رئيس سريلانكا يزيح بعض أقاربه عن الحكومة وسط غضب شعبي

الرئيس السريلانكي غوتابايا راجاباكسا (أ.ب)
الرئيس السريلانكي غوتابايا راجاباكسا (أ.ب)
TT

رئيس سريلانكا يزيح بعض أقاربه عن الحكومة وسط غضب شعبي

الرئيس السريلانكي غوتابايا راجاباكسا (أ.ب)
الرئيس السريلانكي غوتابايا راجاباكسا (أ.ب)

أزاح الرئيس السريلانكي غوتابايا راجاباكسا اثنين من أشقائه وابن شقيقه عن الحكومة، اليوم الاثنين، بعد الغضب الشعبي حيال سوء إدارة عائلته الحاكمة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد والدعوات إلى استقالته.
وتشهد سريلانكا أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1948، وأدى ذلك إلى نقص في الوقود والغذاء والأدوية الأساسية. وتستعد حكومة راجاباكسا لمحادثات إنقاذ مع صندوق النقد الدولي.
وانقلب عشرات النواب على الإدارة ورفضت أحزاب المعارضة الدعوات التي وجهها الرئيس للانضمام إلى حكومة وحدة، فيما يصر الأخير على أنه سيبقى في منصبه لتوجيه سريلانكا أثناء الأزمة، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ورغم ذلك، فإنه قد طالبت باستقالة راجاباكسا احتجاجات حاشدة ضمت آلاف الأشخاص الذين يخيمون خارج مكتبه المطل على البحر منذ أكثر من أسبوع.
وتحتفظ الحكومة الجديدة برئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا، الشقيق الأكبر لغوتابايا وزعيم الحزب الحاكم في سريلانكا، فيما تستبعد شقيقيه شامال وباسيل وزير المال السابق.
كما جرى استبعاد نامال، نجل ماهيندا الأكبر الذي كان يدير وزارة الرياضة وكان يعد الزعيم المقبل قبل الأزمة.
وتتألف الحكومة الجديدة من 21 وزيراً، وهو عدد أقل بـ7 من الحكومة السابقة التي استقالت بشكل جماعي قبل أسبوعين بعد اندلاع الغضب الشعبي جراء المحسوبية والفساد.
ويحق للوزراء الحصول على العديد من السيارات رباعية الدفع ومجموعة كبيرة من الحراس الشخصيين وكمية غير محدودة من الوقود، بالإضافة إلى بدل سكن وترفيه.

وقاد وزير المال الجديد علي صبري وفداً إلى واشنطن نهاية الأسبوع لبدء محادثات مع صندوق النقد الدولي بدءاً من (الثلاثاء)، على ما أفاد به مسؤولون.
وتسعى سريلانكا للحصول على ما بين 3 و4 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي لتجاوز أزمة ميزان المدفوعات وتعزيز الاحتياطات المستنفدة.
وبالإضافة إلى النقص المزمن في الإمدادات، تواجه سريلانكا تضخماً قياسياً وانقطاعاً للكهرباء، فيما نفدت العملات الأجنبية لاستيراد الوقود.
كانت سريلانكا في الأساس تشهد أزمة اقتصادية عميقة عندما ظهر «كوفيد19» الذي أدى إلى تراجع التحويلات المالية من العمال المقيمين في الخارج، وشل قطاع السياحة الذي يشكل مصدراً رئيسياً لضخ العملات الأجنبية في اقتصاد البلاد.

وفرضت الحكومة حظراً واسعاً على الواردات في مارس (آذار) 2020 لتوفير العملات الأجنبية، وباتت اليوم تعاني تضخماً قياسياً.
ومنذ مطلع العام، ارتفعت أسعار البنزين بنسبة 90 في المائة، بينما ارتفع الديزل المستخدم عادة في المواصلات العامة بنسبة 138 في المائة.
وأعلنت الحكومة الأسبوع الماضي التخلف عن سداد ديونها الخارجية الضخمة، بينما أكدت «بورصة كولومبو» تعليق التداول لمدة 5 أيام بدءاً من (الاثنين) في ظل المخاوف من انهيار السوق.


مقالات ذات صلة

أوكرانيا تتلقى 1.1 مليار دولار من صندوق النقد الدولي

الاقتصاد سكان محليون يشترون طعاماً من سوق أمام مبنى سكني تضرر ببلدة بوردينكا في بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)

أوكرانيا تتلقى 1.1 مليار دولار من صندوق النقد الدولي

أعلن رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، أن بلاده تلقت دفعة جديدة بقيمة 1.1 مليار دولار من صندوق النقد الدولي ستخصَّص لتغطية النفقات الحيوية في الموازنة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
المشرق العربي حزم من الليرة السورية في المصرف التجاري السوري بدمشق نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

صندوق النقد: مستعدون لمساعدة سوريا في إعادة الإعمار عندما تسمح الظروف

قالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك اليوم الخميس إن الصندوق مستعد لمساعدة سوريا في إعادة الإعمار مع المجتمع الدولي.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي.

«الشرق الأوسط» (أكرا)
الاقتصاد (كونا) توقع صندوق النقد الدولي استمرار انتعاش القطاع غير النفطي في الكويت

صندوق النقد الدولي يتوقع 2.6% نمواً لاقتصاد الكويت في 2025

توقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الكويت بنسبة 2.8 في المائة إضافية في عام 2024 بسبب التخفيضات الإضافية في إنتاج «أوبك بلس».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

الأصول الاحتياطية لـ«المركزي السعودي» ترتفع إلى 433.8 مليار دولار في أكتوبر

ارتفع إجمالي الأصول الاحتياطية في «البنك المركزي السعودي (ساما)» ، بـ2.19 في المائة، على أساس سنوي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مسجلاً 433.8 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تقرير: نظام دفاع جوي روسي أسقط طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية

صورة من مقطع فيديو تُظهر رجال إنقاذ ينقلون راكباً مصاباً بعد تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية بالقرب من مدينة أكتاو الكازاخستانية... الصورة في مطار جوكوفسكي خارج موسكو 26 ديسمبر 2024 (أ.ب)
صورة من مقطع فيديو تُظهر رجال إنقاذ ينقلون راكباً مصاباً بعد تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية بالقرب من مدينة أكتاو الكازاخستانية... الصورة في مطار جوكوفسكي خارج موسكو 26 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

تقرير: نظام دفاع جوي روسي أسقط طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية

صورة من مقطع فيديو تُظهر رجال إنقاذ ينقلون راكباً مصاباً بعد تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية بالقرب من مدينة أكتاو الكازاخستانية... الصورة في مطار جوكوفسكي خارج موسكو 26 ديسمبر 2024 (أ.ب)
صورة من مقطع فيديو تُظهر رجال إنقاذ ينقلون راكباً مصاباً بعد تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية بالقرب من مدينة أكتاو الكازاخستانية... الصورة في مطار جوكوفسكي خارج موسكو 26 ديسمبر 2024 (أ.ب)

قالت وكالة «رويترز»، نقلاً عن أربعة مصادر مطّلعة في أذربيجان، إن نظام دفاع جوي روسي كان وراء إسقاط طائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية تحطمت في كازاخستان، يوم الأربعاء.

وتحطمت طائرة ركاب من طراز «إمبراير 190» قرب مدينة أكتاو في كازاخستان، ما أسفر عن مقتل 38 شخصاً، بعد تحويل مسارها من منطقة عن منطقة في روسيا تتصدى فيها موسكو، في الآونة الأخيرة، لهجمات طائرات مُسيرة أوكرانية.

من جهته، دعا حلف شمال الأطلسي، اليوم الخميس، إلى إجراء تحقيق شامل في أسباب تحطم الطائرة الأذربيجانية.

وقالت فرح دخل الله، المتحدثة باسم الحلف، في منشور على منصة «إكس»: «تعازينا ودعواتنا لعائلات وضحايا رحلة الخطوط الجوية الأذربيجانية (جيه 28243)». وأضافت: «نتمنى الشفاء العاجل للمصابين في الحادث، ونطالب بإجراء تحقيق كامل».

وقال رئيس مجلس الشيوخ في كازاخستان، في وقت سابق اليوم، إن سبب تحطم الطائرة لا يزال مجهولاً.

تحذير روسي

من جانبه، حذّر الكرملين، الخميس، من طرح «فرضيات» بشأن تحطم الطائرة الأذربيجانية. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «سيكون من الخطأ القيام بفرضيات قبل انتهاء التحقيق».
وكانت الطائرة تقوم برحلة من العاصمة الأذربيجانية باكو إلى مدينة غروزني في جمهورية الشيشان الروسية في القوقاز، حين انحرفت عن مسارها فوق بحر قزوين.

وفُتح تحقيق للوقوف على أسباب الحادثة، لكن بعض الخبراء العسكريين وفي مجال الطيران قالوا إن الطائرة ربما أصيبت عن طريق الخطأ بنيران الدفاعات الجوية الروسية فيما كانت تحلق في منطقة تم الإبلاغ فيها عن نشاط للمسيّرات الأوكرانية.
وقال الخبير العسكري الروسي يوري بودولياكا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الثقوب التي شوهدت في حطام الطائرة كانت مماثلة للأضرار التي يسببها «نظام صاروخي مضاد للطائرات». وتابع «كل شيء يشير إلى ذلك».