خادم الحرمين: التعاون الإسلامي أثمر في نجاح إقامة حج هذا العام

في كلمته للمواطنين والحجاج وعموم المسلمين بمناسبة العيد

خادم الحرمين الشريفين خلال كلمته الموجهة للمواطنين والحجاج (واس)
خادم الحرمين الشريفين خلال كلمته الموجهة للمواطنين والحجاج (واس)
TT

خادم الحرمين: التعاون الإسلامي أثمر في نجاح إقامة حج هذا العام

خادم الحرمين الشريفين خلال كلمته الموجهة للمواطنين والحجاج (واس)
خادم الحرمين الشريفين خلال كلمته الموجهة للمواطنين والحجاج (واس)

قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إن التعاون الإسلامي أثمر في نجاح إقامة موسم حج هذا العام، «من خلال تضامن الدول الإسلامية الشقيقة المعهود فيها دائماً، وتضافر الهيئات الدينية التي دعمت وثمّنت الإجراءات التي اتخذتها المملكة في حج هذا العام، بما يسهم في حماية حجاج بيت الله الحرام، ويمنع انتشار الوباء».
جاء ذلك ضمن الكلمة التي وجهها الملك سلمان أمس، للحجاج والمرابطين والمرابطات في مواجهة المخاطر والأزمات، والمواطنين والمقيمين وعموم المسلمين في كل مكان، مهنئاً الجميع بعيد الأضحى المبارك، سائلاً الله أن يُتم على حجاج بيته الحرام نسكهم ويتقبل دعاءهم ويُعيدهم إلى أهاليهم سالمين غانمين.
وأكد خادم الحرمين الشريفين، أنه حرصاً من السعودية على إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام في ظل هذه الجائحة وما استلزمته من إجراءات عديدة، فقد «راعت أن تمثل شرائح الحجاج جميع الدول الإسلامية وغيرها من إخواننا وأخواتنا المقيمين على أرض المملكة، لمنح الفرصة لجميع الجنسيات في الحج، وأداء منسكهم بكل يسر وسهولة وسلامة وأمان».
وتناولت الكلمة الملكية جهود السعودية من نجاح كبير في الحد من الآثار التي فرضتها جائحة «کورونا» على جميع مناحي الحياة، بما في ذلك العمل على زيادة المناعة المجتمعية عبر تقديم أكثر من 22 مليون جرعة من لقاح «كورونا» للمواطنين والمقيمين. وفيما يلي نص الكلمة:
«أهنئكم جميعاً بعيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا جميعاً وعلى وطننا الغالي وأمتنا العربية والإسلامية بالخير والصحة والبركات، سائلاً المولى جلّت قُدرته أن يُتمّ على حجاج بيته الحرام نسكهم ويتقبل دعاءهم ويُعيدهم إلى أهاليهم سالمين غانمين فرحين مستبشرين.
ونحمد الله على ما تكللت به جهود المملكة من نجاح كبير في الحد من الآثار التي فرضتها جائحة کورونا على جميع مناحي الحياة، بما في ذلك العمل على زيادة المناعة المجتمعية عبر تقديم أكثر من 22 مليون جرعة من لقاح كورونا للمواطنين والمقيمين، مما أسهم -بحمد الله- في رفع الطاقة التشغيلية للحرمين الشريفين وتمكين قاصديهما من أداء المناسك في بيئة صحية آمنة.
وأشيد وأبارك الوعي الكبير لدى قاصدي الحرمين الشريفين في التزامهم بالإجراءات الاحترازية، وكان من أهم نتائج ذلك أن أكثر من سبعة عشر مليون مستفيد من التطبيقات الحكومية التي أُطلقت خلال الجائحة تمكنوا من أداء مناسك العمرة، والصلاة في الحرمين الشريفين، بكل يُسر وطمأنينة، سالمين من آثار تفشي فيروس كورونا المستجد».
وأضاف: «لقد كرّم الله الإنسان واستخلفه في عمارة الأرض، وجعل من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس الإنسانية، ونظراً إلى ما يمُر به عالمنا اليوم من تفشي الجائحة وتحورها المستمر، وحرصاً منا على سلامة حجاج بيت الله الحرام، وعلى الإسهام في محاصرة هذا الوباء، ومنع انتشاره، فقد اتخذت المملكة مجموعة من الإجراءات التنظيمية والوقائية في موسم حج هذا العام، وفق ما تقتضيه الضوابط والمعايير الصحية العالمية، وطبقت الجهات المعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام نظام الحج الرقمي الذي يهدف إلى التركيز على التقنية والتقليل من الكوادر البشرية في إدارة الحشود وتنظيم الحج؛ لضمان سلامة ضيوف الرحمن وصحتهم، وسلامة أبنائنا وبناتنا العاملين في خدمة الحجاج، وستستمر الجهات الرسمية بالمملكة في تقييم الأوضاع الصحية، واتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على الصحة العامة بعونه تعالى».
وأضاف الملك سلمان: «لقد أثمر التعاون الإسلامي نجاح إقامة موسم حج هذا العام، من خلال تضامن الدول الإسلامية الشقيقة المعهود فيها دائماً، وتضافر الهيئات الدينية التي دعمت وثمّنت الإجراءات التي اتخذتها المملكة في حج هذا العام، بما يسهم في حماية حجاج بيت الله الحرام، ويمنع انتشار الوباء وحرصاً من المملكة العربية السعودية على إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام في ظل هذه الجائحة وما استلزمته من إجراءات عديدة، فقد راعت أن تمثل شرائح الحجاج جميع الدول الإسلامية وغيرها من إخواننا وأخواتنا المقيمين على أرض المملكة، لمنح الفرصة لجميع الجنسيات في الحج، وأداء منسكهم بكل يسر وسهولة وسلامة وأمان».
واختتم كلمته بالقول: «نحمد الله ونشكره على ما حبا به هذه البلاد المباركة من شرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما على أكمل وجه، وعلى توفيقه جلّ وعلا لبلادنا في إدارة مواسم الحج والعمرة بنجاح في ظل هذه الجائحة وما فرضته من قيود وآثار على العالم بأسره، كما أشكر أبنائي وبناتي المرابطين لتأمين سلامة ضيوف الرحمن، والشكر أيضاً للعاملين والمتطوعين في جميع القطاعات الحكومية والخاصة ممن أسهموا في نجاح موسم الحج لهذا العام.
وأسأل الله أن يتقبل من الحجاج حجهم، ومن سائر المسلمين صالح أعمالهم، وأن يُعيد سبحانه هذا العيد على الأمة الإسلامية وهي تنعم بالأمن والاستقرار والسلامة والرخاء، وكل عام وأنتم بخير».
كما نشر الملك سلمان تغريدة على حسابه في «توتير» الذي يتابعه الملايين، ضمّنها تهانيه بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وقال: «نحمد الله سبحانه الذي أكرمنا بخدمة الحرمين الشريفين، وإن ذلك لأكبر النعم التي حبانا الله بها، مستشعرين مقاصد الشريعة في حفظ النفس وحمايتها من كل ضرر... ومع حلول عيد الأضحى المبارك، نسأل الله أن يرفع عنّا والعالم كل مكروه، مستبشرين الخير في قادم أيامنا... وكل عام وأنتم بخير».


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».