باريس تهدف إلى منع موسكو من «تحقيق انتصار» في الحرب

TT

باريس تهدف إلى منع موسكو من «تحقيق انتصار» في الحرب

أكد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبيّة كليمان بون أن هدف بلاده هو منع موسكو من تحقيق انتصار في الحرب الحالية، وأن انضمام اوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قد يستغرق بين 15 عاماً و20 عاماً.
وقال بون في تصريحات أمس، إنّ الهدف بالنسبة لفرنسا هو «ألاّ تحقّق روسيا انتصاراً» و«تحرير أوكرانيا». وأضاف بون: «من يسعى وراء الحرب ومن يلام عليها هو (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين (...) نساعد أوكرانيا من دون أن نكون نحن أنفسنا في حالة حربٍ، على المقاومة... والتحرر من عدوان»، مشيراً إلى أن الأوكرانيين «لم يتسببوا بحرب في روسيا، إنهم يسعون بصفتهم دولة ذات سيادة، للتحرّر من بلد يحتلهم». وأوضح بون: «هذا مشروع، نحن ندعمهم. ليس الأمر مجرد واجب أخلاقي. إن لم تفعل أوروبا ذلك، فكأنها تقول إن بإمكان روسيا... أن تفعل ما تشاء. وهذا سيشكّل خطراً على أمننا». وأضاف: «عندما تكونون ضعفاء لا يمكن أن تحققوا السلام»، مؤكداً أن «أوكرانيا هي أوروبا».
وتأتي هذه التصريحات بعدما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بالسعي لتأمين «مخرج» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مبدياً تحفظات حيال دعوة ماكرون لإنشاء «منظمة سياسيّة أوروبيّة» لضمّ أوكرانيا بالتوازي مع آلية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وصرح زيلينسكي الأسبوع الماضي: «يجب ألا نبحث عن مخرج لروسيا، وماكرون يفعل ذلك عبثاً». وقال عبر قناته على تطبيق «تليغرام»: «أعلم أنه يريد إحراز نتائج في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، لكنه لم يحقق أي نتيجة». كما طرح ماكرون في مطلع مايو (أيار) مشروع إنشاء «منظمة سياسية أوروبية» يمكن لأوكرانيا الانضمام إليها من دون انتظار الانضمام الكامل إلى الاتحاد الأوروبي الذي قد يستغرق «عقوداً». وردّ زيلينسكي أنّ بلاده ليست «بحاجة إلى بدائل لترشّح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي»، معتبراً أن أي بديل سيكون بمثابة «تسوية» مع روسيا.
من جهة أخرى، قدّر بون أمس (الأحد)، أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي «سيستغرق على الأرجح 15 أو 20 عاماً»، مقترحاً أن تنخرط كييف في الأثناء بالمنظمة السياسية الأوروبية التي اقترح الرئيس إيمانويل ماكرون إنشاءها.
وتثير قضية توسيع الاتحاد الأوروبي ليشمل أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا جدلاً وخلافات داخل التكتّل. وقد استنكر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الخميس، «معاملة من الدرجة الثانية» من «عواصم معينة» بشأن ترشّح أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.وكان المستشار الألماني أولاف شولتس صرح في وقت سابق، بأنه لا يؤيد منح أوكرانيا «طريقاً مختصراً» لعضوية الاتحاد الأوروبي. أما الرئيس الفرنسي فقد قدّر في خطاب بمناسبة يوم أوروبا في التاسع من مايو (أيار)، أن مسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي «سيستغرق عدة سنوات، في الواقع عدة عقود».


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا ترمب وزيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ترمب قادر على وقف بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن بمقدور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أن يحسم نتيجة الحرب المستعرة منذ 34 شهرا مع روسيا،

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

زيلينسكي: عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قد يساعد في إنهاء حرب أوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا صورة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية 7 نوفمبر 2024 يُظهر جنوداً من الجيش الروسي خلال قتالهم في سودجانسكي بمنطقة كورسك (أ.ب)

روسيا: كبّدنا القوات الأوكرانية خسائر جسيمة على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي استهدف القوات المسلحة الأوكرانية بمقاطعة كورسك، وكبّدها خسائر فادحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.