دينا أيمن لـ«الشرق الأوسط»: عمل النساء بالبرمجة «مغامرة»

المهندسة المصرية المُختارة ضمن الشباب «الأكثر تأثيراً» في أميركا

دينا أيمن لـ«الشرق الأوسط»: عمل النساء بالبرمجة «مغامرة»
TT

دينا أيمن لـ«الشرق الأوسط»: عمل النساء بالبرمجة «مغامرة»

دينا أيمن لـ«الشرق الأوسط»: عمل النساء بالبرمجة «مغامرة»

لا تزال علوم الكومبيوتر مجالاً يهيمن عليه الذكور، ولكن يبدو أن ثمة نساء سيغيرن هذه النظرية خلال الفترة المقبلة بعد أن تصدرن أغلفة المجلات العالمية كمنافسات في مجال البرمجة، من بينهن الشابة المصرية - الأميركية دينا أيمن (27 عاماً)، مديرة برامج في شركة «مايكروسوفت» العالمية، وأصغر أعضاء هيئة التدريس في كلية الهندسة بجامعة نيوجيرسي، التي تصدرت قائمة مجلة «فوربس»، للشباب الأكثر تأثيراً في قارة أميركا الشمالية.
وأكدت أيمن، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، أنه لا يوجد مجال ممنوع على المرأة، وأن كل ما يقوم به الرجال يمكن لامرأة مثابرة أن تخترقه وتنافس فيه، بل وتصبح رائدة.
وأضافت: «أنا منذ البداية اتجهت نحو دراسة هندسة الكومبيوتر بجامعة نيوجيرسي الأميركية، بسبب شغفي بمجال الرياضيات والفيزياء، وتخرجت بدرجتي البكالوريوس والماجيستير في العام نفسه، ليكون أول إنجاز علمي أحققه بفضل تفوقي خلال سنوات الدراسة».
وتردف: «في البداية درست في كلية الطب، تلبية لرغبة والدي، لكن لم أكمل الدراسة لأن ثمة حلماً في مجال آخر يحركني، فكل مجالات الحياة باتت تتحكم فيها التكنولوجيا، وكنت أتوق إلى اختراق هذا العلم والإبحار في أسراره».
ورغم سعادة الشابة المصرية - الأميركية بالحصول على درجتي البكالوريوس والماجستير معاً في العام نفسه، فإن ما أحزنها أن الفتيات في مجال هندسة الكومبيوتر لم يتخطين 7 في المائة، وتقول: «كنت أعرف أنني أخترق مجالاً أنافس فيه الرجال، لكن لدي قناعة بأنه لا فرق بين الجنسين، وكل شخص يتحدد نجاحه حسب قدراته».

وأضافت: «بعد التخرج مباشرة التحقت بالعمل في شركة (إنتل) الأميركية، ثم انتقلت للعمل في عملاق التكنولوجيا (مايكروسوفت)، بالإضافة إلى عملي كأستاذ مساعد في جامعة نيوجيرسي».
وعن اختيارها ضمن قائمة «فوربس» للشباب الأكثر تأثيراً في قارة أميركا الشمالية، تقول: «فوجئت ببريد إلكتروني تخبرني من خلاله المجلة بترشيحي لقائمة الشباب الأكثر تأثيراً، وأن المهمة تمر بثلاث مراحل على مدار عدة أشهر، بالطبع كانت سعادة بالغة لمجرد الترشح، ولم أتوقع أن أصل إلى القائمة النهائية، فهذه مسؤولية كبيرة أعتز بها».
وتشعر أيمن بمسؤولية كونها مصرية مسلمة، وهو ما تعبر عنه قائلة: «صحيح أنني قضيت سنوات طويلة خارج مصر، لكنني أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه وطني، لذلك سعدت كثيراً بمقابلة السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وبالفعل عملت مع الوزارة في عدد من المبادرات التي تستهدف دعم المصريين في الولايات المتحدة، وتيسير شؤونهم، كما شاركت في مبادرة (حياة كريمة) التي يرعاها الرئيس عبد الفتاح السيسي».
من يتابع حساب دينا أيمن على «إنستغرام» يظنها للوهلة الأولى «مؤثرة بعالم السوشيال ميديا» لاهتمامها بالأزياء والتقاط الصور المرحة في وجهات سياحية عدة، وتقول: «أعيش حياتي الشخصية مثل أي فتاة في نفس عمري، فأنا أعشق الرياضة والسفر والأزياء وأرى فيها وسيلة للتعبير عن نفسي، وأعتبر أن حبي للعلم هو أيضاً هواية، أتعلم كل ما هو جديد في مناحي الحياة، ولا أملّ من اكتساب الخبرات والمهارات».
حديث المهندسة المصرية حمل كثيراً من المرح والضحكات، حتى إن صوتها خلال الحوار كان مفعماً بالبهجة والتفاؤل، لكن هذا لم يمنعنا من التطرق إلى صعوبات ربما واجهتها كفتاة مسلمة محجبة في مجال يسيطر عليه الرجال من حاملي الجنسية الأميركية، وتعترف هنا أن الأمر لم يكن بهذا اليسر.
وتقول: «قضيت قرابة 11 عاماً بعيدة عن والدتي، بسبب الدراسة، وكان أشقائي الصغار برفقتي، لكن كوني مسلمة محجبة، لم يمنعني من العمل في مجال البرمجيات يوماً، أنا فقط أركز على عملي بإخلاص».
وتختتم دينا أيمن حديثها كاشفة عن أحلامها، التي يبدو أنها أبعد من علوم البرمجة، قائلة: «أحلم بالوصول إلى منصب دبلوماسي، يساعدني في الوصول إلى نساء العالم اللاتي يعانين من العنصرية».


مقالات ذات صلة

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

شؤون إقليمية امرأتان تشربان الشاي في الهواء الطلق بمقهى شمال طهران (أ.ب)

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

ستتلقى النساء الإيرانيات اللاتي يقاومن ارتداء الحجاب، العلاجَ في عيادة متخصصة للصحة العقلية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

نشرت «الأمم المتحدة»، الثلاثاء، سلسلة من شهادات «مروعة» لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال بالسودان الذي يشهد حرباً منذ أكثر من عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إعادة تنشيط الريف الياباني الذي انعكست هجرة السكان سلباً عليه.

«الشرق الأوسط» (هيتاشي (اليابان))
الولايات المتحدة​ صورة للصحافية الأميركية - الإيرانية مسيح علي نجاد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (صفحتها على موقع «إكس»)

واشنطن تتهم مسؤولاً في الحرس الثوري الإيراني بالتخطيط لاغتيال صحافية في نيويورك

وجّهت الولايات المتحدة اتهامات جديدة إلى مسؤول في الحرس الثوري الإيراني وآخرين بمحاولة خطف صحافية أميركية من أصل إيراني في نيويورك واغتيالها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.