تقنية بين الدماغ والحاسوب يمكنها «كتابة» أفكارك

النظام الجديد الذي بإمكانه «طباعة أفكارك»
النظام الجديد الذي بإمكانه «طباعة أفكارك»
TT

تقنية بين الدماغ والحاسوب يمكنها «كتابة» أفكارك

النظام الجديد الذي بإمكانه «طباعة أفكارك»
النظام الجديد الذي بإمكانه «طباعة أفكارك»

إن كنت تعتقد حقاً أن القرد الذي يمارس لعبة «بونغ» بعقله هو أمر مثير للإعجاب والذهول، فسوف تندهش كثيراً عندما تعرف بشأن النظام الجديد الذي بإمكانه «طباعة أفكارك». إذ عكف العلماء من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية على تطوير «واجهة حاسوبية دماغية» تعمل على تحويل الكتابة العقلية إلى كلمات مقروءة على شاشة الحاسوب، حسب صحيفة «مترو» اللندنية. ومن المأمول أن تساعد التقنية الجديدة في نهاية المطاف الأشخاص من ذوي الإعاقة في التواصل المباشر مع عقولهم. ويستعين النظام الجديد بمجموعة من أجهزة الاستشعار المزروعة في الدماغ والتي تراقب الإشارات الصادرة عندما يتخيل أو يتصور الشخص المستخدم الكتابة بالقلم.
ثم تنتقل اللوغاريتمات المعاونة بعد ذلك إلى حل تشفير هذه الإشارات العصبية الصادرة عن الدماغ للوقوف على الحروف التي يحاول الشخص المستخدم كتابتها بعقله.
وتُنقل هذه الحروف بعد ذلك للعرض على شاشة الحاسوب في الوقت الحقيقي. ولقد أجرى الباحثون اختباراتهم على رجل كبير يبلغ من العمر 65 عاماً من المصابين بالشلل في العنق وإلى أسفل الظهر جراء إصابة تعرض لها في عموده الفقري. ولقد تمكن الرجل المسن المعاق من الكتابة باستخدام التقنية الجديدة بسرعة تصل إلى 90 حرفاً في الدقيقة. وقال فريق الباحثين إن سرعة الكتابة المسجلة لديه تكاد تقترب من نفس معدل الكتابة الطبيعية على الهاتف الذكي لدى شخص عادي من نفس الفئة العمرية. كما أنها أيضاً أكثر من ضعف معدل السجلات السابقة لواجهة الكتابة ما بين الدماغ والحاسوب في تجربة أخرى مماثلة. ولم تكن وتيرة الكتابة سريعة فحسب، وإنما اتسمت بقدرٍ عالٍ من الدقة كذلك. إذ كان النص المكتوب أكثر دقة بنسبة بلغت 94 في المائة عند سرعة الكتابة المسجلة المذكورة، ولقد ارتفعت إلى نسبة 99 في المائة مع استخدام نظام التصحيح التلقائي المصاحب.
كان فريق الباحثين قد طور في تجربة سابقة من تقنية مشابهة تسمح للمستخدمين بالإشارة ثم النقر بمجرد العقل فقط. الأمر الذي أتاح للمستخدمين بالكتابة وقتذاك بمعدل تسجيل بلع نحو 40 حرفاً في الدقيقة. بيد أن فريق الباحثين اعتقدوا أن الاستعانة بإشارات الدماغ ذات الاتصال المباشر بالكتابة اليدوية ربما تسفر عن الوصول إلى نتائج أفضل. وقال الدكتور فرانك ويليت، وهو عالم الأعصاب واختصاصي الأبحاث العصبية، ومن الباحثين المشاركين في المشروع: «نرغب في العثور على وسيلة جديدة تسمح للناس بالتواصل فيما بينهم بصورة أسرع».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.