اشتباك دامٍ بين «حماس» و{فتح» في جنوب لبنان

جعجع طالب بـ«رواية رسمية» لانفجار «البرج الشمالي»

مسلح مقنع من «حماس» بلباس عسكري خلال التشييع الذي تحول لاحقاً إلى اشتباك مسلح بمخيم البرج الشمالي بجنوب لبنان (رويترز)
مسلح مقنع من «حماس» بلباس عسكري خلال التشييع الذي تحول لاحقاً إلى اشتباك مسلح بمخيم البرج الشمالي بجنوب لبنان (رويترز)
TT

اشتباك دامٍ بين «حماس» و{فتح» في جنوب لبنان

مسلح مقنع من «حماس» بلباس عسكري خلال التشييع الذي تحول لاحقاً إلى اشتباك مسلح بمخيم البرج الشمالي بجنوب لبنان (رويترز)
مسلح مقنع من «حماس» بلباس عسكري خلال التشييع الذي تحول لاحقاً إلى اشتباك مسلح بمخيم البرج الشمالي بجنوب لبنان (رويترز)

تحوّل تشييع عنصر من حركة «حماس» سقط قبل يومين في انفجار بمخيم للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، إلى إشكال بين «حماس» وحركة «فتح»، ما أدى الى سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى عند مدخل المخيم الذي يقع في منطقة تابعة لرقعة عمل قوة الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان المشمولة بالقرار 1701 الذي يمنع وجود سلاح غير رسمي في المنطقة التي تقع جنوب نهر الليطاني.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بمقتل شخصين وإصابة نحو سبعة آخرين، خلال تشييع المهندس إبراهيم شاهين الذي قتل بانفجار مخيم البرج الشمالي في جنوب لبنان قبل يومين، وذلك إثر إشكال حصل أثناء التشييع الذي أقامته حركة «حماس» داخل المخيم، في حضور قيادات من «حماس» وتنظيمات إسلامية فلسطينية ولبنانية.
واتهمت «حماس»، «حركة فتح»، بإطلاق النار على المشيعين، وهو ما نفته الأخيرة. إذ قال عضو قيادة حركة «حماس» في لبنان رأفت مرة، الذي كان مشاركاً في التشييع: «عناصر من الأمن الوطني التابع لحركة فتح أطلقوا النار باتجاه المشيعين أثناء وصولهم إلى مدخل المقبرة»، مشيراً إلى مقتل ثلاثة عناصر وإصابة ستة آخرين من المشيعين في مخيم البرج الشمالي قرب مدينة صور، بحسب ما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية».
في المقابل، أعلن قائد قوات الأمن الوطني في مخيم البرج الشمالي العميد طلال العبد قاسم، أن «مطلق النار ليس من حركة (فتح) ولا من قوات الأمن الوطني»، وأبدى «الاستعداد لأي تحقيق»، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام».
من جهته، قال أحد سكان المخيم لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه «عند وصول الجنازة في المخيم وسط انتشار مسلح لعناصر من حماس وفتح، جرى إطلاق النار باتجاه المشيعين، ثم لم نعد نعرف من يطلق النار باتجاه من».
وكان قد هزّ انفجار ضخم مساء الجمعة، مخيم البرج الشمالي، حيث أعلنت حركة «حماس» أنه ناجم عن «تماس كهربائي في مخزن يحوي كمية من أسطوانات الأكسجين والغاز المخصصة لمرضى كورونا»، فيما أكدت مصادر عسكرية لبنانية أن المستودع كان يحتوي أيضاً على ذخيرة وأسلحة. ونعت حركة «حماس» السبت، أحد عناصرها حمزة شاهين، الذي قالت إنه «استشهد في مهمة جهادية»، وكان توفي متأثراً بجروح أصيب فيها مساء الجمعة.
وشكّكت أطراف لبنانية برواية «حماس» مطالبة بإيضاحات من الدولة اللبنانية، وكان آخرها يوم أمس، حيث توجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى وزارتي الدفاع والداخلية بالقول عبر حسابه على «تويتر»: «نريد الرواية الرسمية الكاملة عن الانفجار الذي وقع أول من أمس في مخيم البرج الشمالي بمدينة صور، وذلك ليبنى على الشيء مقتضاه».
ويعيش بحسب تقديرات رسمية، 192 ألف لاجئ فلسطيني على الأقلّ في مخيّمات تحولت على مرّ السنين إلى أحياء عشوائية مكتظة بالسكّان والأبنية والأسلاك الكهربائية.
ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيّمات الفلسطينية بموجب اتفاق غير معلن بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتمارس الفصائل نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات، وتنسيقاً أمنياً وثيقاً مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، فيما تحتفظ الفصائل الفلسطينية المتعدّدة في المخيمات بأسلحتها، وشهدت مخيّمات عدة خلال السنوات الماضية، حوادث اغتيال واعتداءات بسيارات مفخخة واشتباكات.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».