جادون سانشو... من اللعب في شوارع لندن إلى ثاني أغلى لاعب كرة قدم إنجليزي

زملاء ومدربو الجناح الموهوب يحكون قصة وصوله إلى النجومية بينما يستعد للانتقال إلى مانشستر يونايتد

لاعبون كثيرون فضلوا الرحيل عن الدوري الإنجليزي بعد انتقال سانشو إلى دورتموند (إ.ب.أ)
لاعبون كثيرون فضلوا الرحيل عن الدوري الإنجليزي بعد انتقال سانشو إلى دورتموند (إ.ب.أ)
TT

جادون سانشو... من اللعب في شوارع لندن إلى ثاني أغلى لاعب كرة قدم إنجليزي

لاعبون كثيرون فضلوا الرحيل عن الدوري الإنجليزي بعد انتقال سانشو إلى دورتموند (إ.ب.أ)
لاعبون كثيرون فضلوا الرحيل عن الدوري الإنجليزي بعد انتقال سانشو إلى دورتموند (إ.ب.أ)

يُعد النجم الإنجليزي الشاب جادون سانشو من أفضل المواهب الشابة في عالم كرة القدم اليوم، ويتفق كل من عرفوه منذ فترة طويلة على شيء واحد؛ وهو أنه متواضع للغاية. يقول ديفيد سيساي، زميل سابق لسانشو في أكاديمية واتفورد للناشئين الذي لعب مع نادي كراولي الإنجليزي الموسم الماضي: «إنه متواضع بشكل يثير الجنون». ويضيف: «شخصية جادون لم تتغير أبداً. وما زلنا نلعب بلاي ستشين أحياناً ونتحدث مثل الأصدقاء القدامى العاديين. لم يكن مغروراً على الإطلاق. والده يطالبه دائماً بأن يظل متواضعاً وأن يتذكر من أين أتى».
لقد مرت تسع سنوات منذ أن التقى سيساي بسانشو عندما انتقل الأخير إلى فئة عمرية أعلى للعب مع فريق نادي واتفورد تحت 13 عاماً بعد أن بدأ في التألق بأكاديمية هريفيلد للناشئين، التي تعمل في إطار شراكة مع نادي واتفورد. وكان هذا الصبي، الذي سيصبح ثاني أغلى لاعب إنجليزي عندما يوقع لمانشستر يونايتد، يعيش على الجانب الآخر من العاصمة البريطانية لندن مع عائلته في كينينغتون، وكان يزور سيساي بشكل منتظم في منزله بمنطقة هارو معظم ليالي الأسبوع.
يقول سيساي: «لقد اعتاد البقاء في منزلي قليلاً لأنه وجده أكثر متعة من الإقامة في النزل (منازل صغيرة للإيجار). ثم اعتدنا الذهاب إلى المدرسة في الصباح. وكانت والدتي تعد له الطعام وتنظف ملابسه - ودائماً ما كانت أمي وأختي تعبران عن فخرهما به». انضم سانشو إلى واتفورد في السابعة من عمره، بعد عامين فقط من إقناعه لمدير مدرسة كرامبتون الابتدائية في كينينغتون بأنه مقدر له أن يكون نجماً! وسرعان ما أُعجب لويس لانكستر، الذي درب سانشو في واتفورد، بعقلية هذا اللاعب الصغير.
يقول لانكستر: «أدركت منذ اليوم الأول أنني أعمل مع لاعب لديه طموحات كبيرة وشجاعة هائلة. عندما سألته ماذا تريد أن تفعل؟ ورغم أنه كان لا يزال في الثالثة عشرة من عمره، فقد نظر في عيني بجرأة وقال لي: أريد أن ألعب بقميص المنتخب الإنجليزي وأن أجعل عائلتي فخورة بي، وأريد أن ألعب مع أحد أفضل الأندية في أوروبا».
نشأ سانشو وهو يلعب في الملاعب القريبة من منزله، وهو الأمر الذي جعله يكتسب مهارات رائعة أقنعت مسؤولي مانشستر يونايتد في نهاية المطاف بالتعاقد معه. يقول لانكستر: «إن البيئة التي يلعب فيها الأطفال في الشوارع تكون أكثر قسوة من البيئة الموجودة في أكاديميات الناشئين». ويضيف: «جادون روى لي قصة عندما كانوا يلعبون في تلك الملاعب الصغيرة ذات يوم، وكان هناك كثير من اللاعبين، مفادها أنه إذا أخطأ أي لاعب في التمرير أو ارتكب أي خطأ داخل الملعب، فإنه يخرج على الفور ويشارك لاعب آخر بدلاً منه، وهو الأمر الذي كان يشكل ضغطاً كبيراً على اللاعبين الصغار في السن».
تألق سانشو بشكل مثير للإعجاب مع فريقي واتفورد تحت 14 عاماً و15 عاماً تحت قيادة لانكستر، على الرغم من أنه كان أصغر بسنة على الأقل من معظم اللاعبين الذين يلعب معهم، وسجل هدفاً استثنائياً من منتصف الملعب في مرمى ريدينغ، كما أحرز هدفاً آخر لا ينسى بمجهود فردي رائع بعد أن راوغ معظم لاعبي نادي ساوثإند. يقول سيساي: «كانت لديه دائماً ثقة كبيرة للغاية في نفسه، وهو الأمر الذي جعله يتألق بشكل لافت. كان من السهل أن ترى أنه ينتظره مستقبل مشرق».
وكان والد سانشو، شون، غالباً ما يصطحب لاعبي واتفورد لمشاهدة مباريات المنتخب الإنجليزي للشباب على ملعب «سانت جورج بارك»، وكان يقدم لهم تدريباً إضافياً أثناء بقائهم في جنوب لندن. يقول سيساي، الذي تم استدعاؤه لقائمة منتخب كينيا بعد تألقه مع نادي كراولي في دوري الدرجة الثالثة بإنجلترا: «كان والد سانشو يحاول دائماً أن يمنحنا الثقة، فإذا فعلنا شيئاً جيداً في التدريبات، كان يطالبنا بأن نعمل على تكرار هذا الشيء نفسه في المباريات. لقد كان يحفزنا دائماً. كان والد سانشو يأتي لمشاهدة جميع المباريات، وحتى عندما كنا نقوم بجولة في بلدان مختلفة كان يأتي لمشاهدة المباريات».
يقول لانكستر، الذي عمل في السابق مساعد مدرب في نادي يوتا رويالز في الدوري الأميركي لكرة القدم للسيدات بعد أن درب منتخب تايوان أيضاً: «والده رجل رائع، وكان بمثابة معلم جيد للغاية لسانشو. شون شخص هادئ جداً وكان يساعد نجله في أن يتحلى بالتواضع دائماً. لقد كان يقف بجوار نجله دائماً، ودائماً ما كان يتخذ القرارات الصحيحة».
رحل سانشو عن واتفورد وهو في الرابعة عشرة من عمره للانتقال إلى مانشستر سيتي، وفاجأ معظم الناس بعد أكثر من عامين بقليل عندما رفض في أغسطس (آب) 2017 عقداً قيمته 30 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع وفرصة اللعب تحت قيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا والانضمام إلى بوروسيا دورتموند. تم استبعاد سانشو من جولة مانشستر سيتي في الولايات المتحدة استعداداً للموسم الجديد.
يتذكر سيساي مناقشة هذا الأمر مع صديقه، قائلاً: «لقد واجهنا بعضنا وسألته عما يحدث، وما إذا كان سيرحل عن مانشستر سيتي، أم لا، فقال: نعم يبدو الأمر كذلك. أتذكر أنني قلت له إنه يتعين عليه الذهاب إلى المكان الذي يرغب في اللعب به. لقد ذكرنا عدداً قليلاً من الأندية التي لديها سجل جيد في جلب اللاعبين الشباب، بما في ذلك بوروسيا دورتموند، وفي غضون أسبوعين كان قد انتقل إلى النادي الألماني بالفعل».
ومنذ ذلك الحين، سار 13 لاعباً إنجليزياً على نفس طريق سانشو وانتقلوا للعب في الدوري الألماني الممتاز - وهو الاتجاه الذي يعتقد لانكستر أن سانشو يستحق كثيراً من الثناء عليه. يقول لانكستر: «لقد قال سانشو: حسناً، هذا المسار ليس مناسباً لي، لذا سأسير في طريق مختلفة تناسبني».
وفي دورتموند، عاش سانشو في شقة مع والده بالقرب من ملعب «سيغنال إيدونا بارك» معقل نادي بوروسيا دورتموند. وما يعكس أهمية سانشو لبوروسيا دورتموند أن النادي الألماني قد رتب كل الأمور لإعادة سانشو من المشاركة مع منتخب بلاده في كأس العالم تحت 17 عاماً للمشاركة مع الفريق بالدوري الألماني الممتاز. سجل سانشو ثلاثة أهداف مع المنتخب الإنجليزي خلال دور المجموعات، وكان يلعب بجانبه آنذاك زميله السابق في مانشستر سيتي فيل فودين، ولاعب تشيلسي كالوم هودسون أودوي.
وغاب سانشو عن أدوار خروج المغلوب في البطولة التي توج المنتخب الإنجليزي بلقبها بعد الفوز على إسبانيا في المباراة النهائية بخمسة أهداف مقابل هدفين. لقد عوض سانشو خيبة الأمل التي شعر بها بسبب غيابه عن الأدوار الإقصائية للمونديال بالتألق مع نادي بوروسيا دورتموند وتسجيل 37 هدفاً وصناعة 45 هدفاً خلال المواسم الثلاثة التي لعبها في الدوري الألماني الممتاز، محطماً عدداً من الأرقام القياسية التي ظلت صامدة لفترة طويلة.
يقول لانكستر: «الشيء الأكثر إثارة بالنسبة لي هو الطريقة التي يدافع بها، لأننا لم نعمل على ذلك مطلقاً. إنه يتحرك بشكل مثالي داخل الملعب ويستخلص الكرات من لاعبي الفريق المنافس، ويعمل بكل قوة من أجل مصلحة الفريق. لقد تعلم من الشارع أن يوظف نقاط قوته لمصلحة الفريق وأن يعمل على التخلص من نقاط ضعفه». ويضيف: «كان لدى جادون دائماً تلك الشخصية التي تجعله يلعب من أجل تحطيم الأرقام القياسية. فإذا أخبرته مثلاً أنه لم ينجح أي لاعب من قبل في تسجيل 20 هدفاً في موسم واحد بالدوري، فسيضع نصب عينيه تحطيم هذا الرقم. إن الطموح والموهبة اللذان يتمتع بهما جادون تجعله يضع نصف عينيه تحقيق هدف آخر، وقد نراه يوماً ما يفوز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم».
أما بالنسبة لسيساي، فليس لديه أدنى شك في أن سانشو لن يتغير أبداً رغم انتقاله إلى مانشستر يونايتد بهذا المقابل المادي الكبير، قائلاً: «لقد فعل بالضبط ما خطط له - كان يقول دائماً إنه يريد اللعب مع أحد أفضل الأندية في العالم. لقد علمت بمجرد أن أتيحت له الفرصة أن ثقته ستأخذه وتدفعه إلى ما هو أبعد من ذلك. والآن فإنه يفعل ما كان يفعله معنا عندما كنا نلعب معاً ونحن أقل من 15 عاماً، ولكن على مستوى أعلى بكثير».


مقالات ذات صلة


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
TT

قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
  • يشهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي سوف توجد في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • يحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي سيحتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)

بعد مرور 11 جولة من الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يتصدره آرسنال بفارق 4 نقاط عن مانشستر سيتي و6 عن تشيلسي، يبدو أن السباق على لقب هذا الموسم سيكون أكثر شراسةً، علماً بأن الفارق بين الثالث والتاسع لا يتعدى نقطتين فقط.

ومع أن الموسم لم يصل إلى منتصفه بعد، فإن هناك لاعبين باتوا يشكلون ركيزة كبيرة مع فرقهم لدرجة تصويرهم بأن وجودهم لعب دوراً حاسماً في النتائج التي تحققت حتى الآن. وهنا نلقي نظرة على اللاعبين الأكثر تأثيراً مع فرقهم منذ بداية الموسم، الذين يستحقون الوجود ضمن التشكيلة الأبرز للدوري حتى الآن.

جوردان بيكفورد (إيفرتون)

يُعد جوردان بيكفورد واحداً من أفضل حراس المرمى في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ فترة طويلة. يتميز بالقدرة على إرسال التمريرات الطويلة المتقنة والتصدي للتسديدات القوية، كما نجح بمرور الوقت في تطوير أدائه فيما يتعلق باللعب بالقدمين، وأصبح قادراً على التمرير لزملائه في المساحات الضيقة وبدء الهجمات من الخلف. وعلاوة على ذلك، أصبح تعامله مع الكرة أكثر تنظيماً، وهو ما يعني أن أخطاءه أصبحت أقل، ولم يعد يتأثر بانفعالاته، على عكس ما كانت عليه الحال في بداية مسيرته الكروية.

رييس جيمس مدافع تشيلسي ومنتخب إنجلترا الأفضل بين أقرانه بالجانب الأيمن (أ.ف.ب)

ريس جيمس (تشيلسي)

ربما يكون انضمامه إلى هذه القائمة مفاجئاً، لكن قائد تشيلسي يستحق كل التقدير والإشادة. على مدار سنوات، كان الناس يتساءلون عما إذا كان كايل ووكر أو ترينت ألكسندر أرنولد يستحقان اللعب في التشكيلة الأساسية لمنتخب إنجلترا في مركز الظهير الأيمن، لكن الإجابة الصحيحة كانت تتمثل في أن هناك لاعباً آخر يستحق المشاركة على حساب كل منهما، وهو ريس جيمس لأنه يجمع بين نقاط قوة كليهما، ولا يملك أياً من نقاط ضعفهما. يتميز جيمس بالقوة والمثابرة، والقدرة على الإبداع، فضلاً عن قدراته الهجومية المذهلة. إنه لاعب متكامل، فهو ليس فقط أحد أفضل اللاعبين في مركزه في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل أحد أفضل اللاعبين في العالم.

دي ليخت أعاد الصلابة لدفاع مانشستر يونايتد (رويترز)

ماتياس دي ليخت (مانشستر يونايتد)

يجني دي ليخت ثمار المشاركة في فترة الاستعداد للموسم الجديد بالكامل، وهو اللاعب الوحيد في تشكيلة مانشستر يونايتد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات التي لعبها فريقه في الدوري الإنجليزي الممتاز. إنه رائع في الدفاع عن منطقة جزاء فريقه، ويجيد ألعاب الهواء - في الناحيتين الدفاعية والهجومية - وقد تكيف المدافع الدولي الهولندي بشكل جيد مع متطلبات دوره الجديد الذي يفرض عليه التقدم إلى قلب خط الوسط، والفوز بالمواجهات الثنائية. مع تنامي ثقته بنفسه، تولى دور تنظيم خط الدفاع، مُظهراً مرة أخرى مهاراته القيادية التي أهلته لأن يحمل شارة القيادة في أياكس أمستردام وهو في سن الثامنة عشرة.

ماكسنس لاكروا (كريستال بالاس)

يُعدّ ماكسنس، قلب دفاع كريستال بالاس، لاعباً مُثيراً للتحدي لمجرد اسمه اللاتيني الذي يعني «الأعظم»، فهو لاعب سريع وقوي ويجيد التعامل مع الكرة، وبارع في ألعاب الهواء. وهو اللاعب الوحيد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات الـ19 التي لعبها كريستال بالاس هذا الموسم، وهو ما يعكس إمكانياته الهائلة وتأثيره الكبير على أداء فريقه. لقد شكّلت تصريحاته قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، التي قال فيها إن «ملعب ويمبلي سيهتز وسيكون رائعاً»، جزءاً أساسياً من اللافتة (التيفو) التي عرضها مشجعو كريستال بالاس قبل المباراة النهائية التي فاز فيها الفريق على مانشستر سيتي، وقد خلد اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي بعدما قاده للحصول على هذه البطولة المهمة.

مايكل كايود (برنتفورد)

يلعب كايود عادة في مركز الظهير الأيمن، ويمكنه أيضاً اللعب على اليسار. وعلى الرغم من شهرته في تنفيذ رميات التماس الطويلة، فإن قدراته تتجاوز ذلك بكثير. يمتلك كايود مهارة كبيرة في التعامل مع الكرة، ويتميز بدقة التمرير، والقدرة على استخلاص الكرة بقدميه، فضلاً عن قدراته الهجومية الكبيرة عندما يتقدم للأمام. وفي الناحية الدفاعية، يتميز كايود بالقوة البدنية الهائلة والقدرة على قراءة اللعب، فضلاً عن سرعته الفائقة التي تساعده على استعادة الكرة وإنقاذ فريقه في المواقف الصعبة.

ياسين عياري يقدم مستويات رائعة مع برايتون (أ.ف.ب)

ياسين عياري (برايتون)

يُعد كارلوس باليبا هو الأبرز في خط وسط برايتون، لكن ياسين عياري هو من يمنح اللاعب الكاميروني الحرية اللازمة لخوض مغامرات جديدة داخل الملعب. يتميز عياري، السويدي الدولي ذو الأصول التونسية، بمهارة عالية في الاستحواذ على الكرة، حتى عند تسلمها تحت الضغط، ويتحكم في رتم ووتيرة اللعب، كما يتمتع بالسرعة الفائقة والانضباط الخططي والتكتيكي والذكاء اللازم لتغطية المساحات ومراقبة المنافسين. بالإضافة إلى ذلك، يتميز عياري بالقدرة على التسديد الدقيق والتمرير المتقن، وهو ما يجعل تسجيل وصناعة الأهداف مجرد مسألة وقت.

نوح صادقي (سندرلاند)

انضم لاعب خط الوسط البالغ من العمر 20 عاماً، الذي يجيد اللعب في مركزي الظهير وقلب الدفاع، إلى سندرلاند في فترة الانتقالات الصيفية الماضية مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، وسرعان ما أصبح أحد أهم عناصر الفريق في مسيرته الرائعة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. يمتلك صادقي طاقة هائلة تجعله لا يتوقف عن الحركة من منطقة جزاء فريقه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس على مدار التسعين دقيقة، كما يمنح قائد الوسط غرانيت تشاكا الحرية للتقدم للأمام للقيام بواجباته الهجومية. يجيد صادقي أيضاً المراوغة والتمرير وقطع الكرات، فضلاً عن سلوكه المثالي داخل الملعب وخارجه.

أليكس إيوبي (فولهام)

لا يوجد كثير من اللاعبين الذين يمكنهم مضاهاة إيوبي فيما يتعلق بقدرته على اللعب في أكثر من مركز بخط الوسط ببراعة. يمكنه اللعب محور ارتكاز ولاعب خط وسط مهاجم وفي مركز الجناح. يتمتع إيوبي بالقدرة على الاستحواذ على الكرة تحت الضغط، والتقدم بها للأمام ببراعة وذكاء، كما أن تحركاته من دون كرة ممتازة، وهو الأمر الذي تظهره الأرقام والإحصاءات، التي تشير إلى أن ستة لاعبين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز صنعوا فرصاً أكثر من اللاعب النيجيري البالغ من العمر 29 عاماً هذا الموسم، بينما يتصدر قائمة لاعبي فريقه فيما يتعلق بالتمريرات الحاسمة، والتمريرات الحاسمة المتوقعة، والتمريرات المفتاحية، والتمريرات الأمامية، والتسديد على المرمى. في الواقع، أصبح إيوبي أحد أكثر اللاعبين فاعلية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

جاكوب ميرفي (نيوكاسل)

استغرق الأمر بعض الوقت لكي يتمكن ميرفي من إثبات نفسه والوصول إلى أفضل مستوياته. بدأ ميرفي مسيرته الكروية مع نوريتش سيتي، ثم أُعير إلى سويندون وساوثيند وبلاكبول وسكونثورب وكولشيستر وكوفنتري سيتي، قبل أن ينتقل إلى نيوكاسل. وبعد ذلك أمضى بعض الوقت في وست بروميتش ألبيون وشيفيلد وينزداي. وعند عودته إلى نيوكاسل، دفع به المدير الفني ستيف بروس في مركز الظهير المتقدم. والآن، أصبح اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً عنصراً أساسياً في صفوف الفريق، حيث بدأ معظم المباريات وشارك بديلاً في بعض المباريات الأخرى، لكنه وُجد في كل اللقاءات تقريباً، وقد تحسن أداؤه بشكل لافت للأنظار. خلال الموسم الماضي، أحرز ميرفي تسعة أهداف وقدم 14 تمريرة حاسمة، ثم سجل هدفين وصنع ثلاثة أهداف أخرى هذا الموسم، وتطور ليصبح لاعباً أفضل بكثير مما توقعه معظم الناس.

الفرنسي الواعد كروبي أثبت براعته مع بورنموث (إ.ب.أ)

إيلي جونيور كروبي (بورنموث)

الوصول إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من الخارج وتسجيل أربعة أهداف في ثماني مباريات يُعد أمراً مثيراً للإعجاب في أي سياق، لكن عندما يفعل ذلك لاعب يبلغ من العمر 19 عاماً ويأتي من لوريان الفرنسي قبل شهور قليلة، فهذا أمر استثنائي حقاً. كانت أهداف كروبي الثلاثة الأولى مع بورنموث تعكس قدراته الفائقة بصفته مهاجماً محترفاً قادراً على توقع مكان سقوط الكرة بفضل ذكائه الكبير وقدته في اللمسة الأخيرة أمام المرمى. وفي مباراة فريقه أمام نوتنغهام فورست الشهر الماضي، أظهر كروبي قدرات أكبر من ذلك، حيث كان يستحوذ على الكرة ببراعة في وسط الملعب، وينطلق بالكرة للأمام بكل رشاقة، ويتحرك بسرعة لخلق حالة من عدم التوازن في دفاعات المنافس، قبل أن يحرز هدفاً رائعاً من تسديدة قوية من مسافة 25 ياردة.

تروسارد يواصل تألقه مع آرسنال (رويترز)

لياندرو تروسارد (آرسنال)

يُعد لياندرو تروسارد اللاعب المثالي تقريباً لأي فريق يسعى إلى الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. فعلى الرغم من أنه ليس من مستوى النخبة، فإنه لا يزال لاعباً جيداً للغاية، ويجيد تماماً دوره داخل الملعب فيما يتعلق بالتغطية والمساهمة الهجومية، فضلاً عن قدرته على اللعب في أكثر من مركز والقيام بأكثر من مهمة داخل المستطيل الأخضر. وعلى الرغم من أن اللاعب البلجيكي لم يضمن أبداً مكانه في التشكيلة الأساسية، فإنه يلعب كثيراً من المباريات، سواء بشكل أساسي أو من على مقاعد البدلاء. وتتمثل مهمته في أن يكون جاهزاً دائماً عند الحاجة إليه، وأن يكون قادراً على التأثير في نتائج وشكل المباريات، وهي المهمة التي لا تقل أهمية عن مهمة اللاعبين الأساسيين. يُقاس التأثير بالنتائج، وليس بدقائق اللعب، وقد أثبت تروسارد مراراً وتكراراً قدرته على ترك بصمة مميزة مع آرسنال في كل مرة يلعب فيها.

*خدمة «الغارديان»