معهد السينما المصري بحلة جديدة «تواكب تطور الفن»

تأسس منذ 62 عاماً... وكلف تطويره 250 مليون جنيه

معهد السينما المصري بحلة جديدة «تواكب تطور الفن»
TT

معهد السينما المصري بحلة جديدة «تواكب تطور الفن»

معهد السينما المصري بحلة جديدة «تواكب تطور الفن»

بدأ معهد السينما المصري العريق عهداً جديداً بعد إنشاء مبنى جديد له يضم استوديوهات ومعدات وتقنيات حديثة تواكب تطور صناعة الفن في العالم، ولطالما كان هذا المعهد الوجهة المفضلة لكل محبي عالم التمثيل والإخراج والمونتاج وكان عدداً كبيراً من السينمائيين المصريين احتفوا بحلته الجديدة التي تشجع الطلاب والموهوبين على الإبداع والتفوق.
واعتبر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، أنّ مبنى المعهد الجديد يعدُ «أحد شواهد اهتمام الدولة بأدوات القوى الناعمة، ودعم القيادة السياسية لها، للإيمان بدورها المؤثر في التنمية وبناء الأوطان»، مضيفاً خلال حفل افتتاح المبنى مساء أول من أمس أنه «يمثل نقلة نوعية في مجال إعداد الكوادر المتخصصة القادرة على استعادة أمجاد السينما المصرية».
وجاءت فكرة تأسيس أكاديمية الفنون على يد الراحل الدكتور ثروت عكاشة، لتصبح الأولى من نوعها في المنطقة العربية، بهدف صقل المواهب وإعداد المبدعين، حسب وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم، التي لفتت إلى أنّ «الصرح الجديد بنظمه التكنولوجية المتطورة ووسائله الحديثة يسطر فصلاً مشرقاً في تأهيل جيل من الواعدين المتخصصين في مجال السينما، ويتجه بهذه الصناعة نحو آفاق تؤكد تفرد الإبداع المصري، كما يتيح للدارسين التعبير عن طاقاتهم وأحلامهم من خلال الإمكانات التي تم توفيرها، حرصاً على مواكبة الوثبات الواسعة لتقنيات الفن السابع في العالم».
المعهد العالي للسينما هو أحد المعاهد العليا السبعة المكونة لأكاديمية الفنون بحي الهرم، بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، ورغم أنه يتبع وزارة الثقافة مالياً وإدارياً فإنه يخضع من الناحية العلمية لقوانين وقواعد وزارة التعليم العالي، ويتم التقديم فيه بالتوازي مع تنسيق الجامعات، وتعد طبيعة الدراسة بالمعهد عملية وتتطلب حضوراً والتزاماً بنسبة لا تقل عن 75 في المائة.
ويمنح المعهد العالي للسينما 4 درجات علمية معترف بها محلياً ودولياً هي، بكالوريوس المعهد العالي للسينما في تخصصات السينما المختلفة، ودبلوم الدراسات العليا، وماجستير في فنون السينما، ودكتوراه الفلسفة في فنون السينما، كما يمنح المعهد العالي للسينما شهادة دبلوم الدراسات الحرة.
ويوجد بالمعهد 3 أنظمة تعليمية، الأولى التعليم النظامي، أو نظام الساعات المعتمدة الذي تدعمه الحكومة المصرية مثل أي جامعة حكومية أخرى، لذلك تحكمه ضوابط من حيث الحد الأدنى لمجموع الثانوية العامة والسن وعام الحصول على المؤهل والعدد المسموح بقبوله كل عام. أما النظام الثاني فهو التعليم الموازي بمصروفات، وهو أشبه بنظام الجامعات الخاصة، وثالثاً نظام الدراسات الحرة، وهو نظام تعليمي حر مسائي على هيئة دورات متتالية يسمح لهواة السينما بالدراسة من دون شروط على السن أو عام الحصول على المؤهل أو العدد المسموح بقبوله.
ويتكون المبنى الجديد للمعهد من دور أرضي وخمسة طوابق بإجمالي مساحة 4400 م2. وبتكلفة إجمالية 250 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري)، ويضم الطابق الأرضي قاعات عرض ومعامل تصوير، حسب الدكتورة غادة جبارة، رئيسة أكاديمية الفنون، التي أضافت خلال الافتتاح أنّ الدور الأول يضمّ قاعات ندوات واستقبال، فيما تشمل الطوابق العليا للمبنى فصول الدراسة وقاعات عرض وغرف خدمات، وأتيليهات، بالإضافة إلى 5 وحدات مونتاج، ووحدتي تصحيح ألوان، ومعمل P.C مجهزاً ببرنامج مونتاج وتصحيح ألوان وصوت، و3 قاعات عرض سينمائي بتقنية الدوبلي Atoms.
وتفقد رئيس الوزراء المبنى الجديد وشملت الجولة زيارة متحف المعدات السينمائية التراثية، والبلاتوه السينمائي الكبير، وقاعة المكتبة الخاصة بالمعهد.
ويهدف المعهد العالي للسينما إلى إعداد وتأهيل الكوادر الفنية والدارسة للعلوم السينمائية والتلفزيونية، وتأهيل الخريجين علمياً وعملياً للعمل في مجال صناعة السينما ومحطات التلفزيون.
وتخرج في المعهد مئات الممثلين والمخرجين والفنيين المصريين والعرب والذين تألقوا في صناعة السينما والتلفزيون على مدار العقود الستة الماضية. وعُيّن المخرج السينمائي محمد كريم كأول عميد لمعهد السينما وعهد إليه وضع نظام التدريس بالمعهد، حيث تم إيفاده من قبل الدولة إلى الخارج للاطلاع على نظم دراسة السينما في عدد من الدول. وبدأت الدراسة في المعهد بأقسام الإخراج، السيناريو، المونتاج، هندسة المناظر، هندسة الصوت، التصوير، الرسوم المتحركة، الإنتاج.
وحسب الدكتور محمد عزب، أستاذ الديكور والفنان التشكيلي، فإن الواجهة الخارجية للمعهد طُليت باللون الوردي من أجل مقاومة أشعة الشمس، والعوامل المناخية المختلفة. ووضع حجر أساس المبنى الجديد وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني عام 1989. لكن تعطل تجهيزه لسنوات طويلة حتى تم الانتهاء منه أخيراً.


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.