وكالة الطاقة الدولية تضع خطة لخفض استهلاك النفط

ناقلة نفط ومصفاة نفط في سنغافورة (أ.ف.ب)
ناقلة نفط ومصفاة نفط في سنغافورة (أ.ف.ب)
TT

وكالة الطاقة الدولية تضع خطة لخفض استهلاك النفط

ناقلة نفط ومصفاة نفط في سنغافورة (أ.ف.ب)
ناقلة نفط ومصفاة نفط في سنغافورة (أ.ف.ب)

كشفت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الجمعة، إجراءات لخفض استهلاك النفط سريعا في مواجهة خطر حصول «صدمة» بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، تشمل خفض الحدود القصوى للسرعة على الطرق والعمل عن بعد وجعل النقل العام أقل كلفة، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأفادت الوكالة بأن مقترحاتها العشرة بإمكانها خفض الاستهلاك في الاقتصادات المتقدّمة «بـ2,7 مليون برميل يوميًا خلال الأشهر الأربعة المقبلة».
وأكد المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول عند عرضه الخطة أنه «نتيجة للعدوان الروسي الرهيب على أوكرانيا، قد يواجه العالم أكبر صدمة في إمدادات النفط منذ عقود».

جزء من الإنتاج الروسي لن يكون متوافرا بعد الآن في الأسواق الدولية، سواء كان بسبب العقوبات (مثل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة) أو بسبب مقاطعة شركات تبتعد طوعا عن روسيا.
سبق أن عمدت الدول المتطورة الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية التي أُسست في 1974 بعد صدمة النفط، الى الاستعانة باحتياطها الاستراتيجي ووجهت المؤسسة نداء الجمعة الى الدول المنتجة لكي تبذل جهودا أكبر من أجل إمداد السوق.
وأدى اندلاع الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير ودفع اقتصادات كبرى مثل الولايات المتحدة وكندا إلى فرض عقوبات على روسيا عبر حظر استيراد النفط.
وفي ظل احتمال انخفاض إمدادات النفط الروسية أكثر، «هناك خطر حقيقي من إمكان تقلّص الأسواق أكثر وارتفاع أسعار النفط بشكل كبير في الشهور المقبلة» في وقت يدخل العالم موسم ذروة الطلب، بحسب الوكالة.
هكذا عبر فاتح بيرول عن أمله في أن يتيح الاجتماع المقبل لأوبك+ (الذي يضم أعضاء الكارتل وحلفاءهم ومن بينها روسيا) في نهاية الشهر «تخفيف الضغط عن السوق» وطلب من الدول المنتجة للنفط ان تكون في «الجهة الصائبة». وأضاف «يمكننا التحرك أيضا بالنسبة للطلب» في معرض كشفه الاجراءات للاقتصاد في استهلاك النفط والتي تركز على قطاع النقل.
واقترح خفض السرعة المسموح بها على الطرق السريعة بـ10 كلم في الساعة على الأقل، والعمل من المنزل ما يصل الى ثلاثة أيام في الأسبوع إن أمكن أو حتى تنظيم أيام الأحد بدون سيارات في المدن.
ولا تؤدي هذه الاجراءات الى تحسين وضع الإمدادات فحسب إنما أيضا الى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتلوث الهواء مع خفض الإنفاق.

وقد ارتفعت أسعار النفط كثيرا إثر غزو أوكرانيا مما أدى إلى ارتفاع كبير في اسعار الوقود واجراءات دعم لسائقي السيارات والمهنيين في بعض الدول.
من جانب آخر، فان خطة وكالة الطاقة الدولية تتمتع بميزة انه يمكن تطبيقها بسرعة، بحلول الصيف. لأن ذروة الطلب مع بدء عطل الصيف في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) في النصف الشمالي من العالم، تقترب كما أضاف فاتح بيرول.
ورحبت باربرا بومبيلي الوزيرة الفرنسية للتحول البيئي والتي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، بـ«أفكار مثيرة للاهتمام يتوافق بعضها مع أفكارنا».
على المدى الطويل، ترغب أوروبا في وقف اعتمادها في مجال الطاقة على روسيا. وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أنها ستقترح تبني هدف استقلالية الاتحاد الأوروبي عن الطاقات الأحفورية الروسية بحلول العام 2027.


مقالات ذات صلة

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

كشف تقرير صحافي أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب طلب نصيحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تسليح الولايات المتحدة لأوكرانيا في عام 2017.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش (من حسابه في «إكس»)

رئيس البرلمان التركي: لا مفاوضات لحل أزمة أوكرانيا من دون روسيا

أكد رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش ضرورة إدراك أميركا وبعض الدول الأوروبية استحالة نجاح أي مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا من دون روسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في 25 سبتمبر (أ.ف.ب)

زيلينسكي يستعدّ لطرح «خطة النصر» في اجتماع الحلفاء الأسبوع المقبل

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ستطرح «خطة النصر» في اجتماع دوري لحلفائها في رامشتاين بألمانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
يوميات الشرق المراهقة تواجه تهمة القتل غير العمد وهي حالياً قيد الاحتجاز الوقائي (رويترز)

صدمة في الرأس وكدمات ونزيف... مراهقة عائدة من أوكرانيا تضرب جدتها حتى الموت

وُجهت اتهامات لفتاة أوكرانية تبلغ من العمر 14 عاماً انتقلت مؤخراً إلى ولاية فلوريدا الأميركية بصفتها شخصاً بالغاً بعدما ضربت جدتها البالغة من العمر 79 عاماً حتى

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا مبنى الكرملين في موسكو (رويترز)

 روسيا: المواجهة الحالية مع الغرب لم يسبق لها مثيل في التاريخ

قال دبلوماسي روسي كبير اليوم الخميس إن المواجهة الحالية بين بلاده والغرب بشأن أوكرانيا لم يسبق لها مثيل في التاريخ وإن أي خطأ قد يؤدي إلى كارثة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

تقرير التضخم الخميس يحدد خطوة «الفيدرالي» التالية بشأن الفائدة

صورة رجل تنعكس في النافذة أثناء سيره أمام مبنى مكاتب بالقرب من البنك الدولي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)
صورة رجل تنعكس في النافذة أثناء سيره أمام مبنى مكاتب بالقرب من البنك الدولي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)
TT

تقرير التضخم الخميس يحدد خطوة «الفيدرالي» التالية بشأن الفائدة

صورة رجل تنعكس في النافذة أثناء سيره أمام مبنى مكاتب بالقرب من البنك الدولي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)
صورة رجل تنعكس في النافذة أثناء سيره أمام مبنى مكاتب بالقرب من البنك الدولي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

تنتظر الأسواق بيانات اقتصادية أميركية مهمة خلال الأسبوع المقبل، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلك عن شهر سبتمبر (أيلول) ومؤشر أسعار المنتجين. في وقت سيتلقى المستثمرون تعليقات من العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك ميشال بومان، المحافِظة، والمعارِضة الوحيدة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. كما سيصدر الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء محضر اجتماعه في سبتمبر (أيلول).

وقد توفر التعليقات والمحضر المرتقب نظرة ثاقبة للخطوة التالية التي سيتخذها الاحتياطي الفيدرالي في دورة خفض أسعار الفائدة الحالية.

وقال بنك «يو بي إس» إن تقرير مؤشر أسعار المستهلك سيكون الحدث الكبير المقبل للأسواق. وقال كبير خبراء الاقتصاد في بنك «يو بي إس»، بريان روز، في مذكرة: «سيكون مؤشر أسعار المستهلك لشهر سبتمبر بمثابة إصدار بيانات رئيسي. وإذا ارتفعت الأسعار بشكل أسرع من المتوقع بالإضافة إلى بيانات العمل الأقوى، فإن فرص تخطي بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة في اجتماع نوفمبر (تشرين الثاني) ستزداد».

ومن المرجح أن يكون معدل التضخم في الولايات المتحدة والمتوقع صدوره يوم الخميس قد تراجع في نهاية الربع الثالث، وهو ما يطمئن الاحتياطي الفيدرالي الذي يحول المزيد من تركيز سياسته نحو حماية سوق العمل، وفق «بلومبرغ».

فمن المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر، وهو أصغر مكسب له في ثلاثة أشهر. وبالمقارنة بالعام السابق، ربما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2.3 في المائة، وهو التباطؤ السادس على التوالي والأهدأ منذ أوائل عام 2021.

ومن المتوقع أن يرتفع المؤشر الذي يستبعد فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، والذي يوفر رؤية أفضل للتضخم الأساسي، بنسبة 0.2 في المائة عن الشهر السابق و3.2 في المائة عن سبتمبر 2023.

في أعقاب النمو القوي المفاجئ للوظائف في سبتمبر والذي صدر يوم الجمعة، يشير التباطؤ التدريجي في التضخم إلى أن صناع السياسات سيختارون خفض أسعار الفائدة بشكل أصغر عندما يجتمعون في 6 و7 نوفمبر.

امرأة تتسوق في أحد المحال في كولورادو (أ.ب)

وقد شهدت الولايات المتحدة إضافة 254 ألف وظيفة جديدة الشهر الماضي، وهو رقم مذهل، متجاوزاً التقديرات التي كانت تشير إلى إضافة 147 ألف وظيفة. وانخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة. في حين أظهر متوسط الدخل في الساعة انتعاشاً مع ارتفاع بنسبة 0.4 في المائة على أساس شهري، مما دفع النمو السنوي للأجور إلى 4.0 في المائة.

وكتب محللو «بنك أوف أميركا» أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما أصيب بالذعر الشهر الماضي، وأن خفضاً كبيراً آخر ربما لا يكون مبرراً. وعدل توقعاته لاجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر ليدعو إلى تحرك بمقدار 25 نقطة أساس بعد أن توقع سابقاً 50 نقطة أساس.

وقالت المستشارة الاقتصادية للبيت الأبيض لايل برينارد في الإحاطة الأسبوعية، إن «هناك ثقة أكبر بكثير في أن أسعار الفائدة ستنخفض... وأن التضخم سينخفض». أضافت «إنه يوم جيد للعمال والأسر الأميركية. لقد شهدنا خلق أكثر من 250 ألف وظيفة جديدة في شهر سبتمبر. وشهدنا انخفاض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة في وقت عادت فيه معدلات التضخم إلى مستويات ما قبل الجائحة».

وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن التوقعات التي أصدرها المسؤولون إلى جانب قرارهم بشأن أسعار الفائدة في سبتمبر يشيران إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في الاجتماعين الأخيرين من العام.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر صحافي سابق (رويترز)

ويتم استخدام مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين لإبلاغ مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، والذي من المقرر إصداره في وقت لاحق من هذا الشهر.

وتتوقع «بلومبرغ» قراءة خافتة لمؤشر أسعار المستهلك في سبتمبر، رغم قراءة أساسية أكثر قوة، مضيفة أنه «إذا ما وضعنا في الحسبان تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي، فمن المرجح أن يكون التضخم الأساسي قد نما بوتيرة تتفق مع الهدف البالغ 2 في المائة». وقالت «في المجمل، لا نعتقد أن التقرير سيفعل الكثير للتأثير على ثقة لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في أن التضخم يسير في اتجاه هبوطي دائم».

ومن المتوقع أيضاً أن يُظهِر تقرير أسعار المنتجين يوم الجمعة -وهو مقياس للضغوط التضخمية التي تواجهها الشركات- تضخماً أكثر هدوءاً. وفي اليوم نفسه، تصدر جامعة ميشيغان مؤشرها الأولي لثقة المستهلك لشهر أكتوبر (تشرين الأول).