الرادار يكشف غموض تزاوج النحل

ذكر نحل العسل يحمل جهاز إرسال على ظهره
ذكر نحل العسل يحمل جهاز إرسال على ظهره
TT

الرادار يكشف غموض تزاوج النحل

ذكر نحل العسل يحمل جهاز إرسال على ظهره
ذكر نحل العسل يحمل جهاز إرسال على ظهره

استخدم علماء بريطانيون من جامعة كوين ماري في لندن ومعهد بحوث المحاصيل «روتهامستد ريسيرش»، تقنية الرادار لتتبع ذكور نحل العسل، التي تسمى أيضاً (الدون)، وكشف أسرار سلوك التزاوج.
وتشير الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «آي ساينس»، إلى أن ذكور النحل تتجمع في مواقع جوية محددة للعثور على ملكات النحل ومحاولة التزاوج معها، ووجدوا أنها تتحرك أيضاً بين مناطق التجمع المختلفة خلال رحلة واحدة.
وذكور النحل لها هدف رئيس واحد في الحياة، وهو التزاوج مع الملكات في الجو، ولطالما اعتقد النحالون وبعض العلماء أنّها تتجمّع بأعداد ضخمة تصل إلى 10 آلاف في مواقع تُعرف باسم «مناطق تجمع ذكر النحل››، واستخدمت الأبحاث السابقة إغراءات الفيرمونات الجنسية لجذبها، ما أثار مخاوف من أن هذه الإغراءات قد تسببت عن غير قصد في حدوث هذه التجمعات.
وهذه الدراسة الجديدة هي أول محاولة على الإطلاق لتتبع مساراتها ومراقبتها في حالة عدم وجود إغراءات.
ولوحظت مواقع تزاوج مماثلة في حيوانات أخرى، حيث تتجمع أعداد كبيرة من الذكور، لكن هذه هي المرة الأولى التي يُلاحظ فيها انتقال الذكور بين مواقع متعددة، ما يشير إلى اكتشاف نوع جديد من نظام تزاوج الحيوانات.
ويشرح تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كوين ماري ما فعله الباحثون لتتبع مسارات ذكور نحل العسل، حيث أرفقوا جهازاً إلكترونياً صغيراً يشبه الهوائي، يُعرف باسم جهاز الإرسال والاستقبال، في الجزء الخلفي من نحل العسل، وعندما يستقبل جهاز الإرسال والاستقبال إشارة رادار من المرسل، فإنه يمتص طاقته ويحولها إلى إشارة تردد أعلى، والتي يكتشفها بعد ذلك هوائي الرادار.
باستخدام هذا النظام، تمكن الباحثون من تتبع موقع النحلة بالنسبة للرادار كل 3 ثوانٍ بدقة تبلغ نحو مترين.
ووجد العلماء أنّ ذكور نحل العسل تتناوب بين فترات من أنماط الطيران المستقيمة وغير المنتظمة في رحلة واحدة، وأظهروا أن الطيران المتكرر ارتبط بأربعة مواقع جوية متميزة حيث تجمعت الذكور وكانت هذه المناطق المحددة ثابتة على مدار عامين.
ويقترح الباحثون أنّ مناطق تجمعّ الذكور يمكن أن تعمل مثل «ليكس»، وهي أنظمة تزاوج تتجمع فيها أعداد كبيرة من الذكور فقط في محاولة للتزاوج، وتشتهر هذه الأنظمة في الفقاريات، مثل الغزلان، وعادة ما تكون الذكور مخلصة لموقع واحد.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.