حزب معارض ينتقد تضارب المصالح في الحكومة المغربية

طالبها بحل مشكلة ارتفاع أسعار المحروقات

نبيل بنعبد الله خلال اجتماع اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية المغربي أمس (الشرق الأوسط)
نبيل بنعبد الله خلال اجتماع اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية المغربي أمس (الشرق الأوسط)
TT

حزب معارض ينتقد تضارب المصالح في الحكومة المغربية

نبيل بنعبد الله خلال اجتماع اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية المغربي أمس (الشرق الأوسط)
نبيل بنعبد الله خلال اجتماع اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية المغربي أمس (الشرق الأوسط)

انتقد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المغربي (معارضة برلمانية يسارية)، الحكومة المغربية التي يرأسها عزيز أخنوش، رئيس حزب «التجمع الوطني للأحرار»؛ لأنها «تعيش على وقع تضارب المصالح»؛ خصوصاً في مجال تجارة المحروقات. وذلك في إشارة إلى أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش يملك إحدى كبريات شركات استيراد وتوزيع المحروقات في البلاد، وطالب الحكومة بأن تحل هذه المشكلة.
وتساءل بنعبد الله في كلمة ألقاها خلال افتتاح دورة اللجنة المركزية (أعلى هيئة تقريرية في الحزب)، أمس بالرباط، قائلاً: «لماذا لا تتحرك الحكومة لتشغيل محطة التكرير (لاسامير)؟»، وهي شركة تكرير النفط الوحيدة؛ لكنها متوقفة منذ 2015، وما زال ملفها معروضاً على القضاء؛ موضحاً أن حزبه يدعو لإعادة تشغيل «لاسامير»؛ لأن في ذلك مصلحة للأمن الطاقي في المغرب الذي يستورد المواد البترولية بسعر باهظ، ما يؤثر على ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، وملمحاً إلى أن الحكومة لا ترغب في تشغيل الشركة.
من جهة أخرى، اعتبر بنعبد الله أنه بإمكان الحكومة تخفيض أسعار المحروقات في المغرب، من خلال تخفيض الضريبة على استهلاك المحروقات، وقال إن دولاً مثل فرنسا وإسبانيا فعلت ذلك، وساهمت في تخفيض الأسعار. كما دعا الحكومة إلى تخفيض هامش ربح الشركات.
يأتي ذلك في وقت بلغت فيه أسعار البنزين في المغرب 18 درهماً (1.8 دولار) للتر، بينما بلغ سعر الغازوال 16 درهماً للتر (1.6 دولار)، وهو ارتفاع غير مسبوق في تاريخ البلاد.
كما تساءل بنعبد الله عن سبب عدم اتخاذ الحكومة مثل هذه الإجراءات لتخفيف الضغط على المواطنين؟ لكنه رد قائلاً: «من الواضح أن الحكومة تدعي رفع شعار الدولة الاجتماعية، في حين أن ذلك مجرد شعار، بينما المواطنون يعانون من الغلاء والجفاف».
على صعيد آخر، أعلن بنعبد الله أن المكتب السياسي للحزب اتفق على عقد المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وقال إن ذلك يتطلب تكثيف الجهود للتحضير للمؤتمر؛ لكنه اقترح حضور عدد محدود من المؤتمرين لا يتعدى عددهم ألف شخص، ودعا للتعبئة لجعل المؤتمر الوطني «حدثاً سياسياً وطنياً بارزاً».
ويروج في كواليس الحزب أن بنعبد الله قد يكون مرشحاً للبقاء على رأس الحزب؛ علماً بأنه أكد حينما سئل في لقاء سابق، أنه لا يريد الاستمرار في المسؤولية؛ لكنه لا يرى أحداً قد تقدم بترشيحه، واعتبر أن المهم هو الحفاظ على الحزب ووحدته.
في سياق ذلك، دعا بنعبد الله لبلورة «بديل تقدمي»، والتوجه نحو أحزاب اليسار لعقد لقاءات تقارب رسمية معها. وأعلن عن تشكيل لجان المؤتمر، وهي اللجنة التحضيرية الوطنية، ولجنة الوثيقة السياسية، ولجنة القوانين، ولجنة التنظيم واللوجيستك، ولجنة الانتداب، ولجنة التواصل. معتبراً أن دورة اللجنة المركزية ستكون بمثابة «الانطلاقة الفعلية لتحضير المؤتمر الوطني الحادي عشر على جميع المستويات السياسية والتنظيمية والمادية».


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

أعلن بيان للديوان الملكي المغربي، مساء أول من أمس، أن الملك محمد السادس تفضل بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح (أول) محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية. وجاء في البيان أن العاهل المغربي أصدر توجيهاته إلى رئيس الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي. ويأتي هذا القرار تجسيداً للعناية الكريمة التي يوليها العاهل المغربي للأمازيغية «باعتبارها مكوناً رئيسياً للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيداً مشتركاً لجميع المغاربة دون استثناء».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، مايك روجرز، مساء أمس، في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز، خلال مؤتمر صحافي، عقب محادثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم»، مبرزاً أن هذه المحادثات شكلت مناسبة للتأكيد على الدور الجوهري للمملكة، باعتبارها شريكاً للول

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

عقد حزبا التقدم والاشتراكية اليساري، والحركة الشعبية اليميني (معارضة برلمانية) المغربيين، مساء أول من أمس، لقاء بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية في الرباط، قصد مناقشة أزمة تدهور القدرة الشرائية للمواطنين بسبب موجة الغلاء. وقال الحزبان في بيان مشترك إنهما عازمان على تقوية أشكال التنسيق والتعاون بينهما على مختلف الواجهات السياسية والمؤسساتية، من أجل بلورة مزيد من المبادرات المشتركة في جميع القضايا، التي تستأثر باهتمام الرأي العام الوطني، وذلك «من منطلق الدفاع عن المصالح الوطنية العليا للبلاد، وعن القضايا الأساسية لجميع المواطنات والمواطنين».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

دعت «تنسيقية أسر وعائلات الشبان المغاربة المرشحين للهجرة المفقودين» إلى تنظيم وقفة مطلبية اليوم (الخميس) أمام وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي بالرباط، تحت شعار «نضال مستمر من أجل الحقيقة كاملة وتحقيق العدالة والإنصاف»، وذلك «لتسليط الضوء» على ملف أبنائها المفقودين والمحتجزين ببعض الدول. وتحدث بيان من «التنسيقية» عن سنوات من المعاناة وانتظار إحقاق الحقيقة والعدالة، ومعرفة مصير أبناء الأسر المفقودين في ليبيا والجزائر وتونس وفي الشواطئ المغربية، ومطالباتها بالكشف عن مصير أبنائها، مع طرح ملفات عدة على القضاء. وجدد بيان الأسر دعوة ومطالبة الدولة المغربية ممثلة في وزارة الشؤون الخارجية والتع

«الشرق الأوسط» (الرباط)

قائد «الجنجويد» في دارفور ينفي أمام الجنائية الدولية ارتكابه جرائم حرب

صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
TT

قائد «الجنجويد» في دارفور ينفي أمام الجنائية الدولية ارتكابه جرائم حرب

صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)

نفى زعيم ميليشيا سوداني، اليوم (الجمعة)، أمام المحكمة الجنائية الدولية، الاتهامات الموجّهة إليه بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، بما فيها جرائم اغتصاب وقتل وتعذيب، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وبدأت هذا الأسبوع في لاهاي محاكمة علي محمد علي عبد الرحمن، الملقّب بـ«علي كوشيب»، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور خلال الحرب الأهلية التي عصفت بالإقليم الواقع غرب السودان.

وأمام المحكمة، قال المتّهم: «أنا لست علي كوشيب. أنا لا أعرف هذا الشخص».

وحسب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، فإنّ «كوشيب» كان يتزعّم ميليشيا «الجنجويد» السودانية وحليفاً للرئيس المخلوع عمر البشير.

ومدى ثلاثة أيام استمعت المحكمة الجنائية الدولية إلى المرافعات النهائية في هذه القضية.

وعبد الرحمن الذي سلّم نفسه للمحكمة طوعاً في 2020 متّهم بارتكاب هجمات عنيفة على قرى في منطقة وادي صالح بوسط دارفور في أغسطس (آب) 2003.

وهذا الرجل متّهم بارتكاب 31 جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، بما فيها جرائم قتل واغتصاب وتعذيب ونهب ومعاملة وحشية.

لكنّ المتّهم أكّد أمام المحكمة أنّ «لا علاقة له» بأيّ من هذه الاتهامات.

حتى أنّه مضى إلى حدّ إنكار أن يكون علي كوشيب الحقيقي، مشيراً إلى أنّه ادّعى ذلك أمام المحكمة الجنائية الدولية لأنّه كان «يائساً» وقلقاً من أن يتم اعتقاله من قبل السلطات السودانية الجديدة.

وقال المتّهم مخاطباً هيئة المحكمة: «لقد انتظرت طوال شهرين مختبئاً (...). كنت خائفاً أن يتمّ اعتقالي» من قبل السلطات السودانية التي تولّت الحكم بعد سقوط البشير.

وأضاف: «لو لم أقل ذلك لما استقبلتني المحكمة ولكنت ميتاً» الآن.

وكان المدّعي العام للمحكمة قال الأربعاء إنّ المتّهم كان عضواً بارزاً في «الجنجويد»، وشارك بفاعلية و«عن طيب خاطر وحماسة» بارتكاب الجرائم المتّهم بها.

ووفقاً للأمم المتحدة، خلّفت الحرب في دارفور من 2003 وحتى انتهائها في 2020 حوالي 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ.