شاركت عشرات السفن الروسية أمس (الخميس)، في مناورات عسكرية في بحر البلطيق في وقت يُجري فيه حلف شمال الأطلسي (الناتو) مناوراته البحرية السنوية في المنطقة منذ الأحد التي يطلق عليها اسم «بالتوبس 22»، ومن المقرر أن تستمر حتى 17 يونيو (حزيران). وأصبحت منطقة بحر البلطيق الاستراتيجية مركز اهتمام كبير الشهر الماضي، حين أصبحت طلبات انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف العسكري الغربي رسمية، وهي منظمة تعدّها موسكو معادية لمصالحها. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «في إطار هذه المناورة، غادرت مجموعات بحرية تكتيكية من أسطول البلطيق قواعدها وانتشرت في مناطق محددة». وحسب الوزارة، تشارك نحو 60 سفينة و40 طائرة ومروحية في هذه التدريبات التي تحصل حالياً في البرّ في مراكز تدريب في جيب كالينينغراد الروسي الواقع بين بولندا وليتوانيا. وشاركت (الثلاثاء) نحو عشرين سفينة روسية في مناورة في بحر البلطيق في ظلّ ازدياد التوتر حول هذه المساحة الاستراتيجية. ويندرج هذا النشاط العسكري المكثف في سياق توترات شديدة بين موسكو والدول الغربية منذ بداية الحرب الأوكرانية في 24 فبراير (شباط).
وتخشى دول البلطيق التي لا تثق بروسيا بعدما حكمها السوفيات مدة 50 عاماً في القرن الماضي، من أن يأتي دورها إذا نجحت حملة موسكو في أوكرانيا. فمنذ بداية الحرب طالبت بزيادة عدد جنود الحلف على أراضيها وإنشاء كتائب لتحل مكان الوحدات الحالية. وفي عام 2017، تم نشر أربع مجموعات تكتيكية متعددة الجنسيات في ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا وبولندا، تقودها على التوالي ألمانيا والمملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد صرح أول من أمس (الثلاثاء)، بأن بلاده مستعدة لنشر مزيد من القوات في ليتوانيا، مردداً بذلك مطالب دول البلطيق. وزادت ألمانيا التي تقود مجموعة تكتيكية متعددة الجنسيات تابعة للحلف الأطلسي في ليتوانيا، عدد جنودها المتمركزين في هذا البلد من 550 إلى أكثر من ألف. وقال شولتس في مؤتمر صحافي مشترك في فيلنيوس مع قادة دول البلطيق: «نحن مستعدون لتعزيز التزامنا وتطويره إلى لواء قتالي قوي يمكنه بشكل مشترك تنظيم الردع والدفاع عن ليتوانيا» في حال حصول عدوان. وأضاف: «المهم أيضاً بالنسبة لنا هو مناقشة كيفية ردنا على الهجوم الروسي، والقيام بكل شيء حتى لا تتمكن روسيا من الانتصار في هذه الحرب». وقال رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا: «أعتقد أنْ لا أحد لديه أوهام بشأن روسيا اليوم. علينا أن نفهم أن التهديد الروسي لن يزول». وأضاف: «لا يمكن أن يكون هناك حوار ولا تعاون ولا تهدئة مع هذه الأمة التي ما زالت تسعى لتحقيق طموحاتها الإمبريالية». وقالت رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس: «يجب أن نجعل المعتدي يدرك أن حلف شمال الأطلسي ليس لديه الإرادة فحسب بل القدرة أيضاً على الدفاع عن كل شبر من أراضيه».
في السنوات الأخيرة، عزّز الحلفاء الوجود المتقدم للحلف الأطلسي على جانبه الشرقي. ومع بداية الحرب قرر الحلفاء إنشاء أربع مجموعات تكتيكية جديدة في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا. ومن المقرر أن تُعقد قمة للناتو في 29 و30 يونيو في مدريد.
مناورات متزامنة روسية وأطلسية في بحر البلطيق ترفع من حدة التوتر
برلين مستعدة لتعزيز وجودها العسكري في المساحة الاستراتيجية
مناورات متزامنة روسية وأطلسية في بحر البلطيق ترفع من حدة التوتر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة