«أبل» تعزز أجهزتها بتطوير واسع للأنظمة وزيادة الخصوصية

أطلقت في «مؤتمر المطورين» خدمة مشاركة البيانات الصحية

شهدت أنظمة التشغيل المقبلة لأجهزة الماك تطويراً كبيراً في الاستخدام  مع زيادة كبيرة في الخصوصية (الشرق الأوسط)
شهدت أنظمة التشغيل المقبلة لأجهزة الماك تطويراً كبيراً في الاستخدام مع زيادة كبيرة في الخصوصية (الشرق الأوسط)
TT

«أبل» تعزز أجهزتها بتطوير واسع للأنظمة وزيادة الخصوصية

شهدت أنظمة التشغيل المقبلة لأجهزة الماك تطويراً كبيراً في الاستخدام  مع زيادة كبيرة في الخصوصية (الشرق الأوسط)
شهدت أنظمة التشغيل المقبلة لأجهزة الماك تطويراً كبيراً في الاستخدام مع زيادة كبيرة في الخصوصية (الشرق الأوسط)

رغم أنها لم تطلق أيا من الأجهزة على غير العادة في مؤتمراتها، إلا أن أبل كشف عن تطوير واسع في 4 من أنظمة التشغيل، والتي تتضمن نظام «آي أو إس 15» لأجهزة الآيفون و«ماك أو إس» لأجهزة الماك، إضافة إلى «ووتش أو إس» للساعة وأخيراً «آيباد أو إس» لأجهزة الحاسب اللوحي، من خلال زيادة استخدام الذكاء الصناعي في تلك الأنظمة بشكل لافت.
وشهد مؤتمر «دبليو دبليو دي سي» الذي تعقده أبل من كل عام في شهر يونيو (حزيران) والمخصص للمطورين، الإعلان عن منح المستخدمين تعاملا أكبر مع الخصوصية، وذلك في مساعي لحماية بيانات المستخدمين سواء من الموقع أو الاسم أو التتبع، ويصل في كثير من التعاملات أن بعض البيانات يكون لها خصوصية وتحكم أكبر كالبطاقات البنكية والمعلومات الشخصية.
«آي أو إس 15»
من المتوقع أن يصدر نظام التشغيل الجديدة لأجهزة الآيفون في الخريف المقبل بحسب ما ذكره تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل، حيث يوجد عدد كبير من الإضافات عن الإصدارات السابقة، خاصة مع تطبيق «فيس تايم» للمكالمات المسموعة والمرئية والذي أضيف له خصائص تساعده لأن يكون برنامجا للاجتماعات على غرار برامج زووم ومايكروسوفت تيمز» وغيرها، حيث يمكن من استخدامه عبر المتصفح وليس بالضرورة أن يكون الطرف الآخر لديه التطبيق مما يوسع مستخدميه باختلاف أجهزتهم. كما شهد البرنامج مفهوم المشاركة من خلال مزامنة تطبيقات الموسيقى والأفلام بشكل جماعي.
ويتضمن «آي أو اس» أيضاً بعض التحديثات على نظام الإشعارات، وعلى الأخص مع إعادة تصميم الإشعارات الفردية التي يمكن أن تتضمن صورة الملف الشخصي لجهة اتصال أو أيقونة تطبيق لجعل الإخطارات أكثر وضوحاً، كما شاركت «أبل» أوضاع تركيز جديدة للتطبيقات والإشعارات، بتخصيص الاتصال أو الإشعارات مما يسمح فقط لمجموعة فرعية من التطبيقات والأشخاص بتلقي المستخدم إشعاراتهم.
كما عملت أبل على إطلاق «لايف تكست» والتي تسمح بنسخ نص من الكاميرا أو أي صورة والنظرة الافتراضية لإظهار معلومات حول أي شيء توجه له الكاميرا. وأطلقت خاصية «سبوت لايت» وهي ميزة البحث على الجهاز والويب في آي أو إس، للحصول على نتائج منسقة عند البحث عن أشخاص في جهات اتصالك أو الصور الموجودة.
وتمت ترقية تطبيق «وولت» المحفظة الإلكترونية حيث خضعت لإصلاح شامل مع نظام التشغيل «آي أو إس 15»، حيث مثل ضم بطاقة الهوية الوطنية في بعض الدول، مفتاح السيارة الإلكتروني لبعض الشركات المشاركة في النظام، وحتى مفاتيح غرفة الفندق من دون الحاجة للمرور على مكتب التسجيل عن الحضور في الفندق، ومميزات أخرى.
إلى جانب ذلك ظهرت مميزات في نظام الخرائط كالمعالم ثلاثية الأبعاد المخصصة واتجاهات النقل التي تم إطلاقها في عام 2019 والتنقل سيراً على الأقدام القائم على الواقع المعزز، كما عرضت عدداً من الإضافات الأخرى للنظام الأساسي، مع ذكر البحث الصوتي في متصفح «سفاري».
وتمت معالجة سماعات «إيربودز» في بعض الجوانب، مع تجاوزها بشكل كبير مع تكامل الصوت المكاني الجديد.
تطويرات في الأجهزة
> «آي ماك» أضافت «أبل» في مؤتمرها للمطورين خصائص جديدة لأجهزة الماك، وذلك من خلال نظام «ماك أو إس مونتيري»، حيث قدم تسهيلا للمستخدمين في الاتصال وإنجاز المزيد والعمل بسهولة أكبر عبر أجهزة أبل، وتضمن خاصية «يونيفرسال كنترول» والتي تعمل على ربط أجهزة أبل، تجعلها كجهاز واحد، وسيدعم النظام الجديد أغلب أجهزة الحاسب الآلي في أبل الفردية والمكتبية.
> «آيباد أو إس 15» بالإضافة إلى إضافات «آي أو إس 15» تم تعيين النظام الجديدة للجهاز اللوحي ليشمل مجموعة متنوعة من التغييرات الخاصة، من خلال الأدوات المصغّرة بأحجام أكبر، وعرضت نظام «شيلف» والذي يفصل بين النوافذ المختلفة التي تم فتحها لتطبيق معين، وخضع تطبيق «نوتس» أيضاً إلى إصلاح شامل، حيث يوفر ميزات مثل الإشارات والأنشطة الحديثة وعلامات التصنيف، وفي الوقت نفسه، تكتسب نوتس» أيضاً «كويك نوتس»، وهي طريقة سهلة لإنشاء ملاحظة جديدة في أي وقت على ماك والآيباد.
وأطلقت أيضا تطبيق الترجمة، حيث يتم تعزيز خدمة «الترجمة» من خلال ميزة «الترجمة التلقائية» التي تتيح للجهاز الاستماع إلى محادثة، بغض النظر عن اللغة، وترجمتها بالشكل المناسب.
> «ووتش أو إس». من التحسينات التي شهدها نظام «ووتش أو إس» توفر لوحة المفاتيح الجديدة، والإملاء والوصول إلى الرموز التعبيرية، إضافة إلى تتبع النوم المدمج يستطيع إمكانية تتبع معدل التنفس.
الخصوصية وتطبيقات الصحة
- حماية الخصوصية. ضاعفت «أبل» مرة أخرى الخصوصية في مؤتمر المطورين، حيث عرضت حماية الأشخاص من أجهزة التتبع حول الويب باستخدام أدوات مفيدة مثل حماية خصوصية البريد، حيث يفصل «تقرير خصوصية التطبيقات» القادم لنظامي «آي أو إس» و«آي أو إس» الطريقة التي تستخدم بها التطبيقات الجوانب الحساسة للهاتف مثل الكاميرا والميكروفون.
خاصية أخرى في الخصوصية بنظام التشغيل «آي أو إس 15» وهي قدرة «سيري» على معالجة الأوامر على الجهاز، مما يسمح لبعض الأوامر بالعمل دون اتصال بالإنترنت وبسرعة أكبر وبخصوصية أكبر.
كما تتيح خاصية «الإرث الرقمي» الجديدة من «آي كلاود» إعداد قائمة بجهات الاتصال، التي ستتمكن من الوصول إلى البيانات في حالة حدوث شيء ما، وتعمل خطط «آي كلاود» المدفوعة أيضاً باختيار مجموعة من ميزات «آي كلاود بلس بلس»، والتي تضيف طبقة ثانية من الحماية.
- مميزات أخرى.عرضت «أبل» ميزات جديدة للمنزل الذكي، مثل مطالبة سيري بتشغيل الموسيقى أو الأفلام على «أبل تي في»، كما استعرضت رؤى متقدمة بشأن تطبيق الصحة، حيث يمنح نظام «آي أو إس 15» المستخدمين القدرة على مشاركة بياناتهم بأمان مع الأشخاص سواء أحد أفراد الأسرة أو الطبيب، وتلقي رؤى حول الاتجاهات الصحية، إضافة إلى ذلك عرضت عدة برامج التي تسهل تطوير التطبيقات من خلال المطورين في أجهزة الآيباد والماك.


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

تكنولوجيا بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

تشير دراسة حديثة إلى أن نماذج اللغة الكبيرة تفتقر إلى فهم حقيقي للعالم، إذ تتفوق في مهام ثابتة، لكنها تتعثر مع تغييرات بسيطة، ما يثير تساؤلات حول جدواها.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد زوار في جناح شركة «أميركان إكسبريس السعودية» بمؤتمر «سيمليس» للمدفوعات الرقمية بالرياض (الشركة) play-circle 01:34

«أميركان إكسبريس السعودية»: البنية التحتية المتطورة تدعم زيادة إنفاق السياح

يرى الرئيس التنفيذي لشركة «أميركان إكسبريس السعودية» أن البنية التحتية المتطورة للمدفوعات الرقمية بالسعودية وزيادة نقاط البيع تعززان إنفاق السيّاح.

عبير حمدي (الرياض)
تكنولوجيا ستحدد انتخابات 2024 كيفية تطوير التكنولوجيا وحماية خصوصية المستخدمين ومستوى التدخل الحكومي في ذلك القطاع (أدوبي)

كيف ستؤثر الانتخابات الرئاسية الأميركية على مستقبل التكنولوجيا؟

ستتأثر السياسات التكنولوجية بنتائج الانتخابات الأميركية بشكل كبير بسبب اختلاف رؤى كل مرشح حول تنظيم الذكاء الاصطناعي وخصوصية البيانات ومكافحة الاحتكار.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا توفر «غاما» منصة ذكية لإنشاء العروض التقديمية بسرعة معتمدة على الذكاء الاصطناعي لتبسيط عملية التصميم (غاما)

كيف تسهّل منصة «غاما» العروض التقديمية عبر الذكاء الاصطناعي؟

يمكن الآن للمستخدمين تحويل أفكارهم إلى شرائح عرض احترافية وجاهزة في ثوانٍ، ودون عناء التنسيق اليدوي.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تستثمر «ساس» أكثر من مليار دولار في بحث وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي مع التركيز على السعودية كسوق رئيسية لها في المنطقة (شاترستوك)

خاص «ساس»: دمج البيانات الحقيقية والاصطناعية سيقود التحول الرقمي في السعودية

في حديث لـ«الشرق الأوسط»، تؤكد شركة «ساس» التزامها بدعم أهداف رؤية 2030 عبر استثمارات في البحث والتطوير لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (دبي)

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)
TT

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)

أظهرت نماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، مثل النماذج التي يقوم عليها نموذج «GPT-4»، قدرات مذهلة في توليد النصوص، سواء أكان ذلك في كتابة الشعر، أو تأليف المقالات، حتى تقديم حلول برمجية. تُدرَّب هذه النماذج، المعتمدة على بنى معمارية متقدمة تُعرف باسم «المحوّلات» (Transformers)، على توقع تسلسل الكلمات، ما يمكّنها من الاستجابة للمطالبات بطرق تحاكي فهماً يشبه البشري. ومع ذلك، تشير أبحاث حديثة إلى أن هذه النماذج، على الرغم من قدراتها المثيرة للإعجاب، قد لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم.

خريطة لمدينة نيويورك الأميركية (أدوبي)

التنقل في مدينة نيويورك دون خريطة

في دراسة حديثة قادها آشِش رامباتشان، أستاذ مساعد في الاقتصاد وباحث في مختبر نظم المعلومات واتخاذ القرار بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (LIDS)، قام الباحثون باختبار مدى قدرة نموذج لغوي مبني على «المحوّلات» على التنقل في مدينة نيويورك. وبينما أظهر النموذج دقة عالية في تقديم توجيهات دقيقة خطوة فخطوة عبر شبكة شوارع المدينة، تراجع أداؤه بشكل كبير عندما تمت إضافة عراقيل مثل إغلاق بعض الشوارع والتحويلات.

وعندما حلّل الباحثون أنماط التنقل التي أنتجها النموذج، اكتشفوا أن «خرائط» مدينة نيويورك التي كوّنها النموذج كانت تحتوي على مسارات غير واقعية، مثل شوارع غير موجودة وروابط غير دقيقة بين تقاطعات متباعدة. هذا الاكتشاف أثار تساؤلات حول حدود هذه النماذج، خاصة في البيئات التي تتطلب دقة كبيرة.

التداعيات في العالم الحقيقي

تنطوي هذه القيود على تداعيات هامة. فعلى الرغم من أن نماذج الذكاء الاصطناعي تبدو قادرة على التعامل مع مهام معقدة، فإن أداءها قد يتراجع بشكل كبير عندما تتغير المتغيرات البيئية، ولو بشكل بسيط. على سبيل المثال، قد يتمكن النموذج من التنقل في خريطة ثابتة لمدينة نيويورك، لكنه يتعثر عند مواجهة تحديات غير متوقعة، مثل إغلاق الشوارع. ويحذر فريق البحث من أن استخدام هذه النماذج في تطبيقات حقيقية قد يؤدي إلى فشل غير متوقع إذا واجهت سيناريوهات خارجة عن بيانات التدريب.

لعبة «أوثيللو» هي لعبة ألواح استراتيجية يشارك فيها لاعبان يلعبان على لوح مقسم إلى 8 × 8 مربعات غير مختلفة اللون (أدوبي)

مقاييس لتقييم الفهم

لمزيد من التعمق في مدى قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي على تكوين «نماذج للعالم»، أي تمثيلات داخلية للقواعد والهيكليات، طوّر الفريق مقياسين جديدين للتقييم، هما «تمييز التسلسل» و«ضغط التسلسل».

يقيس «تمييز التسلسل» قدرة النموذج على التمييز بين سيناريوهات مختلفة، مثل تمييز موضعين مختلفين على لوحة لعبة «أوثيللو». ويقيّم المقياس ما إذا كان النموذج يفهم أن مدخلات مختلفة تحمل دلالات مختلفة.

أما مقياس «ضغط التسلسل» فيقيّم قدرة النموذج على إدراك الحالات المتطابقة، مثل وضعين متطابقين على لوحة لعبة «أوثيللو»، ويفهم أن خطوات التحرك التالية من كل وضع يجب أن تكون متشابهة.

قام الفريق باختبار هذه المقاييس على فئة معينة من المسائل تشمل تسلسلاً محدداً من الحالات والقواعد، مثل التنقل في شبكة شوارع أو لعب «أوثيللو». من خلال هذه التقييمات، سعى الباحثون لفهم ما إذا كانت النماذج قد طوّرت بالفعل نماذج منطقية للعالم.

العشوائية قد تؤدي إلى فهم أعمق

كشف البحث عن نتيجة غير متوقعة، حيث أظهرت النماذج التي دربت على تسلسلات عشوائية قدرة أكبر على بناء نماذج داخلية دقيقة مقارنة بتلك التي دربت على بيانات منظمة. على سبيل المثال، في لعبة «أوثيللو»، كانت النماذج المدربة على حركات عشوائية قادرة على التعرف على جميع الحركات الممكنة، حتى الحركات غير المثلى التي لا يلجأ إليها اللاعبون المحترفون.

وأوضح كيون فافا، الباحث الرئيسي وأستاذ زائر في جامعة هارفارد، أنه «من الناحية النظرية، عندما يتم تدريب النموذج على حركات عشوائية، فإنه يرى مجموعة كاملة من الاحتمالات، بما في ذلك الخيارات غير المحتملة». ويبدو أن هذا التعرض الواسع «يساعد النموذج في تكوين نموذج أكثر دقة للعالم، وإن لم يلتزم بالأسلوب الأمثل».

ورغم هذه النتائج، لم يستطع أي من النماذج تكوين نموذج منطقي متكامل للعالم في مهمة التنقل. وعندما أضاف الباحثون تحويلات إلى خريطة نيويورك، فشلت جميع النماذج في التكيف. وأشار فافا إلى أن «التراجع في الأداء كان مفاجئاً؛ إغلاق واحد في المائة فقط من الشوارع تسبب في انخفاض الدقة بشكل حاد، من أداء شبه مثالي إلى 67 بالمائة فقط».

تراجع أداء نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل كبير عندما تتغير المتغيرات البيئية ولو بشكل بسيط (أدوبي)

بناء نماذج للعالم موثوقة

تسلط نتائج هذه الدراسة الضوء على تحدٍ كبير، يتمثل في أنه عندما تبدو المحوّلات قادرة على أداء مهام معينة، فإنها قد تفتقر إلى الفهم الأساسي للقواعد. وشدّد رامباتشان على ضرورة الحذر، قائلاً: «غالباً ما يفترض الناس أنه بما أن هذه النماذج تحقق نتائج رائعة، فلا بد أنها طوّرت فهماً جوهرياً للعالم. لكن دراستنا تشير إلى أننا بحاجة إلى النظر في هذا الافتراض بعناية وعدم الاعتماد على الحدس فقط».

ويخطط الباحثون لتوسيع دراستهم لتشمل تحديات أكثر تعقيداً حيث قد تكون القواعد غير معروفة كلياً أو متغيرة. وباستخدام مقاييسهم التقييمية على هذه المجالات، يأملون في فهم حدود نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل وتوجيه تطويرها في المستقبل.

تداعيات أوسع وأهداف مستقبلية

تتجاوز تداعيات هذا البحث فهم العالم الافتراضي، وتمس التطبيقات العملية. إذا كانت نماذج الذكاء الاصطناعي غير قادرة على تكوين نماذج داخلية دقيقة للعالم، فإن ذلك يثير تساؤلات حول استخدامها في مجالات تتطلب منطقاً دقيقاً، مثل القيادة الذاتية، والأبحاث العلمية، والتخطيط اللوجستي. ويقول الباحثون إن الحاجة ملحة لإعادة التفكير في كيفية تدريب هذه النماذج وتقييمها لتكون أكثر تكيفاً وموثوقية.

هذا البحث مدعوم من قبل عدة مؤسسات، بما في ذلك مبادرة علوم البيانات في جامعة هارفارد، ومؤسسة العلوم الوطنية، ومؤسسة ماك آرثر. سيتم عرض الدراسة في مؤتمر نظم معالجة المعلومات العصبية، حيث سيواصل الباحثون مناقشة تعقيدات نماذج الذكاء الاصطناعي واستكشاف مسارات جديدة لتطويرها.