اشتباكات بـ«المربع الأمني» في درعا واستمرار «الفلتان الأمني»

استهداف قيادي بالأمن العسكري جنوب سوريا

استهداف سيارة أحد العناصر المحلية في ريف درعا الشرقي (درعا 24)
استهداف سيارة أحد العناصر المحلية في ريف درعا الشرقي (درعا 24)
TT

اشتباكات بـ«المربع الأمني» في درعا واستمرار «الفلتان الأمني»

استهداف سيارة أحد العناصر المحلية في ريف درعا الشرقي (درعا 24)
استهداف سيارة أحد العناصر المحلية في ريف درعا الشرقي (درعا 24)

شهدت مدينة درعا المحطة، جنوب سوريا، ظهر يوم السبت، اشتباكات قرب المجمع الحكومي وساحة بصرى، وسط المربع الأمني في المدينة، ناتجة عن مواجهات وقعت بين مجموعة أمنية تعمل مع جهاز الأمن العسكري وشخصين حاولا زرع عبوة ناسفة في سيارة القيادي في الجهاز عماد أبو زريق.
وأفادت شبكة «درعا 24» بنجاة القيادي السابق عماد أبو زريق من محاولة اغتيال بالقرب من المجمع الحكومي في مدينة درعا، بعد أن حاول مجهولان زرع عبوة ناسفة في سيارته، فقامت العناصر المرافقة له بإطلاق النار عليهما، ما أدى إلى مقتل أحدهما، فيما لاذ الآخر بالفرار. وأدت الاشتباكات إلى إصابة سيدة كانت في المنطقة. وقامت وحدات الهندسة التابعة للجيش في مدينة درعا بتفجير العبوة بعد العجز عن تفكيكها، ولم ينجم عن ذلك أي أضرار بشرية.
وتعرض القيادي عماد أبو زريق لأكثر من محاولة اغتيال، دون أن يتعرض لأي أذى، كان آخرها في الأول من يونيو (حزيران) 2021، حيث تم استهدافه بعبوة ناسفة انفجرت أثناء مروره على الطريق الواصلة بين بلدتي النعيمة وأم المياذن، شرق درعا. ويتحدر أبو زريق من بلدة نصيب في الريف الشرقي من محافظة درعا، وكان قيادياً سابقاً في فصيل محلي يسمى «جيش اليرموك»، وكان في الأردن عند تطبيق اتفاقية التسوية والمصالحة في منتصف عام 2018، ثم عاد بعد ذلك بأشهر باتفاق مع ضباط في جهاز الأمن العسكري، وبدأ يعمل لصالحه برفقة قادة وعناصر محليين.
ولا تزال الاغتيالات والانفلات الأمني عنواناً أساسياً في محافظة درعا جنوب سوريا، حيث تشهد المحافظة عمليات اغتيال شبه يومية. ووفقاً لمصادر محلية، فقد قتل صباح يوم السبت الماضي عنصر من الفرقة الرابعة في الجيش السوري، وذلك إثر استهدافه بالرصاص المباشر من قبل مجهولين في مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وشهدت المحافظة مساء يوم الجمعة الماضي أربع عمليات اغتيال، راح ضحيتها عنصر من قوات النظام يتحدر من محافظة طرطوس، وأصيب آخرون كانوا برفقته، وذلك إثر استهداف دورية تابعة لجهاز المخابرات الجوية من قبل مجهولين أثناء وجودهم في بلدة النعيمة. وقتل المدعو واصف الحمد، في بلدة المسيفرة بريف محافظة درعا الشرقي، بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين، ما أدى إلى مقتله على الفور. وهو عنصر في مجموعة محلية تابعة لجهاز الأمن العسكري في ريف درعا الشرقي، يقودها المدعو «أبو علي اللحام».
وقتل في مدينة طفس، في ريف درعا الغربي، المدعو أيمن أبو ثليث، بإطلاق نار من قبل مجهولين، وهو من عشائر البدو في منطقة اللجاة، ويسكن مدينة طفس غربي درعا، بعد انشقاقه عن الجيش منذ سنوات.
كما راح ضحية عملية اغتيال في بلدة تل شهاب، في الريف الغربي من محافظة درعا، المدعو أحمد الخياط، حيث تم استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين أثناء خروجه من صلاة الجمعة، ما أدى إلى مقتله على الفور، وإصابة أشخاص آخرين كانوا في منطقة الاستهداف. والخياط طالب جامعي، وهو مدني لم يسبق له الانضمام لأي جهة عسكرية.
وتستمر عمليات الانفلات الأمني التي تلقي بظلالها منذ سنوات على المنطقة الجنوبية، وتصاعدت في محافظة درعا جنوب سوريا منذ عام 2018، حيث شهدت المنطقة، بعد سيطرة النظام السوري عليها، احتدام «حرب الاغتيالات» وحوادث شبه يومية، معظم ضحاياها قادة من فصائل المصالحات، أو ضباط وعناصر للنظام، أو شخصيات مؤيدة للميليشيات الإيرانية. وتتهم المعارضة السابقة، قوات النظام والأجهزة الأمنية، بالمسؤولية عنها، فيما يتهم النظام المعارضين السابقين في المنطقة، الرافضين للتسوية، بارتكابها، وسط اعتقاد بوجود «أصابع إيرانية بهدف القول إن روسيا غير قادرة على ضبط الأمن».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.