مصر: إغلاق فندق في الغردقة بعد تسمم أكثر من 40 سائحاً

سائحون على شاطئ بأحد المنتجعات على البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)
سائحون على شاطئ بأحد المنتجعات على البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)
TT

مصر: إغلاق فندق في الغردقة بعد تسمم أكثر من 40 سائحاً

سائحون على شاطئ بأحد المنتجعات على البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)
سائحون على شاطئ بأحد المنتجعات على البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)

قررت السلطات الصحية المصرية إغلاق فندق في الغردقة على البحر الأحمر، بعد تسمم جماعي لسياح من روسيا وإستونيا والتشيك كانوا يقيمون فيه، السبت.
https://www.facebook.com/tourismandantiq/posts/248682483959972
ونقل نحو أكثر من 40 سائحاً للمستشفى بعد تعرضهم للتسمم بأحد فنادق الغردقة، ومن جانبها، أصدرت وزارة السياحة والآثار المصرية، أمس الأحد، قراراً بالغلق الإداري لأحد الفنادق الكائنة بمحافظة البحر الأحمر، وذلك لعدم التزامه بتطبيق الاشتراطات الصحية والإجراءات الاحترازية، مما أثر على سلامة النزلاء به والإضرار بسمعة المقصد السياحي المصري وجودة الخدمات المقدمة به.وأشار الأستاذ عبد الفتاح العاصي مساعد وزير السياحة والآثار للرقابة على المنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية، إلى أنه تم أيضاً وقف مدير الفندق وسحب ترخيصه، بالإضافة إلى منع استقبال الفندق للزائرين لحين توفيق أوضاعه وتلافي كافة الملاحظات الصحية للفندق والالتزام الكامل بالضوابط والإجراءات الموضوعة في هذا الشأن.
وذكرت الوزارة في بيان لها عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «إن هذا القرار يأتي في إطار الدور الرقابي لوزارة السياحة والآثار وحرصها على المتابعة بصفة مستمرة للتأكد من التزام كافة المنشآت الفندقية والسياحية بالمحافظات المصرية، والتأكيد على أن الوزارة لن تسمح بأي تجاوز في إطار حرصها على الحفاظ على سمعة مصر السياحية وجودة الخدمات المقدمة بالمقصد السياحي المصري».
ومن جانبها، ذكر النيابة العامة المصرية عبر حسبابها على «فيسبوك» أنها تواصل التحقيقات في واقعة التسمم، وقالت في بيان لها إنها انتقلت عقب البلاغ لإجراء معاينة مقر الفندق وفي صحبتها لجنة مشكلة من مدير الطب الوقائي، ومدير إدارة مراقبة الأغذية وصحة البيئة بمديرية الصحة، ومفتش الأغذية ومراقب صحة البيئة بالإدارة الصحية ومدير مكتب وزارة السياحة بالغردقة.
https://www.facebook.com/ppo.gov.eg/posts/416274096528119
وذكرت في البيان، تلقيها بلاغا بإصابة 14 نزيلا من دولة استونيا بالإعياء، وتبين للنيابة أثناء المعاينة إعياء تسعة وعشرين أخرين من دولة روسيا وأربعة من التشيك.
وأضافت أنها سحبت عينات من أغذية الفندق بالمطبخ وثلاجات التجميد وأماكن التجهيز والأطعمة لفحصها وإعداد تقرير مفصل.
وتوصلت إلى أن إعياء السياح تم عقب تناولهم وجبات بالفندق، ومنهم من تماثل للشفاء وآخرون ما زالوا تحت الملاحظة العلاجية.
وقد استجوبت النيابة العامة مساعد مدير الأغذية والمشروبات ومسؤول الجودة بالفندق وكبير الطهاة به فيما نسب إليهم من اتهامات فأنكروا. وعلى ذلك أمرت النيابة العامة بحجزهم وكلفت الشرطة بالتحري عن الواقعة.
https://www.facebook.com/ppo.gov.eg/posts/416381459850716
وفي بيان لاحق، ذكرت النيابة العامة أن «النائب العام أمر بحبس كل من مساعد مدير الأغذية والمشروبات، ومسئول الجودة بالفندق، وكبير الطهاة به أربعة أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات في واقعة إعياء بعض السائحين بفندق بالغردقة، وجارٍ استكمالها».
وكان القنصل الروسي في الغردقة، فيكتور فوروبايف، قد صرح وفقاً لوكالة «نوفوستي» أن: «السلطات الصحية المصرية قررت إغلاق فندق إيه إم سي رويال في الغردقة لمدة 48 ساعة، بعد نقل سياح إلى المستشفى بسبب التسمم، كما تم نقل المقيمين فيه إلى فندق آخر».
وأكد فوروبايف أن القنصلية الروسية تعمل على معرفة حيثيات ما حدث.
وفتحت مصر حدودها للسياح الأجانب وتم استعادة الرحلات الجوية من روسيا مع المنتجعات المصرية في الغردقة وشرم الشيخ، حيث يمكن للأجانب، الذين تم تطعيمهم بالكامل ضد فيروس كورونا دخول البلاد دون اختبارات «بي سي أر»، بشرط أن يقدموا شهادة التطعيم على الحدود.
ويذكر أنه في 9 أغسطس (آب) الحالي، تم استئناف رحلات الطيران المنتظم من روسيا إلى شرم الشيخ والغردقة، بعد اتفاق بين موسكو والقاهرة، في أبريل (نيسان) الماضي على استئناف حركة الطيران بشكل كامل بين البلدين، بما في ذلك مع المنتجعات المصرية.
وكانت روسيا تعد مصدراً رئيسياً للسياحة في مصر قبل تعليق الرحلات إليها بسبب تحطم طائرة روسية في شبه جزيرة سيناء في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.