اختتمت في القاهرة، مساء أول من أمس، فعاليات الدورة الـ32 من المؤتمر الدولي لـ«المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية»، والذي حظي بمشاركة عدد كبير من وزراء الشؤون الدينية، والمفتين، والعلماء، من دول عدة، وانتهوا في توصياته إلى «ضرورة مواجهة الكراهية والعنصرية وتعزيز المواطنة، والحفاظ على شكل الدولة الوطنية، وتكثيف الخطاب الديني والإعلامي لنشر أخلاقيات التعامل مع المجتمع الرقمي».
وبحسب بيان ختامي صادر عن المؤتمر، فإن المشاركين أوصوا بالتأكيد على أن «مفهوم الدولة مفهوم مرن متطور، وأن محاولة حصر مفهوم الدولة في أنموذج تاريخي معين وفرضه نمطاً ثابتاً أو قالباً جامداً إنما يعني غاية التحجر والجمود والوقوف عكس اتجاه عجلة الزمن، بما يشكل شللاً لحركة الحياة». كما دعوا إلى «تضافر الجهود العالمية للعمل على تفكيك بنية خطاب العنصرية والكراهية، وتصحيح المفاهيم التي قد تؤجّج الصراعات بين البشر، وتقديم التفسير الصحيح للنصوص التي يستغلها المتطرفون لترويج آيديولوجياتهم».
ولفت المشاركون إلى أن «العلماء قرروا أن الفتوى قد تتغير بتغير الزمان أو المكان أو الحال، وبالتالي فإن المجال الأرحب لذلك هو مجال السياسة الشرعية في بناء الدول ونظم الإدارة». وفي إطار المواطنة، أكد المشاركون، أنها «مصطلح أصيل في الإسلام، يتجاوز التنظير الفلسفي إلى سلوك عملي، وأن المواطنة الحقيقية لا إقصاء معها، ولا تفريق فيها بين المواطنين؛ فالفكر الإسلامي يضمن بثرائه وتجاربه أن نبني حضارات قائمة على مواطنة حقيقية بغض النظر عن العقيدة أو اللون أو العرق».
ونوّه المشاركون كذلك إلى أن «الدولة الوطنية هي أساس أمان المجتمعات جميعها، وأن العمل على تحقيق وترسيخ المواطنة التفاعلية والإيجابية الشاملة واجب الوقت، وأن بناء الدولة والحفاظ عليها واجب ديني ووطني، والتصدي لكل محاولات هدمها أو زعزعتها ضرورة دينية ووطنية لتحقيق أمن الناس وأمانهم واستقرار حياتهم». وأشار المشاركون في توصياتهم إلى «حتمية تكثيف الخطاب الديني والإعلامي لنشر أخلاقيات التعامل مع المجتمع الرقمي، وتوعية المواطنين جميعاً بعدم نشر أو ترويج الأخبار التي من شأنها الإضرار بالأمن أو إشاعة الفتن، مع تشديد عقوبات هذه الجرائم بما يحقق الانضباط السلوكي والردع اللازم للمنحرفين». كما أطلق المؤتمر «وثيقة القاهرة للسلام» التي تضمنت الإشارة إلى أن «أن تحقيق السلام مطلب شرعي ووطني وإنساني يسعى لتحقيقه كل إنسان نبيل». كما شددت الوثيقة كذلك على «إصدار ميثاق دولي يجرّم الإساءة للمقدسات والرموز الدينية، ويتصدى لخطاب الكراهية والعنصرية باعتبارهما جرائم تهدد السلم والأمن الدوليين»، منوهة إلى أن السلام الذي تنشده «هو سلام الشجعان القائم على الحق والعدل والإنصاف، النابع من منطق القوة الرشيدة التي تحمي ولا تبغي».
مؤتمر دولي ديني في مصر يختتم بتوصيات عن «مواجهة العنصرية»
الدورة الـ32 لـ«الشؤون الإسلامية» أطلقت «وثيقة القاهرة للسلام»
مؤتمر دولي ديني في مصر يختتم بتوصيات عن «مواجهة العنصرية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة