من العمليات الهرمونية إلى الجزيئية، فإن النساء لديهن اختلافات فسيولوجية عن الرجال تجعل أجسامهن تصل إلى المواقف بطريقة مختلفة قليلاً.
وبينما يشعر كل من الرجال والنساء بأنواع متشابهة من الألم، فإن العملية البيولوجية لعلاج هذا الألم قد تكون مختلفة لكليهما.
وكان هناك عدد من الدراسات حول أدوية آلام ما بعد الجراحة، لكن مراجعة حديثة للدراسة أجراها المعهد الوطني للصحة ومقره الولايات المتحدة، تشير إلى وجود أدلة مختلطة حول الإيبوبروفين لتقليل الألم عند الذكور أكثر من الإناث، وذلك حسبما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.
دراسة عن مسكنات غير فعالة في النساء
هناك تحقيق مستمر حول ما إذا كان الذكور والإناث يستجيبون بشكل مختلف تجاه مسكنات الألم. وكانت هناك دراسة صغيرة أجريت عام 1996، والتي استجابت لأول مرة لعقار بنتازوسين (مسكن للألم) لآلام ما بعد الجراحة. وفي هذه الدراسة الأخيرة التي أجراها المعهد الوطني للطب، كانت هناك أدلة مختلطة على أن الإيبوبروفين استجاب بشكل مختلف في أجسام الذكور والإناث. فقد ارتبط بريدنيزون (نوع من الكورتيكوستيرويدات) ببعض الآثار الجانبية الأخرى لدى المشاركات الإناث. وكانت هذه الآثار الجانبية لا تطاق للمشاركات على مستوى أن المشاركات لم يكن على استعداد لزيادة جرعة هذا الدواء.
نظرية المسكنات
وفقًا للدكتورة ميرا كيربيكار أستاذة مساعدة إكلينيكية في علم التخدير والرعاية المحيطة بالجراحة وطب الألم ومعهد التعليم والبحوث بجامعة نيويورك «فإن أكثر من 80% من دراسات الألم قد شارك فيها الذكور فقط».
وتقول كيربيكار إنه «على عكس الذكور، يجب أن تخضع الإناث للكثير من التغيرات الهرمونية التي تؤثر على حساسيتهن للألم. يمكن أن يكون بسبب أمراض العضلات والعظام ، واستخدام المواد الأفيونية، وتشوهات الكروموسومات، والهرمونات الجنسية، وما إلى ذلك. وهذا هو السبب في أن بعض المسكنات تكون أقل فعالية على الإناث.
والسبب الثاني يكمن في الخلايا المناعية. التي يطلق عليها الخلايا الدبقية الصغيرة التي تزود الدماغ بالخلايا المناعية».
وتقول التقارير إن انسداد الخلايا الدبقية الصغيرة يمكن أن يمنع الألم أيضًا. لكن وفقًا للدراسة الجديدة، هذا ينطبق فقط على الرجال.
وتستخدم النساء الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا التائية بدلاً من الخلايا الدبقية الصغيرة، والتي يمكنها فقط التحكم في الألم. لذلك فإن بعض المسكنات تقاوم النساء.
اما النظرية الأخيرة حول المسكنات فتتضمن حمض الريبونوكليك المعروف باسم RNA (الحمض النووي الريبي) وهو اضطراب في المادة الجينية ينقل الرسائل في الجسم. وتمتلك النساء في الواقع مستويات أعلى من الحمض النووي الريبي (RNA) والتي يمكن أن تؤثر على مجرى الدم على عكس الرجال.
وتبين كيربيكار أن المستويات المرتفعة من حمض الريبونوكليك مرتبطة بمستويات أعلى من الألم المزمن في الجسم. ويتم ترميز جزيئات الحمض النووي الريبي بواسطة الجينات الموجودة على الكروموسوم X. حيث يميل اثنان من الكروموسومات X للإصابة بألم مزمن.
استنتاج
ووفقًا للدراسة، فإن معرفة الاختلاف في استجابة النساء للألم مقارنة بالرجال يعطينا نظرة ثاقبة حول التأثير الأقل لبعض المسكنات على النساء. وفقًا لهذه الاختلافات، حيث يمكن تصميم العلاجات والأدوية بالطريقة التي تؤثر فيها على النساء بشكل متساوٍ. وقد ينطوي هذا الأمر على تغيير في المركبات الجزيئية المستخدمة في الأدوية وكيف تتفاعل مع التغيرات الهرمونية لدى النساء.