تقرير أممي يكشف دور مرفأ جاسك الإيراني في تهريب الأسلحة إلى اليمن

البحرية الأميركية تفحص شحنة أسلحة غير مشروعة على متن سفينة صيد في بحر العرب (أ.ف.ب)
البحرية الأميركية تفحص شحنة أسلحة غير مشروعة على متن سفينة صيد في بحر العرب (أ.ف.ب)
TT

تقرير أممي يكشف دور مرفأ جاسك الإيراني في تهريب الأسلحة إلى اليمن

البحرية الأميركية تفحص شحنة أسلحة غير مشروعة على متن سفينة صيد في بحر العرب (أ.ف.ب)
البحرية الأميركية تفحص شحنة أسلحة غير مشروعة على متن سفينة صيد في بحر العرب (أ.ف.ب)

كشفت مسودة تقرير سرّي للأمم المتحدة عن دور مرفأ مدينة جاسك في جنوب شرقي إيران في تهريب الأسلحة إلى اليمن، حيث أشارت إلى أن آلاف الأسلحة التي ضبطتها البحرية الأميركية في الأشهر الأخيرة في بحر العرب كان مصدرها هذا المرفأ.
وحسب المسودة التي أعدتها لجنة خبراء تابعة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، ونقلتها صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن القوارب الخشبية الصغيرة ووسائل النقل البري استُخدمت في محاولات لتهريب أسلحة مصنوعة في روسيا والصين وإيران على طول الطرق المؤدية إلى اليمن، والتي حاول الجيش الأميركي إغلاقها منذ سنوات.
وفحصت لجنة الأمم المتحدة عن كثب شحنتين صادرتهما البحرية الأميركية في عام 2021، وقال التقرير إنه من المحتمل أن يكون مصدر هذه الشحنات هو مرفأ جاسك المطل على بحر عمان.
وذكر التقرير أن البحرية الأميركية اعترضت سفينة خشبية صغيرة جنوب باكستان في بحر العرب في مايو (أيار) 2021 بعد مغادرتها جاسك. وقد احتوت السفينة على 2556 بندقية هجومية و292 مدفعاً رشاشاً وبندقية قنص صُنعت في الصين عام 2017، بالإضافة إلى 164 رشاشاً و194 قاذفة صواريخ صُنعت في إيران.

وحملت السفينة أيضاً عدداً من التلسكوبات المعدّة للتركيب على الأسلحة النارية مصنوعة في بيلاروسيا.
أما الأسلحة الأخرى التي تمت مصادرتها فقد جاءت من روسيا وبلغاريا، وفقاً للتقرير.
وأشار التقرير أيضاً إلى أنه في فبراير (شباط) 2021، اعترضت الولايات المتحدة سفينة خشبية محمّلة بالأسلحة، ويديرها طاقم يمني، بينما كانت على وشك نقل شحنتها إلى سفينة صغيرة أخرى بالقرب من الصومال.
وقال التقرير إن السفينة كانت تحمل 3752 بندقية هجومية من المحتمل أن تكون من إيران، بناءً على خصائصها التقنية، إلى جانب مئات الأسلحة الأخرى مثل الرشاشات وقاذفات الصواريخ.
ودعمت إيران علانيةً الحوثيين في صراعهم في اليمن وخارجه، لكنها نفت منذ فترة طويلة تزويد الجماعة بالسلاح.
وأبلغت إيران لجنة الأمم المتحدة بأن أسلحتها لم يتم بيعها أو نقلها أو تصديرها إلى اليمن.
ويعد تسليم الأسلحة لميليشا الحوثي انتهاكاً لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على الميليشيات منذ عام 2015.
وقديماً، كانت مدينة جاسك مغمورة إلى حد كبير، لا يُعرف عنها سوى أنها تصدّر الفواكه والخضراوات إلى عُمان. ولكن، في العقد الماضي، أصبحت هذه المدينة الساحلية ذات أهمية استراتيجية كبيرة. ففي عام 2008، بدأت في استضافة قواعد بحرية، والعام الماضي افتتحت محطة لتصدير النفط.
وقال مسؤولون أميركيون إن جاسك استُخدمت كنقطة انطلاق لـ«الحرس الثوري» الإيراني لبعض الوقت، لكنّ تقرير الأمم المتحدة يقدم أول دليل تفصيلي حول شحنات أسلحة محددة مرتبطة بالميناء وحول دعم إيران للجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ويأتي التقرير في الوقت الذي تُجرى فيه محادثات في فيينا لإحياء اتفاق دولي للحد من برنامج طهران النووي، حيث دعا الكثير من الدول إلى مزيد من القيود على دعم إيران للميليشيات المسلحة.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

شمال افريقيا لاجئون سودانيون في تشاد يوم 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

أطلقت الأمم المتحدة خطة لمواجهة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في السودان، خلال العام الجديد، تتطلب توفير 4.2 مليار دولار، لتلبية طلبات 21 مليون سوداني.

أحمد يونس (كمبالا)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد قصف إسرائيلي على مستشفى الوفاء وسط الحرب بقطاع غزة (رويترز)

الأمم المتحدة: الهجمات الإسرائيلية على مستشفيات غزة قد تشكل جرائم حرب

كشفت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم (الثلاثاء) أن الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات في قطاع غزة قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مسعفون بالقرب من مستشفى «كمال عدوان» في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أرشيفية- أ.ف.ب)

تقرير أممي: مستشفيات غزة صارت «مصيدة للموت»

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على مستشفى «الوفاء» حسب الدفاع المدني الفلسطيني وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» في مدينة غزة 29 ديسمبر 2024 (رويترز)

الأمم المتحدة: النظام الصحي في غزة «على شفير الانهيار التام»

خلص تقرير للأمم المتحدة نُشر الثلاثاء، إلى أن الضربات الإسرائيلية على المستشفيات أو قربها في قطاع غزة تركا النظام الصحي في القطاع الفلسطيني على حافة الانهيار.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)

نتنياهو: «حماس» لم تقدم قائمة بأسماء رهائن حتى اللحظة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: «حماس» لم تقدم قائمة بأسماء رهائن حتى اللحظة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن حركة «حماس» لم تقدم قائمة بأسماء الرهائن «حتى هذه اللحظة»، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وقال مسؤول في «حماس»، في وقت سابق اليوم، إن الحركة لا ترى تجاوباً من إسرائيل بشأن الانسحاب من غزة، أو اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف المسؤول، الذي تحدَّث إلى الوكالة، شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر، أن «أي اتفاق سيعتمد على الموافقة على الانسحاب، ووقف إطلاق النار».

وأكد المسؤول أن الحركة وافقت على قائمة من 34 رهينة قدَّمتها إسرائيل للمبادلة بسجناء في اتفاق لوقف إطلاق النار.

ومنذ بداية الحرب، عقب هجومٍ شنَّته «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى على مستوطنات إسرائيلية محيطة بقطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، جرى التوصل إلى هدنة واحدة فقط لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وجرى خلالها إطلاق سراح 105 رهائن، بالإضافة إلى 240 معتقلاً فلسطينياً في سجون إسرائيل.

وخُطف 251 شخصاً، خلال هجوم 7 أكتوبر، الذي أدّى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص في الجانب الإسرائيلي. ولا يزال هناك ما مجموعه 96 رهينة في غزة، أعلن الجيش أن 34 منهم قُتلوا أو تُوفوا.