تقرير: الدول الغنية تجتذب العاملين الصحيين من الدول ذات الدخل المنخفض

الدول الغنية أنشأت مؤخراً مسارات هجرة سريعة مخصصة للعاملين في مجال الرعاية الصحية (رويترز)
الدول الغنية أنشأت مؤخراً مسارات هجرة سريعة مخصصة للعاملين في مجال الرعاية الصحية (رويترز)
TT

تقرير: الدول الغنية تجتذب العاملين الصحيين من الدول ذات الدخل المنخفض

الدول الغنية أنشأت مؤخراً مسارات هجرة سريعة مخصصة للعاملين في مجال الرعاية الصحية (رويترز)
الدول الغنية أنشأت مؤخراً مسارات هجرة سريعة مخصصة للعاملين في مجال الرعاية الصحية (رويترز)

كشف تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» عن قيام العديد من الدول الغنية، بما في ذلك كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفنلندا، بتجنيد عاملين صحيين من دول العالم النامي لمواجهة نقص العمالة واستنزافها بشكل كبير في الأشهر الأخيرة بسبب وباء «كورونا».
وبحسب التقرير، فقد أنشأت دول أوروبا وأميركا الشمالية، مؤخراً، مسارات هجرة سريعة مخصصة للعاملين في مجال الرعاية الصحية، كما سرّعت عمليات الاعتراف بالمؤهلات الأجنبية، بعد أن كان هذا الأمر شديد الصعوبة في الماضي.
وفي عام 2020، أعلنت الحكومة البريطانية عن «برنامج تأشيرة الرعاية الصحية»، الذي يستهدف تعيين العاملين الأجانب في مجال الرعاية الصحية مع خفض تكاليف التأشيرة لهم.
من جهتها، خفّفت كندا من شروطها بشأن ضرورة إتقان العاملين الصحيين اللغة الإنجليزية أو الفرنسية من أجل الإقامة بها، وسرّعت عملية الاعتراف بمؤهلات الممرضات المدربات في الخارج. من جانبها، سمحت ألمانيا، مؤخراً، للأطباء المدربين في الخارج بالانتقال مباشرة إلى مناصب الأطباء المساعدين.
وقالت سينيد كاربيري، رئيسة شركة O’Grady Peyton International، وهي شركة توظيف دولية، إن نحو 1000 ممرض يصلون إلى الولايات المتحدة شهرياً من الدول الأفريقية والفلبين ومنطقة البحر الكاريبي.
وأضافت أن طلبات توظيف العمال الصحيين في مرافق الرعاية الصحية الأميركية هي الأعلى منذ ثلاثة عقود.
وتابعت: «هناك ما يقدر بـ10 آلاف ممرض أجنبي موضوعين على قوائم الانتظار لإجراء مقابلات في السفارات الأميركية حول العالم للحصول على التأشيرات المطلوبة لهذا الغرض».

من ناحيته، قال جيمس بوكان، المسؤول في مؤسسة «the health foundation» وهي مؤسسة خيرية بريطانية، تقدم المشورة لمنظمة الصحة العالمية والحكومات الوطنية بشأن تنقل العاملين الصحيين، إن عدد الممرضين الدوليين المسجلين لممارسة المهنة في المملكة المتحدة ارتفع بشكل كبير جدًا منذ منتصف عام 2020.
وأثار اجتذاب الدول الغنية العاملين الصحيين من الدول ذات الدخل المنخفض أسئلة كثيرة حول مدى صحة توظيف أولئك العاملين الصحيين الذين تعاني بلدانهم من نظم صحية ضعيفة.
وقال هوارد كاتون، الرئيس التنفيذي للمجلس الدولي للممرضات: «لقد شهدنا بالتأكيد زيادة في هجرة العاملين الصحيين من الدول الفقيرة للدول الغنية في الفترة الأخيرة. ولكن الخطر المرتفع الآن هو أن الدول الغنية تقوم بتوظيف ممرضات من البلدان الأقل قدرة على تحمل خسارة ممرضاتها».

من جهته، قال مايك نوفيدا، كبير الممرضين في أحد مستشفيات الفلبين: «هناك 15 ممرضاً وممرضة في وحدتي ونصفهم لديهم طلب قيد التنفيذ للعمل في الخارج. في غضون ستة أشهر، سيكونون قد غادروا».
أما ليليان موابي، مديرة التمريض في أحد مستشفيات زامبيا، فقالت: «العاملون الصحيون لدينا يغادرون باستمرار. لقد امتلأ بريدي الإلكتروني برسائل من العاملين لإعلامي بحصولهم على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة. النتيجة النهائية لذلك هو أننا أصبح لدينا نقص كبير في العمالة».
وأضافت: «نخسر الممرضات الأكثر مهارة ولا يمكننا استبدالهن. ولا يمكننا تحمل عبء كورونا بعد».
من ناحيته، قال مايكل كليمنس، الخبير في الهجرة الدولية من البلدان النامية في مركز التنمية العالمية بواشنطن، إن القلق المتزايد بشأن تدفقات العاملين الصحيين من البلدان النامية «يتجاهل حقوق الأفراد في الحصول على وظيفة تغير حياتهم وحياة أسرهم إلى الأفضل».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.