إسرائيل تقصف «مواقع تستخدمها إيران» قرب العاصمة السورية

دمشق تعلن تصدي دفاعاتها للغارات

دفاعات جوية سورية تتصدى للقصف الإسرائيلي قرب دمشق ليل الخميس - الجمعة (إ.ب.أ)
دفاعات جوية سورية تتصدى للقصف الإسرائيلي قرب دمشق ليل الخميس - الجمعة (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تقصف «مواقع تستخدمها إيران» قرب العاصمة السورية

دفاعات جوية سورية تتصدى للقصف الإسرائيلي قرب دمشق ليل الخميس - الجمعة (إ.ب.أ)
دفاعات جوية سورية تتصدى للقصف الإسرائيلي قرب دمشق ليل الخميس - الجمعة (إ.ب.أ)

شنت إسرائيل غارات على مناطق في ريفي دمشق وحمص ليل الخميس - الجمعة، ذلك في ثاني هجوم من نوعه خلال أسبوعين، قيل إنها استهدفت مواقع «تستخدمها إيران».
وقالت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) أمس، إن إسرائيل نفذت ضربات جوية على أهداف قرب دمشق، وإن الدفاعات الجوية السورية تصدت لها. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن مصدر عسكري سوري قوله إن الدفاعات الجوية أسقطت معظم الصواريخ الإسرائيلية، وإن الهجوم الذي وقع الساعة 1:26 بعد منتصف الليل لم يسفر سوى عن أضرار مادية.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، أن قصفاً صاروخياً استهدف «مواقع عسكرية لقوات النظام تستخدمها مجموعات موالية لإيران لتطوير الأسلحة في كل من مركز البحوث العلمية في منطقة برزة وجمرايا في ريف دمشق».
وتشن إسرائيل منذ سنوات هجمات على ما تصفها بأنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، حيث رسخت قوات مدعومة من إيران، من بينها جماعة «حزب الله» اللبنانية، وجوداً منذ انتشارها لدعم الرئيس بشار الأسد في الصراع السوري الذي تفجر عام 2011.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن وزارة الخارجية طالبت الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بوقف الهجمات الإسرائيلية على سوريا وإدانتها. وذكرت الوزارة في خطاب موجه للطرفين أن «العدوان الإسرائيلي الجبان على الأراضي السورية جاء ليكمل سلسلة انتهاكات وجرائم (إسرائيل) بحق سوريا وشعبها».
وعرض التلفزيون السوري لقطات لتصدي الدفاعات الجوية لأهداف في سماء دمشق. ونُقل عن مصدر عسكري سوري في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي قوله «نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه جنوب شرقي بيروت مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان، وأسقطت معظمها، واقتصرت الخسائر على الماديات».
وفي تل أبيب، اعترف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بأن صاروخ أرض – جو، مضاداً للطائرات، أطلق من سوريا باتجاه إسرائيل، لكنه انفجر في الجو فوق البحر المتوسط مقابل شواطئ تل أبيب. وأن شظايا كبيرة منه سقطت في عدة مواقع في أحياء تل أبيب. وقالت إن الصاروخ هو من صنع روسي من طراز «إس إيه إس»، المعروف باسم «إس 200»، الذي ينفجر عادة لدى ارتطامه بالهدف أو عندما ينفد الوقود فيه.
ومع أن الناطق لم يتطرق أبداً للغارات الإسرائيلية، وحافظ على سياسته الضبابية بشأنها، إلا أنه اعترف بانفجار الصاروخ في الموعد الذي أعلن عن هذه الغارات. وقال: «منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية رصدت الصاروخ السوري ومساره ومكان سقوطه المتوقع في البحر، ولذلك لم يتم تشغيل صافرات إنذار في منطقة وسط إسرائيل. وقد جمع خبراء المتفجرات في قوات الجبهة الداخلية الإسرائيلية هذه الشظايا وقاموا بفحصها مع قوات الجيش الإسرائيلي. وبعد الغارة، أفاد سكان في منطقة تل أبيب بسماعهم أصوات انفجارات.
يذكر أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بنيت، دأبت منذ توليها الحكم في يونيو (حزيران) الماضي على الامتناع عن الاعتراف بشن غارات في سوريا. وهي تكتفي بتلميحات بعيدة عن الموقف الرسمي القائل بأن إسرائيل تواصل سياسة محاربة التموضع الإيراني في الأراضي السورية والتصدي لمحاولات نقل الأسلحة الإيرانية إلى لبنان، والعمل على منع «حزب الله» اللبناني وغيره من الميليشيات الإيرانية من إقامة قواعد لها على مقربة من الحدود في الجولان. وأما وسائل الإعلام الإسرائيلية فقد نقلت أنباء الغارات عن وسائل الإعلام العربية وعن «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وكان آخر الغارات الإسرائيلية قد نفذ قبل نحو أسبوعين، في العشرين من أغسطس (آب) الماضي، حيث دخلت طائرات إسرائيلية الأراضي اللبنانية، جنوب شرقي بيروت، واستهدفت عدة مواقع سورية يستخدمها الإيرانيون وميليشياتهم في محيط مدينتي دمشق وحمص.
على صعيد ذي صلة، تضاربت الأنباء حول الباخرة الإيرانية التي أفرغت حمولتها في ميناء بانياس الخميس، وما إذا كانت مرسلة إلى «حزب الله» اللبناني، وسيتم نقل حمولتها عبر الصهاريج إلى لبنان، قالت مصادر إن «الحرس الثوري الإيراني» منهمك بإدخال رتل من الصهاريج المحملة بالمحروقات عبر منفذ القائم - البوكمال على الحدود مع العراق. وأضافت: «أن أكثر من أربعين صهريجاً محملاً بالمحروقات ترافقها سيارات عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني عبرت ظهر يوم الخميس طريق دير الزور - تدمر - حمص ليدخل معظمها الأراضي اللبنانية».
وأوضحت شبكة «عين الفرات» الإخبارية المعارضة أن «سبعة صهاريج من الرتل الذي رصد عبوره مدينة تدمر يوم الخميس، دخلت إلى مطار التيفور، حيث توجد قاعدة تابعة للحرس الثوري الإيراني، وتم تخصيص ثلاثة صهاريج منها لمخازن مهين شرق حمص. فيما توجهت باقي الصهاريج 33 صهريجاً إلى داخل الأراضي اللبنانية عبر محافظة حمص».
وتهدد بقعة نفطية مصدرها تسرب حصل الأسبوع الماضي في محطة حرارية في سوريا، السواحل الشمالية لقبرص في حين تضاعفت الثلاثاء الدعوات لتحرك مشترك من جانبي الجزيرة المقسمة.
وقال مسؤول في «جمهورية شمال قبرص التركية» إن البقعة التي تحتوي على 20 ألف طن من النفط في المتوسط تشكلت عقب تسرب نفطي في محطة بانياس السورية للطاقة، الأسبوع الماضي، التي تبعد 160 كيلومتراً عن قبرص.



تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
TT

تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)

على وقع الحصار والهجوم العنيف الذي تشنه الجماعة الحوثية على قرية «حنكة آل مسعود» في محافظة البيضاء اليمنية، أدانت السفارة الأميركية لدى اليمن هذه الجرائم، بالتزامن مع إدانات حقوقية وحكومية واسعة.

وحسب مصادر محلية، عزز الحوثيون من قواتهم لاقتحام القرية المحاصرة منذ نحو أسبوع، مستخدمين مختلف الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة في مهاجمة منازل القرية، وسط مخاوف من «ارتكاب إبادة» في أوساط السكان، بخاصة مع قيام الجماعة، بقطع الاتصالات عن القرية.

وكان هجوم قوات الجماعة على القرية، الخميس الماضي، أدى إلى مقتل وإصابة 13 مدنياً، في حين زعم إعلام الجماعة، السبت، أن عملية الهجوم متواصلة، وأن أربعة من سكان القرية قتلوا عندما فجروا أحزمة ناسفة.

وفي بيان للسفارة الأميركية، السبت، أدانت «بشدة» الهجمات الحوثية التي تستهدف المدنيين الأبرياء في محافظة البيضاء، وقالت: «إن عمليات القتل والإصابات والاعتقالات غير المشروعة التي يرتكبها الإرهابيون الحوثيون بحق اليمنيين الأبرياء تحرم الشعب اليمني من السلام ومن المستقبل المشرق».

وعادة ما يشن الحوثيون عمليات تنكيل وقمع في محافظة البيضاء منذ احتلالها في 2014، في مسعى لإخضاع أبناء القبائل المختلفين مذهبياً، والسيطرة عليهم خوفاً من أي انتفاضة تنشأ في تلك المناطق، بخاصة في مناطق قبائل «قيفة».

115 منظمة

مع استمرار الهجمة الحوثية على القرية الواقعة في مديرية القريشية القريبة من مدينة رداع، أدانت 115 من منظمات المجتمع المدني هذه «الجريمة» بحق المدنيين والأعيان المدنية في قرية الحنكة، حيث قبيلة آل مسعود.

وقال بيان مشترك للمنظمات إن الميليشيات الحوثية قامت بمنع إسعاف المصابين، إلى جانب تدمير وإحراق عدد من الأعيان المدنية ودور العبادة وتشريد مئات الأسر بعد أيام من فرض الحصار الغاشم على أهالي القرية.

واتهم بيان المنظمات الجماعة الحوثية بقطع المياه والغذاء والأدوية عن سكان القرية، بالتزامن مع استمرار القصف بالطائرات المسيرة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، خصوصاً بين الأطفال والنساء وكبار السن.

وقال البيان: «إن هذه الجرائم التي تشمل القتل العمد والحصار والتهجير القسري، واستهداف الأعيان المدنية ودور العبادة تأتي في سياق تصعيد عسكري من قِبل الحوثيين على مختلف الجبهات بالتزامن مع تدهور الأوضاع الإنسانية».

وطالبت منظمات المجتمع المدني في اليمن، الحوثيين، بفك الحصار الفوري، ووقف الاعتداءات العسكرية التي تستهدف المدنيين في المنطقة، كما دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات.

هجوم وحشي

أدان معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، الهجوم الحوثي على القرية، ووصفه بـ«الوحشي»، وقال إنه «يظهر بوضوح بشاعة الجرائم التي ترتكبها الميليشيا ضد المدنيين الأبرياء، ويؤكد تعمدها إراقة الدماء، ونشر الخراب (...) دون أي اعتبار للقوانين الدولية وحقوق الإنسان».

وأوضح الوزير اليمني، في تصريح رسمي، أن الجماعة الحوثية أرسلت حملة ضخمة من عناصرها المدججين بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة، وقامت بشن هجوم على منازل وممتلكات المدنيين في القرية، إذ استخدمت قذائف الدبابات والمدفعية، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى أضرار كبيرة للمنازل والممتلكات الخاصة، وتدمير مسجد القرية.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وحسب الوزير اليمني، يأتي الهجوم الحوثي في وقت تعيش فيه المنطقة تحت حصار خانق منذ أكثر من أسبوع، في محاولة لحرمان الأهالي من احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم اليومية ويضاعف الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشونها، في حلقة جديدة من مسلسل التنكيل المتواصل.

وأضاف بالقول: «هذا الهجوم المروع الذي استهدف منازل المواطنين والمساجد، وأدى إلى سقوط العديد من الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير الممتلكات، ليس إلا انعكاساً لحقد ميليشيا الحوثي الدفين على أبناء البيضاء بشكل عام وقيفة رداع بشكل خاص، وكل من يقف ضد مشروعها الإمامي الكهنوتي العنصري المتخلف».

وأكد وزير الإعلام اليمني أن ما تعرضت له قرية «حنكة آل مسعود» يُظهر مرة أخرى كيف أن الميليشيا الحوثية لا تكترث بالقوانين الدولية، مشدداً على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، مسؤوليته في اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الهجمات الوحشية فوراً.