بعد أكثر من أسبوعين من الغزو الروسي لأوكرانيا، ما زال مئات آلاف من المدنيين محاصرين تحت القصف، في حين تقدر الأمم المتحدة أن نحو 2.5 مليون فروا من البلاد. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو الجمعة إن على الاتحاد الأوروبي «فعل المزيد» من أجل أوكرانيا بعدما استبعد زعماء الدول الـ27 انضمامها السريع إلى الكتلة، وقال زيلينسكي: «إنها حرب مع عدو عنيد جداً... قرر استخدام مرتزقة ضد مواطنينا. قتلة من سوريا، من بلد دمر فيه المحتلون كل شيء، كما يفعلون بنا». لكن الولايات المتحدة استبعدت فرض منطقة حظر للطيران، ورفضت خطة بولندية لنقل مقاتلات إلى أوكرانيا عبر قاعدة جوية أميركية خوفاً من الانجرار مباشرة إلى الصراع. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية: «لدينا مسؤولية الحيلولة دون تصاعد هذا النزاع إلى ما وراء الحدود الأوكرانية ليصبح حرباً شاملة بين روسيا والناتو». وأضاف في المقابلة على هامش منتدى في تركيا إن فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا «سيؤدي على الأرجح إلى حرب شاملة بين الناتو وروسيا».
ووسع الجيش الروسي هجومه وقصف لأول مرة مدينة دنيبرو التي كانت تعتبر ملاذاً آمناً واستهدف مطارين عسكريين في غرب البلاد في حين بدأ الخناق يضيق حول العاصمة كييف. وحذر الجيش الأوكراني من أن روسيا تحاول «إغلاق» كييف من خلال ضرب دفاعاتها في غرب العاصمة وشمالها، مضيفاً أن هناك أيضاً خطراً على مدينة بروفاري في الشرق. وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو الخميس إن نصف سكان المدينة فروا وإن العاصمة «تحولت إلى حصن». وواجهت الضواحي الشمالية الغربية لكييف، بما فيها إيربين وبوتشا، أياماً من القصف العنيف لكن المدرعات الروسية تتقدم أيضاً على الحدود الشمالية الشرقية للعاصمة. وأفاد جنود أوكرانيون بحصول معارك عنيفة للسيطرة على الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى العاصمة، وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية ضربات صاروخية في فيليكا دميركا خارج حدود كييف الخميس. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الروسية ترسل عدداً متزايداً من القوات لتطويق المدن الرئيسية، ما يقلل الأعداد المتاحة لمواصلة التقدم. ووقعت معارك في إيربين ومكاروف غرب العاصمة. كما استهدف القصف بوتشا وسقطت صواريخ في بلدة باريشيفكا قرب بروفاري أصابت مباني سكنية.
أعلنت السلطات المحلية أن منطقة كييف «تستعد لإجلاء السكان من أكثر المناطق خطراً». وأصابت ثلاثة صواريخ مباني مدنية في مدينة دنيبرو في وسط أوكرانيا الجمعة ودمرت مصنع أحذية وأسفرت عن مقتل حارس أمن. وكانت دنيبرو تعتبر ملاذاً آمناً إذ لم تتعرض لكثير من الهجمات. وقالت سفيتلانا كالينيتشيكو التي تعيش وتعمل في عيادة تضررت بالهجوم، كما نقلت عنها الصحافة الفرنسية: «كان يفترض اليوم أن نستقبل أشخاصاً يحتاجون إلى الكثير من الدعم. الآن لا يمكننا مساعدة أحد». وأصيبت دار رعاية للمعوقين في قرية أوسكيل، قرب خاركيف في شرق أوكرانيا، بغارات روسية دمرت أيضاً خمسة منازل، بحسب مسؤولين محليين. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات. في دار الرعاية، كان جميع الموظفين الثلاثين و330 مريضاً، معظمهم مسنون، محتمين في ذلك الوقت. كما قتل جنديان أوكرانيان وأصيب ستة في قصف على مطار لوتسك العسكري شمال غربي البلاد، كما قال مسؤولون محليون. وقالت موسكو إن المطار «أصبح خارجاً عن العمل».
من جهته، حذر إيمانويل ماكرون الجمعة، إثر قمة للاتحاد الأوروبي في فرساي، من أن الأوروبيين مستعدون لفرض «عقوبات قاسية» جديدة على روسيا إذا استمرت الحرب في أوكرانيا. وقال الرئيس الفرنسي للصحافيين: «إذا استمرت الأمور على الصعيد العسكري (...) فسنفرض عقوبات جديدة بما فيها عقوبات قاسية»، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يدعم أوكرانيا «حتى النهاية».
بدوره، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الجمعة أن كندا ستفرض عقوبات جديدة على الأوليغارش الروس، بمن فيهم رومان أبراموفيتش مالك نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتم إجلاء ما يقارب 20 ألف شخص يومي الأربعاء والخميس، ونحو 100 ألف في اليومين الماضيين من المدن التي تشهد معارك، وفقاً للسلطات. كما استهدفت غارات جوية ليلية مدن تشيرنيهيف (شمال) وسومي (شمال شرق) وخاركيف (شرق)، والتي استهدفت بشدة منذ بدء الهجوم الروسي، ما ألحق أضراراً بالمباني السكنية والبنى التحتية لإمدادات المياه والكهرباء.
في نيزين قرب تشيرنيهيف قتل شخصان وأصيب ثمانية بجروح جراء قاذفات صواريخ أوراغان. ودارت معارك أيضاً قرب تشيرنيهيف وفي منطقة خاركيف.
وصفت ممثلة عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوضع المأسوي في ماريوبول حيث السكان دون كهرباء وماء وغاز: «بدأ السكان يتقاتلون من أجل الغذاء. ودمر آخرون سيارة لسحب البنزين منها» وفق ما قالت ساشا فولكوف في تسجيل صوتي أرسل إلى وسائل الإعلام. وقالت موسكو إنها ستفتح أيضاً ممرات إنسانية يومية لإجلاء المدنيين إلى الأراضي الروسية، لكن كييف رفضت الطرق المؤدية إلى روسيا.
في غضون ذلك، قالت روسيا الجمعة إنها ستلاحق شركة ميتا قانونياً بسبب «دعوات إلى قتل» مواطنين روس مشيرة إلى أن الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام خففت قواعدها بشأن الرسائل العنيفة التي تستهدف الجيش والقادة الروس. وأعلنت هيئة روسكومنادزور الروسية الناظمة في بيان «حظر الوصول إلى تطبيق إنستغرام... في روسيا».
من جانبه، أعرب مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان الجمعة عن قلقه إزاء إعلان «ميتا» في هذا الشأن. وقالت الناطقة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان إليزابيث ثروسيل خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «من الواضح جداً أن هذا موضوع معقد للغاية، لكنه يثير مخاوف بشأن حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي».
الأمم المتحدة: 2.5 مليون شخص فروا من أوكرانيا
القوات الروسية توسع عملياتها... وزيلينسكي يدعو أوروبا لـ«فعل المزيد»
الأمم المتحدة: 2.5 مليون شخص فروا من أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة