تونس: إحياء ذكرى 4 حراس قتلوا في هجوم على منزل وزير الداخلية السابق

تبناه «داعش» وصدر بشأنه 31 حكماً بالإعدام

إحياء الذكرى الثامنة لمقتل أربعة عناصر أمنية كانت تحرس منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو في العاصمة تونس أول من أمس (نقابة قوات الأمن الداخلي)
إحياء الذكرى الثامنة لمقتل أربعة عناصر أمنية كانت تحرس منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو في العاصمة تونس أول من أمس (نقابة قوات الأمن الداخلي)
TT

تونس: إحياء ذكرى 4 حراس قتلوا في هجوم على منزل وزير الداخلية السابق

إحياء الذكرى الثامنة لمقتل أربعة عناصر أمنية كانت تحرس منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو في العاصمة تونس أول من أمس (نقابة قوات الأمن الداخلي)
إحياء الذكرى الثامنة لمقتل أربعة عناصر أمنية كانت تحرس منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو في العاصمة تونس أول من أمس (نقابة قوات الأمن الداخلي)

أحيت منطقة الأمن الوطني بمدينة القصرين (وسط غربي تونس) الذكرى الثامنة لمقتل أربعة عناصر أمنية كانت تحرس منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو، على يد عناصر إرهابية وهو هجوم تبناه تنظيم داعش وصدرت بشأنه أحكام بالإعدام ضد 31 عنصرا متطرفا». وأفاد محمد العمري المتحدث باسم النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي بمنطقة القصرين بأن إحياء هذه الذكرى عادة سنوية دأبت عليها قوات الأمن الداخلي لتكريم أرواح من تعرضوا للإرهاب، والرفع من معنويات عائلاتهم ودعمهم ماديا واجتماعيا على حد تعبيره.
وتم تنظيم موكب رسمي أشرف عليه عادل المبروك والي الجهة (المحافظ) وحضره عدد من القيادات الأمنية وعدد من المسؤولين الحكوميين وممثلون عن النقابات الأمنية وأفراد من عائلات العناصر الأمنية التي تعرضت لهجوم إرهابي يعود إلى تاريخ يوم28 مايو (أيار) 2014.
وكان وزير الداخلية التونسية السابق لطفي بن جدو قد اعتبر الهجوم الإرهابي «ردا انتقاميا على سلسلة نجاحات» أمنية قال إن تونس حققتها في مجال مكافحة الإرهاب وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة أعوان أمن وإصابة اثنين آخرين. ويتحصن مسلحون في جبل الشعانبي منذ نهاية 2012 إلى حد الآن». وتقول السلطات بأنهم تابعون لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» وأنهم خططوا لإقامة «إمارة متطرفة» في تونس.
وكان الهجوم الذي وقع سنة 2014، قد شهد مشاركة نحو عشرة عناصر إرهابية، مما خلف تساؤلات متعددة خاصةً أن منزل وزير الداخلية يقع قرب مديرية الحرس الوطني في القصرين، ويحظى بحراسة أمنية مستمرة ما جعل مراقبين يستغربون من وصول المسلحين إليه بتلك السهولة. وقال مصدر أمني حينذاك بأن عناصر الأمن الذين قتلوا كانوا متمركزين داخل مستودع تابع لمنزل وزير الداخلية وأنهم: «لم يجدوا الوقت للرد على المسلحين الذين باغتوهم».
يذكر أن الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية المختصة بالنظر في الجرائم الإرهابية كانت قد أصدرت أحكاما بالإعدام ضد 31 متهما في القضية وهم كلهم في حال فرار من بينهم الإرهابي الجزائري لقمان أبو صخر، الذي قتل لاحقا، والإرهابيون مراد الغرسلي، والحبيب الحاجي، وسيف الله بين حسين الملقب بـ«أبو عياض». كما قضت في حق عشرة متهمين موقوفين على ذمة القضية، بأحكام تراوحت بين 10 سنوات لسبعة منهم، و3 سنوات لمتهم وحيد، مع القضاء بالبراءة لمتهمين اثنين.


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.