يحتضن معهد «أدفنت هيلث» لأبحاث التمثيل الغذائي ومرض السكري تقنية قد يعتقد زوّاره أنّها أقرب إلى الخيال العلمي منها إلى تقنية حقيقية موجودة في قلب فلوريدا.
قد يطلب باحثو المعهد من المشاركين في أبحاثه إمضاء 24 ساعة في غرفة مقفلة بينما يراقبون كلّ نفسٍ يستنشقونه بهدف تحديد كمية الطاقة التي يحرقونها. وفي آخر الردهة، يُصار إلى الاحتفاظ بعيّنات من الدم والأنسجة البشرية في خزانات تحتوي على سائل النيتروجين لتجميدها وحفظها للتحاليل المستقبلية في درجة حرارة (- 321) فهرنهايت.
ولكنّ هذه التقنية ليست خيالاً علمياً، بل هي جزء من بحثٍ انتقالي يهدف إلى تحويل الاكتشافات العلمية إلى أداة للرعاية السريرية، بحسب ما أفاد ستيفن سميث، رئيس قسم البحث العلمي ونائب رئيس «أدفنت هيلث». وكان سميث قد كُلّف قبل 13 عاماً بتأسيس المعهد الذي يحتفل بسنته العاشرة هذا العام. يقول سميث إنّ «هدف المعهد هو تقديم وتطوير مبدأ البحث الانتقالي بالكامل وللمرّة الأولى في أورلاندو... وحقّقنا هدفنا. إنّه أمر رائع». يبحث علماء المعهد عن إجابات لأسئلة تشمل الأشخاص الأصحّاء وغير الأصحّاء: كيف يأكلون؟ كيف ينامون؟ ماذا عن تمثيلهم الغذائي ونشاطاتهم الرياضية وخسارة الوزن، بهدف تحسين فهم وعلاج السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الحالات الصحية المرتبطة بالتقدّم في السنّ. يختبر المعهد أيضاً أدوية ووسائل وقاية جديدة لهذه الأمراض. وكان باحثون انتقاليون من «أدفنت هيلث» قد شاركوا عام 2020 في 58 تجربة عيادية ونشروا 52 ورقة بحثية، بحسب التقرير السنوي الصادر عن المعهد. يشارك المعهد إلى جانب 20 مستشفى وجامعة من جميع أنحاء البلاد في دراسة تموّلها معاهد الصحّة الوطنية تهدف لوضع خريطة للتغيّرات الجزيئية التي تحصل في الجسم نتيجة ممارسة الرياضة. يُزعم أنّ هيئة «محولات الطاقة الجزيئية للنشاط البدني» (المعروفة باللغة الإنجليزية باسم «موتور باك» MoTrPAC) هو الهيئة الدارسة الأكبر لأسباب تعزيز التمارين الرياضية للصحّة. يشارك في البحث ألفا شخص من الجنسين ومن أعمار وتركيبات جسدية ومستويات لياقة مختلفة.
ستساعد نتائج هذا البحث العلماء في وضع خريطة جزيئية لتأثير التمارين الرياضية على الجسم. يعتبر بريت غودباستر، المحقّق الرئيسي المشارك في البحث عن معهد الأبحاث الانتقالية، أنّ هذا الأمر مهم جداً لأنّ العلماء يعون اليوم أنّ ممارسة الرياضة تحسّن الصحّة، ولكنّهم يجهلون سبب هذا التأثير على المستوى الجزيئي. ويضيف غودباستر أنّ «الدراسات المستقبلية قد تقود إلى إجراء بحث عن التمارين الرياضية لدى الأشخاص المصابين بالسكري أو فشل القلب أو حتّى الحالات الممهّدة للخرف... لتعزيز فهمهم لأهمية الرياضة في تحسين وحتّى تجنّب بعض هذه الحالات. ستتوصّل دراسة (موتور باك) إلى الإجابات الصحيّة على هذه الأسئلة وتنشرها حتّى يتمكّن الآخرون من استخدامها للمقارنة».
تهدف دراسات المعهد الأخرى كتلك التي تشمل التسلسل الجيني أو معاينة الميكروبيوم في الأمعاء، لصناعة مستقبل يساعد فيه التكوين الكيميائي الفردي في وضع خطّة طبية لكل شخص تشمل توصيات متعلّقة بالأطعمة سهلة الهضم أو خطوات وقائية بناءً على جينات مرتبطة بأمراض قاتلة. من جهته، اعتبر روب هرتزوغ، نائب رئيس العمليات البحثية في «أدفنت هيلث» أنّ «العلم يتوسّع سريعاً ووصل إلى مرحلة ستقودنا فيها الميتابولوميات - دراسة واسعة النطاق للجزيئات الصغيرة - نحو صناعة هذا المستقبل».
* «أورلاندو سنتينل»،
خدمات «تريبيون ميديا».
مختبر متقدم لفكّ ألغاز السكري والسمنة والتقدّم في السنّ
مختبر متقدم لفكّ ألغاز السكري والسمنة والتقدّم في السنّ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة