الحكومة المغربية تدعم المواد الاستهلاكية لمواجهة الغلاء

اتفاق مع النقابات لمناقشة مشروع قانون لممارسة حق الإضراب

عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية (الشرق الأوسط)
عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية (الشرق الأوسط)
TT

الحكومة المغربية تدعم المواد الاستهلاكية لمواجهة الغلاء

عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية (الشرق الأوسط)
عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية (الشرق الأوسط)

قال بيان لرئاسة الحكومة المغربية إن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أبلغ النقابات خلال اجتماعه معهم أمس، بأن الحكومة وبتوجيهات من العاهل المغربي الملك محمد السادس «تعتزم اتخاذ إجراءات استعجالية لتخفيف العبء على الفلاح المغربي»، نظراً للظروف المناخية الحالية، مع «عزم الحكومة خلال الأيام القليلة المقبلة اتخاذ مبادرات فعلية وعملية، من أجل المحافظة على القدرة الشرائية للمواطن بالدعم المباشر» لمجموعة من القطاعات الاجتماعية الإنتاجية والمواد الاستهلاكية.
ويأتي هذا الدعم لمواجهة موجهة الغلاء، إثر ارتفاع الأسعار، خصوصاً سعر المحروقات، وبعض المواد الغذائية، وبسبب الجفاف الذي يضرب البلاد.
في السياق نفسه، كان الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، قد أوضح أول من أمس، أن الوضع الدولي الحالي سيكون له تأثير لا محالة على أسعار عدد من المواد. وقال بايتاس خلال الندوة الصحافية التي أعقبت انعقاد المجلس الحكومي، إنه «رغم هذا الوضع الحالي فلا خوف على السعر الذي يقتني به المواطنون الخبز نظراً لتأدية الحكومة الفارق»، موضحاً أن الأخيرة تدعم القمح الطري بمبلغ 600 مليون درهم كمعدل، مشيراً إلى أن هذه المادة يتم منها استخراج الدقيق الممتاز التي تقتنيه المخابز وبعض الأسر. كما طمأن الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان المغاربة بشأن وضع تموين الأسواق المغربية بالمواد الاستهلاكية في شهر رمضان المقبل، خصوصاً مادة الحليب، مشدداً على أن هذه المادة التي يكثر عليها الإقبال لن تعرف أي نقص في التموين.
من جهة أخرى، أفاد البيان الحكومي بأنه جرى الاتفاق مع النقابات على مناقشة مشروع القانون التنظيمي لممارسة حق الإضراب، العالق منذ سنوات، ومشروع القانون الخاص بالمنظمات النقابية، وتعديل مدونة الشغل.
وأضاف البيان موضحاً أن كل الأطراف «عبرت على انفتاحها وتأييدها لانطلاق هذا النقاش»، مع تحديد سقف زمني لذلك بطريقة تشاركية، تراعي آراءهم ومقارباتهم، وبما يضمن ترصيد المكتسبات وتعزيزها، موضحاً أنه جرى الاتفاق بين رئيس الحكومة وباقي الأطراف على أنه «من اللازم التوصل إلى اتفاقات واضحة في آجال معقولة»، رغم الظروف الصعبة والإكراهات المتعددة.
وجرى الاتفاق على تشكيل «لجنة عليا للحوار»، برئاسة أخنوش، مكونة من الأمناء العامين للنقابات الأكثر تمثيلاً والاتحاد العام لمقاولات المغرب (منظمة لرجال الأعمال) والوزراء المعنيين، التي ستعرض عليها عمل اللجان الخاصة، ثم لجنة ثلاثية لحل المشاكل الكبرى ولجنة القطاع الخاص، يترأسها وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس سكوري، ولجنة القطاع العام، تترأسها الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور.
كما أعلن البيان أن الاتفاق تم بعد انطلاق جولات الحوار الاجتماعي، أمس وأول من أمس، تجاوباً مع دعوة رئيس الحكومة، بحضور وزراء، إلى جانب الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الميلودي موخاريق، والنعم ميارة رئيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ولهوير العلمي وبوشتى بوخلافة، نائبي رئيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.
كما عرف اللقاء حضور ممثلين عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب (هيئة رجال الأعمال) برئاسة شكيب العلج.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».