«إير تاغ» الجديد من {آبل}: متعقب صغير مدعوم بتقنية مستقبلية

اختبارات ميدانية للتعرف على مزاياه

«إير تاغ» الجديد من {آبل}: متعقب صغير مدعوم بتقنية مستقبلية
TT

«إير تاغ» الجديد من {آبل}: متعقب صغير مدعوم بتقنية مستقبلية

«إير تاغ» الجديد من {آبل}: متعقب صغير مدعوم بتقنية مستقبلية

من الخارج، يبدو إكسسوار «إير تاغ» AirTag الذي طرحته آبل أخيرًا منتجًا مألوفًا، إذ أنه متعقب دائري الشكل يمكن تعليقه بأشياء عدة كمفاتيح المنزل، ليساعدكم في العثور عليها بسهولة. ولكن التكوين الداخلي لهذا الإكسسوار هو المثير حقًا للاهتمام.

- تقنية جديدة
يعتبر «إير تاغ» الذي أعلنت عنه آبل الأسبوع الماضي، أول جهاز إلكتروني استهلاكي يدعم تقنية لا سلكية جديدة تعرف باسم «النطاق فائق العرض» ultrawideband تتيح للمستخدم رصد المسافة الدقيقة التي تفصله عن أشيائه. يستطيع جهاز الآيفون تحسس ما إذا كانت وحدة «إير تاغ» على مسافة بوصة واحدة (2.5 سنتمتر قريبا) أو عدة أمتار منه. ويتسم هذا الإكسسوار بدقة عالية، إلى درجة أن التطبيق المرافق له يعرض لكم سهمًا على شاشة الهاتف يشير لكم باتجاه وجوده.
يقدم هذا الابتكار الجديد أداءً أفضل بكثير من المتعقبات المنتشرة الأخرى التي تعتمد على البلوتوث، التقنية اللاسلكية القديمة التي بالكاد تستطيع تكهن مسافة الأشياء.
إن استخدام النطاق فائض العرض للعثور على الأشياء الضائعة ليس إلًا مثالًا مبكرًا على ما يمكن لهذه التقنية أن تقدمه. فبفضل قدرته على نقل بيانات المسافة الدقيقة بسرعة بين الأجهزة، قد يتحول النطاق الفائق العرض إلى المعيار اللاسلكي المقبل ليخلف البلوتوث، ويؤدي بالتالي إلى تحسين صناعة العديد من الأجهزة اللاسلكية كالسماعات ولوحات المفاتيح وأجهزة التحكم بألعاب الفيديو.
في تعليق له على متعقبات «إير تاغ»، قال فريدريك نابكي، رئيس قسم التقنية في شركة «سبارك مايكرو سيستمز» التي طورت تقنية النطاق الفائق العرض في مونتريال: «هذا أقل ما يمكن أن تقدمه هذه التقنية التي ترسل البيانات بسرعة شديدة».
اختبرت وحدات «إير تاغ» (29 دولارًا) التي أصبحت متوفرة في الأسواق لمدة أسبوع. استخدمت المتعقب للعثور على مفاتيح منزلي وتحديد موقع كلابي وتعقب حقيبة ظهري. كما أجريت اختبارات على «تايل» Tile (25 دولارًا)، وهو متعقب آخر متوفر في الأسواق منذ ما يقارب الثمانية أعوام ويعتمد على تقنية البلوتوث.
في جلسة استماع لمكافحة الاحتكار جرت الأسبوع الماضي، تقدمت شركة «تايل» بشكوى مفادها أن آبل نسخت منتجها وعرضت بذلك شركات صغيرة لخسائر كبيرة. ولكن من خلال اختباراتي للمتعقبين، وجدت أن تقنية النطاق الفائق العرض تفوقت بأشواط على البلوثوت في العثور على الأشياء، بل حتى أن متعقب «إير تاغ» يشكل نموذجًا واضحًا على أن هذه التقنية الجديدة هي المستقبل الذي يستحق حماسنا.

- مزايا مبتكرة
إليكم فيما يلي ما يجب أن تعرفوه:
> كيف تعمل تقنيتا النطاق الفائق العرض، والبلوتوث؟ احتاج تطوير تقنية النطاق الفائض العرض إلى 15 عامًا، ولكن دمجها في الرقاقات المستخدمة في أجهزة الآيفون وغيرها من الهواتف الذكية لم يحصل إلا في السنتين الماضيتين.
عندما تستخدمون النطاق الفائق العرض للعثور على الشيء المتعقب، تعمل التقنية كجهاز السونار الذي يرصد الأجسام تحت الماء. يرسل المستخدم نقرةً للمتعقب، ومن ثم يرد المتعقب بنقرة على الهاتف، ويستخدم الوقت الفاصل بين النقرتين لاحتساب المسافة بينه وبين الهاتف.
أما عندما تستخدمون البلوتوث للعثور على متعقب، يبث هاتفكم إشارات متواصلة للبحث عنه. كلما زادت المسافة بينكم وبين المتعقب، أصبحت الإشارة أضعف... وكلما اقتربتم أكثر منه، أصبحت الإشارة أقوى. تستخدم هذه التقنية لتزويدكم بتقدير تقريبي للمسافة التي تفصلكم عما تبحثون عنه.
> «تايل» في مواجهة «إير تاغ». ولكن، ماذا تعني التقنيتان اللاسلكيتان لجهة التطبيق والممارسة؟ يعمل متعقب «تايل» مع هواتف الآيفون والأندرويد مستخدمًا تقنية البلوتوث للعثور على الأشياء. ولاستعماله، على المستخدم أن يفتح تطبيق «تايل» ويختار الشيء الذي يريد العثور عليه ومن ثم ينقر على زر «إيجاد». بعدها، يعمل التطبيق على العثور على «تايل» ويرسل إشارة للاتصال بالمتعقب ويدفعه إلى تشغيل نغمة موسيقية. إذا كانت إشارة الاتصال ضعيفة، سيطلب منكم التحرك في الأرجاء حتى تصبح الإشارة أقوى.
وإذا لم يستطع الهاتف العثور على «تايل» لأنه خارج نطاقه، على المستخدم أن يضعه في «وضع الضائع»، ليبدأ المتعقب بالبحث عن مالكي «تايل» آخرين يسمحون لتطبيقه بالوصول إلى مواقعهم للمساعدة في العثور على مقتنيات ضائعة تخص أشخاصًا آخرين. إذا كان أحد الأشخاص الذين قبلوا بالمساعدة موجودا بالقرب من متعقب «تايل» الخاص بكم، سيشارك جهاز هذا الشخص موقعه مع شبكة «تايل»، التي ستعرض لكم أين رصد الشيء الذي تبحثون عنه آخر مرة على الخريطة.

- متعقبات الآيفون
من جهتها، تعمل متعقبات «إير تاغ» من آبل مع أجهزة آيفون القديمة والحديثة، إلا أن آخرها (أي الآيفون 11 و12) هي التي تستفيد من قدرات النطاق الفائق العرض الدقيقة في تحديد الموقع. للعثور على أي شيء ضائع، على المستخدم أن يفتح تطبيق «فايند ماي» واختيار الشيء والنقر على «إيجاد». من هنا، يبدأ التطبيق اتصالًا مع متعقب «إير تاغ»، ويجمع البيانات التي التقطتها كاميرا الآيفون وأجهزة استشعاره ورقاقة النطاق الفائق العرض المتوفرة فيه، لإرشاد المستخدم إلى موقع المتعقب بواسطة سهم يدله على المكان. أما إصدارات الآيفون الأقل حداثة، فتستطيع تعقب «إير تاغ» بواسطة البلوتوث وباستخدام وسيلة شبيهة بتلك التي يستخدمها «تايل».
وكما في حالة «تايل»، عندما يضيع «إير تاغ» خارج نطاق هاتف المستخدم، يمكن تحويله إلى «وضع الضائع» ليتيح لمستخدمي هواتف آبل الآخرين العثور عليه ومساعدة صاحبه في تحديد آخر مكان رصد فيه على الخريطة.

- اختبارات ميدانية
تظهر مكاسب تقنية النطاق الفائق العرض بوضوح ببضعة اختبارات فقط.
في واحدة من تجاربي، طلبت من زوجتي أن تخبئ عدة وحدات من «إير تاغ» و«تايل» في أنحاء مختلفة من المنزل وأن تقيس الوقت الذي احتجته للعثور عليها.
في أحد الاختبارات، خبأت وحدة «إير تاغ» متصلة بمفاتيح دراجتي النارية في غرفة النوم. استخدم تطبيق «فايند ماي» من آبل السهم لإرشادي لتوجيهي نحو الفراش، وضغطت على الزر لدفع المتعقب إلى تشغيل صوت. بعد بعثرة الأغطية والنظر تحت السرير، وجدت متعقب آبل تحت الفراش. احتاج الأمر حوالي 90 ثانية. بعدها، كان علي أن أعثر على «تايل» المتصل بمفاتيح المنزل. فتحت تطبيقه وضغطت على زر «إيجاد». قال التطبيق إن الإشارة ضعيفة واقترح علي التجول في المنزل للعثور على اتصال أقوى. عندما نزلت إلى الطابق السفلي، تمكنت من سماع نغمة «تايل» وأبلغني التطبيق أن الإشارة تزداد قوة. وجدت المتعقب داخل حاوية في المرآب وتطلب الأمر حوالي دقيقة واحدة.
أما أصعب اختبار، فكان لوحدة «إير تاغ» مخبأة في كتاب. فقد أشار تطبيق «فايند ماي» باتجاه الرف الصحيح ولكنه لم يستطع تحديد الكتاب الذي وضع المتعقب داخله. بعد إنزال أربعة كتب عن الرف وتقليب بعض الصفحات، وجدت المتعقب داخل كتاب للطهي... احتاج الأمر نحو ثلاث دقائق تسلت خلالها زوجتي كثيرًا.
ولاختبار كيف يعمل المتعقبان عندما يكونان بعيدين جدًا عن الهاتف، وصلت «تايل» و«إير تاغ» بطوقي كلبي وضبطت المتعقبين بوضع الضائع عندما أخذت زوجتي الكلبين في نزهة. وأخيرًا، ساعدني هاتفان قريبان منها في تحديد موقع الكلبين في الحي.

- الخلاصة
صحيح أن «إير تاغ» يقدم نموذجًا مثيرًا للإعجاب لاستخدامات تقنية النطاق الفائق العرض، ولكن هذا الأمر لا يجعل منه المتعقب المفضل للجميع.
فبسبب توافق «إير تاغ» مع منتجات آبل فقط، يمكنني أن أقدمه لحاملي هواتف الآيفون، ليبق «تايل» الخيار المناسب لمستخدمي الأندرويد.
ولا بد من الإشارة إلى أن «إير تاغ» لا يزال بعيدًا جدًا عن الكمال. فقد تمنيت مثلًا لو أن صوته كان أعلى، لا سيما أنه منخفض جدًا مقارنةً بصوت «تايل»، ما قلل فعاليته أثناء عملية البحث. كما أنني لم أحب فكرة اضطرار المستخدم لشراء إكسسوار منفصل كعلاقة المفاتيح لحمله.
في المقابل، يأتي «تايل» مع فتحة ملتحمة بزاويته لوصله بعلاقة المفاتيح أو رأس سحاب. (وتجدر الإشارة إلى أن علاقة المفاتيح الجلدية من آبل تباع بـ35 دولارًا، أي أنها أغلى من متعقب «إير تاغ» نفسه فهو بـ29 دولارًا).
ولكن متعقب آبل أثبت فعالية كبيرة في نقل البيانات. يرى نابكي أن تقنية النطاق الفائق العرض قد تؤدي إلى نقلة نوعية في فئة الأجهزة اللاسلكية، وأعطى مثال السماعات اللاسلكية التي تتصل فورًا، وتستخدم بطاريةً صغيرة وتقدم أداءً شبيهًا بالنماذج السلكية منها. وهذا الأمر يبدو مثيرًا للاهتمام أكثر من العثور على مفاتيح المنزل.


مقالات ذات صلة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
TT

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تنتهي اليوم فعاليات مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» (Microsoft Ignite) السنوي في مدينة شيكاغو الأميركية، بحضور تجاوز 14 ألف زائر، الذي استعرضت «مايكروسوفت» خلال أيامه الثلاثة أكثر من 80 خدمة ومنتجاً وميزة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي بخدمة الموظفين

طوّرت الشركة خدمة «مايكروسوفت 365 كوبايلوت» (Microsoft 365 Copilot) الخاصة بالشركات، مقدمة «أفعال كوبايلوت» (Copilot Actions) التي تسمح بأتمتة المهام اليومية في مجال العمل بأوامر بسيطة، مثل الحصول على ملخص اجتماعات «تيمز» (Teams) في ذلك اليوم أو إعداد التقارير الأسبوعية أو تلخيص ما الذي يجب القيام به حسب الرسائل الواردة إلى بريد المستخدم والاجتماعات التي حدثت قبل عودته من إجازته السنوية، وغيرها.

 

 

«عملاء مايكروسوفت»

كشفت الشركة كذلك ميزة «عملاء مايكروسوفت» (Microsoft Agents) التي تسمح بالبحث في ملفات الشركة وتحليلها والإجابة على أسئلة الموظفين أو العملاء بكل خصوصية، وتلخيص النتائج بهدف تسريع اتخاذ قرارات العمل. وتعمل هذه الميزة في خدمة «شيربوينت» (SharePoint) لكل شركة.

 

 

 

المترجم الفوري

ويمكن لعميل ذكاء اصطناعي اسمه «المترجم الفوري» (Interpreter) ترجمة محادثات الاجتماعات المرئية في «تيمز» بهدف كسر الحواجز اللغوية والتركيز على جوهر الاجتماع، مع القدرة على محاكاة صوت المستخدم بلغة الطرف الثاني. ويمكن لعميل ذكي آخر اسمه «المُيَسِّر» (Facilitator) تلخيص اجتماعات «تيمز» وأتمتة إدارة المشاريع عبر جميع مراحلها. كما يستطيع بعض عملاء الذكاء الاصطناعي مساعدة الموظفين على حلّ مشاكلهم التقنية دون الحاجة للعودة إلى قسم الدعم الفني، والإجابة على أسئلتهم المتعلقة بسياسات الشركة والموارد البشرية والمشتريات، وغيرها.

الذكاء الاصطناعي رفيق المبرمجين

ولتسهيل تضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامج الشركات والأفراد، تقدم «مايكروسوفت» ما تسميه بـ«مسبك آجور للذكاء الاصطناعي» (Azure AI Foundry) الذي يوفر مجموعة برمجية للذكاء الاصطناعي وبوابة لتطوير عملاء الذكاء الاصطناعي.

وتوفر هذه المجموعة البرمجية أكثر من 25 قالباً مسبق الإعداد (Template) للذكاء الاصطناعي تسمح بتطوير تطبيقات مدعومة بهذه التقنية وتبسيط عملية البرمجة ونشرها عبر منصات «غيتهاب» (Github) و«فيجوال ستوديو» (Visual Studio) و«كوبايلوت ستوديو» (Copilot Studio). وتسمح البوابة للمبرمجين اكتشاف خدمات وأدوات ونماذج ذكاء اصطناعي تناسب احتياجاتهم واحتياجات الشركات التي يعملون لديها.

حماية المستخدمين

حذّرت «مايكروسوفت» أن عدد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف سرقة كلمات السرّ قد ارتفع خلال آخر 3 أعوام من 579 إلى أكثر من 7000 هجمة في كل ثانية، مع مضاعفة العدد في آخر سنة، ما يضع سبل الحماية التقليدية في موضع لا يسمح لها اللحاق بتقدم القراصنة.

مبادرة المستقبل الآمن

هذا الأمر يتطلب إعادة تطوير عملية حماية المستخدمين، ما دفع الشركة إلى إطلاق «مبادرة المستقبل الآمن» (Secure Future Initiative) التي طلبت من 34000 مهندس العمل على أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية وتطوير مقاومة البرامج ونظم التشغيل وأجهزة المستخدمين لطوفان الهجمات الرقمية الذي تتسارع وتيرته في كل يوم.

وكشفت كذلك عن عملها على تطوير «مايكروسوفت سيكيوريتي إكسبوجر مانجمنت» (Microsoft Security Exposure Management) الذي يقوم بتحليل آلية تواصل الأجهزة المختلفة والبيانات والهوية الرقمية والشبكات، بعضها مع بعض، داخل بيئة العمل واكتشاف العلاقات بينها وعرض مسار الاختراقات الممكنة لأي قرصان إلكتروني، وذلك لاكتشاف نقطة الضعف في البيئة المعقدة التي يمكن للقراصنة الدخول منها، وتوقع هدفهم وتتبع المسار المفترض لهم عبر الأجهزة المختلفة للوصول إلى الهوية الرقمية أو البيانات الحساسة، ومن ثم حماية ذلك المسار بشكل استباقي على صعيد سدّ الثغرات في الأجهزة أو البرامج أو نظام التشغيل أو الشبكة، وغيرها من العوامل الأخرى. كما يستطيع هذا المشروع التأكد من سلامة الاحتياطات الأمنية للفريق التقني داخل الشركة.

وأطلقت الشركة نظام «مايكروسوفت سيكيوريتي كوبايلوت» (Microsoft Security Copilot) المدعوم بالذكاء الاصطناعي للقيام بالوظائف الأمنية باستخدام الذكاء الاصطناعي بكل سلاسة وسهولة، حيث أظهرت الدراسات انخفاض معدل مدة حلّ المشاكل الأمنية لدى استخدام هذا النظام بنحو 30 في المائة.

أجهزة الذكاء الاصطناعي

واستعرضت الشركة أول جهاز من فئته، مصنوع خصيصاً للاتصال بأمان مع خدمة «ويندوز 365» السحابية، اسمه «ويندوز 365 لينك» (Windows 365 Link).

الجهاز بسيط وآمن، وسيتم إطلاقه في أبريل (نيسان) 2025 المقبل، بسعر 349 دولاراً أميركياً، ويسمح للمستخدمين بالعمل بأمان مع نظام التشغيل «ويندوز» السحابي بكل سرعة وموثوقية.

ولا يقوم الجهاز بتخزين أي بيانات داخله، ولا يقوم بتثبيت أي برامج فيه، مع تقديم وحدة معالجة للذكاء الاصطناعي مدمجة فيه لتسريع التفاعل مع البيانات والحصول على النتائج بكل سلاسة.

 

تحليل علوم الأرض

وعلى الصعيد نفسه، تعاونت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» مع «مايكروسوفت» لتطوير أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي اسمها «كوبايلوت الأرض» (Earth Copilot) تهدف إلى تبسيط عملية تحليل البيانات المرتبطة بعلوم الأرض التي تجمعها الأقمار الاصطناعية الخاصة بـ«ناسا». وسيتم نشر هذه البيانات المعقدة للجميع بهدف مشاركة المعلومات المهمة مع العلماء والباحثين والطلاب والمدرسين وصناع السياسات وعموم الناس.

وستستخدم الوكالة خدمة «آجور أوبين إيه آي» (Azure OpenAI Service) لتذليل العقبات التقنية وتمكين المجموعات المختلفة للمستخدمين من التفاعل مع البيانات العلمية لكوكب الأرض، ما يدل على الأبواب التي يفتحها الذكاء الاصطناعي لتسهيل وتبسيط عملية التعليم والبحث وتحليل مجموعات البيانات الضخمة في المجالات العلمية وسنّ السياسات، وفي مجالات الزراعة والتخطيط الحضري والاستجابة في حالات الكوارث، وغيرها.

ويمكن زيارة الموقع من هذا الرابط: www.earthdata.nasa.gov/dashboard