«المستقبل» لن يغيب عن الانتخابات وتحالف شبه محسوم مع «الاشتراكي» و«القوات»

التقديرات تشير إلى أن التيار سيخسر عدداً من المقاعد

سعد الحريري (الشرق الأوسط)
سعد الحريري (الشرق الأوسط)
TT

«المستقبل» لن يغيب عن الانتخابات وتحالف شبه محسوم مع «الاشتراكي» و«القوات»

سعد الحريري (الشرق الأوسط)
سعد الحريري (الشرق الأوسط)

لن يكون «تيار المستقبل» خارج الانتخابات النيابية، إذا حصلت العام المقبل، لكنه حتى الساعة لم يحسم قرار خوضها برئاسة سعد الحريري، كما أنه يتعامل مع الاستحقاق على أنه ليس واقعاً، وهو بذلك يترقب ما ستؤول إليه الأمور لناحية دعوة الهيئات الناخبة من عدمها. إذ رغم كل المعلومات التي أشارت في وقت سابق إلى أن «المستقبل» لن يخوض المعركة الانتخابية، يؤكد نائب رئيس «التيار» مصطفى علوش لـ«الشرق الأوسط» أن «التيار لن يغيب عن الانتخابات وستكون له لوائح في مختلف المناطق»، معتبراً أن الغياب يعني الانتحار السياسي وعدم تحمل المسؤولية.
وفي حين يلفت إلى انتهاء التحضيرات اللوجيستية، يشير إلى أن الأمور الأخرى المتعلقة بالاستعدادات التقنية والعملية كالتحالفات وأسماء المرشحين تنتظر دعوة الهيئات الناخبة، وذلك لقناعة الجميع أن الانتخابات لن تحصل، وفق ما تشير إليه المعطيات والأوضاع السياسية في الوقت الحاضر، بحسب علوش.
وعن خريطة التحالفات التي ستحكم هذه المعركة، يوضح: «هناك مبادئ عامة لن نزيح عنها كعدم التحالف مع حزب الله والتيار الوطني الحر»، مؤكداً في الوقت عينه أن «التحالف مع التيار يكاد يكون مستحيلاً حتى أكثر من حزب الله، بينما هناك رغبة بالتحالف مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي».
وفيما ترشيح رئيس «المستقبل»، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، «ليس محسوماً حتى اللحظة وهو متروك لحينه»، يشير علوش إلى أن هناك بعض المرشحين الثابتين، في حين حسم أمر عدم ترشح آخرين مع التيار، ويعطي مثالاً على ذلك أن النائب طارق المرعبي لن يكون على لائحة «المستقبل» في عكار، إضافة إلى التوجه لطرح أسماء جديدة في طرابلس.
وعن الاستقالة من البرلمان إذا أجلت الانتخاب النيابية، يقول علوش: «في السابق طرح هذا الموضوع وكان هناك قرار بالاستقالة بالتنسيق مع حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، لكن اليوم وفي ظل الأوضاع السياسية الحالية، فأعتقد ومن وجهة نظري التي سأطرحها في التيار أنه سيكون للاستقالة من البرلمان مفاعيل عكسية، خصوصاً أنه عندها سيكون لمجلس النواب دور أساسي في حال وصلنا إلى الفراغ، وبالتالي لا يمكن أن نكون خارج القرار».
وأمس، أعلن رئيس «الاشتراكي» وليد جنبلاط التوجه للتحالف مع «المستقبل»، قائلاً في لقاء بإقليم الخروب: «لا يمكن أن نخرج من التحالف التاريخي مع المستقبل، وبالرغم من كل شيء نقول للشيخ سعد إن لبنان بلده وغيابه عن الساحة لا يفيد».
أما في الأرقام والمعطيات السياسية والتحالفات المتوفرة حتى الساعة، فيجزم مدير عام شركة «ستاتيستكس ليبانون» ربيع الهبر، أن كل الأحزاب ستخسر عدداً من المقاعد في الانتخابات المقبلة، ومن بينها المستقبل، بينما الخاسر الأكبر سيكون «التيار الوطني الحر». ويوضح الهبر لـ«الشرق الأوسط» أن «تحالف المستقبل» مع القوات سيكسب الأخيرة في عكار وفي دائرة الشمال الثالثة، وسيساعد «الاشتراكي» في دائرة الشوف، أما المستقبل، فسيخسر بحسب الهبر في طرابلس وفي بيروت الثانية انطلاقاً من بدء تبلور التحالفات وطبيعة المعركة، لا سيما أنه لم يعد كما السابق متصدراً المواجهة مع التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية ميشال عون كما كان في السابق عندما كان الحريري في السلطة.
مع العلم أن المستقبل الذي خاض معركة الانتخابات النيابية عام 2018 متحالفاً مع «الاشتراكي» و«التيار الوطني الحر» وفي دوائر أخرى «على القطعة» مع أحزاب أخرى، كان قد خسر نحو ثلث المقاعد التي كان يملكها، وذلك بفوزه فقط بـ21 نائباً بعدما كانت كتلته مؤلفة من 41 نائباً.
وكما «المستقبل»، باتت هناك قناعة لدى جهات عدة في لبنان أن الانتخابات النيابية لن تحصل مع الخلاف العالق حول توقيتها وعدم دعوة الهيئات الناخبة حتى الساعة بانتظار بت المجلس الدستوري بالطعن المقدم من «التيار الوطني الحر» الذي اعترض على تقديم الانتخابات من شهر مايو (أيار) إلى 27 مارس (آذار). مع العلم أن ضغوطاً خارجية كبيرة تمارس على المسؤولين لإجراء هذا الاستحقاق، لا سيما أنه يأتي بعد الانتفاضة الشعبية التي شهدها لبنان في خريف عام 2019 وفي ظل أزمات متشعبة سياسية واقتصادية واجتماعية أدت إلى تفاقم الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق وعكست فشل السلطة في مقاربتها وإيجاد حلول لها، بحيث بات التعويل على هذه الانتخابات علّها تنجح في إحداث التغيير المنشود وتحقيق الإصلاحات المطلوبة للإنقاذ.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.