اقتحام طلاب من المعاهد الدينية اليهودية للأقصى

صورة أرشيفية لاقتحام «الأقصى» في أكتوبر الماضي من قبل يهود متشددين (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لاقتحام «الأقصى» في أكتوبر الماضي من قبل يهود متشددين (أ.ف.ب)
TT

اقتحام طلاب من المعاهد الدينية اليهودية للأقصى

صورة أرشيفية لاقتحام «الأقصى» في أكتوبر الماضي من قبل يهود متشددين (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لاقتحام «الأقصى» في أكتوبر الماضي من قبل يهود متشددين (أ.ف.ب)

اقتحم مستوطنون بشكل واسع المسجد الأقصى المبارك، أمس، من جهة «باب المغاربة»، وسط حراسة شرطية.
وقالت «الأوقاف» إن 160 مستوطناً؛ بينهم طلاب من المعاهد الدينية اليهودية، اقتحموا الأقصى، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية، تركزت في الجزء الشرقي منه، وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته.وأثناء ذلك اعتقلت إسرائيل حراساً للمسجد، ومنعت آخرين من الوصول.
واعتقلت القوات حارس الأقصى فادي عليان، بعد الاعتداء عليه عند «باب حطة»؛ أحد أبواب الأقصى.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن قوات الاحتلال منعت حراس الأقصى الجدّد من العمل، وهددتهم بالاعتقال. وأكدت مصادر من «دائرة الأوقاف الإسلامية» أن شرطة الاحتلال منعت 9 من الحراس الجُدد للمسجد الأقصى من مزاولة عملهم في الحراسة الليلية، تحت تهديد الاعتقال في حال عملهم دون الحصول على تصاريح.
وكانت «الأوقاف» قد أعلنت عن تعيين 50 موظفاً حراساً للأقصى العام المقبل، و14 موظفاً منهم للعمل بالفترة المسائية، خلال الفترة الحالية.
وأضافت المصادر أن «الأوقاف» رفضت تدخل شرطة الاحتلال في شؤونها، بعد مطالبة الأخيرة بكشف يضم أسماء جميع الموظفين الجدد، مؤكدة أن تعيين الحراس للمسجد الأقصى من اختصاص «دائرة الأوقاف»، ومنذ أحداث البوابات الإلكترونية عام 2017 ترفض سلطات الاحتلال منح الحراس المعينين حديثاً تصاريح للعمل.
كما اعتقلت القوات 3 أطفال من ساحات الأقصى، بحجة «رفع العلم الفلسطيني».
والتوتر في الأقصى جزء من توتر أوسع في القدس وفي العيسوية، واقتحمت قوات الاحتلال منزل مدحت العيساوي الذي يقبع في الزنازين منذ نحو 20 يوماً. وأوضحت عائلة العيساوي أن مخابرات وقوات الاحتلال اقتحموا منزل المحرر العيساوي، بعد تفجير الباب، وعاثوا تخريباً في المنزل، بعد تفتيش جميع الغرف وتخريب محتوياتها. واعتقلت قوات الاحتلال 3 فتيان من الطور والقدس القديمة.
والتصعيد في القدس جزء من تصعيد أوسع في كل الأراضي الفلسطينية التي شهدت اعتداءات مستوطنين متتالية.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أمس، إن «هناك متابعة دقيقة لكافة الإجراءات والسياسات الإسرائيلية بحق المواطنين وأراضيهم وممتلكاتهم على المستويات والمحافل كافة، خاصة بعد الإعلان عن تعليمات جديدة لجنود الاحتلال لإطلاق النار على الشبان، حيث تمت إدانة ذلك وإصدار تعليمات لكافة سفراء دولة فلسطين بالخارج لإثارة الموضوع والمطالبة بمواقف واضحة علنية تدين هذه السياسات».
وأضاف أن «اجتماع (منظمة التعاون الإسلامي) اعتمد، وبالإجماع، مشروع قرار تقدمت به فلسطين بعنوان: (إسلام آباد بشأن فلسطين ومدينة القدس)، ما يؤكد على أن الدول الإسلامية لا تزال تعدّ القضية الفلسطينية القضية المركزية لكل الدول الأعضاء في المنظمة». وأضاف المالكي؛ في حديث لإذاعة «صوت فلسطين»، أنه جرى العمل في الأمم المتحدة و«مجلس حقوق الإنسان» و«اليونيسكو»... وغيرها من المنظمات الأممية، «للتحرك وتحمل مسؤولياتها حيال الموضوع.
إلى جانب التباحث مع سفيرة دولة فلسطين المعتمدة لدى (الجنائية الدولية)، لرفع تقرير بالخصوص ومطالبتها باتخاذ خطوات عملية وسريعة».



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.