الحكومة اليمنية تطالب «يونسيف» بالتنسيق عند تنفيذ مشاريعها

ممثل «يونيسيف» في اليمن يتحدث حول وصول شحنة من لقاحات كورونا في عدن في 31 مارس الماضي (أ.ف.ب)
ممثل «يونيسيف» في اليمن يتحدث حول وصول شحنة من لقاحات كورونا في عدن في 31 مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

الحكومة اليمنية تطالب «يونسيف» بالتنسيق عند تنفيذ مشاريعها

ممثل «يونيسيف» في اليمن يتحدث حول وصول شحنة من لقاحات كورونا في عدن في 31 مارس الماضي (أ.ف.ب)
ممثل «يونيسيف» في اليمن يتحدث حول وصول شحنة من لقاحات كورونا في عدن في 31 مارس الماضي (أ.ف.ب)

شددت الحكومة اليمنية على أهمية الرقابة والتنسيق والتقييم بخصوص المشاريع والبرامج المتنوعة التي تنفذ عبر منظمة «يونيسيف» في البلاد، بما يؤدي إلى التأكد من نجاعة هذه المشاريع.
جاء هذه التصريحات اليمنية على لسان وزير التخطيط والتعاون الدولي واعد باذيب خلال لقاء افتراضي مع المدير الإقليمي لمنظمة «يونيسيف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تيد شيبان، حيث بحث مع الأخير آليات التنسيق والرقابة على المشاريع التي تنفذها المنظمة في اليمن، بحسب ما أفادت به المصادر الرسمية.
وذكرت وكالة «سبأ» أن الوزير باذيب «شدد على ضرورة استئناف العمل لإجراء المسح العنقودي الشامل وما سيقدمه من تحديث للبيانات الديموغرافية وتوفير قاعدة بيانات ستسهم بشكل كبير في تحديد الاحتياجات ومساعدة الحكومة على اتخاذ القرار وحشد الموارد اللازمة لعمليات الإغاثة والتنمية في اليمن، وإعادة النظر في خطة توزيع الدعم على المستوى الوطني».
وتطرق الوزير اليمني إلى برامج المساعدات والتحويلات التي تنفذها «يونيسيف»، مؤكداً «أهمية التنسيق مع الجانب الحكومي ممثلا بوزارتي التخطيط والشؤون الاجتماعية والعمل عبر المؤسسات اليمنية الكفؤة مثل الصندوق الاجتماعي للتنمية وصندوق الرعاية الاجتماعية وكذلك إجراء عمليات المصارفة للتحويلات النقدية بسعر الصرف السائد الذي يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين».
ونوّه وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية بدور «يونيسيف» الكبير كمنظمة شريكة في تقديم العون من خلال برامج حماية الأطفال وتوفير الخدمات التعليمية والصحية لهم، وتقديم برامج الحماية الاجتماعية، خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وجدد الوزير باذيب تأكيد أهمية نقل «يونيسيف» مكتبها الرئيسي إلى العاصمة المؤقتة عدن والتنسيق مع وزارة التخطيط لاختيار المجالات والقطاعات ومواقع المشاريع المراد تنفيذها من قبل «يونيسيف» حسب أولويات وخطط وبرامج الحكومة اليمنية والمقرة في خطة الحكومة للعام 2021.
كما طلب باذيب موافاة وزارته «بتقارير أداء دورية عن برامج ومشاريع اليونيسيف في كافة المحافظات بما يتيح للوزارة الإشراف وتقييم هذه المشاريع، كما طلب التنسيق المشترك لعقد لقاءات دورية مع الوزارات القطاعية في الإعداد ومراجعة سير المشاريع بما يتناسب مع الاحتياجات على المستوى القطاعي».
ودعا الوزير اليمني إلى «نقل مقر الكتلة الوطنية للمياه والإصحاح البيئي وكافة صلاحياتها واجتماعاتها الدورية إلى العاصمة المؤقتة عدن بما يسهم في تسهيل أعمالها ويتيح التنسيق بشكل أكبر مع الوزارات الخدمية المعنية في الإعداد والإشراف على المشاريع وتحسين جودتها».
إلى ذلك، نسبت المصادر الرسمية اليمنية إلى المسؤول الأممي تأكيده على حرص «يونيسيف» على العمل مع الحكومة الشرعية عبر مكتب المنظمة الأممية في عدن والذي يحظى بصلاحيات أكبر وتوسع على مستوى الخبراء والعاملين فيه، دون الإشارة إلى الاستجابة لنقل مقر اليونيسيف الرئيسي من صنعاء حيث يخضع لقيود الانقلابيين الحوثيين.
يشار إلى أن الحكومة اليمنية كانت طالبت المنظمات الأممية أكثر من مرة بنقل مقارها الرئيسية إلى مناطق سيطرتها بعيدا عن سطوة الميليشيات الحوثية في صنعاء إلى جانب اعتماد مبدأ «لا مركزية العمل الإغاثي».
وبخلاف النداءات الأممية التي تحدثت عن وجود نقص في تمويل البرامج الإنسانية في اليمن وعجز في المساعدات التي يتم توزيعها، كشفت أحدث دراسة للبنك الدولي أن معدل كل البرامج الإنسانية مجتمعة تكفي لتغطية الشعب اليمني بأكمله.
وأظهرت الدراسة أن إجمالي عدد الأسر المتلقیة لجمیع المساعدات كنسبة من عدد سكان المحافظات تتجاوز المائة في المائة، معيدة أسباب بقاء أسر كثيرة دون مساعدات إلى الازدواجية وحصول بعض الأسر على مساعدات من أكثر من برنامج نظرا لغياب التنسيق.
وقالت الدراسة إنه يمكن تقليص هذا الإقصاء بشكل كبير من خلال تحسين التنسیق فیما بین الوكالات والبرامج بطرق من بینها مواءمة قیم التحويلات المشتركة وفقاً لمتطلبات الاستهداف الجغرافي والأسر المستهدفة. ورجّحت الدراسة «حصول نسبة كبیرة، وإن تعذر قیاسها حالیا، من الأسر على إعانات من أكثر من برنامج، وأن هناك أُسراً كثيرة ربما لا تحصل على أي مساعدات على الإطلاق». وتابعت قائلة: «لا يمكن تقدیر حجم الازدواجیة في البرامج دون وجود مسح تمثیلي مفَصل للأسر أو قواعد بیانات متكاملة للمستفیدین».


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
TT

بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)

أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك تطلع حكومته للتفاعل الإيجابي مع التكتل السياسي الحزبي الجديد للقوى اليمنية الذي أُشهر من العاصمة المؤقتة عدن، وقال إن الحرب الحوثية الاقتصادية باتت أشد أثراً على معيشة اليمنيين من الصراع العسكري.

وكانت الأحزاب والقوى اليمنية قد أشهرت، الثلاثاء، تكتلاً حزبياً واسعاً في عدن هدفه العريض استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي والحفاظ على الجمهورية وفق دولة اتحادية.

بن مبارك تعهد بالاستمرار في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في حكومته (سبأ)

وقال بن مبارك: «ننظر لهذا التكتل على أنه صوت جديد، ورؤية متجددة، وأداة للتغيير البناء وجهد بارز في السياق الوطني يضاف للجهود التي تسعى لرص الصفوف وتهيئة السبل لإنقاذ اليمن من براثن ميليشيا الحوثي».

وأضاف أن حكومته «تتطلع وبانفتاح كامل للتفاعل إيجابياً» مع هذا التكتل الحزبي وبما يقود لتوحيد الجهود لاستكمال استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب وتحقيق السلام.

وشدد رئيس الوزراء اليمني على ضرورة تكاتف الجهود في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار، وتعزيز السيادة، وبناء يمن اتحادي موحد وقوي، وقال: «ندرك جميعاً التحديات، ونعلم أن الطريق لن يكون سهلاً، ولكن بإيماننا العميق بقضيتنا وبإرادة أبناء شعبنا، يمكننا أن نصنع الفارق».

حرب الاقتصاد

استعرض رئيس الحكومة اليمنية الحرب الاقتصادية الحوثية وقال إن آثارها التدميرية «تتجاوز الآثار الناتجة عن الصراع العسكري»، مشيراً إلى أنها أضرت بحياة المواطنين وسبل عيشهم، واستنزفت موارد البلاد، وتسببت بارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانهيار الخدمات الأساسية.

ورأى بن مبارك أن ذلك «يتطلب توحيد الصفوف ودعم مؤسسات الدولة، لمواجهة هذه الحرب الاقتصادية وحماية الاقتصاد الوطني والتخفيف عن المواطنين الذين يتحملون أعباء كبيرة».

جانب من حفل إشهار التكتل الجديد للقوى والأحزاب اليمنية (سبأ)

وقال: «الحرب الاقتصادية المستمرة التي تشنها ميليشيات الحوثي، إلى جانب استهدافها المنشآت النفطية، أثرت بشكل كبير على استقرار الاقتصاد اليمني وأسهمت في التدهور السريع لسعر صرف العملة الوطنية، وتقويض قدرة الحكومة على الحفاظ على استقرار العملة، ونتيجة لذلك، واجه الريال اليمني انخفاضاً كبيراً في قيمته، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الملايين في جميع أنحاء البلاد».

وأكد بن مبارك أن إعادة تصدير النفط ورفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة حق من حقوق الشعب يجب العمل على انتزاعه وعدم السماح للحوثيين باستمرار عرقلة الاستفادة من هذا المورد الذي يعد العصب الرئيسي للاقتصاد الوطني.

وأوضح أن حكومته تمضي «بكل جدية وتصميم» لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة في جميع مؤسسات الدولة، وإرساء ثقافة النزاهة واحترام القانون، وأنها ستقوم باتخاذ خطوات عملية لتقوية الأجهزة الرقابية وتفعيل آليات المحاسبة.

تكتل واسع

كانت القوى اليمنية قد أشهرت من عدن «التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» عقب سلسلة لقاءات تشاورية، توصلت إلى إعلان التكتل الجديد الذي يضم نحو 22 حزباً ومكوناً سياسياً وإقرار لائحته التنظيمية.

وتم التوافق على أن تكون رئاسة التكتل في دورته الأولى لحزب «المؤتمر الشعبي»، حيث سمى الحزب أحمد عبيد بن دغر رئيساً للمجلس الأعلى للتكتل في هذه الدورة.

وبحسب بيان الإشهار، يلتزم التكتل بالدستور والقوانين النافذة، والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، والعدالة والمواطنة المتساوية، إضافة إلى التوافق والشراكة والشفافية والتسامح.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مع رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر (سبأ)

كما يضع التكتل برنامجاً سياسياً لتحقيق عدد من الأهداف؛ بينها استعادة الدولة وتوحيد القوى الوطنية لمواجهة التمرد وإنهاء الانقلاب وحل القضية الجنوبية بوصفها قضية رئيسية ومفتاحاً لمعالجة القضايا الوطنية، ووضع إطار خاص لها في الحل السياسي النهائي، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام.

ويؤكد برنامج عمل التكتل على دعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على التراب الوطني كافة، ومساندة الحكومة في برنامجها الاقتصادي لتقديم الخدمات ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن.

وأكد بيان الإشهار أن هذا التكتل باعثه الأساسي هو تعزيز الاصطفاف الوطني من أجل إنهاء انقلاب الحوثيين واستعادة الدولة، وأنه ليس موجهاً ضد أحد من شركاء العمل السياسي.