«ماراتون فايزر» في لبنان لتشجيع التلقيح

خصص لمن هم فوق سن الستين عاماً

TT

«ماراتون فايزر» في لبنان لتشجيع التلقيح

بعد «ماراتون أسترازينيكا» الأسبوع الماضي نظمت وزارة الصحة أمس «ماراتون فايزر» لتشجيع المقيمين في لبنان على تلقي اللقاح في وقت يستمر فيه تراجع عدد الإصابات والوفيات اليومي في فيروس كورونا.
وانطلق الماراتون الذي نظم أمس في عكار (الشمال) وفي بعلبك - الهرمل والبقاع، وخصص لمن هم فوق سن الستين عاماً، عند الساعة السابعة صباحاً، حيث سجل تجاوب من سكان المحافظات التي اختيرت نتيجة تدني نسبة التسجيل بين أبنائها على المنصة التابعة لوزارة الصحة، على أن تستكمل الحملة في المحافظات الأخرى في الأسابيع المقبلة، بحسب ما أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال محمد حسن خلال جولته على المراكز.
وفيما بلغ عدد الذين تلقوا اللقاح حتى الساعة الرابعة بعد الظهر 2400 شخص أكد حسن أنه «لا استثناءات للفئات الأقل من 60 عاماً في ماراتون فايزر، على أن يشهد الأسبوع المقبل ماراتون آخر في محافظات أخرى»، الفئات المستهدفة اليوم هي فوق الستين مع أمراض أو من دون أمراض، على أن تشمل الأسابيع المقبلة الفئات العمرية والمرضية التي هي دون الستين».
ورداً على سؤال عن الفئات العمرية التي تتراوح بين 30 و45 عاماً وموعد تلقيها اللقاح، أجاب: «هذه الفئة العمرية مناعتها جيدة»، داعياً إياها إلى «الاستمرار في إجراءات الوقاية حتى يصلها الدور، ولكن هناك عملية حسابية بسيطة تستند إلى وجود عدد اللقاحات التي تؤدي إلى النزول بالفئات العمرية واستهدافها مختلف الفئات العمرية»، موضحاً: «كل أسبوع يصلنا 160 إلى 170 ألف لقاح، وبدءاً من هذا الأسبوع سيباشر القطاع الخاص المبادرات للذين حجزوا واشتروا عبر وزارة الصحة مع الوكيل، سنبدأ بالتوزيع عليهم بدءاً من الثلاثاء، وبالتالي القطاعات الخاصة التي حجزت ستنطلق أيضاً مع الوزارة لتشمل أوسع فئة من الأعمار».
وعن لقاح أسترازينيكا، قال: «متابعتنا للقاحات جيدة وفعالة وآمنة»، متمنياً على المواطنين ألا تكون لديهم مفاضلة ومؤكداً أن ما ينقل على وسائل الإعلام حوله تفتقر إلى الكثير من الدقة»، مؤكداً: «ليس هناك أي كلام مرجعي يستند إليه، ولا العلم ولا الطب يؤكدان ما أشيع. أتمنى العمل وفق إرشادات وزارة الصحة العامة التي تتبع مرجعيتها منظمة الصحة العالمية وجميع المنظمات الطبية الدولية التي توصي باللقاح».
يأتي ذلك في وقت يستمر فيه تراجع الإصابات بفيروس كورونا في لبنان وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها يوم السبت عن تسجيل 191 إصابة جديدة ما رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة إلى 541423، إضافة إلى 6 حالات وفاة ليصل عدد الوفيات الإجمالي إلى 7758.



مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي»، وهو ما عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس» الأربعاء، هنأ خلاله الرئيس الأميركي المنتخب.

وقال السيسي: «نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين»، وأضاف: «البلدان لطالما قدما نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة»، مؤكداً تطلعه إلى مواصلة هذا النموذج في «هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم».

وأثارت أنباء فوز ترمب تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتصدر وسوم عدة الترند في مصر، مصحوبة بمنشورات لتهنئة للرئيس الأميركي المنتخب. وبينما عول سياسيون وإعلاميون مصريون على ترمب لوقف الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام، ووضع حد للتصعيد في المنطقة، أكدوا أن «مواقف الرئيس المنتخب غير التقليدية تجعل من الصعب التنبؤ بسياسة الإدارة الأميركية في السنوات الأربع المقبلة».

ولا يرى الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري «اختلافاً بين ترمب ومنافسته الخاسرة كامالا هاريس من القضية الفلسطينية»، لكنه أعرب في منشور له عبر «إكس» عن سعادته بفوز ترمب، وعده «هزيمة للمتواطئين في حرب الإبادة».

أما الإعلامي المصري أحمد موسى فعد فوز ترمب هزيمة لـ«الإخوان»، ومن وصفهم بـ«الراغبين في الخراب». وقال في منشور عبر «إكس» إن هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن «كانوا شركاء في الحرب» التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة.

وعول موسى على ترمب في «وقف الحروب بالمنطقة وإحلال السلام وعودة الاستقرار». وكذلك أعرب الإعلامي المصري عمرو أديب عن أمله في أن «يتغير الوضع في المنطقة والعالم للأفضل بعد فوز ترمب».

مفاهيم السلام

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لن تواجه عقبات أو مشكلات على المستوى الثنائي خلال عهد ترمب»، لكنه أشار إلى أن «مواقف الرئيس المنتخب من القضية الفلسطينية وأفكاره غير التقليدية بشأنها قد تكون أحد الملفات الشائكة بين القاهرة وواشنطن».

وأوضح العرابي لـ«الشرق الأوسط» أن «ترمب يتبنى مفاهيم عن السلام في الإقليم ربما تختلف عن الرؤية المصرية للحل»، مشيراً إلى أن «القضية الفلسطينية ستكون محل نقاش بين مصر والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة».

وتبنى ترمب خلال ولايته الأولى مشروعاً لإحلال «السلام» في الشرق الأوسط عُرف باسم «صفقة القرن»، والتي يرى مراقبون أنه قد يعمل على إحيائها خلال الفترة المقبلة.

وعدّ سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي وصول ترمب للبيت الأبيض «فرصة لتنشيط التعاون بين مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة، وربما إيجاد تصور لكيفية إدارة القطاع مستقبلاً».

وقال الريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «ترمب يسعى لتحقيق إنجازات وهو شخص منفتح على الجميع ووجوده في البيت الأبيض سيحافظ على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن».

تصحيح العلاقات

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن فوز ترمب بمثابة «عودة للعلاقات الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة بين القاهرة وواشنطن». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «فوز ترمب هو تدعيم للعلاقة بين القيادة المصرية والبيت الأبيض»، مشيراً إلى أن الرئيس المصري لم يزر البيت الأبيض طوال أربع سنوات من حكم بايدن، واصفاً ذلك بأنه «وضع غريب في العلاقات الثنائية سيتم تصحيحه في ولاية ترمب».

وأضاف هريدي أن «فوز ترمب يسدل الستار على الحقبة الأوبامية في السياسة الأميركية، والتي بدأت بتولي الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2009 واستُكملت في ولاية جو بايدن الحالية»، وهي حقبة يرى هريدي أن واشنطن «انتهجت فيها سياسات كادت تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة». ورجح أن تعمل إدارة ترمب على «وقف الحروب وحلحلة الصراعات في المنطقة».

وزار الرئيس المصري السيسي البيت الأبيض مرتين خلال فترة حكم ترمب عامي 2017 و2019. وقال ترمب، خلال استقباله السيسي عام 2019، إن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن لم تكن يوماً جيدة أكثر مما هي عليه اليوم، وإن السيسي يقوم بعمل عظيم».

لكن السيسي لم يزر البيت الأبيض بعد ذلك، وإن التقى بايدن على هامش أحداث دولية، وكان أول لقاء جمعهما في يوليو (تموز) 2022 على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، كما استقبل السيسي بايدن في شرم الشيخ نهاية نفس العام على هامش قمة المناخ «كوب 27».

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة أن «مصر تتعامل مع الإدارة الأميركية أياً كان من يسكن البيت الأبيض». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات مع واشنطن لن تتأثر بفوز ترمب، وستبقى علاقات طبيعية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة».

وعد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فوز ترمب فرصة لحلحلة ملف «سد النهضة»، الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور الوسيط عام 2019.

وهنا أكد العرابي أنه «من السابق لأوانه معرفة الدور الذي ستلعبه إدارة ترمب في عدد من الملفات المهمة لمصر ومن بينها (سد النهضة)»، وقال: «ترمب دائماً لديه جديد، وطالما قدم أفكاراً غير تقليدية، ما يجعل التنبؤ بمواقفه أمراً صعباً».

بينما قال هريدي إن «قضية سد النهضة ستحل في إطار ثنائي مصري - إثيوبي»، دون تعويل كبير على دور لواشنطن في المسألة لا سيما أنها «لم تكمل مشوار الوساطة من قبل».