خلاف لندن وبروكسل حول آيرلندا الشمالية يفرض نفسه على «القمة»

خلاف لندن وبروكسل حول آيرلندا الشمالية يفرض نفسه على «القمة»
TT

خلاف لندن وبروكسل حول آيرلندا الشمالية يفرض نفسه على «القمة»

خلاف لندن وبروكسل حول آيرلندا الشمالية يفرض نفسه على «القمة»

على هامش قمة مجموعة السبع التي تستضيفها بريطانيا، اختلف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع قادة الاتحاد الأوروبي، محذراً من أن المملكة المتحدة قد تعلق أجزاء من اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) إذا لم يتم حل الخلاف حول القواعد التجارية للبضائع التي يتم شحنها إلى آيرلندا الشمالية. وعلى الرغم من أن هذا الأمر لم يكن جزءاً من جدول الأعمال الرسمي لقمة دول مجموعة السبع فقد أثير في اجتماعات بين جونسون وزعماء الاتحاد الأوروبي. وطالب الاتحاد الأوروبي رئيس الوزراء في لندن بضرورة تنفيذ الاتفاق الذي وقعه لخروج بلاده من الاتحاد، حتى يضمن السلام في آيرلندا الشمالية، مؤكداً أن الكتلة المؤلفة من 27 دولة موحدة فيما يتعلق بهذا الموقف. ونقلت شبكة «سكاي نيوز» عن جونسون قوله أمس (السبت)، إن «بريطانيا يمكن أن تتصرف من جانب واحد ما لم يوافق التكتل على حل وسط عندما تنتهي فترة السماح الحالية المتعلقة بالتجارة في المنطقة في 30 يونيو (حزيران)، وإذا لم يتم العثور على حل عملي لتسهيل تدفق البضائع، فإن المملكة المتحدة ستفعل «كل ما يتطلبه الأمر». وأضاف: «أعتقد أنه إذا استمر تطبيق البروتوكول بهذه الطريقة، فمن الواضح أننا لن نتردد في الاستناد للمادة 16». وقال جونسون: «لقد تحدثت إلى بعض أصدقائنا هنا اليوم، الذين يبدو أنهم يسيئون فهم حقيقة أن المملكة المتحدة بلد واحد، إقليم واحد... أنا بحاجة إلى إيصال ذلك إلى أذهانهم فحسب». وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ من أن يؤدي الخلاف بين لندن وبروكسل حول تنفيذ اتفاق الخروج من الاتحاد (بريكست) المبرم العام الماضي، إلى تقويض اتفاق الشجمعة العظيمة للسلام المبرم عام 1998 والذي أنهى عنفاً دام لثلاثة عقود. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الفخور بانحداره من أصول آيرلندية، إن واشنطن لن ترحب بأي خطوات تعرض اتفاق السلام المبرم عام 1998 للخطر.
وبعد خروج المملكة المتحدة من الكتلة في الأول من يناير (كانون الثاني)، أجّل جونسون بشكل منفرد تنفيذ بعض بنود بروتوكول آيرلندا الشمالية في اتفاق الخروج. وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية بعد اجتماع مع جونسون ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: «اتفاق الجمعة العظيمة والسلام في جزيرة آيرلندا أمران أساسيان... يجب على الجانبين تنفيذ ما اتفقنا عليه». وأضافت: «هناك وحدة تامة داخل الاتحاد الأوروبي إزاء هذا الشأن»، مشيرة إلى أن حكومة جونسون والاتحاد الأوروبي اتفقا على «بريكست» ووقعاه وصدّقا عليه.
وقال جونسون لرئيسة المفوضية الأوروبية اليوم، إنه ملتزم بإيجاد حلول عملية لخروج بريطانيا من الاتحاد في إطار بروتوكول آيرلندا الشمالية. وقال متحدث باسم داونينغ ستريت: «أوضح رئيس الوزراء أن المملكة المتحدة ملتزمة بإيجاد حلول عملية في إطار البروتوكول». وعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إعادة ضبط العلاقات مع بريطانيا إذا التزم جونسون بالاتفاق الذي وقعه. كما التقى جونسون مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأكد جونسون لميركل «ضرورة الحفاظ على سيادة المملكة المتحدة ووحدة أراضيها»، حسبما ذكر المتحدث.


مقالات ذات صلة

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
بيئة تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم حريق غابات في قرية فيغا بأغويدا في البرتغال - 17 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي: الفيضانات وحرائق الغابات تظهر أن الانهيار المناخي بات القاعدة

حذّر الاتحاد الأوروبي من الفيضانات المدمّرة وحرائق الغابات التي تظهر أن الانهيار المناخي بات سريعاً القاعدة، مؤثراً على الحياة اليومية للأوروبيين.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
بيئة عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة في كاليفورنيا (رويترز)

صيف 2024 الأعلى حرارة على الإطلاق

أعلنت خدمة مراقبة تغير المناخ، التابعة للاتحاد الأوروبي، (الجمعة)، أن العالم مرّ بأشد فصول الصيف سخونة في نصف الكرة الأرضية الشمالي منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

أكثر من 800 مجموعة مالية أوروبية تتعامل مع شركات مرتبطة بمستوطنات إسرائيلية

وسعت إسرائيل نشاطها الاستيطاني بوتيرة لم يسبق لها مثيل (رويترز)
وسعت إسرائيل نشاطها الاستيطاني بوتيرة لم يسبق لها مثيل (رويترز)
TT

أكثر من 800 مجموعة مالية أوروبية تتعامل مع شركات مرتبطة بمستوطنات إسرائيلية

وسعت إسرائيل نشاطها الاستيطاني بوتيرة لم يسبق لها مثيل (رويترز)
وسعت إسرائيل نشاطها الاستيطاني بوتيرة لم يسبق لها مثيل (رويترز)

أظهرت دراسة أجرتها منظمات للمجتمع المدني، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 800 مؤسسة مالية أوروبية لها علاقات تجارية بشركات مرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية.

ووفقاً لـ«رويترز»، وسعت إسرائيل نشاطها الاستيطاني بوتيرة لم يسبق لها مثيل، ويأمل بعض المستوطنين أن يساعدهم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في تحقيق حلم فرض السيادة على الضفة الغربية التي يعدها الفلسطينيون محور دولة لهم في المستقبل.

وأدى العنف المتزايد للمستوطنين إلى فرض عقوبات أميركية، وقالت بعض الشركات إنها ستوقف أعمالها في الضفة الغربية المحتلة.

وأفاد تقرير تحالف منظمات «لا تشتري من الاحتلال» بأن 822 مؤسسة مالية في المجمل أقامت علاقات هذا العام مع 58 شركة «ضالعة بنشاط» في المستوطنات الإسرائيلية ارتفاعاً من 776 مؤسسة في 2023.

ودعت منظمات المجتمع المدني إلى تشديد التدقيق وسحب الاستثمارات إذا لزم الأمر.

وقال أندرو بريستون، من منظمة المساعدات الشعبية النرويجية، وهي واحدة من 25 منظمة مجتمع مدني أوروبية وفلسطينية أجرت البحث: «المؤشر هو أن الأمور تسير في الاتجاه الخطأ».

وقال لنادي جنيف للصحافة حيث قُدم التقرير: «نرى أنه يجب على المؤسسات المالية الأوروبية معاودة تقييم نهجها بشكل عاجل تجاه الشركات الضالعة في الاحتلال غير القانوني».

ولم ترد وزارة المالية الإسرائيلية بعد على طلب للتعليق.

ويبلغ طول الضفة الغربية نحو 100 كيلومتر وعرضها 50، وتقع في لب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ استيلاء إسرائيل عليها في حرب عام 1967.

وتعد معظم الدول الضفة الغربية أرضاً محتلة، وأن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهو الموقف الذي أيدته أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة في يوليو (تموز).

وأفاد التقرير بأن بنوكاً كبرى منها «بي إن بي باريبا» و«إتش إس بي سي» من بين الشركات الأوروبية المدرجة على القائمة. ولم ترد البنوك بعد على طلب للتعليق.

وأفاد التقرير بأن الشركات الضالعة بنشاط في المستوطنات وعددها 58 تشمل شركة كاتربيلر لصناعة الآلات الثقيلة، بالإضافة إلى موقعي السفر «بوكينغ» و«إكسبيديا». ولم ترد أي من هذه الشركات بعد على طلب للتعليق.

وقالت «بوكينغ» في وقت سابق إنها حدثت إرشاداتها لمنح العملاء مزيداً من المعلومات لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المناطق المتنازع عليها والمتأثرة بالصراع. وقالت «إكسبيديا» إن أماكن الإقامة الخاصة بها محددة بوضوح على أنها مستوطنات إسرائيلية تقع في الأراضي الفلسطينية.

وكثير من الشركات المذكورة في التقرير، ولكن ليس كلها، مدرج أيضاً في قاعدة بيانات الأمم المتحدة للشركات التي تتعامل مع المستوطنات الإسرائيلية.

وذكر التقرير أن بعض المؤسسات المالية سحبت استثماراتها من شركات مرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك صندوق التقاعد النرويجي (كيه إل بي).