موسكو تدعو لمنع أي صراع مسلح بين القوى النووية

لافروف يتحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع غوتيريش 26 أبريل (أ.ف.ب)
لافروف يتحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع غوتيريش 26 أبريل (أ.ف.ب)
TT

موسكو تدعو لمنع أي صراع مسلح بين القوى النووية

لافروف يتحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع غوتيريش 26 أبريل (أ.ف.ب)
لافروف يتحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع غوتيريش 26 أبريل (أ.ف.ب)

قال مسؤول بوزارة الخارجية الروسية، أمس، إن روسيا ترى أنه ينبغي إبقاء مخاطر نشوب حرب نووية عند الحد الأدنى، وإنه يتعين منع أي صراع مسلح بين القوى النووية.
ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن فلاديمير يرماكوف، مدير إدارة منع الانتشار والحد من التسلح في وزارة الخارجية، إن جميع القوى النووية يجب أن تلتزم بالمنطق المنصوص عليه في الوثائق الرسمية الرامية لمنع اندلاع حرب نووية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة خاصة مع قناة «العربية» الجمعة، إن ما نقل عنه بأن الحرب النووية واردة «ليس دقيقاً». وأوضح: «يجب ألا تنشب حرب نووية بتاتاً»، مشددا على أن «أهداف عمليتنا العسكرية في أوكرانيا غير قابلة للنقاش». بدورها، قالت الولايات المتحدة إنها لا تعتقد أن هناك تهديدا باستخدام روسيا للأسلحة النووية على الرغم من ما اعتبرته عواصم غربية تصعيدا في خطاب موسكو.
ونقلت وكالة تاس عن يرماكوف قوله، أمس، أن القوى النووية الرئيسية يجب أن تلتزم بالمنطق المنصوص عليه في الوثائق التي اشتركت في صياغتها. وكان يشير بذلك إلى بيان مشترك نشرته روسيا والصين وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا في يناير (كانون الثاني )، ووافقت فيه الدول الخمس وهي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على أنه يجب تفادي المزيد من انتشار الأسلحة النووية وتجنب نشوب حرب نووية. ونقلت الوكالة عن يرماكوف قوله إن «مخاطر الحرب النووية، التي لا ينبغي إطلاق العنان لها أبدا، يجب أن تبقى عند أدنى حد، لاسيما من خلال منع أي صراع مسلح بين القوى النووية». وأضاف «من الواضح أن روسيا تلتزم بهذا التفاهم». في سياق آخر، قال وزير الخارجية الروسي في تصريحات نُشرت أمس إنه تم إجلاء نحو 1.02 مليون شخص من أوكرانيا إلى روسيا منذ 24 فبراير (شباط). ويشمل هذا العدد 120 ألف أجنبي وأشخاص تم إجلاؤهم من منطقتي دونتسك ولوغانسك الانفصاليتين اللتين تدعمهما روسيا. وتقول بيانات الأمم المتحدة إن أكثر من 5.4 مليون شخص فروا من أوكرانيا منذ بداية الحرب.
وقال لافروف في تصريحات لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، ونُشرت على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية، إن 2.8 مليون شخص في أوكرانيا طلبوا إجلاءهم إلى روسيا. في المقابل، اتهمت أوكرانيا موسكو بترحيل آلاف الأشخاص قسرا إلى روسيا، وفق وكالة رويترز. وانهارت بشكل متكرر جهود إجلاء المدنيين من بعض مناطق المواجهة، بما في ذلك ميناء ماريوبول الجنوبي المحاصر، ويلقي كل طرف باللوم في ذلك على الآخر. ونقلت وكالة تاس مساء أمس أن 25 مدنيا، بينهم ستة أطفال، غادروا أراضي مصنع آزوفستال للصلب في ميناء ماريوبول. ولم تؤكد الجهات الأوكرانية خبر الإجلاء.


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».