أزمة «كورونا» تفاقم مشاكل العمال المهاجرين في العالم

تقرير أممي: يشكلون أكثر من 5 % من القوى العاملة

العمال المهاجرون جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي (رويترز)
العمال المهاجرون جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي (رويترز)
TT

أزمة «كورونا» تفاقم مشاكل العمال المهاجرين في العالم

العمال المهاجرون جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي (رويترز)
العمال المهاجرون جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي (رويترز)

كشف تقرير جديد لمنظمة العمل الدولية أن أزمة «كورونا» فاقمت المشاكل التي تواجه العمال المهاجرين في العالم، إذ يعمل أغلب المهاجرين في وظائف مؤقتة أو غير منظمة أو غير محمية، ما يعرضهم لخطر انعدام الأمن والتسريح وتدهور ظروف العمل، ولا سيما بالنسبة للعاملات المهاجرات جراء ارتفاع نسبتهن في الوظائف متدنية الأجر والمهارات، وضعف إمكانية حصولهن على الحماية الاجتماعية، وقلة الخيارات المتاحة لهن على صعيد خدمات الدعم.
وقالت مانويلا تومي، مديرة ظروف العمل والمساواة في منظمة العمل الدولية: «كشفت الجائحة عن هشاشة وضعهم... فالعمال المهاجرون هم في الغالب أول من يُسرَّحون، ويواجهون صعوبات في الحصول على العلاج، وغالبا ما يُستبعدون من الخطط الوطنية لسياسات التصدي لـ(كوفيد - 19)، وفقاً لمركز إعلام المنظمة الدولية».
وبحسب التقرير الصادر بعنوان «تقديرات عالمية لمنظمة العمل الدولية بشأن العمال المهاجرين: النتائج والمنهجية» ارتفع عدد العمال المهاجرين في العالم من 164 إلى 169 مليونا بين عامي 2017 و2019، بزيادة قدرها 3 في المائة. وشكل العمال المهاجرون أكثر من 5 في المائة من القوى العاملة العالمية، وهو ما يجعلهم جزءا لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي.
وذكر التقرير الأممي أن العمال المهاجرين يمثلون في كثير من المناطق نسبة مهمة من القوى العاملة، ويقدمون مساهمات حيوية لمجتمعات بلدان المقصد واقتصاداتها، ويعملون في وظائف أساسية ضمن قطاعات مهمة كالرعاية الصحية والنقل والخدمات والزراعة والصناعات الغذائية.
وأشار تقرير منظمة العمل الدولية إلى أن الدول العربية ومنطقة آسيا والمحيط الهادي تستضيف نحو 24 مليون عامل مهاجر، أي 28.5 في المائة من مجموع العمال المهاجرين، ويوجد في أفريقيا 13.8 مليون من العمال المهاجرين، يمثلون 8.1 في المائة من المجموع.
وبحسب التقرير، يوجد في أوروبا وآسيا الوسطى نحو 63.8 مليون عامل (37.7 في المائة)، و43.3 مليون عامل (25.6 في المائة) في أميركا الشمالية والجنوبية. وهذا يعني أن دول أوروبا وآسيا الوسطى والأميركيتين تستضيف مجتمعة 63.3 في المائة من جميع العمال المهاجرين في العالم.
وأشار التقرير في أرقامه إلى أن غالبية العمال المهاجرين (99 مليونا) هم من الرجال، في حين أن 70 مليونا هم من النساء، موضحا أن نسبة الشباب بين العمال المهاجرين الدوليين قد زادت من 8.3 بالمائة في عام 2017 إلى 10 بالمائة في عام 2019، حيث من المرجح أن تكون هذه الزيادة مرتبطة بارتفاع معدلات بطالة الشباب في العديد من البلدان النامية، منوها إلى أن الغالبية العظمى من العمال المهاجرين (86.5 بالمائة) بالغون في سن الرشد حيث تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاما.
ووفقا للتقرير الأممي، يعمل 66.2 في المائة من العمال المهاجرين في الخدمات، و26.7 في المائة في الصناعة، و7.1 في المائة في الزراعة. غير أن هناك اختلافات كبيرة بين الجنسين بين قطاع وآخر. ونسبة العاملات المهاجرات في قطاع الخدمات كبيرة، وهذا يُعزى جزئيا إلى تزايد الطلب على العاملات في قطاعات الرعاية، كالصحة والعمل المنزلي. والعمال المهاجرون الذكور أكثر وجودا في قطاع الصناعة.
والشهر الماضي، وصف مدير عام منظمة العمل الدولية جاي رايدر، تأثير جائحة «كوفيد - 19» على عالم العمل بأنه «كارثي» وأسوأ بكثير من تأثير الأزمة المالية لعام 2008 وقال: «إذا نظرنا إلى هذا الأمر ككل، فإن هذا يمثل أزمة في عالم العمل تساوي أربعة أمثال شدة الأزمة المالية في 2008 و2009». كما حذر من تعافٍ اقتصادي متفاوت بعد الجائحة، وهو ما يغذّيه جزئياً «التفاوت الجسيم في توزيع اللقاحات».
وكشفت الأمم المتحدة، الشهر الماضي، أن الجائحة المنتشرة منذ 17 شهراً أغرقت 100 مليون عامل إضافي في الفقر بسبب التراجع الكبير في ساعات العمل وغياب فرص العمل الجيدة. وحذرت منظمة العمل الدولية في تقريرها السنوي من أن الأزمة ستطول، إذ إن العمالة لن تستعيد مستويات ما قبل الجائحة إلا في 2023، كما سيظل عدد الوظائف أقل بنحو 23 مليون وظيفة بحلول نهاية العام المقبل.
وقال رايدر إن الوباء: «لم يكن مجرد أزمة صحية عامة، بل كان أيضاً أزمة إنسانية وأزمة توظيف... دون بذل جهد هادف للإسراع بإيجاد الوظائف اللائقة ودعم أفراد المجتمع الأكثر ضعفاً وتعافي القطاعات الاقتصادية الأشد تضرراً، يمكن أن تستمر الآثار المتبقية للوباء معنا لسنوات في شكل قدرات إنسانية واقتصادية مهدرة وارتفاع معدلات الفقر وعدم المساواة».


مقالات ذات صلة

ترمب يخطط للانسحاب مجدداً من «منظمة الصحة العالمية»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومرشحه لمنصب وزير الصحة روبرت كيندي يوم 23 أكتوبر الماضي (أ.ب)

ترمب يخطط للانسحاب مجدداً من «منظمة الصحة العالمية»

أفاد أعضاء في الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بأنه يدرس الانسحاب من «منظمة الصحة العالمية» في اليوم الأول لتوليه السلطة في 20 يناير.

هبة القدسي (واشنطن)
صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

منذ ظهور العوارض عليها في عام 2021، تمضي أندريا فانيك معظم أيامها أمام نافذة شقتها في فيينا وهي تراقب العالم الخارجي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)

سوق الأسهم السعودية ترتفع بدعم من «البنوك»

أحد المستثمرين يتابع شاشة التداول في السوق المالية السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ف.ب)
أحد المستثمرين يتابع شاشة التداول في السوق المالية السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ف.ب)
TT

سوق الأسهم السعودية ترتفع بدعم من «البنوك»

أحد المستثمرين يتابع شاشة التداول في السوق المالية السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ف.ب)
أحد المستثمرين يتابع شاشة التداول في السوق المالية السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ف.ب)

أغلق مؤشر السوق الرئيسية السعودية (تاسي)، يوم الاثنين، على ارتفاع بنسبة 0.84 في المائة، وزيادة 99.42 نقطة، ليقفل عند 11948 نقطة، بتداولات بلغت نحو 5 مليارات ريال (1.33 مليار دولار)، وذلك بدعم من قطاع البنوك الذي ارتفع 2.05 في المائة.

وزاد سهم «مصرف الراجحي» 2.77 في المائة إلى 92.80 ريال، فيما ارتفع سهم «مصرف الإنماء» 1.60 في المائة إلى 28.65 ريال.

أما سهم «البنك الأهلي السعودي» فقد ارتفع 1.53 في المائة ليبلغ 33.25 ريال.

وفيما يخص قطاع الطاقة، فقد زاد سهم «أرامكو السعودية» بمعدل 0.18 في المائة إلى 28.50 ريال. وارتفع سهم «أكوا باور» 0.41 في المائة ليصل إلى 388 ريالاً.

وتصدرت أسهم «الزامل للصناعة» و«الإعادة السعودية» و«ميدغلف للتأمين» و«البحر الأحمر» و«المملكة»، قائمة الشركات الأكثر ارتفاعاً، بنسب 4.31 في المائة، و4.20 في المائة، و4.16 في المائة، و3.89 في المائة، و3.75 في المائة، على التوالي.

في المقابل، جاءت أسهم «الوطنية للتعليم» و«الدريس» و«أسمنت الرياض» و«ولاء» و«مجموعة إم بي سي»، في مقدمة الشركات الأكثر انخفاضاً بـ3.94 في المائة و3.84 في المائة و3.61 في المائة و3.52 في المائة و3.17 في المائة، على التوالي.

من جانب آخر، انخفض مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) 285.18 نقطة ليقفل عند مستوى 30953 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 52 مليون ريال (14.9 مليون دولار)، وتجاوزت كمية الأسهم المتداولة 3 ملايين سهم.