«هي ليست جامعة تعليمية فقط، هي جامعة مجتمعية تتنوع فيها كل الثقافات المحلية في بلادنا»... بهذا التعبير وصف وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، في حفل أقامته بمقرها في الظهران، مساء الأول من أمس، احتفالاً بالتحاق الدفعة الأولى من الطالبات للدراسة بمرحلة البكالوريوس في الجامعة.
ويأتي حديث وزير الطاقة عاكساً حالة التمازج الفريدة من نوعها في هذه الجامعة، والتي شرحها بقوله «هي مكان تلتقي فيه جميع ثقافاتنا المحلية، ولهجاتنا المحلية، وتاريخنا المحلي، من كافة أصنافه». وذلك للدلالة على التنوع المناطقي اللافت في الجامعة التي يشكل طلابها نسيجاً مجتمعاً متبايناً ومدهشاً.
ويتفق معه المهندس نظمي النصر، الرئيس التنفيذي لشركة «نيوم»، وهو ابن المنطقة الشرقية الذي قال «جامعة البترول أعطتني الفرصة لأن ألتقي بأول طالب من منطقة الحجاز!»، في إشارة منه لكون هذا المكان استطاع جمع وضم الطلاب السعوديين من مناطق مترامية وإتاحة فرصة التعارف فيما بينهم، في موقع واحد.
ويمكن وصف جامعة البترول بأنها جامعة الوزراء والقادة، حيث يتقلد عدد كبير من خريجيها مناصب مرموقة في الدولة، بالنظر للتخصصات الدقيقة التي تضمها وطابعها الأكاديمي غير التقليدي مقارنة بالجامعات الأخرى، وهو ما عبر عنه بعضهم ممن شاركوا بهذا الحفل؛ إذ استرجعوا ذكرياتهم الدراسية في هذه الجامعة التي شكلت مرحلة مفصلية هامة في حياتهم العلمية والعملية، منهم الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، وزير النفط البحريني، والمهندس عبد الله عامر السواحة، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، والمهندس أحمد الراجحي، وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والدكتور محمد السويل، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السابق، وآخرون.
وتأتي مشاركة الوزراء والقادة دافعاً للطالبات في رفع سقف تطلعاتهن لمرحلة ما بعد التخرج. ورغم أن الحفل يأتي بدافع الاحتفاء بالتحاق الدفعة الأولى من الطالبات للدراسة بمرحلة البكالوريوس في الجامعة، إلا أنه جاء مزيجاً من كل شيء، في استعراض عدد من إنجازات الجامعة طيلة أعوامها الستين، وما بدأته الجامعة مؤخراً في الفصل الدراسي الحالي، عبر التحاق الطالبات للدراسة في مرحلة البكالوريوس بعد أن كانت الدراسة مقتصرة على الطلاب فقط.
وتؤكد نوره المبيريك، وهي طالبة دكتوراه في مجال علوم الحاسب بالجامعة وتخصصها الدقيق هو الأمن والحوسبة الشبكية المركزية، أنها فخورة بانتمائها للجامعة التي تراها بيئة علمية محفزة لا ينضب ماؤها، وتضيف «تغيرات وتطورات مرت بها الجامعة لتسطر التاريخ بإنجازاتها وتضع علامات فارقة في مسيرتها نحو التقدم والتطور ومواكبة أهداف رؤية المملكة 2030».
ويتشابه حديث المبيريك مع نظيراتها من الطالبات اللاتي أبدين الكثير من الحماسة للانخراط في الجامعة التي خرجت الوزراء وكبار المسؤولين، وهو ما يفتح آفاقا واسعة نحو تمكين المرأة السعودية ودعم مشاركتها في سباق التطور الحضاري الذي تخوضه المملكة على مختلف الأصعدة.
جدير بالذكر أن الحفل الذي شهد حضوراً كثيفاً من نخبة المجتمع في مختلف المجالات من داخل المنطقة الشرقية وخارجها، جاء بتشريف أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، ونائبه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، وبحضور عدد كبير من المسؤولين والمسؤولات من قطاعات متنوعة.
الثقافات السعودية تنصهر في جامعة «البترول» على مدى 60 عاماً
وزراء يسترجعون ذكريات الدراسة ويحتفون بباكورة الدفعة النسائية
الثقافات السعودية تنصهر في جامعة «البترول» على مدى 60 عاماً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة