المقاومة التهامية تتبنى عملية محاولة اغتيال محافظ الحديدة

مسلحو المقاومة يبدأون تنفيذ عملياتهم ضد المتعاونين مع الحوثيين

المقاومة التهامية تتبنى عملية محاولة اغتيال محافظ الحديدة
TT

المقاومة التهامية تتبنى عملية محاولة اغتيال محافظ الحديدة

المقاومة التهامية تتبنى عملية محاولة اغتيال محافظ الحديدة

تبنت المقاومة الشعبية التهامية عملية محاولة اغتيال محافظ محافظة الحديدة، اللواء حسن أحمد الهيج، المُعيَّن من قِبل جماعة الحوثي المسلحة بدلاً عن المحافظ السابق صخر الوجيه، الذي رفض تلبيه مطالبهم في المحافظة. وقالت المقاومة الشعبية التهامية في صفحة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إنها تتبنى الهجوم المسلح على المدعو حسن أحمد الهيج، محافظ الحديدة، الذي تم تعيينه من قبل ميليشيات الحوثي، حيث تم تنفيذه قبيل صلاة فجر الجمعة بجوار جامع أبي بكر بحي 7 يوليو (تموز)، ونتج عنها إصابة اثنين من مرافقيه ومقتل أحد المواطنين الذي تم إطلاق النار عليه من قبل مرافق الهيج.
وحذرت المقاومة التهامية الشعبية المحافظة اللواء حسن الهيج بأن الرد سيكون عليه المرة المقبلة موجع وقاس من قِبل مسلحي المقاومة التهامية ما لم يطلق سراح كل المختطفين لدى جماعة الحوثي المسلحة، مؤكدين مرة أخرى أن «كل من سهَّل وتعاون مع المسلحين الحوثيين في إقليم (تهامة)، سيكون هدفًا مشروعًا للمقاومة التهامية الشعبية».
وكان محافظ الحديدة اللواء حسن الهيج، رئيس المجلس المحلي - رئيس الهيئة التنفيذية للمؤتمر بالمحافظة، قد نجا، فجر يوم الجمعة، من عملية اغتيال تعرض لها أثناء ذهابه للصلاة في المسجد المجاور لمنزله بحي 7 يوليو في مدينة الحديدة، غرب اليمن.
وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن «المحافظ الهيج نجا بأعجوبة من محاولة الاغتيال عندما شرع مسلحون كانوا على متن دراجة نارية بإطلاق الرصاص الحي عليه أثناء ذهابه للصلاة، ونتج عنه إصابة اثنين من مرافقيه بما فيهم الحارس الشخصي مصطفى الهيج بجروح، ومقتل أحد المواطنين المارة من أمام المسجد، ويدعى جبر الرادعي، وبأن اللواء حسن الهيج لم يصب بأي أذى».
ويقول مراقبون سياسيون لـ«الشرق الأوسط»، إن «مسلحي المقاومة الشعبية التهامية بدأت عملياتها النوعية بشكل فعلي وليس تهديدات فقط ضد جميع المتعاونين مع جماعة الحوثي المسلحة في إقليم (تهامة)، وإن البداية كانت تنفيذهم لمحاولة اغتيال محافظ محافظة الحديدة، اللواء حسن أحمد الهيج، وإن هذا الأمر سيخلق الرُعب عند جميع الموالين والمتعاونين للمسلحين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح وجميع الميليشيات المسلحة في الإقليم، خصوصا وإن المقاومة قد حذرت في وقت سابق جميع المتعاونين والذين يعملون مع جماعة الحوثي المسلحة وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، بأنهم سيكونون أهدافهم المشروعة القادمة التي سينفذونها في إقليم (تهامة) في حال استمروا في التعاون والعمل معهم ضد أبناء تهامة».
وفي هذه الأثناء، لا تزال جماعة الحوثي المسلحة مستمرة في عملياتها بملاحقة جميع المناوئين لها واعتقالهم، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إنه «نشب خلاف بين الشاب محمد عبده هندي، أحد شباب الحراك التهامي السلمي، وأحد الموالين لجماعة الحوثي المسلحة، وإن هذا الأخير تقدم بشكوى للمسلحين الحوثيين وإنهم قاموا بتحريك طقم عسكري خاص بهم وعليه أكثر من عشرة مسلحين بمختلف أنواع الأسلحة بحثا عن محمد هندي».
وأضاف الشهود: «لم يجد المسلحون الحوثيون محمد الهندي في منزله، في حي حارة اليمن بالحديدة، ووجدوا والده وأخيه علي الذي يبلغ من العمر 12 عامًا ووالده الستيني ووالدته، وقاموا بتحطيم باب المنزل واقتحامه واعتقلوا أخيه الطفل كرهينة إلى حين يأتيهم محمد هندي بنفسه وتسليم نفسه إليهم، مما جعل الرعب يسود الحي وتعالت أصوات النساء اللاتي خرجن مستنكرات الاعتداء الهمجي على أسرة هندي».
وأوضح الشهود أن جماعة الحوثي المسلحة لم تطلق سراح شقيق محمد هندي إلا بعدما ذهب والده الحاج الهندي إلى الشاكي وأخذ تنازلاً منه وبعدها أطلقت الجماعة سراح الطفل علي هندي.
من جهة أخرى، أعلن كثير من مشايخ تهامة بما فيهم الشيخ شعيب الفاشق، أحد مشايخ قبائل الزرانيق، تأييدهم لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ودعمه للمقاومة الشعبية التهامية ضد جماعة الحوثي المسلحة والرئيس السابق علي عبد الله صالح، في إقليم «تهامة»، وقال مقربون من الشيخ الفاشق لـ«الشرق الأوسط»، إن «المسلحين الحوثيين استهدفوا سيارة تابعة لحراسته ونهبوها في مدينة الحسينية، الواقعة بين مديرية بيت الفقيه ومدينة زبيد على طريق الحديدة – تعز، وذلك بسبب إعلان تأييده للمقاومة التهامية وشرعية الرئيس هادي».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.