«الآسيوي» يعلن إقامة الأدوار الإقصائية بدوري الأبطال «بنظام التجمع»

جانب من مباريات دور المجموعات التي أقيمت بنظام التجمع لبطولة دوري أبطال آسيا (الشرق الأوسط)
جانب من مباريات دور المجموعات التي أقيمت بنظام التجمع لبطولة دوري أبطال آسيا (الشرق الأوسط)
TT

«الآسيوي» يعلن إقامة الأدوار الإقصائية بدوري الأبطال «بنظام التجمع»

جانب من مباريات دور المجموعات التي أقيمت بنظام التجمع لبطولة دوري أبطال آسيا (الشرق الأوسط)
جانب من مباريات دور المجموعات التي أقيمت بنظام التجمع لبطولة دوري أبطال آسيا (الشرق الأوسط)

صادق المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على توصيات لجنة المسابقات لإعادة جدولة مباريات الأدوار الإقصائية في كأس الاتحاد الآسيوي 2021 ودوري أبطال آسيا 2021. اعتباراً من دور الثمانية، لتقام من جولة واحدة بدلاً من مباراتي ذهاب وإياب.
وذكر الاتحاد الآسيوي في بيان نشره عبر موقعه على الإنترنت اليوم (الاثنين)، أن هذا القرار جاء بعد الأخذ بعين الاعتبار التعقيدات التي تفرضها جائحة فيروس كورونا المستجد والقيود المفروضة على السفر في مختلف أرجاء القارة، حيث وافق المكتب التنفيذي على تقليل سفر الأندية المشاركة، مع الالتزام بحماية صحة وسلامة جميع اللاعبين والفرق والمسؤولين وكافة أطراف اللعبة.
وقد صادق المكتب التنفيذي على مقترح إقامة دور الثمانية والدور قبل النهائي بدوري أبطال آسيا بنظام التجمع لمنطقتي الشرق والغرب، ووافق على فتح باب تقديم الطلبات للاتحادات الوطنية من غرب آسيا، لاستضافة نهائي دوري أبطال آسيا 2021 من جولة واحدة، حيث تم تعديل موعد النهائي ليقام من جولة واحدة يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني)، بدلاً من مباراتي ذهاب وإياب يومي 21 و27 نوفمبر 2021.
وذكر الاتحاد الآسيوي أن المكتب التنفيذي أخذ في اعتباره التأثيرات التي تفرضها ظروف الجائحة على كأس الاتحاد الآسيوي 2021، رغم كل الجهود التي تقوم بها كافة الأطراف المعنية من أجل استكمال مباريات دور المجموعات بنظام التجمع.
وأضاف في البيان: «ولهذا، ومن أجل مواجهة أي تحديات إضافية، ولضمان الالتزام باستكمال كأس الاتحاد الآسيوي 2021، فقد وافق المكتب التنفيذي على إبقاء هيكل البطولة كما هو بحسب توزيع المناطق».
وقرر المكتب التنفيذي استكمال البطولة سواء على مستوى المباريات أو المجموعات، إن أي مباراة يتعذر إقامتها في مختلف المراحل بسبب ظروف ناتجة عن تأثيرات جائحة «كوفيد - 19». فإنه سيتم إلغاؤها، وسيتم اعتبار هذا الإلغاء بسبب الظروف القهرية.
من جهة أخرى، صادق المكتب التنفيذي على روزنامة منافسات الأندية لعام 2022 في دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي.
وتم الأخذ بعين الاعتبار استمرار وجود المخاطر وعدم اليقين، وكذلك لضمان منح الأندية المشاركة الفترة الكافية للاستعداد، ولذلك تقرر الاستفادة في موسم 2022 من النجاح الكبير والتنظيم الآمن لمسابقات الأندية عامي 2020 و2021.
وتقرر الاستمرار بإقامة دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي 2022 بنظام التجمع، وتقام مباريات الأدوار الإقصائية من جولة واحدة فقط كما هو الحال في النسخة الحالية.



أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

مرة أخرى، وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال غرب باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام»، على حد قوله.

متظاهرون يتجمعون بالقرب من أشياء أضرمت فيها النيران في أحد الشوارع في جارانوالا بباكستان 16 أغسطس 2023 (رويترز)

منذ يوليو (تموز)، تفيد مصادر عدة بأن 212 شخصاً قُتلوا في إقليم كورام بسبب نزاعات قديمة على الأراضي كان يفترض بسلسلة من الاتفاقات برعاية وجهاء قبليين وسياسيين وعسكريين، أن تبت بها.

إلا أنه تم انتهاك هذه الاتفاقات على مر العقود مع عجز السلطات الفيدرالية وفي مقاطعة خيبر بختونخوا عن القضاء على العنف.

فقدت القوات الأمنية الباكستانية مئات من أفرادها خلال الأشهر الماضية في الموجة الإرهابية الجديدة (أ.ف.ب)

والأسوأ من ذلك أن الهجوم الذي أجج أعمال العنف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) استهدف السلطات أيضاً، إذ إن نحو 10 مهاجمين أمطروا موكبي سيارات تنقل عائلات شيعية كانت بحماية الشرطة.

وكان ابن شقيق علي غلام في هذا الموكب. وكان هذا الرجل البالغ 42 عاماً ينتظر منذ أيام فتح الطرق في كورام عند الحدود مع أفغانستان.

أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب أثناء مسيراتهم خلال مظاهرة للتنديد باغتصاب طالبة مزعوم في لاهور بباكستان 17 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

«لا ثقة مطلقاً بالدولة»

وكانت الطرق الرئيسية قد قُطعت بسبب تجدد القتال بالأسلحة الثقيلة والقذائف بين السنة والشيعة.

وفي غضون أربعين عاماً، خسر علي غلام شقيقه وابن شقيقه فيما جُرح ثلاثة من أشقائه أيضاً.

ويؤكد الرجل الشيعي البالغ 72 عاماً: «لم أعرف السلام يوماً وليس لدي أمل كبير لأولادي وأحفادي لأن لا ثقة لي مطلقاً بالدولة».

ويقول أكبر خان من لجنة حقوق الإنسان في باكستان إنه في السابق «كانت الدولة تساند مجالس الجيرغا وكانت هذه المجالس القبلية تنجح في تحقيق نتائج».

ويضيف: «لكن اليوم لم تعد الدولة تغطي تكلفة استدعائهم»، لأن المسؤولين السياسيين في إسلام آباد منغمسون في الاضطرابات السياسية «ولا يتعاملون بجدية مع أعمال العنف هذه».

قتل 8 أشخاص بينهم 5 عناصر أمن جراء اشتباكات مسلحة مع «إرهابيين» في 3 مناطق بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي (متداولة)

لكن في إقليم كورما الشاسع اعتمدت السلطات والقوى الأمنية موقفاً متأنياً. فالإقليم على غرار 6 أقاليم أخرى مجاورة، لم يُضم رسمياً إلى مقاطعة باكستانية إلا في عام 2018.

وكان قبل ذلك ضمن ما يسمى «مناطق قبلية تحت الإدارة الفيدرالية» وكان يحظى تالياً بوضع خاص وكانت المؤسسات الرسمية تترك مجالس الجيرغا تتصرف.

وفي حين كانت حركة «طالبان» الأفغانية تقوم بدور الوسيط في خضم العنف الطائفي في نهاية العقد الأول من الألفية، يؤكد سكان راهناً أن بعض القضاة يفضلون أن توافق مجالس جيرغا على أحكامهم لكي تحترم.

بن لادن - «طالبان»

يقول مالك عطاء الله خان، وهو من الوجهاء القبليين الذين وقعوا اتفاقاً في 2007 كان من شأنه إحلال السلام في كورام، إن «السلطات لا تتولى مسؤولياتها».

ويشير خصوصاً إلى مفارقة بأن كورام هو الإقليم الوحيد بين الأقاليم التي ضمت حديثاً، حيث «السجل العقاري مكتمل». لكنه يضيف: «رغم ذلك تستمر النزاعات على أراضٍ وغابات في 7 أو 8 مناطق».

ويرى أن في بلد يشكل السنة غالبية سكانه في حين يشكل الشيعة من 10 إلى 15 في المائة، «تحول جماعات دينية هذه الخلافات المحلية إلى نزاعات دينية».

فلا يكفي أن كورام تقع في منطقة نائية عند حدود باكستان وأفغانستان. فيجد هذا الإقليم نفسه أيضاً في قلب تشرذمات العالم الإسلامي بين ميليشيات شيعية مدعومة من طهران وجماعات سنية تلقى دعماً مالياً.

في عام 1979، أحدث الشيعة ثورتهم في إيران فيما دخل المجاهدون السنة في كابل في حرب مع الجيش السوفياتي الذي غزا البلاد، في حين اختار الديكتاتور الباكستاني ضياء الحق معسكر المتشددين السنة.

وقد تحول الكثير من هؤلاء إلى حركة «طالبان» في وقت لاحق لمواجهة إيران وإقامة «دولة إسلامية» وتوفير عناصر للتمرد المناهض للهند في كشمير.

«سننتقم له»

تقع كورام بمحاذاة كهوف أفغانية كان يختبئ فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكانت حتى الآن معروفة، خصوصاً بأزهارها التي تتغنى بها قصائد الباشتون. ويقول خان: «إلا أنها استحالت الآن منصة لإرسال أسلحة إلى أفغانستان. كل عائلة كانت تملك ترسانة في منزلها».

لم يسلم أحد هذه الأسلحة إلى السلطات. في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أضرم شيعة النار في منازل ومتاجر في سوق سنية في باغان رداً على الهجوم على الموكب قبل يومين، سمع إطلاق النار من الطرفين.

وقد حاصرت النيران ابن عم سيد غني شاه في متجره.

ويروي شاه لوكالة الصحافة الفرنسية: «منعنا والديه من رؤية جثته لأنه كان يستحيل التعرف عليها. كيف عسانا نقيم السلام بعد ذلك؟ ما إن تسنح الفرصة سننتقم له».

أما فاطمة أحمد فقد فقدت كل أمل في 21 نوفمبر. فقد كان زوجها في طريقه لتسجيلها في كلية الطب في إسلام آباد بعدما ناضلت من أجل إقناع عائلتها بالسماح لها بمتابعة دروسها.

إلا أنه لم يعد. وتقول أرملته البالغة 21 عاماً إنها لا تريد «العيش بعد الآن من دونه». وتؤكد: «لم يقتلوا زوجي فحسب بل قتلوا كل أحلامي معه».