً جلسة مخصصة للميزانية العامة للدولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المهندس خالد الفالح خلال كلمته الافتتاحية بمؤتمر الاستثمار العالمي في نسخته الثامنة والعشرين المنعقد بالرياض (الشرق الأوسط) play-circle 01:10

الاستثمارات الأجنبية تتضاعف في السعودية... واستفادة 1200 مستثمر من «الإقامة المميزة»

تمكنت السعودية من مضاعفة حجم الاستثمارات 3 أضعاف والمستثمرين بواقع 10 مرات منذ إطلاق «رؤية 2030».

عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)
الاقتصاد محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط) play-circle 00:56

الكويت تسعى لتقديم تسهيلات مرنة لجذب الاستثمارات الأجنبية

قال مساعد المدير العام لشؤون تطوير الأعمال في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر» بالكويت محمد يعقوب لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده تعمل على تعزيز الاستثمارات.

عبير حمدي (الرياض)

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
TT

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)

قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، يوم الثلاثاء، إنها خفضت النظرة المستقبلية لتصنيفات 7 كيانات تابعة لمجموعة «أداني» إلى «سلبي» من «مستقر»، بعد ساعات على إعلان وكالة «فيتش» وضعها بعض سندات «أداني» تحت المراقبة لاحتمال خفض تصنيفها. في حين وضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني.

وكانت واشنطن قد اتهمت رئيس مجلس إدارة مجموعة «أداني»، غوتام أداني، وآخرين بتهم الرشوة المزعومة، وهو ما يثير قلقاً حول قدرة المجموعة على الحصول على التمويل ويزيد من تكاليف رأس المال.

وثبَّتت «موديز» التصنيفات على جميع الكيانات السبعة، التي منها: مواني أداني للمواني، والمنطقة الاقتصادية الخاصة المحدودة، ومجموعتين محدودتين مقيدتين من «أداني للطاقة الخضراء».

«فيتش» تراقب التحقيق الأميركي

كما وضعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني بعض سندات مجموعة «أداني» تحت المراقبة لاحتمال تخفيض تصنيفها، مشيرةً إلى لائحة الاتهام.

وقالت «فيتش» في بيان لها، إن سندات «أداني لحلول الطاقة المحدودة» و«أداني للكهرباء» في مومباي وبعض سندات «أداني للمواني والمنطقة الاقتصادية الخاصة» بالروبية والدولار، أصبحت الآن تحت «مراقبة سلبية».

وأوضحت أنه تم تخفيض التصنيف الائتماني لأربعة سندات دولارية غير مضمونة لـ«أداني» من مستقرة إلى سلبية.

وفتحت أسهم «أداني» على انخفاضٍ إضافي، يوم الثلاثاء. ومن بين 10 شركات مدرجة، خسرت نحو 33 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ صدور لائحة الاتهام، كانت شركة «أداني للطاقة الخضراء» هي الأكثر تضرراً، إذ خسرت نحو 9.7 مليار دولار.

وانخفض السهم بنسبة 7.5 في المائة، يوم الثلاثاء.

وتشير مراقبة التصنيفات السلبية إلى زيادة احتمالية خفض التصنيف الائتماني الذي قد يؤثر في تسعير ديون «أداني» التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات.

وقالت «فيتش» في بيانها إنها ستراقب التحقيق الأميركي بحثاً عن أي تأثير على المركز المالي لشركة «أداني». وقالت على وجه التحديد، إنها ستراقب «أي تدهور مادي في الوصول إلى التمويل على المدى القريب إلى المتوسط، بما في ذلك قدرتها على تجديد خطوط الائتمان الحالية أو الوصول إلى تسهيلات جديدة، بالإضافة إلى هوامش ائتمانية أعلى محتملة».

ووضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني بسبب لوائح الاتهام الأميركية.

وتأتي ردود الفعل من الحكومة السريلانكية ووكالة «فيتش» بعد يوم واحد من إعلان شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال إنرجيز» الفرنسية أنها ستوقف مساهماتها المالية في استثمارات مجموعة «أداني» بعد لائحة الاتهام التي صدرت الأسبوع الماضي.

ورداً على ذلك، قالت «أداني للطاقة الخضراء» يوم الثلاثاء، إنه لا يوجد أي التزام مالي جديد قيد المناقشة مع «توتال إنرجيز»، وأن قرار الشركة الفرنسية لن يكون له أي تأثير جوهري على عمليات الشركة أو خطط نموها.

ومع ذلك، تلقت المجموعة الهندية دعماً من أحد الداعمين الرئيسيين لها، وهي شركة GQG Partners. ولم ترَ شركة الاستثمار المدرجة في أستراليا أن لوائح الاتهام سيكون لها تأثير مادي على أعمال «أداني»، حسبما أخبرت عملاءها في مذكرة.

سريلانكا

هذا وتنظر سريلانكا في اتهامات الرشوة الأميركية ضد مجموعة «أداني».

وتمتلك «أداني للمواني»، وهي أكبر مشغل خاص للمواني في الهند، 51 في المائة من مشروع محطة حاويات جديدة من المتوقع أن تبدأ عملياتها العام المقبل في مدينة كولومبو السريلانكية المجاورة.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الوزراء السريلانكي ناليندا جاياتيسا، للصحافيين، إن وزارتَي المالية والخارجية في سريلانكا تراجعان هذه الاتهامات، مضيفةً أن الحكومة ستنظر في جميع جوانب مشاريع المجموعة في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.

ورفضت جاياتيسا الإفصاح عن المدة التي سيستغرقها تقييم التقارير الوزارية.

جاءت هذه التصريحات بعد أيام من إعلان وكالة أميركية كانت قد وافقت على إقراض أكثر من 550 مليون دولار لتطوير الميناء السريلانكي أنها تراجع تأثير اتهامات الرشوة الموجَّهة إلى بعض المسؤولين التنفيذيين الرئيسيين في «أداني».