فقدت الهند 270 طبيباً في الموجة الثانية المدمرة من جائحة «كوفيد - 19»، حيث تم تسجيل ما يصل إلى 50 من هذه الوفيات في 24 ساعة فقط يوم الأحد، وفقاً لبيانات جديدة صادرة عن أكبر اتحاد للأطباء في البلاد.
في حديثه إلى صحيفة «إندبندنت»، قال رئيس الجمعية الطبية الهندية الدكتور جا جايالال إن نسبة عالية بشكل مقلق من الأطباء والموظفين الطبيين في البلاد لم يتم تطعيمهم بالكامل بعد.
ومن بين الأطباء الذين ماتوا منذ يناير (كانون الثاني)، لم يتم تلقيح نحو 97% منهم، بينما تلقى 3% فقط اللقاحات.
وقال جايالال: «لأسباب مختلفة، تم تطعيم 66% فقط من العاملين في مجال الرعاية الصحية في الهند بشكل كامل. من المؤسف أن الهند تفقد جنودها الذين يخوضون الحرب ضد الفيروس على الخطوط الأمامية، وعلى الحكومة أن تعاملهم كشهداء».
وبسبب الموجة الثانية، أصبحت الهند بؤرة أزمة «كوفيد - 19» العالمية، مما دفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى أكثر من 25 مليوناً، وعدد الوفيات الرسمي فيها إلى أكثر من 278 ألفاً -وهو رقم يعده الخبراء أقل من العدد الواقعي. وانهارت البنية التحتية الصحية تحت وطأة عبء الحالات المتزايدة، حتى إن المدن الكبرى مثل دلهي ومومباي تعاني من نقص حاد في الأكسجين والأدوية والإمدادات الطبية الأساسية وفي الواقع الطاقم الطبي.
وأشار الدكتور جايالال إلى أنه حتى الوفيات المسجلة لـ270 طبيباً من المرجح ألا تمثل الصورة الحقيقية، وأن العدد الفعلي قد يكون أعلى بنسبة 20 إلى 30%.
وتابع: «البيانات التي لدينا مأخوذة في جميع أنحاء الهند، لكن الأعداد قد تكون أعلى بنسبة 20 إلى 30% فيما يرتبط بالأطباء الذين ربما استسلموا للفيروس ولكن ربما لم يتم إبلاغنا عنهم».
وتم تسجيل ما يصل إلى 50 حالة وفاة للأطباء المصابين بـ«كورونا» يوم الأحد وحده. تشمل قائمة الأطباء المتوفين طبيب القلب المشهور كاي كاي أغاروال (62 عاماً) الذي توفي بسبب الفيروس يوم الاثنين. وكان رئيساً سابقاً للجمعية الطبية الهندية وحصل على جائزة «بادما شري»، رابع أعلى وسام مدني في الهند.
وتأتي قضية وفاة المهنيين الطبيين في الوقت الذي تعاني فيه الهند بالفعل من نقص الأطباء والممرضات والموظفين الصحيين الآخرين وسط تفشي الوباء. والهند لديها نحو 1.2 مليون طبيب لسكانها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة. وعدد الأطباء المخصصين لعلاج «كورونا» أقل بكثير ولا يزال غير معروف.
ووفقاً للملف الصحي الوطني لعام 2018، تم تصنيف دلهي كأفضل مدينة للعيش في الهند من حيث النتائج الصحية -هناك طبيب عام واحد لكل 2203 أشخاص.
وبذلت الحكومة الهندية مجهوداً للاعتراف بمعاناة العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية خلال الموجة الأولى العام الماضي، عندما توفي 748 طبيباً بينما سعى العلماء في جميع أنحاء العالم لإحداث تقدم في تطوير اللقاح.
وقالت جمعية الدكتور جايالال، التي تمثل 350 ألفاً من المهنيين الطبيين، إنه من الضروري أكثر من أي وقت مضى حماية وتقدير الأطباء الذين يعانون من ضغوط بسبب العدد الهائل من مرضى «كورونا» الذين يجتاحون إلى مستشفيات.
وقد تفاقم نقص الموظفين بسبب حقيقة أن امتحانات السنة النهائية لطلاب الطب قد تأخرت بسبب الوباء، مما يعني أن جيلاً كاملاً من الأطباء الجدد لم يتسلموا مهامهم بعد.
الهند تخسر 50 طبيباً بسبب «كورونا» في يوم واحد
الهند تخسر 50 طبيباً بسبب «كورونا» في يوم واحد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة