حملات تطعيم ضد «كورونا» في دمشق وإدلب

«الإدارة الذاتية»: نحتاج 1.2 مليون جرعة

من حملة التلقيح في مدينة إدلب شمال غربي سوريا (الشرق الأوسط)
من حملة التلقيح في مدينة إدلب شمال غربي سوريا (الشرق الأوسط)
TT

حملات تطعيم ضد «كورونا» في دمشق وإدلب

من حملة التلقيح في مدينة إدلب شمال غربي سوريا (الشرق الأوسط)
من حملة التلقيح في مدينة إدلب شمال غربي سوريا (الشرق الأوسط)

أطلقت وزارة الصحة السورية حملة تلقيح وطنية ضد فيروس كورونا استهدفت الكوادر والفرق الطبية في الصفوف الأمامية بالقطاع الطبي، في وقت تواصل فيه «مديرية صحة إدلب» تطعيم الكوادر الطبية والعاملين في المجال الإنساني، بينهم إعلاميون مع منظمات إنسانية، فيما طالبت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا بمليون جرعة لقاح للتصدي لانتشار الوباء الذي يهدد سكان مناطقها والمخيمات المكتظة.
وقال وزير الصحة السوري حسن الغباش إن توزيع لقاحات «كوفيد - 19» تتم وفق أولويات التصدي لانتشار الفيروس، وحدد الفئات الأولى التي تتلقى التطعيم حالياً: «العاملون في القطاع الصحي وكبار السن، والمواطنون الذين يعانون أمراضاً مزمنة، يتربعون فوق رأس أولويات قوائم التمنيع على المستوى الوطني».
وأكد الغباش تلقي كوادر وزارة الصحة الجرعة الأولى من لقاح «سبوتنيك V» الروسي، على أن ينال الراغبون بتلقي لقاحات أخرى، جرعاتهم، كل وفق رغبته، وستخصص المرحلة الأولى من حملة التلقيح الوطنية للفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا.
وانخفضت أعداد الإصابة بفيروس كورونا في دمشق وباقي مناطق الحكومة السورية مقارنة مع شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضي، التي شهدت ارتفاعاً غير مسبوق، وأعلنت وزارة الصحة أمس (الثلاثاء)، تسجيل 60 إصابة جديدة بفيروس كورونا وشفاء 287 حالة ووفاة 7 من الإصابات المسجلة بالفيروس في عموم المناطق الخاضعة للقوات النظامية، لترتفع الحالات إلى 23439 إصابة إيجابية، تماثل للشفاء 19024، وتوفي 1664 حالة.
وخصصت منصة «كوفاكس» مليوناً و20 ألف جرعة من لقاح «أسترازينيكا». وقال نبوغ العوا عضو الفريق الاستشاري لمواجهة جائحة «كوفيد - 19» بالحكومة السورية، إن «دفعات اللقاحات الروسية والصينية والهندية المضادة للفيروس وصلت إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بينها 200 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا ستعطى لمن هم تحت سن 50 عاماً، كونه يسبب أحياناً بعض التخثرات الدموية التي تهدد الحياة بحسب منظمة الصحة العالمية». ووصلت 150 ألف جرعة من لقاح «سينوفارم» الصيني. وكانت روسيا قدمت دفعة من اللقاح الروسي «سبوتنيك». ولفت العوا إلى أن «اللقاحين الروسي والصيني سيعطيان للأطباء والأشخاص تحت 50 عاماً لتجنب حصول أي مفاجآت»، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح في سوريا حتى اليوم لم يصابوا بأي آثار جانبية مخيفة، «إنما حصل معهم ارتفاع حرارة وإجهاد عضلي وبعد يومين أو ثلاثة ذهبت الأعراض».
وفي إدلب شمال غربي البلاد، يجهد «فريق لقاح سوريا» ومديرية صحة إدلب التابعة للمعارضة المسلحة، على تطعيم كوادر القطاع الصحي والعاملين بمديريات الصحة والإعلاميين المتعاقدين مع المنظمات الإنسانية، وقال عضو الغرفة المركزية للفريق الدكتور مروان قدور، إن «المرحلة الأولى من اللقاح تستهدف الكوادر الصحية والعاملين في الشأن الإنساني، أما المرحلة الثانية، فتستهدف كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والعاملين بالشأن العام»، على أن تبدأ حملة تطعيم المسنين فوق 60 عاماً، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة من عمر 25 عاماً إلى 59 عاماً، في وقت لاحق بعد توفر دفعات ثانية من اللقاح.
وسجلت الكوادر الطبية بمناطق المعارضة إصابة 28 حالة إيجابية بفيروس كورونا في مناطق إدلب وريف حلب، ليرتفع العدد الكلي للإصابات إلى 22197 إصابة، منها 655 حالة وفاة، و20236 حالة تماثلت للشفاء.
بدوره، أوضح رئيس شعبة الإعلام بمديرية صحة إدلب عماد زهران أن الإعلاميين الذين تلقوا اللقاح لديهم عقود مع منظمات إنسانية عاملة بالشمال السوري، «وبناء على ذلك تلقوا اللقاح، فمديرية الصحة و(فريق لقاح سوريا) يعملان بأقصى الإمكانات لضبط عملية التلقيح وعدم تكرار أي مخالفة تؤثر على سير عملية التطعيم».
وفي شمال شرقي سوريا، أعلنت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية، تسجيل 7 وفيات و60 إصابة جديدة بفيروس كورونا في مناطق نفوذها. وقال الدكتور جوان مصطفى رئيس الهيئة إن معظم الإصابات تركزت في محافظتي الرقة (25 إصابة) والحسكة (16 إصابة)، ليبلغ إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا 16691 إصابة، بينها 677 حالة وفاة و1718 حالة شفيت من الوباء.
وأوضح مصطفى أن مناطق الإدارة يعيش فيها ما يزيد على 4 ملايين نسمة وأكثر من 120 ألف نازح ولاجئ يقطنون في 12 مخيماً «يحتاجون إلى مليون جرعة من اللقاح». وكشف أن منظمة الصحة العالمية أرسلت 645 لقاحاً مضاداً للفيروس كحصة مناطق الإدارة، وتابع: «هذا العدد ينافي عدالة توزيع اللقاح للمناطق المتضررة بسوريا، وهذا يدل على مدى وجود تناقض في مبادئ وسياسات عمل المنظمة الدولية».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.