منتسبو القضاء الإيراني يحتجون على أوضاعهم المعيشية

تجمع احتجاجي لمنتسبي الجهاز القضائي أمام مقر البرلمان أمس (شبكات التواصل)
تجمع احتجاجي لمنتسبي الجهاز القضائي أمام مقر البرلمان أمس (شبكات التواصل)
TT

منتسبو القضاء الإيراني يحتجون على أوضاعهم المعيشية

تجمع احتجاجي لمنتسبي الجهاز القضائي أمام مقر البرلمان أمس (شبكات التواصل)
تجمع احتجاجي لمنتسبي الجهاز القضائي أمام مقر البرلمان أمس (شبكات التواصل)

تجمع المئات من أفراد السلطة القضائية الإيرانية السبت والأحد في معظم مدن البلاد احتجاجاً على تدهور أوضاعهم المعيشية ورفض الحكومة زيادة رواتبهم، وفق وسائل إعلام محلية.
وكان إبراهيم رئيسي، الذي انتخب رئيساً للجمهورية في يونيو (حزيران)، طرح هذه الزيادة في الأسابيع الأخيرة من توليه رئاسة السلطة القضائية التي تشكل مع السلطتين التنفيذية والتشريعية، ركائز أساسية للمؤسسة الحاكمة في طهران. إلا أن حكومته لم تحبّذ زيادة الرواتب.
وهذه أول مرة تمتد فيها الإضرابات والاحتجاجات العمالية من موظفي المؤسسات الحكومية إلى منتسبي الجهاز القضائي، والشهر الماضي شهدت إيران إضراباً واسعاً للمعلمين. ونشرت صحيفة «شرق» الإصلاحية، الأحد، شريطاً مصوّراً يظهر تجمع مئات الرجال والنساء من الموظفين في السلطة القضائية أمام مبنى (البرلمان) في طهران، بينما كان يلقي رئيسي خطاباً بشأن الموازنة العامة.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، ردد المعتصمون شعار «العدالة ستتوقف عن العمل ما لم يتم حل مشكلتنا»، وأظهرت مقاطع فيديو أن المحتجين يرددون هتافات «العار لك يا (محمد باقر) قاليباف»، مستهدفين ضد رئيس البرلمان. ويأتي ذلك غداة تجمعات أخرى أقيمت «في غالبية مدن البلاد للاحتجاج على رفض خطة زيادة الرواتب»، وفق ما أوردت صحيفة «آرمان ملّي» الإصلاحية.
ورفع المشاركون في هذه الاحتجاجات، وهي نادرة لعاملين في السلطة القضائية، لافتات انتقدوا فيها الحكومة والبرلمان، وأكدوا فيها أنهم «غير قادرين على توفير حاجاتهم».
وكتب المحامي محمد حسين آقاسي على «تويتر» إنه راجع محكمة مدينة كرج في ضاحية غرب طهران لكنها كانت «معطلة» عملياً، مشيراً إلى امتناع القضاة من الحضور في المحكمة، وإضرابهم عن العمل لمدة أسبوع.
وأوضح المدير العام لمنظمة الإدارة والتوظيف الإيرانية ميثم لطيفي، الأربعاء، أمام البرلمان موقف الحكومة الرافض لهذه الزيادة، معتبراً أنها قد تدفع جهات أخرى في القطاع العام إلى تقديم طلبات مماثلة.
وتعاني إيران من أزمة اقتصادية تعود بشكل أساسي إلى العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها منذ عام 2018، وتسجل البلاد نسبة تضخم سنوية مرتفعة تناهز 60 في المائة.



إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
TT

إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)

وافقت إسرائيل ، اليوم (الأحد)، على زيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، قائلة إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في البيان، أن «تقوية الجولان هي تقوية لدولة إسرائيل، وهي مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر ونستقر فيها».

وانتزعت إسرائيل السيطرة على معظم هضبة الجولان من سوريا خلال حرب عام 1967، قبل أن تضمها إليها عام 1981.

وفي 2019، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب دعم الولايات المتحدة للسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن عملية الضم لم تحظَ باعتراف معظم الدول. وتطالب سوريا إسرائيل بالانسحاب منها، لكن الأخيرة ترفض ذلك متعللة مخاوف أمنية. وباءت جهود سلام كثيرة بالفشل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان اليوم (الأحد)، لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدعيها زعماء المعارضة».

وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة وافقت بالإجماع على خطة تزيد قيمتها على 40 مليون شيقل (11 مليون دولار) لتشجيع النمو السكاني في هضبة الجولان.

وأضاف أن نتنياهو قدم الخطة للحكومة «في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا ورغبة في زيادة عدد سكان الجولان إلى المثلين».

وقال المحلل في مركز الأبحاث الإسرائيلي (ألما) أبراهام ليفين، المتخصص في التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل على حدودها الشمالية، إن نحو 31 ألفاً من الإسرائيليين استقروا في هضبة الجولان، وإن كثيراً منهم يعملون في قطاعي الزراعة، الذي يشمل مزارع الكروم، والسياحة.

وأضاف أن هضبة الجولان موطن أيضاً لما يصل إلى 24 ألفاً من الدروز السوريين.

بعيداً عن أي مغامرات غير محسوبة

وكان قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع، قال إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة، في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم «أبو محمد الجولاني»، «هيئة تحرير الشام» التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهية حكم العائلة الذي استمر 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفذت إسرائيل مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، غير أنها تقول إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».

ونددت دول عربية عدة، بينها السعودية ومصر والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع، في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».