«راديو البنات»... إذاعة نسوية متخصصة وصوت متفرد للسودانيات

مجموعة من العاملات
مجموعة من العاملات
TT

«راديو البنات»... إذاعة نسوية متخصصة وصوت متفرد للسودانيات

مجموعة من العاملات
مجموعة من العاملات

في تجربة تعد الأولى من نوعها على مستوى الإقليم، أسست مجموعة نسوية سودانية «إذاعة راديو البنات»، لتصبح أول منبر نسوي متخصص بقضايا المرأة والطفل، يحاول رسم خارطة إعلامية جديدة تسهم في رفع الوعي النسوي، وانخراط أكبر للنساء في المجتمع.
وقالت صاحبة فكرة «راديو البنات» خالدة المنا، ومديرة الإذاعة المتخصصة، لـ«الشرق الأوسط»، إن إذاعتها تحاول التركيز على هموم واهتمامات السودانيات، بالنظر لواقعهن في المجتمع، ضمن الشروط الجديدة ورياح التغيير التي ملأت أشرعتها ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019، وروح العصر والمنجزات التي حققتها النساء على مستوى العالم.
وأوضحت المنا أن الراديو يعمل وفق رؤية تستند إلى ما أطلقت عليه «الإعلام الحديث»، وتلامس برامجه وعناوينه واقع المرأة، وتحاول تسليط الضوء على الكثير من المسكوت عنه، بما في ذلك قضايا التعنيف وزواج القاصرات والختان وقضايا المرأة في مناطق الحروب والنزاعات ومعسكرات اللجوء.
وبحسب المنا، فإن تأسيس الراديو استغرق سنوات من العمل الجاد والمؤسسي، وواجه العديد من الصعوبات والتعثر، ليولد «الراديو» من خلال بث عبر الإنترنت من دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2016، لكنه أخذ اسمه الحالي «راديو البنات» في عام 2019 عبر أثير محطات «إف إم» تبث من داخل العاصمة الخرطوم.
وقالت رئيسة الراديو إن 90 في المائة من العاملين في «راديو البنات» نساء وفتيات، يقمن بالتخطيط والإدارة، وإعداد البرامج وتقديمها، وتم اختيار المذيعات ومقدمات البرامج من خلفيات إعلامية، تم إخضاعهن لدورات تدريبية متخصصة مكثفة.
ولاقت فكرة إذاعة «راديو البنات» قبولاً واسعاً من المستمع السوداني، والمفاجأة أن الرجل السوداني يتابع ما يبثه الراديو بنسبة 60 في المائة، وفقاً لقياسات رأي أجرتها الإذاعة، وقالت المنا: «الجيد في هذه المتابعة، أنها تزيد أعداد داعمي قضايا المرأة من الرجال، بما يمكنها في المجتمع».
وأشارت مقدمة البرامج زحل موسى إلى أن أهمية «راديو البنات» تكمن في تجاوزه لكلاسيكيات البث الإذاعي، والاتجاه صوب نوع من التخصصية النوعية، ما يسهم في خلق واقع أفضل للنساء السودانيات، وأضافت: «برزت قدرات المرأة السودانية في أكثر من مجال، وجاء راديو البنات ليضيف نافذة إعلامية تدعم هذا التوجه، وتعبر عن النساء عبر برامج تحمل أفكارهن».
وأوضحت موسى أن برنامج «سودانية»، وهو أحد برامج الإذاعة، يعمل على تعريف العالم بنساء السودان، وبصمتهن في المجالات كافة، وبرنامج «أنتِ الحدث»، يسلط الضوء على أيقونات النشاط النسوي السوداني، ودورهن المميز على مستوى البلاد والإقليم والعالم.
وقال فوزي جبريل، أحد مستمعي «راديو البنات»، إن المرأة السودانية تستحق أكثر من راديو وقناة تهتم بأمورها الحياتية، نظراً لدورها التاريخي في النضال والحياة السياسية منذ الأزل وإلى اليوم، وأضاف: «ما زالت المرأة تلعب دور ثيرمومتر المجتمع السوداني بكل ثبات، وتحدد اتجاهات تطوره وتراجعه، رغم القمع المجتمعي الذي تواجهه»، وتابع: «الاتجاه السائد في الإعلام التخصص، لأنه يسهم في التعمق في القضايا، والنظر إليها من زواياها المتعددة، ويقدم الخدمات الإعلامية المطلوبة للفئات المستهدفة».


مقالات ذات صلة

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم سيارة عليها كلمة «صحافة» بالإنجليزية بعد تعرض فندق يقيم فيه صحافيون في حاصبيا بجنوب لبنان لغارة إسرائيلية في 25 أكتوبر (رويترز)

اليونيسكو: مقتل 162 صحافياً خلال تأديتهم عملهم في 2022 و2023

«في العامين 2022 و2023، قُتل صحافي كل أربعة أيام لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صحافيون من مختلف وسائل إعلام يتشاركون موقعاً لتغطية الغارات الإسرائيلية على مدينة صور (أ.ب)

حرب لبنان تشعل معركة إعلامية داخلية واتهامات بـ«التخوين»

أشعلت التغطية الإعلامية للحرب بلبنان سجالات طالت وسائل الإعلام وتطورت إلى انتقادات للإعلام واتهامات لا تخلو من التخوين، نالت فيها قناة «إم تي في» الحصة الأكبر.

حنان مرهج (بيروت)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.