«اللوفر» يروي قصة مملكة ناباتا النوبية (صور)

عبر معرض «فرعون الأرضين»

مدخل قاعة العرض لدى متحف «اللوفر» (أ.ف.ب)
مدخل قاعة العرض لدى متحف «اللوفر» (أ.ف.ب)
TT

«اللوفر» يروي قصة مملكة ناباتا النوبية (صور)

مدخل قاعة العرض لدى متحف «اللوفر» (أ.ف.ب)
مدخل قاعة العرض لدى متحف «اللوفر» (أ.ف.ب)

تحت عنوان «فرعون الأرضين... القصة الأفريقية لملوك ناباتا» يستضيف متحف اللوفر، بالعاصمة الفرنسية باريس، معرضاً أثرياً يستمر حتى 25 يوليو (تموز) المقبل، يروي تاريخ مملكة «كوش» النوبية، ويعرض كنوز ملوكها الذين حكموا مصر في القرن الثامن قبل الميلاد.
ويضم المعرض قطعاً أثرية تلقي الضوء على أهمية هذه المملكة، التي تمركزت شمال السودان، حسبما نشر الموقع الإلكتروني لمتحف اللوفر، والذي أفاد بأن «المعرض يتم تنظيمه بالتنسيق مع البعثة الأثرية التابعة لمتحف اللوفر في السودان، والتي ركزت على مدار عشر سنوات على موقع مويس، قبل أن تنتقل شمالاً مسافة 30 كيلومتراً، على مقربة من هرم مروي».

ويوضح الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية، أن «بعثة متحف اللوفر عملت لسنوات طويلة في الحفائر الأثرية في هذه المنطقة، والقطع التي يضمها المعرض هي من نتاج هذه الحفائر».
وحول تاريخ مملكة ناباتا، يقول متحف اللوفر إنه «في القرن الثامن قبل الميلاد، نشأت مملكة حول عاصمة النوبة ناباتا، وفي عام 730 قبل الميلاد غزا الملك بيعنخي مصر، وأسس الأسرة 25 من ملوك كوش، الذين حكموا مصر أكثر من خمسين عاماً، في المملكة الممتدة من دلتا النيل، وحتى فرعي النيل الأبيض والأزرق، ليوحدوا الأرضين مصر والسودان، وكان أشهر ملوكهم الملك طاهرقا».

ويقول عبد البصير لـ«الشرق الأوسط» إنه «مع انهيار السلطة المركزية في مصر بعد الحكم الليبي، بدأ الكوشيون أو النوبيون يتطلعون لحكم مصر، لإنقاذ سلطة المعبود آمون، وتحرك الملك بيعنخي أو (بيا) إلى الشمال، ليبدأ حكم مملكة كوش أو النوبة لمصر، وهو ما يعرف تاريخياً بالأسرة 25 الكوشية».

ويضيف عبد البصير أن «أشهر ملوك هذه الفترة، هو الملك طاهرقا، بوصفه أكثر ملوك الأسرة تعميراً وبناءً، حيث بنى عموداً رائعاً في الفناء الأول لمعبد آمون في الكرنك، وفي بلاد النوبة تحديداً كاوة، أعاد طاهرقا إعمار الموقع المهجور الذي أسسه الملك أمنحتب الثالث، وخصصه للمعبود آمون»، مشيراً إلى أن «فترة حكم الملك طاهرقا كانت من فترات المواجهة الشرسة مع قوة الإمبراطورية الآشورية الضاربة في منطقة الشرق الأدنى القديم».

في عام 671 قبل الميلاد، هاجم الملك الآشوري آسر حدون مصر، وفرّ طاهرقا جنوباً إلى طيبة (الأقصر).

ويقول عبد البصير إنه «في عام 669 قبل الميلاد، مات الملك آسر حدون وهو في طريقه إلى مصر، وخلفه ابنه آشور بانبيال، الذي غزا مصر مرة أخرى، وقضى على كل نبلاء الشمال ما عدا عائلة نخاو الأول، التي كوّنت فيما بعد الأسرة الصاوية 26»، مشيراً إلى أن «طاهرقا فر إلى الجنوب مرة أخرى، ليستقر في عاصمة مملكة كوش ناباتا، في حين بقي عمدة طيبة مونتو إم حات محاصراً يواجه قسوة الغزو الآشوري، لينتهي حكم دولة كوش الضعيفة، وتولت الأسرة 26 الصاوية، توحيد مصر، وإعادة مجدها القديم، لفترة قصيرة من الزمن، قبل أفول نجم مصر الفرعونية».



مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.