التحالف يدمر 9 آليات حوثية... والجيش اليمني يتقدم في صعدة

الميليشيات تصعّد في حجة وتقصف المدنيين في مأرب وشبوة

جانب من مساعدات إنسانية لنازحين في الحديدة (إ.ب.أ)
جانب من مساعدات إنسانية لنازحين في الحديدة (إ.ب.أ)
TT

التحالف يدمر 9 آليات حوثية... والجيش اليمني يتقدم في صعدة

جانب من مساعدات إنسانية لنازحين في الحديدة (إ.ب.أ)
جانب من مساعدات إنسانية لنازحين في الحديدة (إ.ب.أ)

وسط تصعيد حوثي في محافظة حجة اليمنية واستهداف مكثف للمدنيين في مأرب وشبوة بالصواريخ الباليستية، أعلن الجيش اليمني أمس (الأحد) تحرير مواقع جديدة في محافظة صعدة، بالتزامن مع إسناد جوي لتحالف دعم الشرعية، وتدمير عدد من الآليات العسكرية في مأرب وحجة.
في هذا السياق، أفاد التحالف في تغريدة بثّتها «واس» بأنه نفّذ 14 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية في مأرب وحجة خلال 24 ساعة، موضحاً أن الاستهدافات أدت إلى تدمير 9 آليات عسكرية، وكبّدت الميليشيات خسائر بشرية.
في غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن القوات مسنودة بتحالف دعم الشرعية، حررت (الأحد) مواقع ومرتفعات استراتيجية في جبهة الرزامات بمديرية الصفراء، شمال محافظة صعدة.
ونقلت وكالة «سبأ» عن قائد «لواء حرب 1» العميد محمد الغنيمي قوله: «إن وحدات من الجيش الوطني نفذت هجوماً على مواقع كانت تتمركز فيها مجاميع ميليشيا الحوثي، وتمكّنت من تحرير مرتفعات القرن وتبة (الغادر) في رأس شجع الاستراتيجي».
وأوضح القائد العسكري اليمني أن «مدفعية الجيش استهدفت ثكنات وآليات تابعة للميليشيا الانقلابية، وأن الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة عدد من ميليشيا الحوثي الانقلابية، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار».
هذه التطورات تزامنت مع دفع الميليشيات الحوثية بمجاميع من مسلحيها في جبهات عبس بمحافظة حجة لمهاجمة مواقع الجيش في المنطقة العسكرية الخامسة، بالتزامن مع قيامها بقصف مأرب وشبوة بالصواريخ الباليستية، وفق مصادر يمنية ميدانية.
وتعليقاً على هذا التصعيد ضد المدنيين، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تصريحات رسمية: «إن القصف العشوائي لميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران على الأحياء السكنية في مدينة ‎مأرب الصامدة خلال الـ24 ساعة الماضية بـ7 صواريخ باليستية، إيرانية الصنع، يكشف حالة الهستيريا التي تعانيها جراء الهزائم النكراء التي لحقت بها، والخسائر البشرية التي تكبدتها جراء مغامراتها العسكرية»‏.
وأوضح الإرياني أن الميليشيات «تواصل استهداف الأحياء السكنية ومخيمات النزوح في مدينة مأرب التي تكتظ بملايين السكان وآلاف الأسر النازحة التي فرّت من بطش وإجرام الميليشيا من مختلف المحافظات، في ظل صمت دولي مخزٍ وغير مبرر وتقاعس عن إدانة تلك الجرائم، وتوفير الحماية للمدنيين‏».
وطالب الوزير اليمني «المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة الاستهداف الممنهج للأحياء السكنية والمدنيين في مدينة مأرب، باعتبارها جريمة حرب». داعياً في الوقت نفسه «إلى العمل على تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية، وملاحقة ومحاكمة قياداتها في المحاكم الدولية، باعتبارهم مجرمي حرب».
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية كانت قصفت (السبت) مدرسة في مديرية حريب، جنوب مأرب، ما أدى إلى إصابة 3 أطفال، بالتزامن مع قصفها مسجداً في شبوة المجاورة، أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
على صعيد آخر، أفاد المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام (مسام) بأنه انتزع 873 لغماً خلال الأسبوع الثالث من شهر فبراير (شباط) الحالي، زرعتها الميليشيات الحوثية في مختلف المحافظات.
وأوضح المشروع في بيان «أن الألغام المنزوعة منها 60 لغماً مضاداً للأفراد، و657 لغماً مضاداً للدبابات، و93 ذخيرة غير متفجرة، و63 عبوة ناسفة، ليرتفع عدد الألغام التي نُزعت خلال شهر فبراير إلى 6540 لغماً»، في حين بلغ عدد الألغام المنزوعة منذ بداية المشروع حتى الآن 321 ألفاً و431 لغماً، زرعتها الميليشيات الحوثية بعشوائية في مختلف المحافظات اليمنية لحصد مزيد من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.
وعلى الصعيد الإنساني، أفاد الإعلام الرسمي بأن وكيل محافظة مأرب الدكتور عبد ربه مفتاح ناقش مع مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي بمأرب مسعود خان، وضابط مشروع النازحين بمنظمة الدولية للهجرة، فيليب تانجرمان، في لقاءين منفصلين، آليات تسريع إيصال المساعدات الغذائية والإيوائية والطارئة التي تقدمها المنظمتان الأمميتان للنازحين الجدد في المحافظة.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مفتاح أنه «شدد على ضرورة التنسيق مع السلطة المحلية لمعالجة الاختلالات كافة التي أدت إلى تأخير صرف المساعدات الغذائية الشهرية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي للنازحين الجدد في محافظة مأرب، بالإضافة إلى تباطؤ وتيرة الاستجابة الطارئة لمنظمة الهجرة الدولية تجاه المهجرين مؤخراً من المديريات الجنوبية، داعياً إلى إيجاد آليات عمل مشتركة بالتنسيق مع السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية المعنية، تضمن الانتظام في عملية توزيع المساعدات الغذائية الشهرية».
وبحسب الوكالة نفسها، أوضح مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي بمأرب أن المكتب «بصدد استكمال الترتيبات النهائية للبدء بعملية توزيع المساعدات الغذائية الشهرية للنازحين الجدد القادمين من مديريات مأرب الجنوبية خلال الأسبوع المقبل ومعالجة الإشكالات كافة التي تسببت بتأخيرها توزيع تلك المساعدات خلال الشهرين الماضيين».
من جهته، أبدى المسؤول في منظمة الهجرة الدولية «تفهمه للملاحظات والمقترحات كافة المقدمة من قيادة السلطة المحلية في مأرب وأخذها بعين الاعتبار»، مجدداً «التزام منظمته بمعايير العمل الإنساني كافة، خاصة ما يتعلق بسرية بيانات النازحين ومعلوماتهم، بما يضمن سلامتهم ويحقق سرعة الاستجابة الطارئة لاحتياجاتهم». بحسب ما نقلته المصادر الرسمية.



بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
TT

بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)

أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك تطلع حكومته للتفاعل الإيجابي مع التكتل السياسي الحزبي الجديد للقوى اليمنية الذي أُشهر من العاصمة المؤقتة عدن، وقال إن الحرب الحوثية الاقتصادية باتت أشد أثراً على معيشة اليمنيين من الصراع العسكري.

وكانت الأحزاب والقوى اليمنية قد أشهرت، الثلاثاء، تكتلاً حزبياً واسعاً في عدن هدفه العريض استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي والحفاظ على الجمهورية وفق دولة اتحادية.

بن مبارك تعهد بالاستمرار في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في حكومته (سبأ)

وقال بن مبارك: «ننظر لهذا التكتل على أنه صوت جديد، ورؤية متجددة، وأداة للتغيير البناء وجهد بارز في السياق الوطني يضاف للجهود التي تسعى لرص الصفوف وتهيئة السبل لإنقاذ اليمن من براثن ميليشيا الحوثي».

وأضاف أن حكومته «تتطلع وبانفتاح كامل للتفاعل إيجابياً» مع هذا التكتل الحزبي وبما يقود لتوحيد الجهود لاستكمال استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب وتحقيق السلام.

وشدد رئيس الوزراء اليمني على ضرورة تكاتف الجهود في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار، وتعزيز السيادة، وبناء يمن اتحادي موحد وقوي، وقال: «ندرك جميعاً التحديات، ونعلم أن الطريق لن يكون سهلاً، ولكن بإيماننا العميق بقضيتنا وبإرادة أبناء شعبنا، يمكننا أن نصنع الفارق».

حرب الاقتصاد

استعرض رئيس الحكومة اليمنية الحرب الاقتصادية الحوثية وقال إن آثارها التدميرية «تتجاوز الآثار الناتجة عن الصراع العسكري»، مشيراً إلى أنها أضرت بحياة المواطنين وسبل عيشهم، واستنزفت موارد البلاد، وتسببت بارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانهيار الخدمات الأساسية.

ورأى بن مبارك أن ذلك «يتطلب توحيد الصفوف ودعم مؤسسات الدولة، لمواجهة هذه الحرب الاقتصادية وحماية الاقتصاد الوطني والتخفيف عن المواطنين الذين يتحملون أعباء كبيرة».

جانب من حفل إشهار التكتل الجديد للقوى والأحزاب اليمنية (سبأ)

وقال: «الحرب الاقتصادية المستمرة التي تشنها ميليشيات الحوثي، إلى جانب استهدافها المنشآت النفطية، أثرت بشكل كبير على استقرار الاقتصاد اليمني وأسهمت في التدهور السريع لسعر صرف العملة الوطنية، وتقويض قدرة الحكومة على الحفاظ على استقرار العملة، ونتيجة لذلك، واجه الريال اليمني انخفاضاً كبيراً في قيمته، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الملايين في جميع أنحاء البلاد».

وأكد بن مبارك أن إعادة تصدير النفط ورفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة حق من حقوق الشعب يجب العمل على انتزاعه وعدم السماح للحوثيين باستمرار عرقلة الاستفادة من هذا المورد الذي يعد العصب الرئيسي للاقتصاد الوطني.

وأوضح أن حكومته تمضي «بكل جدية وتصميم» لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة في جميع مؤسسات الدولة، وإرساء ثقافة النزاهة واحترام القانون، وأنها ستقوم باتخاذ خطوات عملية لتقوية الأجهزة الرقابية وتفعيل آليات المحاسبة.

تكتل واسع

كانت القوى اليمنية قد أشهرت من عدن «التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» عقب سلسلة لقاءات تشاورية، توصلت إلى إعلان التكتل الجديد الذي يضم نحو 22 حزباً ومكوناً سياسياً وإقرار لائحته التنظيمية.

وتم التوافق على أن تكون رئاسة التكتل في دورته الأولى لحزب «المؤتمر الشعبي»، حيث سمى الحزب أحمد عبيد بن دغر رئيساً للمجلس الأعلى للتكتل في هذه الدورة.

وبحسب بيان الإشهار، يلتزم التكتل بالدستور والقوانين النافذة، والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، والعدالة والمواطنة المتساوية، إضافة إلى التوافق والشراكة والشفافية والتسامح.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مع رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر (سبأ)

كما يضع التكتل برنامجاً سياسياً لتحقيق عدد من الأهداف؛ بينها استعادة الدولة وتوحيد القوى الوطنية لمواجهة التمرد وإنهاء الانقلاب وحل القضية الجنوبية بوصفها قضية رئيسية ومفتاحاً لمعالجة القضايا الوطنية، ووضع إطار خاص لها في الحل السياسي النهائي، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام.

ويؤكد برنامج عمل التكتل على دعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على التراب الوطني كافة، ومساندة الحكومة في برنامجها الاقتصادي لتقديم الخدمات ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن.

وأكد بيان الإشهار أن هذا التكتل باعثه الأساسي هو تعزيز الاصطفاف الوطني من أجل إنهاء انقلاب الحوثيين واستعادة الدولة، وأنه ليس موجهاً ضد أحد من شركاء العمل السياسي.