كريستال بالاس يراهن على ثورة الشباب بقيادة باتريك فييرا

المدير الفني الفرنسي تنتظره مهمة صعبة باعتماد الهجوم والخروج من خطط روي هودجسون البراغماتية

فييرا مدرب كريستال بالاس الجديد يراقب لاعبيه في معسكر الإعداد قبل انطلاق الموسم الإنجليزي
فييرا مدرب كريستال بالاس الجديد يراقب لاعبيه في معسكر الإعداد قبل انطلاق الموسم الإنجليزي
TT

كريستال بالاس يراهن على ثورة الشباب بقيادة باتريك فييرا

فييرا مدرب كريستال بالاس الجديد يراقب لاعبيه في معسكر الإعداد قبل انطلاق الموسم الإنجليزي
فييرا مدرب كريستال بالاس الجديد يراقب لاعبيه في معسكر الإعداد قبل انطلاق الموسم الإنجليزي

قال المدير الفني الفرنسي باتريك فييرا في مقابلة مع صحيفة «ليكيب» الفرنسية في أبريل (نيسان) الماضي: «بالطبع أتحدث مع آرسين فينغر عبر الهاتف، ومن بين أول الأشياء التي قالها لي؛ لن تكون مديراً فنياً حقيقياً حتى تتم إقالتك من منصبك!»
وفي 14 أغسطس (آب) المقبل، سيكون قد مر 25 عاماً على اليوم الذي انتقل فيه لاعب خط الوسط الفرنسي المولود في السنغال، الذي يعد أحد أعظم لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز على الإطلاق، إلى آرسنال. ومن المفارقات أن هذا التاريخ أيضاً سيكون هو اليوم الذي سيبدأ فيه فييرا السير على خطى معلمه، المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر، ليتولى مسؤولية أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز مديراً فنياً.
وبعد يوم واحد من بداية آرسنال لمشواره في الموسم الجديد أمام برنتفورد الصاعد حديثاً من دوري الدرجة الأولى، سيكون فييرا في النفق المؤدي إلى ملعب «ستامفورد بريدج» لمواجهة حامل لقب دوري أبطال أوروبا، تشيلسي.
وبعد 8 أشهر من إقالة فييرا من تدريب نيس بعد أن قاده لاحتلال المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الفرنسي الممتاز في الموسم السابق الذي تم إلغاؤه قبل نهايته بـ3 أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا، فإن تصميمه على أن يكون مديراً فنياً ناجحاً قد أقنع مالك نادي كريستال بالاس، ستيف باريش، بأن يعهد إليه بمهمة ضخمة تتمثل في خلافة روي هودجسون على رأس القيادة الفنية للفريق.
وإلى جانب العمل على الحفاظ على مكانة كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز، من المتوقع أن يعتمد فييرا على فلسفة هجومية جديدة ترتكز على تطوير اللاعبين الشباب، وهي الفلسفة التي أدت بالفعل إلى التعاقد مع مدافع المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاماً، مارك غويهي، من تشيلسي، بالإضافة إلى المهاجم المتميز مايكل أوليس من ريدينغ.
إنها ليست مهمة سهلة على الإطلاق، خاصة عندما نعرف أن كريستال بالاس تحت قيادة هودجسون كان الفريق الأكبر سناً بفارق كبير عن باقي الأندية الأخرى، كما انتهت عقود عدد كبير من اللاعبين بنهاية يونيو (حزيران) الماضي. وكان اللاعب القوي جويل وارد، بخلاف ويلفريد زاها، هو الوحيد المتبقي من الفريق الذي صعد للدوري الإنجليزي الممتاز عبر ملحق الصعود في عام 2013، الذي تم تمديد تعاقده مع النادي لمدة عامين، ويمكن أن يحذو غاري كاهيل حذوه، لكن رحيل أندروس تاونسند إلى إيفرتون يعد بمثابة إشارة على الطريق الذي يود فييرا أن يسير فيه.
لقد بدأ فييرا مسيرته التدريبية في أكاديمية مانشستر سيتي للناشئين، قبل أن ينضم إلى نادي نيويورك سيتي الأميركي بعد أن لم تنجح محاولاته لتولي القيادة الفنية لنادي نيوكاسل خلفاً لآلان بارديو. ويدين فييرا بالكثير لمدربه السابق أرسين فينغر الذي تعلم منه كثيراً حول أهمية الاعتماد على اللاعبين الشباب وتطوير قدراتهم.
وقد يكون تعيين سعيد أيجون، الذي عمل مؤخراً مع فريق باريس سان جيرمان تحت 17 عاماً، مدرباً للتطوير هو أفضل صفقة عقدها فييرا حتى الآن. بدأت مسيرة أيجون التدريبية عندما كان يبلغ من العمر 16 عاماً فقط، وقد صنع لنفسه اسماً كبيراً كأحد أفضل المدربين الشباب في فرنسا، بعد أن عمل مع لاعبين مثل كينغسلي كومان، وبريسنل كيمبيمبي، وكريستوفر نكونكو في باريس سان جيرمان. وعمل في السابق في نادي باريس لكرة القدم وأوكسير، ومؤخراً في تحليل المباريات على شاشة التلفزيون الفرنسي.
ترك أيجون باريس سان جيرمان العام الماضي بعد أن شعر بالإحباط بسبب عدم اعتماد الفريق الأول على اللاعبين الشباب. لكن فييرا اقترب من أيجون في بداية العام عندما كان الاثنان عاطلين عن العمل لمعرفة ما إذا كان الأخير مهتماً بالانضمام إلى الطاقم التدريبي له عندما تسنح له الفرصة. وفور حصوله على فرصة تدريب كريستال بالاس قام فييرا بتكرار العرض على أيجون البالغ من العمر 37 عاماً، رغم أن الأخير كان عليه إجراء مقابلة شخصية مع مالك النادي الإنجليزي للحصول على منصبه.
وقال أيجون عند تعيينه: «نحن بحاجة إلى مواصلة هذا العمل مع اللاعبين الشباب الذين ينضمون إلينا والذين ستكون لديهم احتياجات مختلفة عن الكبار في الفريق. إنه دور قريب من قلبي للغاية في ضوء مسيرتي، ومهم للغاية بالنسبة لباتريك فييرا، الذي أثبت في كل مكان كان فيه أنه قادر على الاعتماد على الشباب ومساعدتهم على اللعب بشكل أفضل».
وفي جزء من لندن يعج بالمواهب ويمكن مقارنته بضواحي العاصمة الفرنسية باريس، يمتلك أيجون وفييرا فرصة جيدة لبناء فريق قوي، خاصة أن أكاديمية كريستال بالاس للناشئين قد صُنفت العام الماضي ضمن «الفئة الأولى»، كما أقام النادي الصيف الماضي كثيراً من المرافق الجديدة بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني على طول الطريق من مركز تدريب الفريق الأول في بيكنهام.
وقد تم إعداد فيلم وثائقي من 6 أجزاء عن كريستال بالاس بعنوان «الأكاديمية»، بتكليف من القناة الرابعة، وسيتم تصويره خلال العام المقبل، ومن المأمول أن يسير مزيد من اللاعبين الشباب على طريق المدافع تيريك ميتشل، الذي وقّع عقداً لمدة 4 سنوات مع النادي في أبريل الماضي بعدما قدّم موسماً رائعاً تحت قيادة هودجسون.
وقد شارك 12 لاعباً من أكاديمية الناشئين في تدريبات الفريق الأول لكريستال بالاس استعداداً للموسم الجديد، وهي التدريبات التي تضمنت بعض الحصص الصارمة في ملعب «سانت جورج بارك» تحت قيادة المدرب المساعد الجديد، كريستيان ويلسون، الذي عمل مع فييرا أيضاً في مانشستر سيتي ونيويورك ونيس.
ومع ذلك، إذا كان المستقبل يبدو مشرقاً، فإن الذكريات السيئة لتجربة المدير الفني الهولندي فرانك دي بور لا تزال في ذاكرة عشاق ومحبي كريستال بالاس.
وبعد الفترة القصيرة التي قضاها أتيليو لومباردو في عام 1998، ترك المدير الفني الهولندي والأجنبي الوحيد في تاريخ النادي ذكريات لا تُمحى، على الرغم من قيادته للفريق في 4 مباريات فقط بالدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن تتم الاستعانة بهودجسون لإعادة التوازن للفريق ببراغماتيته المعتادة.
وسيحتاج فييرا، الذي تولى قيادة كريستال بالاس بعدما رفض المدير الفني السويسري لوسيان فيفر المهمة في اللحظات الأخيرة، إلى الجمع بين خبرات اللاعبين الكبار الذين ما زالوا في صفوف الفريق مثل زاها، الذي يبدو أكثر سعادة مما كان عليه لبعض الوقت، على الرغم من فشله في الانتقال لنادٍ أكبر كما كان يرغب، وبين اللاعبين الشباب حتى لا يفقد السيطرة على الأمور بسرعة.
وقال فييرا فور توليه المسؤولية: «إنها فترة حاسمة لنادي كرة القدم. ما أريده حقاً هو وضع فلسفة يفهمها اللاعبون جيداً وتمكنهم من التعبير عن أنفسهم داخل الملعب. هناك كثير من المواهب في هذا النادي، وستكون مسؤوليتي هي مساعدتها على العمل بشكل جيد». ولا يوجد أدنى شك في أن المدير الفني الفرنسي الكبير آرسين فينغر يتمنى كل التوفيق للاعبه السابق في هذه المهمة الصعبة، ولن يتأخر عنه إذا طلب النصيحة.


مقالات ذات صلة


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
TT

قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
  • يشهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي سوف توجد في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • يحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي سيحتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)

بعد مرور 11 جولة من الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يتصدره آرسنال بفارق 4 نقاط عن مانشستر سيتي و6 عن تشيلسي، يبدو أن السباق على لقب هذا الموسم سيكون أكثر شراسةً، علماً بأن الفارق بين الثالث والتاسع لا يتعدى نقطتين فقط.

ومع أن الموسم لم يصل إلى منتصفه بعد، فإن هناك لاعبين باتوا يشكلون ركيزة كبيرة مع فرقهم لدرجة تصويرهم بأن وجودهم لعب دوراً حاسماً في النتائج التي تحققت حتى الآن. وهنا نلقي نظرة على اللاعبين الأكثر تأثيراً مع فرقهم منذ بداية الموسم، الذين يستحقون الوجود ضمن التشكيلة الأبرز للدوري حتى الآن.

جوردان بيكفورد (إيفرتون)

يُعد جوردان بيكفورد واحداً من أفضل حراس المرمى في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ فترة طويلة. يتميز بالقدرة على إرسال التمريرات الطويلة المتقنة والتصدي للتسديدات القوية، كما نجح بمرور الوقت في تطوير أدائه فيما يتعلق باللعب بالقدمين، وأصبح قادراً على التمرير لزملائه في المساحات الضيقة وبدء الهجمات من الخلف. وعلاوة على ذلك، أصبح تعامله مع الكرة أكثر تنظيماً، وهو ما يعني أن أخطاءه أصبحت أقل، ولم يعد يتأثر بانفعالاته، على عكس ما كانت عليه الحال في بداية مسيرته الكروية.

رييس جيمس مدافع تشيلسي ومنتخب إنجلترا الأفضل بين أقرانه بالجانب الأيمن (أ.ف.ب)

ريس جيمس (تشيلسي)

ربما يكون انضمامه إلى هذه القائمة مفاجئاً، لكن قائد تشيلسي يستحق كل التقدير والإشادة. على مدار سنوات، كان الناس يتساءلون عما إذا كان كايل ووكر أو ترينت ألكسندر أرنولد يستحقان اللعب في التشكيلة الأساسية لمنتخب إنجلترا في مركز الظهير الأيمن، لكن الإجابة الصحيحة كانت تتمثل في أن هناك لاعباً آخر يستحق المشاركة على حساب كل منهما، وهو ريس جيمس لأنه يجمع بين نقاط قوة كليهما، ولا يملك أياً من نقاط ضعفهما. يتميز جيمس بالقوة والمثابرة، والقدرة على الإبداع، فضلاً عن قدراته الهجومية المذهلة. إنه لاعب متكامل، فهو ليس فقط أحد أفضل اللاعبين في مركزه في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل أحد أفضل اللاعبين في العالم.

دي ليخت أعاد الصلابة لدفاع مانشستر يونايتد (رويترز)

ماتياس دي ليخت (مانشستر يونايتد)

يجني دي ليخت ثمار المشاركة في فترة الاستعداد للموسم الجديد بالكامل، وهو اللاعب الوحيد في تشكيلة مانشستر يونايتد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات التي لعبها فريقه في الدوري الإنجليزي الممتاز. إنه رائع في الدفاع عن منطقة جزاء فريقه، ويجيد ألعاب الهواء - في الناحيتين الدفاعية والهجومية - وقد تكيف المدافع الدولي الهولندي بشكل جيد مع متطلبات دوره الجديد الذي يفرض عليه التقدم إلى قلب خط الوسط، والفوز بالمواجهات الثنائية. مع تنامي ثقته بنفسه، تولى دور تنظيم خط الدفاع، مُظهراً مرة أخرى مهاراته القيادية التي أهلته لأن يحمل شارة القيادة في أياكس أمستردام وهو في سن الثامنة عشرة.

ماكسنس لاكروا (كريستال بالاس)

يُعدّ ماكسنس، قلب دفاع كريستال بالاس، لاعباً مُثيراً للتحدي لمجرد اسمه اللاتيني الذي يعني «الأعظم»، فهو لاعب سريع وقوي ويجيد التعامل مع الكرة، وبارع في ألعاب الهواء. وهو اللاعب الوحيد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات الـ19 التي لعبها كريستال بالاس هذا الموسم، وهو ما يعكس إمكانياته الهائلة وتأثيره الكبير على أداء فريقه. لقد شكّلت تصريحاته قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، التي قال فيها إن «ملعب ويمبلي سيهتز وسيكون رائعاً»، جزءاً أساسياً من اللافتة (التيفو) التي عرضها مشجعو كريستال بالاس قبل المباراة النهائية التي فاز فيها الفريق على مانشستر سيتي، وقد خلد اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي بعدما قاده للحصول على هذه البطولة المهمة.

مايكل كايود (برنتفورد)

يلعب كايود عادة في مركز الظهير الأيمن، ويمكنه أيضاً اللعب على اليسار. وعلى الرغم من شهرته في تنفيذ رميات التماس الطويلة، فإن قدراته تتجاوز ذلك بكثير. يمتلك كايود مهارة كبيرة في التعامل مع الكرة، ويتميز بدقة التمرير، والقدرة على استخلاص الكرة بقدميه، فضلاً عن قدراته الهجومية الكبيرة عندما يتقدم للأمام. وفي الناحية الدفاعية، يتميز كايود بالقوة البدنية الهائلة والقدرة على قراءة اللعب، فضلاً عن سرعته الفائقة التي تساعده على استعادة الكرة وإنقاذ فريقه في المواقف الصعبة.

ياسين عياري يقدم مستويات رائعة مع برايتون (أ.ف.ب)

ياسين عياري (برايتون)

يُعد كارلوس باليبا هو الأبرز في خط وسط برايتون، لكن ياسين عياري هو من يمنح اللاعب الكاميروني الحرية اللازمة لخوض مغامرات جديدة داخل الملعب. يتميز عياري، السويدي الدولي ذو الأصول التونسية، بمهارة عالية في الاستحواذ على الكرة، حتى عند تسلمها تحت الضغط، ويتحكم في رتم ووتيرة اللعب، كما يتمتع بالسرعة الفائقة والانضباط الخططي والتكتيكي والذكاء اللازم لتغطية المساحات ومراقبة المنافسين. بالإضافة إلى ذلك، يتميز عياري بالقدرة على التسديد الدقيق والتمرير المتقن، وهو ما يجعل تسجيل وصناعة الأهداف مجرد مسألة وقت.

نوح صادقي (سندرلاند)

انضم لاعب خط الوسط البالغ من العمر 20 عاماً، الذي يجيد اللعب في مركزي الظهير وقلب الدفاع، إلى سندرلاند في فترة الانتقالات الصيفية الماضية مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، وسرعان ما أصبح أحد أهم عناصر الفريق في مسيرته الرائعة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. يمتلك صادقي طاقة هائلة تجعله لا يتوقف عن الحركة من منطقة جزاء فريقه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس على مدار التسعين دقيقة، كما يمنح قائد الوسط غرانيت تشاكا الحرية للتقدم للأمام للقيام بواجباته الهجومية. يجيد صادقي أيضاً المراوغة والتمرير وقطع الكرات، فضلاً عن سلوكه المثالي داخل الملعب وخارجه.

أليكس إيوبي (فولهام)

لا يوجد كثير من اللاعبين الذين يمكنهم مضاهاة إيوبي فيما يتعلق بقدرته على اللعب في أكثر من مركز بخط الوسط ببراعة. يمكنه اللعب محور ارتكاز ولاعب خط وسط مهاجم وفي مركز الجناح. يتمتع إيوبي بالقدرة على الاستحواذ على الكرة تحت الضغط، والتقدم بها للأمام ببراعة وذكاء، كما أن تحركاته من دون كرة ممتازة، وهو الأمر الذي تظهره الأرقام والإحصاءات، التي تشير إلى أن ستة لاعبين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز صنعوا فرصاً أكثر من اللاعب النيجيري البالغ من العمر 29 عاماً هذا الموسم، بينما يتصدر قائمة لاعبي فريقه فيما يتعلق بالتمريرات الحاسمة، والتمريرات الحاسمة المتوقعة، والتمريرات المفتاحية، والتمريرات الأمامية، والتسديد على المرمى. في الواقع، أصبح إيوبي أحد أكثر اللاعبين فاعلية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

جاكوب ميرفي (نيوكاسل)

استغرق الأمر بعض الوقت لكي يتمكن ميرفي من إثبات نفسه والوصول إلى أفضل مستوياته. بدأ ميرفي مسيرته الكروية مع نوريتش سيتي، ثم أُعير إلى سويندون وساوثيند وبلاكبول وسكونثورب وكولشيستر وكوفنتري سيتي، قبل أن ينتقل إلى نيوكاسل. وبعد ذلك أمضى بعض الوقت في وست بروميتش ألبيون وشيفيلد وينزداي. وعند عودته إلى نيوكاسل، دفع به المدير الفني ستيف بروس في مركز الظهير المتقدم. والآن، أصبح اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً عنصراً أساسياً في صفوف الفريق، حيث بدأ معظم المباريات وشارك بديلاً في بعض المباريات الأخرى، لكنه وُجد في كل اللقاءات تقريباً، وقد تحسن أداؤه بشكل لافت للأنظار. خلال الموسم الماضي، أحرز ميرفي تسعة أهداف وقدم 14 تمريرة حاسمة، ثم سجل هدفين وصنع ثلاثة أهداف أخرى هذا الموسم، وتطور ليصبح لاعباً أفضل بكثير مما توقعه معظم الناس.

الفرنسي الواعد كروبي أثبت براعته مع بورنموث (إ.ب.أ)

إيلي جونيور كروبي (بورنموث)

الوصول إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من الخارج وتسجيل أربعة أهداف في ثماني مباريات يُعد أمراً مثيراً للإعجاب في أي سياق، لكن عندما يفعل ذلك لاعب يبلغ من العمر 19 عاماً ويأتي من لوريان الفرنسي قبل شهور قليلة، فهذا أمر استثنائي حقاً. كانت أهداف كروبي الثلاثة الأولى مع بورنموث تعكس قدراته الفائقة بصفته مهاجماً محترفاً قادراً على توقع مكان سقوط الكرة بفضل ذكائه الكبير وقدته في اللمسة الأخيرة أمام المرمى. وفي مباراة فريقه أمام نوتنغهام فورست الشهر الماضي، أظهر كروبي قدرات أكبر من ذلك، حيث كان يستحوذ على الكرة ببراعة في وسط الملعب، وينطلق بالكرة للأمام بكل رشاقة، ويتحرك بسرعة لخلق حالة من عدم التوازن في دفاعات المنافس، قبل أن يحرز هدفاً رائعاً من تسديدة قوية من مسافة 25 ياردة.

تروسارد يواصل تألقه مع آرسنال (رويترز)

لياندرو تروسارد (آرسنال)

يُعد لياندرو تروسارد اللاعب المثالي تقريباً لأي فريق يسعى إلى الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. فعلى الرغم من أنه ليس من مستوى النخبة، فإنه لا يزال لاعباً جيداً للغاية، ويجيد تماماً دوره داخل الملعب فيما يتعلق بالتغطية والمساهمة الهجومية، فضلاً عن قدرته على اللعب في أكثر من مركز والقيام بأكثر من مهمة داخل المستطيل الأخضر. وعلى الرغم من أن اللاعب البلجيكي لم يضمن أبداً مكانه في التشكيلة الأساسية، فإنه يلعب كثيراً من المباريات، سواء بشكل أساسي أو من على مقاعد البدلاء. وتتمثل مهمته في أن يكون جاهزاً دائماً عند الحاجة إليه، وأن يكون قادراً على التأثير في نتائج وشكل المباريات، وهي المهمة التي لا تقل أهمية عن مهمة اللاعبين الأساسيين. يُقاس التأثير بالنتائج، وليس بدقائق اللعب، وقد أثبت تروسارد مراراً وتكراراً قدرته على ترك بصمة مميزة مع آرسنال في كل مرة يلعب فيها.

*خدمة «الغارديان»