إردوغان يتهم بايدن بالسلبية في أزمة أوكرانيا مع روسيا

TT

إردوغان يتهم بايدن بالسلبية في أزمة أوكرانيا مع روسيا

انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان طريقة تعاطي الغرب مع الأزمة بين روسيا وأوكرانيا متهما الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه لم يظهر حتى الآن نهجا إيجابيا لإنهائها. وقال إردوغان إن «أنظار العالم موجهة للتطورات في إقليم دونباس والمناطق الحدودية بين أوكرانيا وروسيا، آمل ألا يفارق السلام المنطقة.. نرغب في عقد اجتماع رفيع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تركيا». وأضاف إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من زيارة لأوكرانيا نشرت أمس (الجمعة): «أبلغنا الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال مباحثاتنا معه، الخميس، أننا مستعدون للمساهمة في خفض التوتر... في حال تكليفنا بدور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، بعد لقائي ببوتين، فإننا نقبل هذه المهمة وسنعمل على أداء المسؤولية الملقاة على عاتقنا». وتابع الرئيس التركي أن الغرب لم يساهم في حل التوتر الروسي الأوكراني حتى الآن، بل يعرقل الوضع، ولم يظهر الرئيس الأميركي جو بايدن حتى الآن نهجا إيجابيا لحل التوتر.
في شأن آخر، قال إردوغان إن تركيا يمكن أن تستورد الغاز الطبيعي من إسرائيل، كما يمكنها نقله إلى أوروبا عبر التعاون المشترك. ولفت إلى أنه سيبحث موضوع نقل الغاز مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الذي من المقرر أن يزور تركيا في منتصف مارس (آذار) المقبل، ومع رئيس وزرائه نفتالي بينيت.
وأضاف إردوغان: «يمكن أن نستخدم الغاز الإسرائيلي في بلادنا، بل وأبعد من ذلك يمكن أن ننخرط في جهد مشترك عبر نقله إلى أوروبا... سيكون موضوع الغاز على طاولة المباحثات مع الرئيس الإسرائيلي خلال زيارته إلى تركيا».
ومؤخرا، قال إردوغان إن غاز شرق البحر المتوسط لا يمكن أن يمر إلا عبر تركيا، لافتا إلى أن الولايات المتحدة أعلنت سحب دعمها لمشروع غاز شرق المتوسط (إيست ميد) لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر قبرص واليونان بعد أن اكتشفت عدم جدواه من الناحية الاقتصادية، بينما أعلنت إسرائيل أنها لن تتعاون مع تركيا على حساب اليونان وقبرص. في سياق آخر، قالت وزارة الخارجية التركية، إن الاجتماع الثاني بين الممثلين الخاصين التركي والأرميني سيعقد في 24 فبراير (شباط) الحالي في العاصمة النمساوية فيينا. وأضافت الخارجية التركية، في بيان، أن الاجتماع سينعقد في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين.
كانت تركيا عيّنت في 15 ديسمبر (كانون الأول) الماضي سفيرها السابق لدى واشنطن سردار كليتش ممثلا خاصا لها لمباحثات تطبيع العلاقات مع أرمينيا، التي عينت نائب رئيس البرلمان روبن روبينيان ممثلا خاصا في إطار عملية الحوار بين البلدين. وعقد المسؤولان التركي والأرميني أول اجتماع لهما في موسكو في 14 يناير (كانون الثاني) الماضي، في إطار عملية تطبيع العلاقات بين البلدين. وبعد هذا الاجتماع استأنف البلدان الرحلات الجوية بين إسطنبول ويريفان يوم الأربعاء الماضي.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.