تعتبر البدانة الشغل الشاغل للناس عامة والجنس اللطيف خاصةً. إذ تشكل أحيانا هاجسا لديهن من أجل عدم الوقوع في براثنها. بعض النساء تتنبه لهذه المشكلة التي تعاني منها بلدان عربية وأجنبية بنسب عالية، فتتابع بشكل عفوي نظاما غذائياً خفيفاً «لايت» كي تبقى في المنطقة الآمنة بعيدا عن أي زيادة لوزنها. نساء وفتيات أخريات يعانين من هذا الموضوع وراثياً، فيستسلمن له لأن ما باليد حيلة حسب رأيهن. فيما تقصد نساء من أوزان ثقيلة أطباء جراحة كي يخضعن لعمليات تصغير المعدة. فتسهم في تعديل أوزانهن ووضعها على الطريق الصحيح.
وانطلاقا من تجربة شخصية خاضتها إيمان أبو نكد قررت إقامة حدث سنوي في لبنان يصب في توعية النساء بخطر الإصابة بالبدانة بعنوان «ملكة الرشاقة». وهذا العام وفي نسخته السادسة يستضيفه فندق كيمبنسكي في بيروت في منتصف سبتمبر المقبل وتشارك فيه 10 نساء من أعمار تتراوح ما بين 14 و45 عاما.
وفي دراسة مؤخراً، قامت بها الجامعة الأميركية في لبنان، تظهر الإحصاءات أن هناك نسبة زيادة وزن وسمنة ملحوظة حصلت مؤخراً بلغت 30 في المائة.
ويشير الطبيب الاختصاصي بجراحة السمنة هيثم فوال إلى «الشرق الأوسط» أنه لا دراسات شاملة جرت مؤخراً حول نسبة زيادة الوزن التي تسبب في ها الحجر المنزلي. ويضيف: «إننا نلاحظ زيادات مرتفعة في هذا الشأن من خلال الزبائن الذين يقصدوننا في العيادات الطبية. أما نسبة الوزن الزائد الشائعة بسبب ذلك فتتراوح ما بين 5 و10 كيلوغرامات».
ويرى دكتور هيثم فوال أن لبنان لا يدخل ضمن البلدان العربية العشرة التي يعاني أهلها من نسبة بدانة مرتفعة تصل إلى 45 في المائة وما فوق كالكويت والسعودية والعراق ومصر. فهو لا يزال في منأى عن هذا المرض بحيث لم يتفش كما في غيره من البلدان. ويتابع: «من هنا انطلقت فكرة توعية الناس. ويسهم الحدث السنوي «ملكة الرشاقة» في الحد من هذه النسب. كما يعلم الناس ويوجهها إلى كيفية التخلص من البدانة وخطورتها».
وفي العودة إلى حفل «ملكة الرشاقة» تخبرنا إيمان أبو نكد عن كيفية اتخاذها قرار إقامته منذ عام 2015 حتى اليوم. وتوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «وصل وزني إلى 116 كيلوغراما، ولكن في المقابل كنت ناجحة في عملي كمنظمة حفلات لمناسبات مختلفة. ولكن مع الوقت بدأت حالتي الصحية تتدهور بحيث تملكتني آلام كثيرة في مختلف أنحاء جسمي. لم تكن السمنة تخيفني لا بل كنت أتمادى في تناول الطعام في ساعات متأخرة من الليل وأكثر من 3 مرات في اليوم الواحد تحت شعار «كيلوغرام أقل أو أكثر لن يكون مشكلة». كنت لا أمارس هواية التسوق بفرح إذ كنت أعرف مسبقاً أن الأزياء التي سأختارها سيسودها الأسود. ومع كثرة أوجاعي قررت أن أخفض وزني، واستطعت أن أنقص منه 30 كيلوغراما بواسطة نظام غذائي عند خبيرة تغذية. ومع الوقت تحسنت حالتي الصحية، وقررت أن أخفض وزني بواسطة عملية جراحية لمعدتي، وهكذا استطعت أن أحصل على وزن مثالي. من هنا انطلقت فكرة الحفل، إذ قررت أن أحسن أوضاع فتيات كثيرات يعانين من هذا الموضوع».
اليوم تسهم إيمان أبو نكد في تحسين صحة أكثر من 10 فتيات سنوياً من خلال تولي مهمة إنقاص أوزانهن بطرق مختلفة. وتقول في سياق حديثها: «الموضوع لا يتعلق بالجمال والشكل الخارجي بل في التمتع بصحة جيدة. فالبدانة وباعتراف منظمة الصحة العالمية تعرف بـ«السرطان الأصفر». وهو مرض يستطيع أن يقضي على صاحبه ويخسره صحته تدريجيا، إذا لم تتم مواجهته كما يجب. فهو إضافة إلى إسهامه في ارتفاع نسب التريغليسيريد والكولسترول في الدم، يمكنه أن يصيب صاحبه بأمراض قلب وسكري وأخرى نفسية حادة».
ولكن كيف تختار إيمان أبو نكد الفتيات المتباريات في حفل ملكة الرشاقة الأول من نوعه في لبنان والشرق الأوسط؟ وما هي شروط انتسابهن للمسابقة؟ ترد أبو نكد صاحبة شركة «أي سنس» المنظمة للحفل: «أتلقى مئات الطلبات ولكنني أختار في النهاية 10 من بينهن. ويجب على المتباريات أن يكون وزنهن ما فوق الـ100 كيلوغرام. وأبدأ معهن تمارين مختلفة بينها رياضية وثقافية وصولاً إلى إجراء عمليات جراحية وذلك حسب الوزن الزائد الذي يعانين منه. نوعان من المتباريات يشاركن معي. المجموعة الأولى تكون بدأت في تخفيض وزنها ومعي تعمل على إنقاصه بشكل متواز. وهناك مجموعة أخرى تبدأ معي عملية تخفيض الوزن. أما الوقت الذي تستغرقه عملية تحضيرهن للحفل فتلامس الـ6 أشهر. ولا يكون من الضروري أن تخسر كل الوزن الذي تريده بل عرض ما استطاعت تحقيقه في إنقاص وزنها حتى موعد الحفل».
وتؤكد إيمان أبو نكد أن هدف هذا الحفل السنوي هو توعية الناس بمخاطر البدانة، وليس إبراز الجمال الخارجي لكل امرأة مشاركة. وتوضح: «ما نقوم به ليس من باب نبذ البدينات ولا من باب فانتازيا الحفاظ على قوام رشيق ونشيط. إننا نحاول تسليط الضوء على أهمية التخلص من الوزن الزائد، كمشكلة صحية ترتبط بالعديد من الأمراض الخطيرة».
وتصف أبو نكد حالات بعض النساء البدينات بالمأساة وتوضح: «إنهن يعانين من التنمر ومن «وصمة البدانة» في مجتمع لا يحترم المعايير الصحية المطلوبة».
تتراوح الألقاب التي تتبارى عليها المرشحات في «ملكة الرشاقة» بين اللقب الأساسي و4 أخرى وهي الوصيفة الأولى والثانية و«ميس فوتوجينيك» و«Miss I did it»، أي نجحت في الوصول إلى هدفها.
ويشير دكتور هيثم فوال إلى أن واحداً من أصل 3 لبنانيين يعانون من الوزن الزائد. أما الأسباب التي تسهم في ذلك، فهي إضافة إلى قلة الحركة هناك المعاناة من القلق والتوتر وكذلك نوعية الطعام الذي يتم تناوله. ويقول في سياق حديثه: «من يملك النية والقرار بإنقاص وزنه يجب أن يتمتع بالبال الطويل، إذ أن الأمر يتطلب فترة وقت ليست بالقصيرة». ويختم: «إنه ليس بمرض عادي بل يتعلق بأسلوب حياة علينا تغييره وتبديله. ومع النظام الغذائي الخاص والرياضة يستطيع الشخص خسارة ما بين 5 و10 كيلوغرامات في فترة تمتد بين 6 و9 أشهر. أما مع العملية الجراحية للسمنة فهي تخول الشخص البدين أن يخسر وزنا بصورة أسرع تصل إلى 40 كيلوغراما في الفترة الأولى».
«ملكة جمال الرشاقة»... حدث تستضيفه بيروت في نسخته السادسة
«ملكة جمال الرشاقة»... حدث تستضيفه بيروت في نسخته السادسة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة